فليتنافسِ المتنافسون

(مسرحية من فصل واحد)

   في قاعة مكتظة بعشَّاق القتل الجماعي والعقاب المجتمعي؛ يجلس المئات ليسَّمَّعوا لنتيجة المباراة حيث سيُنتخب الأفضل قتلاً للإنسانية، وخاصة الأطفال بعمر الزهور الربيعية.

   وبينا هم في هرج ومرج، يدخل الأمين العام السابق للأمم المتحدة فهو المرجح للمنافسة التذبيحية؛ فلا يجد له كرسياً، ما يُضطر رئيس القاعة لئن يجلب له خازوقاً ليجلس عليه؛ فيصيح عندما يدخل ذاك في إسته، ويهيمن على الجمع جمود وسمود وهمود، والكل قد ألجمه العرق النتِن برائحة الصِّنان؛ منتظرين النتيجة الجميلة ... وينادي منادٍ من عَلٍ: "محكمة"؛ ويجلس الحكام كلٌّ على إسفينه، ويصيحون صيحة واحدة عندما تندس الخوازيق في مؤخراتهم التي تنطلق منها روائح واخزة مثل غاز الخردل الذي يقتل به بعض حكام العرب- البائدة، والعاربة، وبعض المستعربة، وبعضهم ليس لهم محل من الإعراب- شعوبَهم، ثم يقول الرئيس: نادِ على المتباري الأول.

-يدخل إلى القاعة بلباس البحر، ولا شيء مستور منه غير المغلظتين، وبيده اليمنى خِنَّوَصُ خنزير صغير، وبالثانية قَشَّة قرد البابون القبيح المصغر؛ وهو يغني: نخن أرباب القتل فلا يتقولنْ علينا عربي ولا عجمي؛ نخن ترند القتل الأصلي، نخنُ قَتَلَة الأنبياء، ونخن من نشرنا زكرياء بالمنشار، ونخن من قتلنا يوحنا، ونخن من قتَّل سبعين من أنبيائنا جملةً، ونخن من قتَّلنا الذين يأمرون بالقسط من الناس؛ فهم عارضونا نخن... ونخن من قتل وذبَّح كل هؤلاء .... نخنُ!

-ينادي رئيس المباريات وكأنه يتكلم من دبره: لمَ جئت بهذين الصغيرين النجسين أيها القبيح النتن؛ وأنت تعلم أنها قاعة للبشر الذين يحبون رائحة الدماء الزكية، وخاصة دماء الأطفال البرآء، والنساء الحوامل، والشيوخ الذين بلغوا من الكبر عِتيَّاً؟!

-فيرد مقهقها وهو يحك دبره: يا سيدي المحكم هؤلاء أجدادنا الكرماء، وهما يريدان أن يريا بأم أنفيهما كيف سأفوز بمباراة الإبادة الجماعية.

-فينهره المحكم قائلاً أعطِ للجمهور المتعطش للدماء نبذة عنك وعن أعمالك التنافسية الحمراء والسوداء، ولا تضيع وقت هؤلاء المحبين لقَصَص القتل ×فهم ينتظرون على أحر من النتن أن يسَّمَّعوا لنوادر أكثر من جنكيز خان وهولاكو ونيرون.

-فيضع جديه الصغيرين على طرفه الأيسر وهو ينحني نحو الأسفل؛ فتنكشف عورته الخلفية تماما فتبدو حمراء قانية بلون إست القرود، فيضج الموجودون في القاعة المقرفة عن بكرة أبيهم بضحك مع ضراط قاتم اللون، ثم يبتسم المتباري قائلاً: يا سيدي اسمي بنيامين نتنياهو (21 أكتوبر 1949) ؛ سياسي إسرائيلي وأرأس حزب الليكود، وأشغل منصب رئيس وزراء إسرائيل منذ 29 ديسمبر 2022، وقد شغلت ذات المنصب منذ 2009 وحتى 2021، وسابقًا منذ 1996 وحتى 1999، لأُعتبر رئيس الوزراء الأطول مدةً في تاريخ إسرائيل حيث خدمت لأكثر من 15 عامًا. كما أنني أول رئيس وزراء يولد في إسرائيل بعد إعلان الاستقلال. فقدت شقيقي الأكبر يوناتان عام 1976 في عملية اقتحام الطائرة الإسرائيلية المخطوفة في مدينة عنتيبة الأوغندية.

