مع حسن المطروشي
قصائد من المدينة الهادئة
حسن المطروشي
أجرى الحوار: لبنى ياسين
أقف على حافة الكون أحمل في قبضتي الكثير من الحنين و الحزن و القصائد و الفقد .
عمان...تلك الدولة التي اشتهرت باحتضان الثقافة, وفاح من طرقاتها وأزقتها عبير الكلمة, من أريج ابداعها كان لا بد من أن نستبيح عزلة احد شعراء عمان, حسن المطروشي وهو شاعر من جيل التسعينات في المشهد العماني .. صدر له ثلاث مجموعات شعرية كان آخرها ( وحيدا كقبر أبي ) و يحضر حاليا لمجموعته الرابعة ( على السفح إياه ) ..و قد حصل على العديد من الجوائز الأدبية الشعرية من داخل عمان و خارجها .. نشر أعماله في العديد من الصحف و الدوريات الثقافية العمانية و العربية .. كما شارك كعضو في لجان التحكيم للمهرجانات و الفعاليات الشعرية الرسمية في السلطنة .. بدأت حواري معه بسؤال حير الإنسان منذ بداية الخلق:
*من هو حسن المطروشي..؟
** إن هذا السؤال يدعوني لأن أسأل نفسي مباشرة: من أنا؟ وهو سؤال وجودي طالما شغل أذهان الفلاسفة والمفكرين والأدباء على مر العصور. وهذا يذكرني بما جاء في موعظة القديس مار يعقوب السروجي أنه عندما سئل يوحنا من أنت؟ اعترف بأنه صوت صارخ للكلمة .
كل ما أعرفه و أتذكره أنني خرجت ذات تيه من بيت أسرتي التي تقطن في منطقة ساحلية تدعى (شناص) في أقاصي الشمال من سلطنة عمان, لأبحث عن ذاتي في المدائن والأرصفة والمطارات البعدية, وها أنذا أقف على حافة الكون أحمل في قبضتي الكثير من الحنين والحزن والقصائد والفقد .
* هي شرارة تشتعل في داخل النفس...فمتى باغتتك الشرارة الإبداع تلك وأحرقتك الكلمة؟
** ليس ثمة من مباغتة فجائية أو طفرة بركانية بالمعنى الانقلابي للفكرة .. أعتقد الآن , وأنا أتذكر طفولتي البعيدة, أنني أحمل هذا اللهب المقدس منذ أن أتيت إلى هذه الحياة .. فبالرغم من أنني لم أكتب الشعر باكرا, إلا أن ثمة إرهاصات وإيماءات عميقة كانت تشير بوجود الشاعر الذي يتلبسني ويستوطن ذاتي .. فكم كانت تشجيني مواويل البحارة, وأغاني الفلاحين, في الصباح و المساء في قريتنا الصغيرة .. وكم كنت أحزن لفقد أي وجه من الجيران, وكم كنت أشعر بالرغبة في العزلة والخلوة مع النفس, وكم كنت أتحدث للبحر وأروي له الحكايات والقصص .. وكم كنت انتشي لمشهد نخلة تقف وحيدة في المكان البعيد .. وهكذا نمى معي هذا الهاجس حتى بات حريقا صاخبا تلهبه رياح الحنين و الغربة .. هذه الرياح التي جرفتني إلى أدغال القصيدة و غاباتها المجهولة .
* ملاعب الطفولة تترك فينا أشياء من الصعب أن نتجاهلها وهي تتسلل من خلال أعمالنا وإنتاجاتنا, ماذا تركت فيك طفولتك؟
** الطفولة بالنسبة لي بمثابة النبع الأسطوري الذي يتدفق هادرا بالحياة والنبض والدفء .. إن الطفولة التي عشتها تكفيني رصيدا شعوريا طيلة حياتي, فأنا أغترف من مياهها الحنين والدهشة كلما عطشت رمال القصيد .. طفولتي شاعرية بامتياز رغم الشقاء والقساوة .. لقد عشت على رمال الشاطئ بين زرقة البحر وخضرة البساتين في قريتي الضغيرة .. أتأمل رحيل الأشرعة الذاهبة إلى أعماق البحر , وأراقب شروق الشمس كل صباح, وأسامر النجوم كل مساء, وأصغي إلى غناء الجدات في البيوت العتيقة , و أشتم عبق القهوة السمراء الصاعدة من سقوف منازل القرية .. أشارك البحارة سمرهم الليلي, وأستمع إلى قصص الغوص والمغامرات يرويها الأجداد والآباء بحنين بالغ , وأحفظ مواويلهم وأغانيهم الشجية .
