فوزية العكرمي: القصيدة سلاحي الذي هزمت به أعدائي ومازلت
لا تعتقد العكرمي بوجود صراع بين أنماط الكتابة وأنواع الشعر
أدمنت على القراءة منذ الصغر فمن مكتبة شقيقها الأكبر إلى المكتبة العامة مع أطفال الحيّ نشأت علاقة حميمية بينها وبين الكتاب لتجد دون وعي منها تكتب قصائد عن الوضع العربي المزري حتى لقبت بالشاعرة بين أقرانها في المدرسة وفي الحيّ الذي تسكنه، وقتذاك ستعتبر الشعر منفسًا لها للتخلص من الرقابة الأسرية والتعبير عن مكنوناتها التي خزنتها بصمت.
تكتب بمسؤولية عالية فالقصائد البديعة التي تنطلق من حبر قلمها لا تأت من الفراغ إنما تمر بمرحلة القلق والقهر، تعجن من الماء المشقة! لذا تحاول إيجاد بيئة مناسبة قبل تلوين الصفحات البيضاء، وتدرس مضامينها وأهدافها ومعانيها ثم التحليق بين ألوان قوس قزح كي لا تسقط بسهام النقاد ولا تصيب قراءها بالملل!
نشأة مضطربة!
نشأت في أسرة متواضعة اضطرّتها ظروف عمل الأب إلى الانتقال من مكان إلى آخر. وما بين الجنوب التونسي الممتدّ بصفرته الناعمة ونخيله الباسق والشمال الفاتن بطبيعته وخيراته كانت الطفولة متعثرة حينًا وحينًا آخر حالمة متنعّمة بدفء الأسرة والعلاقات الاجتماعية السائدة، طفولة أعياها غياب الأب بسبب عمله في بلد عربي مجاور وتسلّط الأخ الأكبر وفقدان الرعاية اللازمة. إنّ الحديث عن الطفولة يشعرها بالحزن وهو حزن لم تنجل غيمته إلّا في فترة الشباب خاصة عند التحاقها بالجامعة التونسية لإتمام دراستها حيث تنعّمت بالسعادة التي تبحث عنها فعاشت الحرية المنشودة وأمكنتها في هذه الفترة من تقديم نفسها كشاعرة لقيت كلّ الترحيب والتشجيع.
ومن ثمّ أنشأت العديد من النّوادي الأدبية وعملت لفترة في الصحافة وساهمت في تنشيط بعض البرامج الإذاعية كما شرعت في إعداد برنامج تلفزيّ لإحدى القنوات التلفزية وحالت ظروف العمل والزواج دون مواصلة هذا الحلم. لها مشاركات في العديد من التظاهرات الأدبية والفكرية حيث تمّ تكريمها في أكثر من ملتقى عربي وإقليمي (الجزائر –العراق -المغرب –مصر –إيران)
كُتب حول تجربتها الشعرية العديد من المقالات أبرزها (كتاب ظلّ حلم الذي صدر في إيران للدكتور جمال نصارى) – ترجمت أشعارها إلى لغات عديدة منها: الفرنسية –الإنجليزية –الإسبانية-الفارسية-الكُردية-الإندونيسية. كما أسهمت في إنجاز بحوث عديدة تربوية خاصة ومقالات متنوعة في صحف عربية. وفي رصيدها أربع دواوين شعرية إضافة إلى مشاركتها في أكثر من ديوان شعري جماعي تونسي وعربي. قيد الطبع: ديوان مشترك مع شاعر كُردي ومجموعة قصصية.
فوزية العكرمي شاعرة تونسية من ولاية جَنْدُوبَة، عضو باتحاد الكتاب التونسيين - أستاذة الأدب واللغة العربية
نص الحوار ...
بدأت علاقتها مع الكتاب في السن المبكرة...
