حوار مع الأديب المصري إسماعيل أحمد محمد الأسواني
الأدب الإسلامي هو: ضبط النص وفق البيئة والقيم المسلمة بحيث يجسد تلك القيم ويعليها
الحوار الأدبي الماتع مع الأديب المصري إسماعيل أحمد الأسواني حلّق بنا في سماء الأدب الإسلامي من خلال رؤيته الأدبية ونفسه الإسلامي فيها وطواف في تجربته منذ بداية ظهور إرهاصات الكتابة والشغف بالأدب الى أن أبحر فيه بقدم ثابتة ..
الحوار شمل جزءا من تجربته السجنية في نكش عن أدب السجون وما يثيره هذا الادب في وجدان أديبنا الذي خاض تجربة الاعتقال السياسي لسنوات…
فإلى الحوار ..
-كيف بدأ مشوارك الأدبي؟ ولماذا الشعر بالذات؟
بدأت كتابة الشعر أيام حرب 1973 وكنت أقاسمه صديق عمري عثمان جابر فيقول أحدنا بيتا ويتمه الآخر ثم بدأت أكتب منفرداً وكان ذلك في بداية المرحلة الإعدادية وكنت أكتبه باللهجة المصرية العثامية، ثم مع بدء المرحلة الثانوية وذيوع ما كانوا يعلموننا إياه من الحب الصبياني بدأت أكتبه فصيحا وبالطبع لم يكن متقنا وبدأت في التطور مع كثرة القراءة والاحتكاك بدور الثقافة حتى نهاية المرحلة الجامعية وكنت قد انخرطت في العمل الإسلامي منذ السنة الأولى بالجامعة تخللتها مرحلة كمون في أعقاب اغتيال السادات لكن بدأ شعري يعبر عن توجهاتي وفي 1984 تلقيت دعوة لعمل أمسية شعرية بقصر ثقافة أسوان ويومها قالها لي أحد كبار شعراء أسوان صريحة أن لحيتي تقف عائقا أمام انتشاري وبالطبع انحزت للحيتي.
تواصلت في الجامعة مع قصر ثقافة أسيوط وشاركت في نادي الأدب ثم أقيمت مسابقة في المدينة الجامعية في السنتين الثالثة والرابعة مسابقة في الشعر وشعر العامية والقصة القصيرة والمسرحية وبفضل الله فزت بالمركز الأول في الشعر والثاني في الفروع الثلاثة الأخرى وحصلت للمبنى على كأس المسابقة ثم في العام التالي استبعدت قصيدتي وقصتي من المسابقة لوضوح المدلول الإسلامي فيها ومع ذلك فزت أول وثاني في الفرعين الباقيين.
طبعا بدأت القصة القصيرة أولا في السنة الثالثة من الجامعة ثم توقفت وعاودت الكتابة بعد ذلك في السجن بعدما تحسنت أي مع 2003
أما الرواية.. فلها معي حكاية غريبة.. أنني كنت أراها في منامي كالفيلم أرى مشاهد ثم أقوم بنسجها واستكمالها وهي كانت في رواية واحدة وقصة قصيرة واحدة في عام 2004
وعلى ذلك فقد بدأت فعلا بالشعر العامي ثم الفصحى ثم تنوعت الكتابات، والحق أنني لا أنسب لنفسي الفضل في اختيار الشكل سواء شعر عامي أو فصحى أو قصة بل أشعر بها تتكون داخلي وتخرج كما قدر الله.
2- من خلال مرجعيتكم الاسلامية:
في البداية نحب أن نسألكم عن مفهوم الأدب الإسلامي بإيجاز؛ بحيث يتضح معناه، وتتكوَّن صورته في ذهن القارئ الكريم؟
وما الذي يعنيه الأدب الإسلامي بالنسبة إليك؟ وما الذي يدل عليه في رأيك؟
الأدب الإسلامي هو: ضبط النص وفق البيئة والقيم المسلمة بحيث يجسد تلك القيم ويعليها، وبالنسبة لي فقد اتخذته باباً آخر للدعوة إلى الله بل ولإقامة الدليل على شمولية الإسلام وهيمنته المقصودة على مختلف مناحي الحياة.
