مسرحية ايران والعرب..
الفصل الاول من المسرحية :
عودة روبرت مالي مرة اخرى للمفاوضات مع ايران .
من هو روبرت مالي ؟
هو ابن لأب اسمه سيمون مالي يهودي حلبي الاصل، شيوعي العقيدة، اقام في مصر وحصل على جنسيتها ، عينه الرئيس عبد الناصر مراسلاً في نيويورك لصحيفة «الجمهورية»، وكان يبعث برسائله الاذاعية من مقر الأمم المتحدة ويختمها بعبارة: «هنا سليم مالك من نيويورك».
اما والدة روبرت ، فهي بربارة يهودية من أصل روسي، والدها كان يسارياً معروفاً من «المنشفيك»،
فاز سيمون الاب بقلب بربارة. وتزوجا وانتقلا في أواخر الستينات للإقامة في باريس. أسسا مجلة «أفريك آزي» وللحصول على شهرة متميزة في عالم الصحافة ، تجرأ وبدعم من خصوم جيسكار ديستان الاشتراكيين ونشر مقالاً عن فضيحة أحجار الألماس التي تلقاها الرئيس جيسكار هدية من الإمبراطور الأفريقي بوكاسا. الامر الذي ادى الى سحبه من قبل رجال الأمن ووضعه مرفقاً بسيارة أجرة واقتادوه إلى المطار ووضعوه في طائرة ذاهبة إلى نيويورك. ولم يكن معه جواز سفره الأميركي الذي حصل عليه بعد أن منع السادات تجديد جوازه المصري.
خسر جيسكار ديستان الانتخابات الفرنسية، بسبب هدية بوكاسا، وجاء الرئيس الاشتراكي ميتران إلى الحكم. وعاد سيمون مالي مظفراً إلى باريس.
بعد مسيرة حافلة زادت على الثمانين حولاً، توقف قلب سيمون مالي في صيف 2006.
مايهمنا الان روبرت مالي، نجل سيمون وبربارة، الولد الذي لعبت مقاعد الدراسة دوراً في ترتيب مصيره. فهو كان زميلاً لباراك أوباما في الجامعة، ما أتاح له فيما بعد العمل في حملة الرئيس. لكن البداية كانت في باريس، حين تشارك منضدة الصف في المدرسة الدولية مع طالب أميركي آخر يدعى أنتوني بلينكن، هو اليوم وزير خارجية الولايات المتحدة. ووظيفته اليوم الخبير الذي اختاره الرئيس الأميركي الجديد ليكون مبعوثاً إلى إيران.
وهذه المجموعة التي جمعها هدف واحد هي التي اسست للاتفاق النووي في العهد الاوبامي وهي التي اعطت الضوء الاخضر لايران بالتمدد بالعالم العربي وهي التي عادت بطريقة او باخرى لتحتل مرة ثانية مقاعدها بإدارة الرئيس بايدن في ماسمي مراجعة اتفاق اوباما-ايران النووي!؟
الفصل الثاني:
الحوثيون دولة عظمى
الحوثيون جزء من الشعب اليمني يمثلون اقليةً فهم بحدود ٣٪ من مجمل الشعب اليمني حسب دراسة للمحامي القانوني حسن سمير ، وينتمون الى التيار الشيعي المدعوم من ايران ، استغلوا الربيع العربي والمظاهرات الحاشدة في اليمن ضد علي عبد الله صالح فاحتلوا العاصمة صنعاء بخيانة من صالح طمعاً منه بالمحافظة على بعض النفوذ ، ومع الزمن تمددوا في انحاء البلاد فاغتالوا شريكهم علي عبد الله صالح واستولوا على جيشه ومعداته العسكرية .والمأساة الكبرى ان دولة الامارات لعبت دوراً بدعم الحوثيين نكاية بجمعية الاصلاح اليمنية السنية والتي اعتبرتها جناح للاخوان المسلمين.
