السيسي اعترف في مقابلة سي بي إس بتنازله عن سيادة مصر لإسرائيل
عدد السجناء أحرج السيسي وجعله يتصبب عرقاً
سودان لـ الشرق: المذيع وضع الديكتاتور في مأزق أمام العالم
قائد الانقلاب أباح بما في صدره من حب وانبطاح للكيان الصهيوني
اعتراف وزير الداخلية الأسبق بضبط 15 قطعة سلاح فقط في رابعة أحرج السيسي
المنقلب تخيل أنه ضيف على قناة سي بي سي المصرية
النظام المصري يعمل حالياً على توصيل مياه النيل سراً لتل أبيب
مشاركة الجيش الصهيوني للمصري في سيناء تعد تنفيذاً لصفقة القرن
الصفقة إحدى دعائم بقاء السيسي في منصبه
كشف عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر، عن وجود تعاون أمني وثيق مع إسرائيل في شبه جزيرة سيناء خلال مقابلة بُثت، أمس الأول، مع برنامج (60 دقيقة) على شبكة سي بي إس الإخبارية الأمريكية، وسعت الخارجية المصرية لمنع بثها فيما ذكر مذيع البرنامج سكوت بيلي أن القاهرة طلبت من الشبكة عدم بث المقابلة.
السيسي أعلن في المقابلة ان هذا التعاون سابقة في تاريخ العلاقات الثنائية بين الطرفين، وأقر بأن الجيش المصري يتعاون مع إسرائيل في سيناء بشكل وثيق، وان القوات الجوية الإسرائيلية تعبر إلى الجانب المصري، استناداً إلى تنسيق عسكري واسع مع الإسرائيليين.
التعاون الأوثق
وردًا على سؤال بشأن ما إذا كان تعاونه هو الأوثق والأعمق مع إسرائيل؟ أجاب السيسي: صحيح!!
وعندما سُئل قائد الانقلاب العسكري، عن سبب عدم تمكنه من القضاء على المتشددين، رغم تلقيه مليار دولار سنوياً من الولايات المتحدة، رد: "ولماذا لم تستطع واشنطن القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 سنة صرفت خلالها تريليون دولار؟".
وفي المقابلة، نفى السيسي احتجاز سجناء سياسيين أو رأي، بينما واجهته المحطة الأمريكية بأن تقارير منظمة "هيومن رايتس ووتش" أكدت ان هناك نحو 60 ألف سجين سياسي في مصر، مما أحرج السيسي وجعله يتصبب عرقاً ويرد: "أنا معرفش هما جابوا العدد ده منين بصراحة… ليس لدينا سجناء سياسيون في مصر".
وبخصوص القتل الذي جرى في مذبحة رابعة، بحسب الـ "هيومن رايتس ووتش"، قال السيسي لـ"المذيع": هل تقول انه تقرير سليم؟ هذا غير صحيح، مضيفاً: كان هناك رجال شرطة حاولوا فتح ممرات آمنة ليعود الناس بأمان لمنازلهم، لكن المحطة عرضت مؤتمراً صحفيا لوزير الداخلية الأسبق محمد ابراهيم اعلن فيه عن ضبط 15 قطعة سلاح فقط مع المعتصمين، وهو ما يفند رواية السيسي ان جميع الموجودين في الاعتصام كانوا مسلحين.
وفي ما يتعلق بمن أعطى الأوامر في رابعة، تهرب السيسي من الرد على السؤال قائلاً: دعني أسالك هل تتابع عن كثب الوضع في مصر؟ من أين تأتي بمعلوماتك؟ كان هناك الآلاف من المسلحين في الاعتصام لأكثر من 40 يوما، لقد استخدمنا جميع الوسائل السلمية لتفريقهم.
ورداً على سؤال بشأن الحديث مع مصريين يرفضون تسميته الرئيس، قال السيسي: لا اعرف من هم، هناك 30 مليون مصري نزلوا إلى الشوارع لرفض النظام الحاكم "جماعة الاخوان" في ذلك الوقت وكان من الواجب الاستجابة لرغبتهم، والحفاظ على السلام بعد تلك الفترة، وهو ما تطلب بعض الإجراءات لاستعادة الأمن.
وتطرق المُحاور إلى إطاحة السيسي حينما كان وزيراً للدفاع بالرئيس محمد مرسي عام 2013، فقال السيسي إن "القضية كلها أن الشعب المصري رفض هذا الشكل من الحكم الديني المتشدد، ومن حق الشعب المصري أن يرفض أن تغيّر هويته بهذا الشكل". وتحدث المُحاور عن مسؤولية السلطات عن مقتل نحو 800 شخص -وفقاً لما ذكره- في اعتصام رابعة العدوية الذي أقامه الرافضون للإطاحة بمرسي، في حين قال السيسي: "نحن نتعامل فقط مع تيار الإسلام السياسي المتشدد الذي يرفع السلاح".