وُلِدت في تل أبيب لأبوين يهوديين علمانيين، ونشأت في القدس، وقضيت فترة وجيزة في فيلادلفيا، الولايات المتحدة. عدت إلى إسرائيل عام 1967 لأنضم إلى الجيش الإسرائيلي. وأصبحت قائد فريق في القوات الخاصة سايريت متكال وشاركت في عدة مهام وحصلت على رتبة نقيب قبل أن يتم تسريحي. عملت بعد تخرجي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كمستشار اقتصادي لمجموعة بوسطن الاستشارية. وفي عام 1978، انتقلت إلى إسرائيل وأسست معهد يوناتان نتنياهو لمكافحة الإرهاب. ومن عام 1984 إلى عام 1988 شغلت منصب الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة؛

..... وها أنا اليوم أتوج مهماتي بحرب غزة الدموية حيث كنت الرأس في قتل وجرح عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين وعشرات الآلاف من النساء الحوامل وغير الحوامل، والأجنة الذين يمكن أن يكونوا في المستقبل خمساويين .... ثم يردد راقصا رقصة البُوبْ: نخن أرباب القتل الجماعي، ونخن أصحاب ترندات في تذبيح الأطفال الّرُّضَّع، والشيوخ الرُّكَّع، والنساء العذراى... خماس سوف تبيد إلى أبد الآبدين، وسرمد المذبَّحين... ههههههههههه. ثم انقلب على ظهره فبانت سوآتاه؛ فطفق الأمين العام السابق يخصف له عليهما من ورق الغرقد الممجد .... هههههههههههههههههه ... ولم أقتل قطُّ من شعب الله المختار أحداً أبداً! الموت لخماس .... الموت لخماس.................

-........فينهره الرئيس، ثم يلتفت إلى معاونيه ويستشيرهم سراً، ثم يقول له انزل ياابن الستين (.....) فقد تخسر خسارة كبرى لأن مرافعتك كانت جِد ركيكة؛ فيولِّي وله ضراط أسود محلولك!! ثم ينادى رئيس محكمة تنافس المتنافسين على المتبارز الثاني.

-يقف هذا الثاني وهو يمطُّ رقبته نحو السماء متعالياً متكبراً؛ فيقول له رئيس اللجنة: هلَّا عرَّفت عن اسمك؟

-فيزيد من صلفه مردفاً: الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفُني// والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ.. هاع .. هاع ... هاع .... هاع......

-فيفغر الرئيس فاه وأذنيه وفتحة دبره من التعجب: هل أنت المتنبي، أم أحمد بن الحسين؟

-فيفرقع الرجل ضحكة هستيرية: منِ المتنبي هذا؛ فأنا أشهر منه، ومن نار على علم، الناس تعرفني بلقب ( ذئب العرب )!!

-تفضل الآن وحدثنا عن منجزاتك في خلع رقاب البشرية؟

  • فيغني وهو يرقص رقصة الفالس البدوية: " قتَّلتُ ... وقتَّلتُ كسيراً ... لكنِّي لم أهدأْ أبداً .. "
  • فيقاطعه الرئيس: صهْ، لا أريدك أن تغني لنزار، ولا أن تكون عندليبا أسمرَ سخيفاً... تكلم عن منجزاتك الجنكيزية والهولاكية والهتلرية.
  • ههعع مَن نيرون هذا لتشبهه بي؟ ومن هتلر لتعقد بيني وبينه مقارنة؟! نعم، ثم يتنحنح ويتنخم؛ ويبصق بصقة بزنة 2.99 كيلو جرام من النتن المخزي، ويقول: ما أفخر به هو الهجوم الكيمائي على حلبتشا، فقد كان هجوما بالأسلحة الكيميائية ضد الأكراد في 16 مارس 1988 .... في المدينة الكرديةخلال الأيام الأخيرة من الحرب، وجاء الهجوم في إطار حملة الأنفال في وكمحاولة لصد عملية ظفر 7 الإيرانية. ووقع الهجوم بعد 48 ساعة من سيطرة الجيش الإيراني على المدينة. وخلص تحقيق طبي أجرته الأمم المتحدة إلى استخدام غاز الخردل في الهجوم إلى جانب مهيجات عصبية أخرى مجهولة الهوية.

كان هذا الحادث هو أكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية في التاريخ موجه ضد منطقة مأهولة بالسكان المدنيين، مما أسفر عن مقتل ما بين 3200 و 5000 شخص وإصابة 7000 إلى 10000 آخرين معظمهم من المدنيين. وأظهرت النتائج الأولية من الدراسات الاستقصائية للمنطقة المنكوبة زيادة في معدل الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية في السنوات التي تلت الهجوم ... ههععغغخخفف!!!

