يوسف كاتب أغلو لـ"الشرق": "غصن الزيتون" حققت معظم أهدافها في وقت وجيز
يوسف كاتب أغلو المحلل السياسي التركي لـ"الشرق":
القوات التركية سيطرت على 11 قرية و150 موقعاً
العملية ستتمدد لتشمل مناطق أخرى على حدود العراق
تركيا عازمة على استئصال شأفة الإرهابيين من المناطق الواقعة على حدودها
عفرين نقطة مرور لتهريب الأسلحة إلى الداخل التركي
إقامة منطقة عازلة على غرار "درع الفرات" أحد أهداف العملية
واشنطن خططت لتقسيم سوريا وإقامة إقليم كردي في الشمال
الجيش التركي مصمم على تطهير عفرين من المليشيات الإرهابية
روسيا تعتبر أمريكا المسؤول الأول عن الأزمة
الانسحاب الروسي من عفرين ترجمة للتنسيق بين موسكو وأنقرة
واشنطن تخطط لتقسيم سوريا على أساس عرقي ومذهبي
أكد يوسف كاتب أغلو المحلل السياسي التركي أن عملية " غصن الزيتون" التي بدأت منذ أيام قليلة حققت معظم أهدافها، مرجحاً أن تتمدد العملية لتشمل مناطق أخرى وقد تصل إلى حدود العراق.
وكشف في حواره مع " الشرق" أن منطقة عفرين نقطة مرور لتهريب الأسلحة إلى الداخل التركي، لافتا إلى أن إقامة منطقة عازلة على غرار "درع الفرات" أحد أهداف العملية.
وأوضح أن واشنطن تخطط لتقسيم سوريا على أساس عرقي ومذهبي، مؤكداً أن روسيا تحمل أمريكا مسؤولية الأزمة، وأن الانسحاب الروسي من عفرين ترجمة لتنسيق موسكو مع أنقرة.
وإلى نص الحوار..
* بعد 5 أيام على بدء عملية "غصن الزيتون".. ما النتائج التي حققتها العملية حتى الآن؟
- بكل تأكيد، لقد حققت "غصن الزيتون" معظم أهدافها، حيث تم تطهير أكثر 150 موقعا من المواقع التي كانت خاضعة تحت سيطرة المليشيات الإرهابية" بي واي دي" وبي كا كا"، كما تم استهداف مستودعات الأسلحة والذخيرة الواقعة في هذه المناطق، كذلك تمت السيطرة على 11 قرية في مدينة عفرين، والتوغل في عمقها لأكثر من 8 كيلو مترات، من أصل 30 كيلو مترا تخطط القوات التركية للتوغل فيها، بهدف إقامة منطقة عازلة على غرار منطقة "درع الفرات"، الواقعة على مساحة 2000 كيلو متر مربع، لذلك يشن الجيش التركي هجومه على المدينة من الجهات الأربع، بالتعاون مع قوات الجيش الحر، من أجل السيطرة على المدينة في غضون أيام قلائل، وبأقل الخسائر، وهو ما يعني أننا بصدد عملية ناجحة تحقق أهدافها كاملة.
انعكاس العملية على المليشيات
* إذاً ما انعكاس نجاح العملية على القوات التابعة للمليشيات الكردية؟
-على ما يبدو أن العملية فاجأت القوات والمليشيات الكردية الموجودة في عفرين، الأمر الذي أدى لانسحاب مجموعات منهم، واستسلام بعضهم.. وفي المقابل لا توجد خسائر بشرية في صفوف القوات التركية، باستثناء بعض الإصابات الخفيفة.
ودعني أؤكد ان قواتنا لن تعود إلا بعد تطهير منطقة عفرين بالكامل من الإرهابيين، بل وستتمدد نحو منبج للقضاء على الكيانات التي تهدد الأمن القومي التركي، وتستهدف وحدة الأراضي السورية. علماً بأن العملية مشروعة بكل المقاييس، وتتسق مع القرارات والمواثيق الدولية.
* معنى ذلك أن العملية قد تتمدد لتشمل مناطق أخرى غير عفرين؟
- نعم، فالعملية ستتمدد إلى مناطق أخرى مثل منبج وغيرها من المناطق الواقعة في شمال سوريا، وربما تصل العملية إلى حدود العراق، حتى يتم ضرب آخر معقل لارهابيي الـ" بي واي دي" و" بي كاكا"، وتطهير جميع المناطق المتاخمة للحدود التركية "900 كيلو متر"، واستئصال شأفة هذه المنظمات الإرهابية، التي تهدد الأمن القومي التركي.
