مع الروائي مصطفى سعيد
الروائي مصطفى سعيد:
هناك مشتركات عدة بين فنون السينما والسرد القصصي والروائي
حاوره : سردار زنكة
يشير القاص والروائي السوري مصطفى سعيد المقيم في مغتربه السعودي الى ان روايته "أكراد أسياد بلا جياد "الصادرة عام 2006 تم منعها في السعودية لأسباب مازال يجهلها،مستدركاً بالقول،لكنها لاقت رواجاً بين القراءالمصريين لانها كانت تحمل اجابات وافية ومنطقية عن القضية الكردية، وتحدث سعيد من خلال متن الحوار عن تجربته مع فن الاخراج السينمائي، معتبراً ان هذا الفن اضافة الى فن السرد القصصي والروائي ،بينهما مشتركات عدة.
* بداية حدثنا عن محمول روايتك " أكراد أسياد بلا جياد "وما لاقت من اصداءٍ لدى المتلقين.
- صدرت الرواية عام 2006 عن الدار العربية للعلوم في بيروت بعد أن تبنتها الدار على عاتقها بالاشتراك مع منشورات الاختلاق في الجزائر, لكن بعد صدورها بمدة قصيرة تم منعها في السعودية لأسبابٍ مازلت أجهلها, وقد لاقت الرواية رواجاً جيداً في مصر, ولاحظت كثرة القراء الذين كانوا يبحثون عن إجاباتٍ وافية ومنطقية عن القضية الكردية, فكرت بطباعة العمل في مصر، واوشكت على ذلك, لكني ألغيت العقد مع دار النشر في اللحظات الأخيرة, وربما تكون هناك طبعة جديدة للرواية تصدر في بيروت خلال الايام المقبلة, ما استغربته وكنت قد كتبت مقالاً عن ذلك, ان الرواية لم يكتب عنها أي ناقد أو كاتب, إنها منهجية الشرق المتأصلة, المعارف والعلاقات تطغيان على أي أمر, لكني تقليت ردوداً كثيرة من قراء أعجبتهم الرواية, نشرت أهمها على صفحات مدونتي, هذا يبرهن أن القارئ بات واعياً بما يكفي لأن يختار.
* بعض الذين قرأوا الرواية قالوا أنها سيرة ذاتية لك ما رأيك أنت في ذلك؟
- لن أجيب عن هذا السؤال بنعم أو لا. لكن اذا افترضنا أنها سيرة ذاتية، فما العيب في ذلك, وأين تكمن المشكلة؟
*هل ثمة توجه أن تقضي حياتك في الغربة بعيداً عن بلدك وأهلك؟ وماذا تعني لك الغربة بحد ذاتها؟ وهل تفكر بالعودة؟
- لا أبداً. العديد من الكتاب هم في أوطانهم يكتبون ويحلمون, إنها محض مصادفة أن آتي الى السعودية التي أقيم فيها منذ نحو إحدى عشرة سنة, اعتدت معظم الأشياء هنا, الأيام جميلة, معلبة على حجم الدقيقة, ما يقلقني أنها تمضي بشكلٍ مخيف, لا أفكر بالعودة في الوقت الحالي على الأقل, لكني كل مدة أتمتع بإجازتي وأزور ما تيسر لي من مدن وأماكن اشعر انها مازالت محفورة في ذاكرتي .
* أخرجت بعض الأفلام القصيرة وأعمالاً غيرها حدثنا عن تجربتك مع السينما ،وأية كفة ترجح،السينما أم الكتابة؟
- كلاهما يكمل الآخر, السينما هي حلم حياتي, شغف الطفولة, كانت الأيام القاسية لا تسمح لي بمجرد تصفح هذا الحلم أمام أهلي, حتى لو كان حلماً, كان محرماً علي ذكر تفاصيله, كان أبي يتناوب بين مستقبلين لي أعدهم سلفاً بين طبيب أو سفير,وعندما غدوت يافعاً نوعاً ما اصطدمت بواقعٍ أمر من دكتاتورية أبي, الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية أصعب من الدراسة في المعهد العالي للعلوم السياسية, كلاهما دولة داخل دولة, أذكر أني أول مرة رأيت فيها تلك الشاشة الضخمة والوجوه العملاقة والعيون الهائلة سرت قشعريرة في جسدي مازلت أذكرها,الكتابة كانت شيئاً طارئاً وأحلاماً هاربة سطرتها حتى لا تختفي من الذاكرة, لدي بعض التجارب السينمائية المتواضعة التي اشتغلت عليها, رغم أن بعض النقاد والأصدقاء أشادوا بها, لكني مازلت أعتبرها أفلاماً تجريبية ليس إلا وهي مجرد جسرٍ للعبور نحو فضاء السينما الحقيقية بكل ما تعنيه الكلمة.
