حمحمة وخوار
مسرحية من فصل واحد
علي محمد الغريب
"حظيرة في سلاح الخيالة الإسرائيلي مليئة بالخيول العربية الأصيلة.. الخيول قلقة ومضطربة، كل فرس يجرب صوته محمحماً وصاهلاً ليثبت لنفسه وجميع الخيول بالحظيرة أنه مازال بخير"
حصان1: ما قولكم يا رفاق؟.. بارودة المسيو عزرا تحصدنا واحداً تلو الآخر ونحن عاجزون أمامها!.. ألا يكفيه ما بذلناه للحفاظ على السلام؟!
حصان2: ماذا كان ينتظر منا أكثر من ذلك.. هل يأكلنا لحماً ويرمينا عظماً؟! (متندماً) لولا خروجنا في تلك الرحلة المشئومة نهلك وندهس حبات الزيتون وثمار الموز والبرتقال تحت سنابكنا، ما تبعتنا اللعنة ولا لاحقتنا بارودته!!
الحصان3: ليته رضي عنا بعد كل هذا!!.. أخشى إن نمت أن أصحو لأجد نفسي بقرون، أخور وأرفس كما حدث لبعض رفاقنا بالأمس، وأقع ضحية بارودة "المسيو" عزرا الذي بات يتربص بأي خوار! (يحمحم ويصهل ليثبت لهم ولنفسه أنه ما زال بخير) انظروا إليَّ.. أما زلت احتفظ بملامحي العربية الأصيلة؟
الخيول: (تحدق فيه) قرناك في طريقهما للإنبات.. انتبه!
الحصان1: (بعد تردد) يا جماعة.. هل صحيح أننا لم نكن خيولاً عربية أصيلة؟
الحصان2: (بغضب) من أين أتيت بهذا الكلام؟
الحصان1: سمعت بعض الغلمان - وهم يركضون خلفنا ويرجموننا بالحجارة- يقولون إننا أبناء ثور وأننا سنصير ثيراناً وإن طال الزمن!
الحصان2: هذا كلام من يحقدون علينا لأننا الأرفع نسباً والأغلى سعراً ونحمل صاحبنا في السراء والضراء وإلا لما تهافت علينا المتهافتون.
الحصان1: هذا ما قلته لهم بالضبط وزدت : إننا نهلك بعض شجيرات لا تسمن ولا تغني من جوع في سبيل تحقيق مجد لا يرام لأمتنا.. لكن ردهم علي كان مؤلماً .. أتدري ماذا قالوا لي؟ :
الحصان 2: (متلهفاً) ماذا قالوا؟
الحصان1: قالوا: الذي يأكل خبز اليهودي يضرب بسيفه!
الحصان2: (متأسفاً) حالنا هو حال كل المناضلين الشرفاء؛ نتحمل الأهوال من أجل الآخرين ولا نحظى بكلمة شكر، ونتهم بالخيانة والعمالة أيضاً (للحصان 3 الذي بدا مشغولاً بحمحمته التي ستتحول خواراً وقرونه التي ستنبت) لماذا لا تشاركنا؟
الحصان3: أشارككم!!.. أشارككم!!.. شاركوني أنتم.. إني أحس تحولات عظيمة.. عظيمة (يتحسس رأسه) هاهي قروني تنبت وصوتي يتحول خواراًً كما تنبأ لنا الغلمان!!
(جميعهم ينظرون لبعضهم البعض ويتحسسون قرونهم ثم ينخرطون في خوار ورفس.. يدخل "المسيو" عزرا على عَجل ثم يصوب بارودته تجاههم ليقتلهم الواحد تلو الآخر)
ستار