إنني مهما تحدثت عن الطفولة وأثرها في حياتي وكتابتي فلن أقف عند حد .. إنني أكتفي بالقول أنه لا يمكنني كتابة قصيدة دون أن أفتح لها بابا على البحر والطفولة . لقد ظل ذلك المكان بترابه ورائحته وأصواته ووجوهه ساكنا في أعماقي أينما رحلت. وقديما قال ابن الرومي في هذا المعنى:
ولـي مـنزلٌ، آليت أن لا عـهدت به شرخ الشباب ونعمةً فـقـد ألـفـته النفس حتى كأنه وحـبـب أوطـان الرجال إليهم إذا ذكـروا أوطـانـهم، ذكرتهم | أبيعهوأن لا أرى غيري له الدهر مالكَا كـنعمة قوم أصبحوا في ظلاَلكَا لها جسدٌ، إن غاب غودرت هالَكا مـآرب قـضاها الشباب هنالكا عـهـود الصبا فيها فحنوا لذلكا |
* بين قصيدة النثر والشعر الحديث والشعر ببحوره الكلاسيكية أين يقف الشاعر حسن المطروشي وأين يجد نفسه؟
** أجد نفسي مع الشعر في كل تجلياته .. و لكن لي رأيا حول بعض المفاهيم التي وردت في السؤال , فأنا أفضل استخدام مصطلح (النثر الشعري) بدلا من(قصيدة النثر) كما أفضل استخدام (الأوزان العروضية) بدلا من (البحور الكلاسيكية) . فإذا اتضح تصوري للمسألة, فقد اتضح موقفي منها .. فأما بالنسبة لقصيدة النثر فهي في تصور نثرا أدبيا يتميز بشعرية اللغة, إلا أنه لا يرقى إلى أن نسميه قصيدة مهما بلغ من التأنق. وهذا ليس انتقاصا من حق هذا اللون الأدبي, فعدم تصنيفه شعرا لا يقتضي الانتقاص منه. وأعتقد أن المطب الذي وقع فيه أصحاب هذا الجنس الأدبي حينما نسبوه إلى الشعر بدلا من اقتراح مسمى آخر له باعتباره جنسا أدبيا جديدا له خواصه واقتراحاته واشتراطاته الفنية .
أنا أكتب الشعرالحر, وأعمد إلى كتابة القصيدة المقفاة وفق صياغات جديدة وتقنيات مبتكرة, بحيث تستوعب القصيدة أساليب الكتابة الحديثة، وتستخدم كل الطرق المبتكرة في الشعر مع الاحتفاظ بالشكل التقليدي الأصيل للقصيدة . ولا أتصور أن الوزن يمثل عائقا أما الإبداع في الشعر, إذا كان الشاعر يتحلى بالموهبة والثقافة التي تؤهله لكتابة قصيدة أصيلة وفق اشتراطاتها وقواعدها الوزنية واللغوية والإبداعية . إن الذي يجد الوزن قيدا هو الشاعر البسيط ذو الموهبة الضعيفة والثقافة المنقوصة, وبالتالي فالعيب ليس في الوزن وإنما في الشاعر .
العروض عند العرب علم واسع و مساحاته متعددة, ويقدم للشاعر خيارات كبيرة, كما أن الشعر الحر قد فتح نوافذ ومنافذ جديدة للشعر الموزون, وبالتالي فليس ثمة من مسوغ حقيقي لدينا للهروب من الإيقاع الوزني للقصيدة, بخلاف الأمم الأخرى التي تركت الأوزان الشعرية ولجأت إلى الكتابة خارج الوزن, فذلك يعود إلى الفقر في الوزان لديهم, فالبعض لديهم بحران عروضيان فقط , أما نحن فلدينا ستة عشر بحرا أساسيا, ناهيك عن تفريعاتها ومجزوءاتها ومشوراتها وخياراتها المتعددة والمرنة في الكتابة .. باختصار أنا أميل للقصيدة الموزونة, فهي تعطيني النشوة العليا للشعر .
* في زمن تناسلت فيه الخيبات العربية ما هو دور المثقف العربي وأين يقف من كل هذه التفاصيل المؤلمة ؟
** المثقف لا ينبغي أن يبحث عن أدوار جديدة يلعبها, فدوره واضح وميدانه معروف .. أعتقد أن المثقف ليس عليه أن يتحمل تبعات فشل السياسي, وليس عليه أن يتبوأ الواجهات السياسية, وإنما عليه الآن أن يتحرك في فضائه، ويمارس دوره الريادي في بناء العقول، والارتقاء بالوعي، وترميم القبح في العالم، والمحافظة على الهوية الحضارية للأمة التي تواجه كل هذه التحديات المصيرية التي تهددنا بالضياع والانمحاء والذوبان في دوامة العولمة والثورة الالكترونية والفضاءات المفتوحة وغيرها من القضايا التي أدت إلى انحدار كبير في القيم و تدهور في الأخلاق وشتات في المفاهيم , الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة جدا إذا لم يكن للمثقف دور في محاربته و مواجهته .
