هل ماتت النخوة فينا !
مسرحية من مشهدين :
خالد .. سعد ...وزيد
شباب سوريون يعيشون في ضياع لا يعرفون ماذا يفعلون
خالد : لقد متنا وتشوهت أجسادنا تشوهت عقولنا ضاعت نخوتنا ...
سعد : ما بك يا خالد ! كيف تدعي الموت وها أنت أمامي تخاطبني !؟
زيد : دعه يا سعد .. دعه وهل ننام ونصحو على غير وقع الموت ؟
خالد : لا تسلني يا سعد عن السبب.. لا تسلني .. لقد متنا يوم أن مات الضمير في دنيا العرب
سعد : العرب .. دنيا العرب ..أليس نحن يا خالد عرب ؟ أليس العرب قومنا ألسنا عرب ..ألسنا عرب
زيد : عرب يا سعد عرب ، ولكننا عرب مغيبون لا إحساس لا مشاعر .. إننا أموات منذ أن فارقنا ديننا وهجرنا أخلاقنا وقيمنا واستبدلناها بالوارد إلينا بالمجان من الغرب والشرق فكسرى يغزونا وقيصر يضحك علينا ونحن من نحن ! ؟ أضحوكة .. ألعوبة .. أكذوبة .. نحن الملايين الصاخبة !!
خالد : كلما نبتت فينا زهرة اجتثها حاكمنا ال... كلما غرّد فينا بلبل صاده حاكمنا ال.. وقبض أجره من عدونا من كسرى أو قيصر !
سعد : ولكننا يا خالد .. يا زيد نحن مسلمون عرب مسلمون أصحاب رسالة أصحاب مبادئ وقيم ، أتباع رسول رب العالمين، وهذا يكفينا فخرا وعزا .
زيد : كيف ذلك يا سعد .. كيف ؟ وقدوتنا بلاد الغرب ، وقبلتنا نساء الفرنجة ! ؟ إننا يا سعد في نظرهم إرهابيون .. مخربون إسلامنا كما هم يشاؤون ،وقيمنا ما هم يلقنون ، مبادؤنا تأتي من عندهم في علب أنيقة تهدى إلى الحاكم فيوزعها علينا بالمجان وهو في غاية النشوة !
سعد : لا نقبلها بعد الآن لا نقبلها.. لا نقبلها ، لا نقبل هدايا الأعداء ولو أتانا بها الحاكم . هيا نرفع صوتنا .. هيا نهتف في أهلنا ، لا نقبل شيئا من الأعداء... لا شيء يرضينا إلا شرع ربنا ، إلا هدايا نبينا... إلا قيم أجدادنا ، نحن عرب ولكننا مسلمون ... مسلمون... مسلمون .
المشهد الثاني :
سعد : هل تريد يا خالد أن تحيا من جديد ؟ هل تريد أن تخلع عن كاهليك اكفان الموت ؟ إذن هيا معا نحيا في اللهب ...
زيد : هيا نحيا في اللهب ، كفانا موتا ، كفانا ذلا ، ما أروع أن نعيش في اللهب ..
خالد : اشلاؤنا أشلاء أهلنا بين أيدينا ، ودماؤنا ودماء أبناءنا وإخواننا نخوض فيها للركب ، فهي وسيلة بعثنا من موتنا ، فلم العجب.. فلم العجب
حياتنا من بين ركام الموت نستلها كما يستلّ السيف من غمده ، وليخزى كسرى ويذل ، وليمت قيصر غيظا ، إننا.. سوف نحيا في اللهب !
زيد : يا شبابا من لهب هيا إلى حلب ، أرض الجهاد حلب ،أرض الفداء حلب ، أرض الرجال والفعال هي حلب ، إلى حلب .. الى حلب ...
انتهى
وسوم: العدد 689