*هل العملية تستهدف المنظمات الكردية فقط.. ام تستهدف كيانات أخرى؟
- في الواقع، فإن الهدف الأول للعملية يتمثل في استهداف الجماعات الكردية المسلحة، التي تشكل تهديدا لأمننا القومي، كما تستهدف العملية تنظيم "داعش" الذي ما زالت له جيوب في هذه المناطق.
كذلك فإن منع تقسيم الأراضي السورية، يندرج بشكل رئيسي ضمن أهداف العملية، خاصة أن هناك مخططا أمريكيا لاقامة إقليم فيدرالي للاكراد على الحدود التركية، وهو ما يعني تقسيم سوريا على اساس عرقي واثني، الأمر الذي ينعكس سلباً على الداخل التركي، خاصة في ظل وجود أكبر قومية كردية في المنطقة بتركيا" 15 مليون كردي"، كما أن هذه الخطوة إذا ما تمت، فإنها تفتح الباب أمام تقسيم دول أخرى في المنطقة.
أيضا فإن العملية تهدف للتأكيد على جدية الدولة التركية في مواجهة الإرهاب، ورفضها لتقسيم الأراضي السورية، أو تقسيم أي دولة في المنطقة.
* لكن ألا تمثل هذه العملية تحدياً للولايات المتحدة التي تدعم المليشيات الكردية في هذه المناطق؟
- لقد أعلن نائب الرئيس الأمريكي أن إدارة بلاده تتفهم الموقف التركي، وتقدر حساسية تركيا لأمنها القومي، وهذا التصريح يؤكد اذعان الادارة الأمريكية للموقف التركي المُصر على حماية أمنه القومي، مهما كلفه ذلك من ثمن.
لكن كما قلت فإن هدف العملية هو حماية الأمن القومي التركي، في ظل تهديد هذه المنظمات له، وبالتالي لا قيمة لأي انزعاج أو اعتراض أمريكي على العملية، لأن أمريكا ليست لديها حدود مع سوريا، كما أن أمنها القومي لا يواجه تهديداً من هذه الجماعات، لذلك أرى أن الولايات المتحدة من مصلحتها أن لا تعترض على العملية، علماً بأن القناعة الراسخة لدى صناع القرار في واشنطن أنه لا يجب التضحية بعلاقاتنا مع أنقرة في مقابل علاقات مع مليشيات تعتبرها تركيا إرهابية.
تنسيق تركي روسي
*هل هناك تنسيق تركي مع الجانب الروسي بخصوص العملية، وهل هذا التنسيق يرقى لمستوى التعاون الإستراتيجي؟
- في الواقع، هناك تعاون روسي مع عملية "غصن الزيتون"، لكنه غير مطلق، خاصة أن تركيا طلبت من روسيا تغطية جوية للعملية، لكن طلبها لم يلق أي تجاوب، ومع ذلك مضت تركيا في تنفيذ العملية دون الاستعانة بأطراف أخرى.
وفي حقيقة الأمر، فإن الانسحاب الروسي من عفرين، وعدم التعرض جوياً وبرياً للقوات التركية من جانب روسيا، يؤكد على وجود تنسيق تركي روسي من أجل اتمام العملية، كما أن اعلان روسيا بمسؤولية الولايات المتحدة عن هذه الأزمة، من خلال دعمها للمنظمات الإرهابية الكردية، يعد في حد ذاته موقفا إيجابيا وتفهما لقلق تركيا على أمنها القومي.
أهمية عفرين
* أخيراً، ما الذي تمثله منطقة عفرين كتهديد للأمن القومي التركي؟
- منطقة عفرين تعد نقطة مرور لتهريب المليشيات الإرهابية للأسلحة إلى الداخل التركي، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية لزعزعة أمن واستقرار الدولة التركية، كما أن المنطقة تقع ضمن المخطط الأمريكي الذي يهدف لإقامة إقليم فيدرالي كردي في المناطق الموازية للحدود التركية، وكذلك بناء قواعد عسكرية أمريكية في هذه المناطق، وهو ما يمثل تهديداً مباشرا للأمن القومي التركي، لذلك كان من الضروري القيام بعملية "غصن الزيتون" لوقف هذا المخطط، والقضاء على المنظمات الإرهابية، التي تستهدف وتتعدى على حدودنا، وتهدد أمننا القومي.
وسوم: العدد 757