{تحدثت فوزية العكرمي في بداية هذا الحوار عن المسارات الثقافية الأدبية التي سلكتها والشعري خاصة، قائلةً:
– علاقتي بالكتاب نشأت منذ الصغر، فقد تفتّحت عيوني على مكتبة بسيطة لأخي الأكبر الذي سبقني للجامعة، كانت كتب سياسية وأكاديمية طوّرت وعيي بقضايا الأمّة العربية لكنّها لم ترو غُلّتي، وصادف في الأثناء أن خُطبت ابنة الجيران لمكتبيّ شجّعنا نحن أطفال الحيّ على التردّد على المكتبة فنشأت وقتها علاقة روحية عميقة بيني وبين الكتاب والقصص، علاقة أعطت أُكلها في تعابيري وتحاريري فانتبه إليّ المعلّمون وصرت أتنقّل بين الفصول لأقرأ ما خطّه خاطري في الإنشاء على التلاميذ ثمّ وجدتني دون وعي منّي صرت أكتب قصائد عن فلسطين المحتلّة وعن العرب الخاملين واستسلامهم فصاروا ينادونني الشاعرة في القسم والمدرسة وحتى في الحيّ الذي أقطنه. إنّ تعلّقي بكتابة الشعر كان سبيلا للخلاص من تشدّد الرقابة الأسرية من ناحية وللتعبير عن مواقفي ممّا يحصل في عالمنا العربي من ناحية أخرى، كانت القصيدة سلاحي الذي هزمت به كلّ أعدائي ومازلت.
{ترهقها ولادة القصيدة لأنها تخرج من رحم المعاناة:
– القصيدة عندي يكتبها القلق والقهر والحيرة، لا زمن يحتويني وقتها ولا مكان يقدر على استيعاب جنوني لحظة كتابة القصيدة. إنّها تولد من رحم المعاناة والمكابدة عندما تنسدّ السبل على الصعيد النفسي والاجتماعي والسياسي تكون القصيدة جاهزة للتحدّي والمواجهة. إنّها متوثّبة دومًا لا تنام، عندما أنام تلاحقني وتزعجني أحيانًا حينما يضيق بها المقام. تحفر في جسدي نتوءاتها وتدقّ وجهي بمسامير دقيقة. عملية الولادة عملية مرهقة بأتمّ معنى الكلمة وأحيانًا تتمّ على دفعات أو تولد مشوّهة فلا تكفيها عمليّة تجميل واحدة لذلك لا بدّ من التخلّص منها.
فوزية العكرمي أستاذة الأدب واللغة العربية، وهذا الامتلاء باللغة وظفته في البلاغة والبناء الشعري:
للغة العربية دور أساسي في سلامة القصيد نحوا وصرفا ورسما وهي محددة لمدى نبوغ الشاعر وتميّزه فإلمام الشاعر بعوالم اللغة العربية وشروط كتابتها ييسّر له مهمة الكتابة واستغلال طاقاتها التخييلية الجمالية لذلك نجد أغلب المتميزين في كتابة القصيدة إضافة إلى موهبتهم وثقافتهم، تجد معرفتهم دقيقة باللغة العربية وبلاغتها وأجوائها العامّة. إنّ الامتلاء باللغة عامل مهمّ ومحدّد لجودة ما يُكتب لأنّها تطلق سراح الخاطر وتحرّر المشاعر مهما كانت متمنّعة وتضيف القيمة والمعنى.
لا يمكن تقييد قصيدة النثر فهي أكثر تنوعًا وحريةً، لكنها ملتزمة بجملة من الشروط وخاصة الموسيقي:
قصيدة النثر قصيدة مجنّحة حرّة لا يمكن تقييدها أو محاصرتها، تمنح كاتبها القدرة على البوح والغوص في أعماقه وتشكيل العالم والأشياء مثلما يريد فتكثيف الصورة والدّلالة وتلوين الرؤى مع سلاسة الانتقال من معنى إلى آخر دون الالتزام بتفعيلات البحور الشعرية والضوابط العروضية عملية صعبة تبدو لروّاد العمودي عبثًا وتمرّدًا غير مسؤول، غير أنّ المتمعّن في بنائها سيكتشف التزام قصيدة النثر بجملة من الشروط خاصة الشرط الموسيقي. إنّ الموسيقى التي يولدها الالتزام بالإيقاع القديم تمّ تعويضه بموسيقى داخلية مأتاها كل عناصر القصيدة الفنية والمضمونية.