ودليلي عليه ما شكله الشعر في مختلف العصور من منبر للدفاع عن الدولة الإسلامية والدعاية لقيمها منذ حسان بن ثابت حتى الشعراء والروائيين المعاصرين.
3- نريد أن نعرف: من اكتشف موهبة الشعر لديك؟ وفي أي مرحلة؟ وكيف نميت هذه الموهبة؟
اكتشفتها في نفسي أولاً في هامش حرب أكتوبر 1973 وتقليدا لما كان ذائعا وقتها من أغانٍ وقصائد وكنت وقتها في نهاية المرحلة الابتدائية وقبيل دخولي المدرسة الإعدادية، وحين قدمتها لمدرسي وجدت تشجيعا وقدموني من خلال الإذاعة المدرسية طوال المرحلة الإعدادية، وأما تنميتها فتراكمت من خلال احتكاكي وقراءاتي للشعر كما أسلفت.
4- علمنا أنك انتهيتَ من كتابة الرواية الأولى لكم.. نريد أن نبحر في أعماق شعورك أثناء كتابتك لهذه الرواية ؛ ماذا دعاك إلى العزم على كتابتها؟ وكيف كانت البداية؟ وهل لي أن أسأل: كم استغرقتَ من الوقت لإنهائها ؟
هي ليست الأولى كتابة، فلدي روايتان قبلها الأولى كتبتها في سجن الوادي الجديد عام 2005 لكنها لم تعد للطبع والثانية كتبتها في عام 2018 ولأنهما تحملان إيحاءات سياسية لم أجد أن الجو العام يسمح بنشرهما، بينما هذه الرواية كان سببها جلسات مع قريب لي سوداني الأب وأنا لي أقارب سودانيين وأجد نفسي مهتما بتراث السودان حيث أن أجدادي كانوا ضمن الحملة المصرية للسودان في عام 1925 واستقروا هناك عقودا وبهم ذراري لا يزالون في السودان.
وأما تحمسي لطباعتها فقد جاءت بتقدير المولى عز وجل حيث أنني عقب خروجي ظللت شهورا أتنقل بين دور نشر حاملا ما نتج عن سني السجن الأخيرة من كتابات في الأدب وغيره بمخطوطات يدوية لكني وجدت موانع كثيرة وعقبات مما أكسبني احباطا فقمت بوضعها في أدراج مكتبي إلى أن قيض الله لي أستاذا جامعيا اعتزم البحث فيما سجلناه – أثناء الاعتقال – من كتابات وأبحاث فأخذ يتواصل معنا – عدد من الإخوة الذين لهم باع في العلوم الشرعية والدراسات السياسية والفكرية والآداب- وكان يتصل بي مرتين يوميا ويحفزني حتى أتممت كتابتها وورد وهاهي تجد للنشر سبيلا.