ارتباك وتلعثم
وأبلغ المُحاور السيسي بأنه تحدث مع عدد من المصريين الذين يرفضون وصفه بأنه رئيس مصر ويقولون إنه ديكتاتور عسكري، ارتبك وتلعثم السيسي ورد: "لا أعرف مع من تحدثت تحديداً، لكن ثلاثين مليون مصري خرجوا رفضاً للحكم الذي كان موجوداً"، وأضاف: "للحفاظ على الأمن والاستقرار كانت المرحلة تتطلب إجراءات أمنية".
وتخلل المقابلة التي بُثت للسيسي لقاءات أخرى مع عدد من الشخصيات، بينهم المعتقل السابق في مصر محمد سلطان الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وعبد الموجود الدرديري القيادي في جماعة الإخوان المسلمين.
الكوارث والكوميديا
محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، علق على المقابلة بالقول: أعتقد أن المقابلة كانت كارثة على السيسي الذى كان يسعى سلفاً أن يحل ضيفاً على أقوى وأكثر برنامج فى الولايات المتحدة مشاهدة (٦٠ دقيقة)، ومع أحد أشهر المذيعين الأمريكيين، مشيراً إلى أن السيسي وعباس كامل مدير المخابرات العامة وسفير الانقلاب بواشنطن لم يعوا، أن هناك سياسة للبرنامج بعدم الافصاح عن الأسئلة قبل اجراء الحوار، مضيفاً: أن السيسي إذا وُضع بين يديه ميكرفون بدون ورقة فانتظر الكوارث والكوميديا المرتجلة!
وأكد سودان في تصريحات خاصة لـ"الشرق"، أن السيسي ارتكب مهازل في المقابلة، وكان يتخيل أنه ضيف على قناة الـ "سي بى سي" المصرية، ومع مذيع هو أحمد موسى أو إبراهيم عيسى، وبالتالي يمكن أن يتراجع عن الأسئلة المحرجة أو الصعبة إذا نظر إليه نظرته المشهور بها، لافتاً إلى أن السيسي تفاجأ بفيضان الأسئلة التى انهمرت عليه كالطود، فتصبب عرقاً لم نره عليه من قبل، حتى في أثناء مسابقة الدراجات الهزلية أو الماراثون الساخر هو وضباطه فى شوارع القاهرة، بعد حبس سكان المناطق التى سيجرى بها الديكتاتور وقرناؤه.
فضيحة بمعنى الكلمة
وأوضح سودان، أن البرنامج فضيحة بمعنى الكلمة، موجهاً التحية لمذيع وقناة "سي بى إس" على البرنامج الرائع ووضع الديكتاتور ونظامه فى مأزق أمام العالم، في أكثر البرامج مشاهدة فى العالم، وهو ما يعد فضيحة من العيار الثقيل وعلى رؤوس الأشهاد.
واعتبر سودان، ما قاله السيسي في حواره عن سيناء والتعاون المصري الإسرائيلي هناك، يعد تنازلاً عن السيادة المصرية لصالح إسرائيل، مبيناً، أن قرار التعاون الثنائي بين الجيشين لا يقر إلا بعد موافقة البرلمان حسب ما نص عليه الدستور، مضيفا: لكن السيسي أباح في المقابلة بما فى صدره من حب وانبطاح للكيان الصهيونى دون أن يشعر.
وكشف سودان، عن أن مشاركة الجيش الصهيونى للمصري في سيناء، تتم بالفعل منذ الانقلاب العسكري، وأن قتل أهل سيناء وتهجيرهم قسراً يتم من أجل تنفيذ صفقة القرن، مؤكداً أن السيسي جاء إلى سدة الحكم من أجل تنفيذها وهي احدى دعائم بقائه في منصبه.
تلقي السيسي للأوامر
وأشار سودان، إلى أن السيسي، يتلقى الأوامر من تل ابيب وواشنطن فينفذها بلا مراجعة ولا اعتراض، لانه عسكري وليس رجل سياسة، ولا يستحى أن يقول أو يعلن عن خيانته فى العلن وبكل صراحة، نظراً لافتقاده إلى الحنكة السياسية على عكس أسلافه السادات ومبارك.
وشدد سودان، على أن السيسي أعلن قبل ذلك تنازله عن تيران وصنافير وبئر الغاز على الحدود المصرية القبرصية، كما يعتزم معاودة العمل فى ترعة السلام سراً لتوصيل مياه النيل إلى الكيان الصهيونى، بما يعنى أن السيسي يقود مصر إلى الهاوية لصالح الكيان الصهيوني.
وسوم: العدد 806