لذلك تجد في كتابتها/ قصيدة النثر متعة كبيرة ومختلفة:
نعم، متعة التحليق في فضاءات جديدة لا تطالها القصيدة العمودية، متعة التعبير عن التفاصيل واليومي والمعيشي والخواطر المكبوتة والأفكار المرفوضة.
{تنوه أن اختيارها لقصيدة النثر لم تأتي من العبث أو ناجمًا عن جهل وعجر وإنما:
إنما هو تعبير عن الامتلاء بالموروث الشعري القديم والانتماء إلى ضوابطه في مرحلة أولى ثمّ التمرّد عليه ورفضه في مرحلة ثانية لأنّنا نعيش في عصر آخر، عصر تغيرت فيه الأذواق وتباينت وتغيّرت فيه القضايا والهموم وصار بالإمكان مجاراته بأدواته وأساليب تثبت روحه وتؤكّد تطوّره.
{لا تعتقد بوجود صراع بين أنماط الكتابة وأنواع الشعر:
ـ أعتقد أنّ من يريد أن يخلق صراعًا بين أنماط الكتابة وأنواع الشعر أو بين القديم والحديث إنّما هو كمن يحرث في البحر لأنّه لا وجود لصراع وإنّما الأدب تواصل واستمرار والاختلاف يثري المدوّنة ويكشف عن ديناميكية الأفكار والرؤى.
{ترى العكرمي أنّ الشعر لا يزال له سطوة كبيرة في استنهاض الهمم وشحذ العزائم:
الحديث عن علاقة القارئ بالشعر مسألة يطول شرحها لأنّ أطرافًا عديدة صارت مؤثّرة في طبيعة هذه العلاقة. من وجهة نظري أرى أنّ الشعر مازال له السطوة والقدرة على التعبير عن هموم الناس وقضاياهم فهو أقدر أداة تعبيرية تؤثّر فيهم خاصة عندما يتعلق الأمر باستنهاض الهمم وشحذ العزائم للثورة على الاستبداد والظلم، ألم ترتفع الحناجر في بلدان الربيع العربي بالشعر وخاصة بيت الشاعر التونسي الشهير "أبو القاسم الشابي " (إذا الشعب يومًا أراد الحياة **فلا بدّ أن يستجيب القدر) الذي صار شعارًا للثورة.
تُعرف العكرمي الشعر في هذا الصدد على النحو التالي: الشعر هو لغة الجمال والمشاعر والمعاني المتوهّجة لذلك سيظلّ قريبًا من أرواح القرّاء مهما تغيّر الزمن وطفت على السطح أنماط تعبيرية أخرى. الشعر هو نحن عندما نرقّ ونقسو، نحزن ونفرح فتنساب أطيافه رقراقة في حنجرة المغنّي وتتوزّع بشائره على آلات موسيقية تزيده إشعاعًا ورونقًا.
صدرت قصائدها في أكثر من ديوان شعري جماعي مشترك، وعن المنفعة المتوقعة لصالح الشاعر في هكذا العمل، قالت:
الدواوين الجماعية المشتركة فرصة للتلاقي مع نصوص أخرى وشعراء آخرين يختلفون في الرؤى والمراجع والبلد وربما اللغة والثقافة والحضارة. فعندما يكون النصّ في كتاب عربي أو عالمي فهذا يمنح الشاعر امتدادًا آخر رغم أنّ الضوء الذي يسلّط عليه عادة ما يكون مقتضبًا وربما بسيطًا لكنّه مهمّ من حيث التعريف به وتقديمه لجمهور آخر. والشاعر مطالب بأن تطأ قدماه كلّ أرض تلوح له.
{بينما عن تجربة ديوان شعري ثنائي بينها وبين الشاعر الكُردي فرمان هدايت، أوضحت:
ـ الديوان بعنوان "عندما تشرق الشمس " وهو تجربة ممتعة أخوضها مع شاعر وأستاذ كُردي من كُردستان العراق، قام بترجمة قصائدي إلى الكُردية وله قصائد بالعربية فالديوان سينطق بلسانين مختلفين حتى يتمكن القارئ العربي والكُردي من متابعته وقراءته.