5– هل لي أن أطلب أخيرًا أن تسرد علينا ملخص قصة هذه الرواية دون التطرق إلى التفاصيل؟
القصة عن أصل حقيقي مختصره أن امرأة مصرية/ سودانية فقدت التواصل مع أهلها وظلت تحن للعودة لأهلها حتى يتمكن ولدها الشاب من التواصل عبر برنامج إذاعي كان اسمه “ما يطلبه المستمعون” بزوج أختها واستطاع تدبير زيارة لأمه تواصلت بها مع عائلتها بعد حوالي ربع قرن لكن أدرجت فيها وصفا للحياة في تلك السنوات بين مصر والسودان وأثيوبيا بما تحمله من تطورات سياسية واجتماعية وهي تدور بين 1930 إلى 2005 تقريباً
6– كيف ترى صفة الأديب الذي يكتب الأدب الإسلامي، هل هو أديب مسلم أم أديب إسلامي؟
أما الأديب المسلم فهو من تتوفر فيه كمكلف أحكام العقيدة مهما كانت كتاباته لكن الإسلامي هو من يوظف الأدب لدعم القضايا الإسلامية
7– هل تعتبر نفسك اديبا إسلاميا ضمن مفاهيم الادب الإسلامي وتصوراته..؟؟
أرجو ذلك فأنا منذ التزامي في الثمانينات من القرن الماضي وحتى اليوم أنتصر للأدب الإسلامي بل أنني في عام 2003 لما هدأت الأحوال في السجون كان لي شرف تأسيس المنتدى الأدبي الذي بدأ في سجن الوادي الجديد وانتشر في باقي السجون حيث كانت لنا جلسة أسبوعية أشبه بنوادي الأدب التي تقدم في كل أسبوع عملاً أدبيا ونتناوله بالنقد وفق قواعد النقد بمعايير النحو والعروض أولا ( الشكل) ثم الفكرة والبلاغة ( الموضوع) وقد أثمرت هذه التجربة عشرات المواهب الأدبية التي استعادت حيويتها بعدما انكمشت في السجون سنوات بل وكان كثير منهم طلاباً بكليات الآداب واللغة ويذهبون لأداء الامتحان، فكنت أطالبهم بالتواصل مع الدكاترة ثم مع منصات الأدب العامة من دوريات وصحف ومواقع وبالفعل حقق البعض منهم نجاحا وانتشارا بعد ذلك
8– حسب اعتقادك هل يجسد الأدب الإسلامي جسرا ممتدا بين الأدب والإسلام؟ ثم ما جوهر العلاقة القائمة بينهما؟ وما الذي تراه في شأن رسالة الأديب المسلم؟
بالتأكيد يقيم الأدب عالما موازيا للقيم الإسلامية في واقع الناس بطريقة أشد حيوية من الكتب، وأكثر من ذلك فقد قلت لإخواني في افتتاج المنتدى الأدبي أنهم بما يسطرونه من قصائد وقصص سينقلون تفاصيل تجربتنا وقضيتنا ويوثقون تفاصيلها في التاريخ بأحسن مما يقوم به المؤرخون، وحسبك أن تقرأ أشعار هاشم الرفاعي أو قصص محمد المجذوب وغيرهما
9– لمن تقرأ من الشعراء الآن؟ وبمن مِن الشعراء تأثرت في البدايات؟ وكيف هو رضاكم عن المشهد الشعري الذي قدَّمتموه وقدمه مجايلوكم عموماً؟ هل وصل إلى طموحاتكم؟ ثم كيف ترون المشهد الشعري الشبابي حاليًّا، هل واصل تطوير ما بدأتم به؟
الشعراء الذين تأثرت بهم في البدايات هم: إبراهيم ناجي- كامل الشناوي- هاشم الرفاعي – عصام الغزالي، لكني الآن لا أقرأ لأحد على وجه التخصيص لكن ممن أعجبت بهم: أمل دنقل فهو جدير بأن يكون أميرا للشعر.. صحيح نرى إبداعات كثيرة تالية لكن أسماءهم لا تعلق بالذاكرة ربما لعدم ثبات مستوياتهم وربما لعدم تقديمهم إعلاميا بالصورة الكافية.
8 – من فترة قرأت لكم مقالة هي دعوة لكتابة الشعر هيا نكتب شعرا مفهوما
ما رأيكم في القصيدة النثرية؟؟
الشعر لا يسمى شعرا بغير موسيقى داخلية ومعنى بليغا، سواء كان عموديا أو شعر التفعيلة – فهو موزون أيضا لكن الشعر المنثور والشعر الغارق في الرمزية وهو سبب كتابتي للمقال الذي أشرت إليه فلا يتقبلهم المستمتع بالشعر قبولا حسنا.