واسوة بتكتيك انظمة الصمود والتصدي او ما سمي بحلف المقاومة والممانعة، كان على الحوثيين رفع شعاراتهم انسجاماً مع هذه السياسة واهمها :
الموت لامريكا - الموت لاسرائيل ولاينسوا ان يضيفوا عبارة "والنصر للاسلام" والمقصود الاسلام المزيف المستورد من ملالي ايران ضحكاً على اللحى . ولم يمض عشرون يوماً على تشكيل بايدن لطاقمه القديم -الجديد للاجتماع مع الايرانيين حتى بدأ الحوثيون بتوجيه طائراتهم المسيرة وصواريخهم الايرانية الصنع باتجاه السعودية ، ورغم هذه الهجمات العشوائية ورغم شعارات الموت لامريكا الموت لاسرائيل ورغم الاهانات اللفظية المتكررة من الحوثيين لامريكا ، فقد اعلنت الادارة الامريكية الجديدة فجأة اخراج الحوثيين من قائمة الارهاب !!!!
الفصل الثالث:
لعبة اطفال
بدأت سياسة الشد والجذب مع ايران بتدخل اوروبي ، فتارة تهدد ايران امريكا بانها ستتنصل من الاتفاق وانها بدات رفع نسبة تخصيب اليورانيوم ، وتارة تهدد امريكا ايران.
وتدخل اسرائيل على الخط بشكل مفاجيء لتضع سفينة لها في الخليج لتصاب بلغم بحري وذلك لاعطاء جدية ومصداقية لخلاف مستحكم بين اسرائيل وامريكا من جهة وبين ايران من جهة اخرى ويبدا ( العياط )من الطرفين، ثم يتدخل الاوروبيون فيقفون تارة مع ايران وتارة مع الولايات المتحدة كمكوك الحايك ، وكاننا امام لعبة اطفال في الحارة يتخاصمون ، فهذا يقول صالحني اولاً والثاني يقول : لا ..انت اولاً ، وفي اليوم التالي ترى هؤلاء الاطفال يلعبون معاً كرة القدم بالحارة .
الفصل الرابع:
لا يفنى الذئب.. ولا تفنى الغنم
اعزائي القراء
كانت العرب تقول هذا المثل قديما، ويعني أن كل طرف يبقى كما هو، الذئب باق، والغنم كذلك، للمحافظة على الميزان بينهما.
فهل هذا ماسيحصل بالنهاية ؟
لا اعتقد ذلك بالمطلق، فهناك هجمة مركزة على الدول العربية وعلى المسلمين السنة وهم يمثلون ٩٢٪ من المسلمين ،فالهجمة المخطط لها ان تتحكم بالامة العربية اقلياتها والتي يسهل التعامل معها باسلوب التهديد والوعيد ، وما اعادة امريكا الملف الايراني الى الشخصيات القديمة الا برهان على ذلك ، وبنظرة خاطفة نرى : ايران مركز الشر الشيعي يتم التعامل مع حكامها بطريقة المبالغة بالتوتر معها تارة لارضاء الحلفاء العرب ، ثم خفض هذا التصعيد تارة اخرى لافهام ايران ان مقتضيات المصلحة تقتضي ذلك وان الغرب لن ينقص من امتيازاتها بالدول العربية، فالعراق وسوريا ولبنان واليمن مازالت تحت العباءة الشيعية المرضى عنها وقد يكون هناك وعداً في الطريق بتخفيف قيود المقاطعة عنها .
ولكن هل تتجه هذه المسرحية الى نهايتها قريباً ؟
ايضا لا اعتقد ذلك .
فما يحاك اليوم لدول المنطقة ليس على قاعدة : "لا يفنى الذئب الايراني .. ولا تفنى الغنم العربية " بل على قاعدة يبقى الذئب الايراني مريضاً منهكاً ولكن بأنياب ، وقد تفقد الكثير من الأغنام العربية..!
وسوم: العدد 919