تأمل أن يفضي هذا الديوان المشترك "عندما تشرق الشمس " إلى قفزة جديدة في التعريف بهما: وما من سبيل للتعريف بهوية الشاعر وتقديم تجربته لجمهور عريض غير الترجمة. فالشعراء الذين ذاع صيتهم وأمكنهم الشهرة في عوالم أخرى لم يبلغوا ما بلغوه دون ترجمة قصائدهم ودواوينهم إلى لغات أخرى.
الجدير بالذكر، فقد تمت ترجمة أشعارها إلى لغات عديدة، الفرنسية –الإنجليزية –الإسبانيةـ الفارسية-الكُردية-الإندونيسية
وعليه، تعد العكرمي نشر قصائدها بلغات أخرى وفي بيئات مختلفة جزء من أحلامها حتى ولو خانت الترجمة قصائدها لأنه لا سبيل آخر:
من بين أحلامي أن أرى قصائدي تسبقني إلى عوالم أخرى وتجنّح في دنَّى الشعر وسماء الأدب ولن يكون ذلك ممكنًا دون ترجمة نصوصي ونقلها من تربة عربية إلى تربة أخرى حتّى وإن خذلتنا الترجمة ولم تف بالقصد ولم تنقل صورة صادقة كما هي عن الذات الشاعرة. الترجمة وسيلتنا من أجل قارئ مختلف عنّا على جميع المستويات، قارئ يختلف عنّا ثقافة وحضارة ولغة ودينًا لذلك فهي مهمّة من أجل تحقيق التقارب وكسر كلّ الحواجز. ولولا الترجمة لما كان للمجتمعات والدّول نهضتها العلمية والثقافية والأدبية. نحن بحاجة ماسة إلى الترجمة من أجل اكتشاف أبعادنا الإنسانية في الكون.
مضامين دواوينها:
الديوان الأوّل "وجوه أخرى للشجن" الصادر بتونس سنة 2005 هو ملخّص لمرحلة تجريبية أولى عشت مخاضها في الجامعة وقد جمع قصائد مطوّلة تمازج فيها القصّ بالشعر ولقيت كلّ الاهتمام والتحليل آنذاك. الديوان الثاني "ذات زمن خجول " صدر سنة 2011 مباشرة بعد الثورة ويعتبر هذا الديوان نقلة نوعية في تجربتي المتواضعة حيث تضمّن قصائد ثائرة متمرّدة مبشّرة بالتحرّر والانعتاق. الديوان الثالث "كان القمر لي " الصادر بلندن سنة 2015 تجربة أولى في النشر خارج الحدود وكانت مواضيعه متنوعة بين العاطفي والسياسي وذات البعد القومي. الديوان الرابع "جدير بالحياة " الصادر سنة 2017 هو ردّ فعل على أعداء الحياة الذين انتشروا في ربوعنا مباشرة بعد الثورة فعطّلوا فينا لذّة الانتصار وعطّلوا عملية البناء فسارت الثورة بخطوات محتشمة متعثرة والعنوان ذاته يؤكّد هذا المنحى وهذا التوجه.
{أبدت ترددها في طبع مجموعتها القصصية "هبوط الاضطراري" لهذه الأسباب:
ـ أجّلت كثيرًا هذه المجموعة القصصية فكنت أدفعها للمطبعة ثم أتراجع عن ذلك لأنّني لا أريد أن تختلط صورة الشاعرة بصورة القاصة. أنا شاعرة بدرجة أولى ولا تعنيني مسألة تنويع أفق الكتابة وأجناسها وربّما أمتنع عن نشر المجموعة القصصية لهذا السبب.
{لا تتوقع تضاءل بريق القصة القصيرة رغم بروز دور أجناس أدبية أخرى:
ـ استمرار وجود الأقصوصة ووجود روادها وقرّائها لن يعجّل بنهايتها رغم بروز أجناس أدبية أخرى وأنا من عشاق القصة القصيرة لأنّها لا تتطلب وقتًا طويلًا لقراءتها إضافة إلى خصائصها ومقوماتها التي تشوق القارئ وتشده.