  • فضحك الرئيس ضحكة متوسطة المدى؛ ثم نادى على المتباري الثالث، فجاء يركض هرولة؛ وهو عُريان تماماً.
  • ثيدي الريئث، لا يمكن أن يتفوق عليَّ أحد أبدا؛ فقد قتَّلت من شعبي مليوناً، وأثناء ذلكم خلثت آلاف الآباء والأمهات من أطفالهم الذين كانوا من الممكن أن يكونوا عاقين في المستقبل؛ فالله قال في ثورة الكهف: " وَأَمَّا ٱلۡغُلَٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤۡمِنَيۡنِ فَخَشِينَآ أَن يُرۡهِقَهُمَا طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗا (80) فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا (81)" ... انظر يا ثيدي فكل شيء مستوحى من القرآن؛ وقد استخدمت معهم الموت الرحيم بالأسلحة الكيمياوية .... ليس هذا فحسب فنخن أباً عن جد معجونون بحب المحتل، وتسليم البلاد بدون ثمن ؛ لأننا ورثنا البلاد بغير حرب// فيهون علينا تسليم البلادِ .... هههثثثثثهههششششش
  • وينظر المتسابق الثالث إلى الأمين العام فيراه مبتهجا كغضنفر ينقض على رئم هزيل؛ فيتبادلان القُبل الهوائية وإشارات المثليين.
  • فيقاطعه الثيد الرئيث للمبارايات التقتيليَّة؛ وقد فغر فاه وفتحتيْ أنفه، وفتحة بوله، ثم يلتفت إلى مساعديه عن ذات اليمين وذات الشمال، ويستشيرهما؛ فيراهما المتفرجون المتعطشون لسماع نتيجة المباراة الدموية التنافسية وهما يُنْغِضان رأسيهما المربعين الأسودين الكالحين بالموافقة التامة الكاملة دون شك أو ريبة؛ وصحيح أنهما لم يفوها بكلمة طوال فترة التحكيم الحمراء الداكنة، لكن لغة جسديهما المنتنين كانت ترسم معالم الفرحة العرمرم بالرئيث الجديد المنتخب قسرياً،
  • ثم ينطق الريئث التقتيلي بالحكم المدهش جداً، وقد ترجل من على المنصة؛ قائلاً: تعالَ إلى هنا فقد أصبحت أنت الثيد الرئيث لمثل تلكم المباريات التذبيحيَّة، وأنا أتنازل لك عن خازوقي هذا، بعد أن قال نزار: ( خازوقٌ دُقَّ بأسفلِهم // من رأسِ النَّقبِ إلى غزَّة )؟! إضافة لرئاثتك على البلد على قطيعك من الأنعام ... وإلى الأبد ... صحيح بيقولوا عنك أبو نص لسان، لكنك غلبت صاحبك والنت – ياهو وبنغفير وسموترتش ولا بيد وبنغوريون وغولدامائير وشامير وشارون ورابين وبيريس وليبرمان؛ فهذا الأخير النتن ياهو قتل من أجل شعبه المختار فحسب، وأنت قتَّلت لتبقى على كرسي إدارة البلدية؛ التي يجب أن يُراق على جوانبها الدم المدرار، حتى يسلم الشرف الرفيع من الأذى!!!!
  • أما الأمين العام الثابق للأمم اللَّامتحدة فقد رُؤي وهو يحكُّ شرجه فهو لم يستنجِ منذ أن فطمته أمه عن البامبرز؛ ويضحك حتى الثمالة، ويصكُّ قارعاً زجاجات صهبائه النواسيَّة مع المعجبات من الفانز!!!!!
  • وعن يمينه كان ممثل "أنيمالز رايتس ووتش" يشرب نخب انتخاب ريئث جديد للتقتيل عن جدارة واقتدار؛ لمجلس التقتيل الدولي لسنة 2099، ويُمسِّك بزجاجات الشامبانيا ويفوِّرها؛ راشَّاً السوائل المندفعة على أدبار الفائز والخاسريْن، وكان لا بد للفائز الرئيث من أن يجرب أي قنينة هي المناثبة لمقاس دبره؛ فيأخذها معه إلى قصر البلدية؛ فيرقص الرئيث طرباً وهو يغني العتابا والميجنا مردداً: أنا الرئيث غير المناثب في المكان غير المناثب!!!!!!
  • فيما كان ممثل منظمة العفو الحيوانية يقبِّل صديقته سارا نتنياهو من شفتيها الغليظتين، وهو يضع يده اليسرى على (....) ويده اليمنى على (.....) ... ثم قام جمهور المثليين الدمويين فعملوا حفلة جماعية فانكب كل واحد على صاحبه، وكل واحدة على صاحبتها، في حفل أون لاين .... مباشر .... لايف؛ وسط مُكاء وتصدية حامييْن!!!!!!! وأُطفئت أنوار المسرح العبثي اللامعقول إلى يوم القيامة .... يوم التغابن..........فيومئذ يتنافس المتنافسون المؤمنون في الخيرات، وأصحاب التقتيل في المنكرات وأسفل الدركات!

وسوم: العدد 1092