حوار مع كوروني
• فيروس كوروني: مرحبا.
• إنسان: مرحباً من أنت؟
• أنا أحد مخلوقات الله من عائلة كورونا واسعة الانتشار أسموني كوفيد- 19.
• إذاً لا أهلا ولا مرحباً بك أيها المخلوق الخبيث.
• لماذا تصفني بالخبيث؟
• لأنك قتلت الكثير من أهل الأرض بعد أن عرضتهم لأصنافٍ من الألم.
• هناك الكثير من الأمراض القاتلة التي قتلت أكثر مني بكثير لكنكم لم تصفوها وتتهموها كما اتهمتموني.
• أنت أخطر وأعنف إذا ذُكر اسمك ارتعدت القلوب وجفت الحلوق.
• تصفوني بالمخيف الخبيث؟! لماذا لم يصف المجتمع الدولي بشار الأسد بالخبيث بعد أن قتل من شعبه أكثر من مليون إنسان، وشرد نصف شعبه، بل يقف معظم العالم معه ويربت على كتفه ويبارك ما يقوم به من قتل وإجرام.
• كلامك صحيح ولكنك ما زلت مستمراً في شرّك.
• ومازال بنو الإنسان ومنهم بشار مستمرين في قتلهم وإجرامهم.
• نعم ولكنني ما زلت مقتنعا بأنك الأخطر.
• أريد أن تعرف أن الجراثيم والفيروسات عموماً لا تصيب الناس على شكل وباء إلا بما جنت أيديهم، فلا يذهب الفيروس ليبحث عن الناس ليقتلهم، فنحن نبقى في حالنا لا نحرك ساكناً وإذا لم يقترب منا أحد أو يتعدى، نموت حيث نحن ولا يسعفنا ولا يحيينا إلا تفريط من أرعن، أو إهمال من كسول مهمل.
• أشعر أنك تقول بعضا من الحقيقة وإنني ما زلت على وجلٍ منك.
• وأزيدك بأننا لا نشكل وباء إلا إذا أراد البشر ذلك لمصالحهم وأهدافهم، وربما قرأت عن الأوربيين حين احتلوا أمريكا كيف أهدوا أصحاب البلاد من الهنود الحمر بطانيات ملوثة بالطاعون والجدري والكوليرا والدفتريا، فكانت النتيجة كارثية حصدت الآلاف المؤلفة من الأرواح دون أي عناء، فبني البشر هم من حرك هذه المكروبات ووجهها.
• لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ما كنت أعلم بكثير مما ذكرت.
• فكيف إذا عرفت ما فعله الإنسان ببني الإنسان فلم يكن قتل هولاكو لأهل بغداد حتى أصبح ماء نهرها بلون الدماء ولم يكن للفيروسات أدنى علاقة بذلك، والذين قتلوا في الحربين العالمية الأولى والثانية أكثر من سبعين مليون من البشر والفيروسات بريئة من دمائهم، وقتل الأوربيون عشرات الملايين من الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا دون تدخل من أي فيروس، والأمثلة كثيرة لا تكاد تحصى، ولا ننسى والد بشار الذي قتل في مدينة حماة لوحدها أكثر من أربعين ألف سوري لم يكن لكورونا ولا لأي فيروس دخل من قريب أو بعيد.
• بدأت أصدقك وأشعر بأنك أقل شراً من كثير من بني الإنسان، وبدأت أفهم بأنك لا تخطط للقضاء على أحد، وإنك مخلوق كباقي الخلق، فكلنا تحت رحمة الله ونسبح له، وويل لمن عصاه وابتعد عن هداه.
• اعلم أيها الإنسان الطيب أن عدد من قتلهم البشر أكثر بكثير ممن قتلتهم عائلتي من آل كورونا، ولا مجال للقياس فعدد من ماتوا بسبب الكورونا جاوز المئتي ألف قليلاً لم تقصد عائلتي قتلهم ولم تخطط لذلك، وهذا العدد لا يصل إلى خمس من قتلهم بشار وزبانيته، فما بالك بما فعل المجرمون على مستوى العالم، والفرق بيننا هو أننا جند من جنود الله لا نحيد عما أُمرنا به، بينما القتلة من بني البشر يقتلون مصلحة وتشفياً وتكبراً وتغطرساً وتسلطاً وحباً وإمعاناً في الشر والجريمة.
• والله ما ذكرته حق، وأنا ممتن لك أيها الكوروني الصغير لما قدمته لي من بيان وتجربة، وأقسم لك بأنك أشرف وأرحم بكثير من قادتنا في الشام المبارك، وفي الكثير من بلاد العالم، وكنت أودّ لو أنك تأخذ ثلة من عائلتك الكورونية وتنزل ضيفاً على هؤلاء الظلمة، ولكنني عرفت منك بأنك لا تذهب لأحد من تلقاء نفسك، فلذلك أرجو الله تعالى أن يسلط مجموعة من الأقوياء من عائلتكم لينزلوا في قصور الظالمين، ليشغلوهم بأنفسهم عن المعذبين والمظلومين من العالمين.
وسوم: العدد 876