9 –بنظرة شمولية نجد أنَّ هناك تبايناً في النتاج الإسلامي للأجناس الأدبية: فالشعر يتصدر المشهد دائماً، ثم تأتي القصة والرواية، ثم المسرح. فهل لذلك أسبابٌ ترونها؟ وهل تتحقق هنا أهمية “الكمّ”؟
بالطبع يميل الإسلاميون – الذين يمكن اعتبارهم تيارا محافظا- للشعر أولا باعتباره الشكل التراثي القديم للأدب ثم تأني القصة والرواية لأنهما تاليتان للشعر في الأدب الموروث، ويتذيل المسرح لأنه الأبعد عن اهتمام التيار الإسلامي، وفي الحقيقة لم ينجح الأدب الإسلامي كثيراً في لفت انتباه المجتمع والمثقف العادي بالدرجة الكافية ربما لتعمد إغفاله إعلاميا وربما لأنه لم يقدم المستوى اللافت بل إن كثيرون من التيار الإسلامي نفسه لا يعيرون الأدب الاهتمام الكافي.. حتى أنني في السجن سمعت الأخ المكلف بالإعلان عن المنتدى الأدبي يقول: “مين عاوز يشترك في المنتدى الأدبي والكلام الفاضي”
10– نلاحظ كثيراً أن عدة ألقاب تسبق بعض الأسماء، فهذا “القاص والكاتب والشاعر”، وذلك “الناقد والمسرحي والروائي”.. إلَخ. فهل أنتم مع “احتراف” الأديب لفنٍّ واحد؟ وما مدى تأثير عدم الاحترافية والتخصص على المشهد الإبداعي؟
الألقاب ديدن العصر سواء الأدب أو السياسة أو غيرهما وهو بالمناسبة لا يعكس أي قدر من الاحتراف بل هي من باب التفاخر لا أكثر، لكننا بحاجة إلى خلق تيار فعال في كل مناحي الحياة بما يستوجبه من التخصص والاتقان لكنها تظل مجرد أمنيات في ظل المشهد السياسي الذي يجتاح العالم الإسلامي بمطاردة الإسلاميين والتنكيل بهم، فمن ذا يأبه للشعر في زخم الاعتقالات والتصفية الجسدية؟
11– يعاني المشهد الشعري أيضاً من تعدد النسخ عن الشعراء الكبار، ومِن حضور هؤلاء الشعراء في مجموعات غيرهم. فبماذا تنصحون لصناعة التفرد والهوية الشعرية الخاصة؟
أذكر في عام 1983 أن كتبت قصيدة اتسمت سمة شعر الأستاذ فاروق جويدة ولما عرضتها على أحد الشعراء قال لي صوتك في القصيدة مش نقي، وهنا يكمن دور الحاضنة الأدبية التي ينمو في كنفها الشاعر حيث يجد التبصير والتوجيه منذ اللحظة الأولى، وأيضا حين ينوع الشاعر مصادر تلقيه ويتفاعل مع النقد سيبتعد عن التناسخ الذي قد لا يحس به زمنا حتى يظن أنه صوته الأصيل، وأخيرا فكلما أوغلنا في تسطيح الحياة الأدبية والثقافية والعلمية كلما أنتجت مسوخ مقلدة تهتم بالشكل على حساب المضمون.
12– ما الطموح بالنسبة إلى الأستاذ إسماعيل .. إلى ماذا يطمح قلمه الشعري والروائي؟؟ وفي رأيكم، ما أهم التحديات التي تواجه الأديب الملتزم في هذه المرحلة؟
حتى الطموح ضمرت قامته في هذا الزمان فكيف بمن شارف الستين!! لم يعد الطموح ممكنا اليوم، كنت في الثانوية أرغب في الالتحاق بكلية الإعلام لأكون صحافيا كاتبا لكن كبار العائلة وقتها رفضوا وقتها بحجة أن هذه الكلية تستلزم وساطات قوية، ولا يجدون لها قيمة بعكس الحقوق التي تبلغ بصاحبها مناصب عليا، واليوم كل ما أرجوه أن ترى كتاباتي النور.