{أشارت العكرمي إلى تفشّي مظاهر الرّداءة في الساحة الأدبية بسبب تقاعس النقاد:
ـ النقد مهمّ لأنّه عملية تقييم وتوجيه ودفع، أتحدّث هنا عن النقد النزيه المترفّع عن كل النوايا والمصالح. أمّا النقد الهدّام وأقصد أنّ الهدم يتمّ بمعولين كما ذكرتَ أنت المدح تحطيم، والذمّ تحطيم أيضًا فهو الغالب اليوم في ظلّ تكاثر الأدباء وتدفّق المؤلفات والكتب ولم يعد بإمكان الناقد مواكبة ذلك التدفّق. ويمكن أن أشير إلى أنّ تقاعس الناقد كان سببًا في تفشّي مظاهر الرّداءة.
وهل تقبل الشاعرة فوزية العكرمي النقد أم لا تود أن يتدخل أحد إلى عوالمها؟
ـ أقبل النقد عندما يكون موضوعيًا ويكون من ناقد محترف متمرّس بعوالم الكتابة. أمّا النقد المجاني الذي تتحكّم فيه الأهواء والأمزجة والنوايا الخبيثة فما من أحد يقبله. أقبل النقد عندما ينظر في خصوصية التجربة ومكوناتها ويتوغّل في عوالمي ويواكب تطوّرها شكلًا ومضمونًا.
شاركت العكرمي في العديد من التظاهرات الأدبية وتم تكريمها في أكثر من ملتقى، أما الجائزة الأدبية التي تسعدها فهي:
الجائزة التي تسعدني هي جائزة القرّاء والمتابعين الذين يواكبون كتاباتي ويعجبهم ما أكتب وربما بعض منهم يحفظ لي مقاطع أو قصائد قصيرة.
لا تزال ترى نفسها في بداية الطريق كَشاعرة:
ما زلت أراني في دنَّى الشعر، في بداية الطريق أخطو بصمت وبطء ولكنّني أستمتع بذلك أيّما استمتاع. الشاعر ينحت وجوده بتواضع ويخوض معاركه أعزلًا بمفرده فيعاني أشدّ المعاناة.
تشدد على دور الكتاب الورقي وضرورة استمراريته رغم اكتساح الكتاب الإلكتروني تدريجيًا:
لن يأفل نجم الكتاب الورقي ما دمنا نرى هذا الإقبال على معارض الكتاب والمكتبات. مادام هنالك جيل يؤمن بجدوى الكتاب الورقي فيسعى لامتلاكه والحفاظ عليه إلا أنّ الواقع يؤكّد أيضًا اكتساح الكتاب الإلكتروني تدريجيًا لِتيسّر الحصول عليه استجابة لروح العصر.
شخصيًا، تفضّل الكتاب الورقي " لأنّه الأبقى ولقد صمد عبر عصور عديدة وقاوم كلّ أسباب الاندثار والتراجع والقمع والإرهاب الفكري".
{ تأثرت ببعض الشعراء، وترى إن هذا التأثر طبيعي، ولكن:
ـ في البدايات تأثرت بالعديد من الشعراء مثل محمود درويش ونزار قباني وأدونيس وسليم بركات وغيرهم وهو تأثّر طبيعي ولا بدّ منه لأنّ الولوج إلى عالم الكتابة يتطلّب المثال والمنوال ولكن يجب ألّا يتحوّل هذا التأثّر إلى محاكاة بائسة لا قيمة لها. على الشاعر أن ينحت لنفسه عوالمًا وطقوسًا خاصة به تميّزه عن غيره.
وماذا تقرأ الشاعرة العكرمي الآن؟ ـ حاليًا، أنا أقرأ لكلّ الشعراء وكل النصوص الممتازة لغاية الاطلاع والمواكبة.
{تنهي الشاعرة فوزية العكرمي هذا الحوار، بالقول:
ـ في الختام، أودّ أن أشكر مجري الحوار لأنّه عرف كيف يتوغّل في عوالمي ويلتقط منها ما يميزها فكانت الأسئلة شيقة دقيقة متنوعة تسلّط الكثير من الضوء عليّ وعلى مناخات كتاباتي.
نشر في صحيفة الزمان الدولية
العدد 6553 الموافق الأربعاء 08/01/2020
وسوم: العدد 875