*يرى البعض انك تعيش منعزلاً خاصاً بعيداً عن المشاركة بالامسيات والفعاليات الثقافية؟
- في الحقيقة أن واقع الثقافة عندما يقرن بالجماعي محبط بعض الشيء, أنا من أنصار الاجتهادات الفردية التي لربما تثمر أكثر من الأعمال الجماعية، مع ذلك فانني أقيم أمسيات عديدة في التنمية البشرية وأقدم العديد من المحاضرات والدورات لعلني آخذ من مكان وأصب في آخر, معظم هذه الدورات يكون هدفها ثقافياً, تنموياً, تحفيزياً, حول القراءة والكتابة وما يتعلق بها, ومن بعض هذه الدورات ( كيف تقرأ كل أسبوع كتاباً.. بمعتة فائقة )،( أسرار كتابة الرواية )،( كتابة السيناريو للمبتدئين) .. إلخ, الأمسيات الشعرية والمؤتمرات والمهرجانات الأدبية كلها مقرونة بحجم وعدد معارفك, هذا هو الواقع.
* تقول أنك دولة فن .. وظاهرة لن تتكرر أليست هذه نرجسية عالية؟
- كل إنسان على هذه الأرض لن يتكرر أنا لم أقل شيئاً غير معقول ولا أتلاعب باللغة, عبارة " أنا دولة فن " اقترحها بعض الأصدقاء ومشت من يومها, أتمنى أن أكون بحجم هذه المقولة.
* كل سنة كتاب أو كتابين ألا ترى ذلك كثيراً بالنسبة للقارئ وهل عملك في دار نشر ييسر لك المهمة الشاقة التي يلقاها أي كاتب في نشر أعماله؟
- لا أحبذ أن أمتدح نفسي, عملت مع الدار الوطنية بعد إصدار كتابي السادس وكل كتبي تبنتها العديد من دور النشر المعروفة ولا علاقة بتاتاً بين عملي ونشر كتبي, بل يلحظ الجميع أنه منذ عملي مع الدار الوطنية صرت مقلاً في نشر إصداراتي حتى لا تفسر على محملٍ آخر, لدي العديد من العناوين الجاهزة التي أتريث في نشرها في هذه الفترة الحالية ولا يهم إن نشر الكاتب في السنة كتاب أو كتابين المهم أن تترك كتبه رسالة.
* ما هي مشاريعك المقبلة وماذا تفكر أن تقدم بعد, هل مازال هنالك الكثير في حقائبك لم تقدمه؟
-المشاريع كثيرة لا نهاية لها, عندي مشروع جاد أشتغل عليه منذ أكثر من سنة وهي ترجمة أجمل أغاني المطرب العالمي شيفان للعربية, وبما أنه لم يتسن لي تعلم الكردية ولا أجيد كتابتها إلا بصعوبة بالغة, لربما يكون هنالك تعاون مثمر مع أحد الأصدقاء الشعراء, وأحضر الان لفيلم سينمائي بعنوان ( أولمبياد الموتى).
يذكر ان الروائي مصطفى سعيد ولد في 3/01/1976 من قرية ( دملي ) عفرين - قضى طفولته متنقلاً بين عدة مدن سورية بحكم عمل والده في الجمارك, غادر سوريا في العام 1998 بعد إنهاء خدمته الإلزامية, وعمل مؤخراً مستشاراً لدى الدار الوطنية الجديدة للنشروالتوزيع،وصدر له:
•ديوان البداية والنهاية في الحب (عدة طبعات).
•رواية أكراد, أسياد بلا جياد ( عدة طبعات ).
•قصص ( الظالمون ) الجزء الأول
•قصص ( الظالمون ) الجزء الثاني
•قصص ( الظالمون ) الجزء الثالث ( تحت الطبع).
•رواية ( نازح عن سماء الرياض ) الجزء الأول من ثلاثية ( خل الصبار).
•ديوان هندسة الحب.
•ديوان كيمياء الحب.
•تاريخ العرب الحديث والمعاصر.
نقلاً عن آكانيوز ج م