13– كثرت المنتديات والمواقع الأدبية على شبكة الإنترنت، وانتشرت صفحات الشعراء في المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، وتميز بعضها وأصبح مهمًّا لدى شريحة واسعة من المتصفحين، وقد وجَد الكثير من الأدباء والكتَّاب فيها ما يُشبعون به تطلعهم إلى الانتشار، أو النشر على الأقل. ولكن من النادر أن نجد من يخصص موقعاً لخدمة الأدب الإسلامي ومنهجه وأجناسه، فهل تسلطون الضوءَ على ذلك؟
كما أسلفت الاهتمام بالأدب عموما والأدب الإسلامي خصوصاً صار نادراً غاية الندرة ومن ثم فإن الاهتمام به يتناسب طرديا بين العرض والطلب لكن إحياء وبعث الأدب الإسلامي خاصة والطرح الإسلامي عموما يتبع توهج التيار وانسيابية نشاطه في المجتمع أو انطفائه، والحاصل أننا نتعرض لهجمات شرسة تقوض كل طرح لنا في الحياة العامة والأمل في الله ثم في الأماكن الأكثر استقرارا وربما يأتي يوم تصطبغ فيه الحياة في بلادنا بالسمت الإسلامي في شتى مناحي الحياة.
14– ما هي مشاريعكم المستقبلية في عالم الأدب ؟ وما هي المشاكل التي تواجهك كأديب؟
أصدقك القول أنني بعد مشروع المنتدى الأدبي في سجن الوادي الجديد ومشاركتي في تحرير موقع الجماعة الإسلامية قبل وبعد الإفراج عني ثم سنوات ما بعد الخروج وسعيي لتوفير الحد الأدنى من مطالب العيش لم أجد وقتا للتخطيط والتمني في عالم الأدب سوى محاولات التعامل مع دور النشر عقب خروجي وما تبين لي وقتها من فجوة زمنية بيننا وبين حياة القرن الحادي والعشرين بما يشمله من تقنيات ووسائل تواصل وهو ما يمكنك رصده من خلال فيسبوك وغيره في تفاعل من أمضى في السجن سنوات الانترنت والتطور التكنولوجي.
15– مررتم بتجربة الاعتقال السياسي الطويل الأمد في ظل ظروف تنطبق عليها كل ما ورد في حكايات ادب السجون الضارية، هل فكرتم أن تكتبوا عن ذلك الوجع وتلك التجربة ؟ وماذا عن ذكريات في الاعتقال السياسي؟
أنا أسجل تجربتي في كتابين اولهما عنونته مؤقتا باسم ( لابد وأنك زرت سجون) وآخر بعنوان “بوح الزنازين” وأوشكت على الانتهاء من كتاب ثالث عن الأخوات ودعمهن للأزواج بعنوان “النجوم السوداء” لكنها لم تكتمل بعد.
واما ذكريات السجن فحسبي أن أخبرك بتجريم حيازة القلم والورقة والكتاب لأكثر من ثماني سنوات منذ 1995 حتى 2003
16– اول انتاج لكم كان في فن الرواية بعد سنوات طويلة ما الذي اخركم كثيرا ولو تكن لكم مساهمات أدبية من سنوات في الرواية والقصة والشعر
اقصد على صعيد الطباعة والنشر.
أولاً أنا كنت ضمن فريق محرري موقع الجماعة الإسلامية منذ ستة أشهر سبقت خروجي ونشرت فيها كثيرا من كتاباتي في السجن سواء الأدبية أو الفكرية، وشاركت بالكتابة في مواقع أخرى وسعيت للتعامل مع دور النشر وفوجئت أن الأمر يستلزم تعلم الكتابة وورد عبر الكمبيوتر وأن يكون لك إيميل وهذا ما كنا نجهله تماما عند خروجنا واحتجنا لسنوات لتوفيق أوضاعنا مع تلك المعطيات وقبل ذلك كنا مثقلين بالأعباء والالتزامات تجاه أعمالنا وأولادنا فكنت كالمعلق بالساقية تدور بلا جدوى من أجل توفير ضرورات البيت والأولاد، وأخيرا فقد كنا بحاجة للتأقلم مع مستجدات الحياة والأدب، لقد كانت ملحمة بالغة الوعورة أن تتفاعل مع الحياة بعد غياب 14 سنة ظهرت فيها الفضائيات والانترنت وتطور فيها الكمبيوتر.
وسوم: العدد 921