* هناك خصوصية كما قد قرأت بعلاقتك بأبيك, وهناك في العمق فجيعة فقد ملتهبة حتى أنك أسميت ديوانا لك (وحيدا كقبر أبي)..ماذا تخبرنا عن ذلك؟
** يشكل فقد الوالد مفارقة صعبة في حياة الكائن, إذ أنه يمثل انفصالا عن الجذور, فيشعر الإنسان أنه اقتلع من تربته الحنونة و أصبح معلقا في وجه الريح دون عروق أو جذور يتشبث بها, وأنه أصبح وحيدا في صراعه مع الحياة .. إنه مذاق اليتم والفقد والفجيعة .. فمهما كان عمر الإنسان وسنه, إلا أن لحظة الفقد لحظة حاسمة حين تقف على أرضها بكل هشاشة الكائن. وعلى كل حال فعنوان الديوان يعبر عن لحظة شديدة من الوحدة و العزلة, حينها تراءى لي أننا نحن الأحياء نعيش حياة أقرب بحياة القبور, التي تتقارب فيما بينها, ولكن مع هذا القرب فهناك عالم برزخي كثيف بفصل بينها .. وهكذا تراءى لي طيف أبي الذي الغائب وتبدى لي قبره وحيدا معزولا, ورأيت نفسي في هذه العزلة تماما كذلك القبر دون شجر أو حمائم .
* اقتبس قولا لك (يبقي لي منهجي الخاص في التعامل مع مفردات التراث كوني مسلما. واري أن التاريخ العربي والإسلامي زاخر وغني بالعطاءات التي والنماذج التي لا تنضب سواء في جانب الخير أو الشر) هل تحدثنا قليلا عن بعض النماذج المشرقة من الإسلام التي استوطنت في الذاكرة وتركت بصمة في قوافيك؟
** إن الحديث عن النماذج الإنسانية الكبرى في تاريخنا الإسلامي أكثر من أن أحصيها في سطور قليلة . وأنا لا أنظر إلى تاريخنا بأنه كله مضيء وجميل , أو إنه قبيح و شائه .. إنه في نظري تاريخ إنساني واقعي, صنعه بشر مثلنا فأصابوا وأخطؤوا, فكان نتاج ذلك نماذج كثيرة وبارزة, في الخير والشر .
أنا مفتون بقراءة التاريخ والتراث, وخلال هذه القراءة تستوقفني بعض النماذج التي تلح علي بالكثير من الأسئلة, وأشعر أن بإمكان هذه النماذج أن تقول الكثير إذا ما تم توظيفها و قراءتها على نحو فني واع في القصيدة. فإذا كان لدي كل هذا الرصيد الغني من التراث المعرفي فليس من الضرورة أن ألجأ إلى موائد الحضارات الأخرى لتثقيف نصي الأدبي من خلال استحضار رموز غريبة على ذائقتنا .
إنني أرى أن الرجوع إلى تاريخنا وتراثنا العربي يمثل رجوعنا إلى هويتنا, وتمسكنا بأصالتنا وإبرازا لحضارتنا في زمن رياح العولمة وعواصفها المدمرة التي تهددنا بالانقلاع والضياع .
* القلق يكاد يكون سمة المبدعين, حدثنا عن القلق وعن طقوس العزلة الخاصة بك؟
القلق والعزلة فضاءان واسعان, وهما سمتان ملازمتان للكثير من المبدعين .. أما القلق فأعتقد أنه صفة سلبية مهما قيل عنها ..أنا أحب أن أرى الحياة من جانبها الجميل.. أرى الجزء المليء من الكوب.. وحينما أرى بابا نصف مفتوح فأرى الجزء المفتوح وليس المغلق .. أصطحب أحزان طفولتي لأنها جميلة و عذبة بنكهة الذكرى .. لا أخشى من كوارث الحياة .. أستقبل الحياة بروح أكثر اتساعا من ضيق التاريخ .. وأكثر صلابة من مطرقة الدقائق .. لا أخشى نهاية الحياة , ولا ترهبني أصوات الموت والرحيل .. فأنا هادئ وواثق وأعيش سكينتي الخاصة .
أما العزلة فأعيشها بمعناها الإيجابي الخلاق .. تمثل العزلة جزءا هاما في حياة المبدعين على مر التاريخ. لقد كتبوا عنها الكثير، وأخلدوا إليها بكل لهفة ومتعة، تاركين وراءهم العالم بصخبه وحرائقه. هذا العالم الذي وهبوه خلاصة نبضهم وعطائهم، وما قطفوه من ثمار العزلة اللذيذة، ليضيئوا به مسارات الحياة الوعرة. فها هو أبو العلاء المعري من خلال عزلته المركبة الكثيفة يطرح أصعب أسئلة الوجود وإشكالات الحياة في مضامينها الكبرى. أما الروائي الفرنسي إميل زولا فقد كان لا يكلم أحدا لعدة أسابيع، ويغلق نوافذ داره ويسدل الستائر خشية أن يتسلل ضوء الشمس، ولا يستقبل أي زائر. أما الروائي الفرنسي أونوريه دو بلزاك فكثيرا ما كان يغير مكان إقامته لئلا يهتدي أحد إلى مكان وجوده. وكذلك انتهى الأمر بالموسيقار الألماني بيتهوفن إلى اتخاذ العزلة خيارا وحيدا للحياة، حيث كتب مرة لأحد أصدقائه: (أما الآن فإني أعتزل العالم بما فيه). أما أديب ألمانيا العبقري غوته فقد كان يلتمس خلاصه ومتعته من شرور العالم في العزلة، التي كان يعيشها بحزن وألم في اجترار الذكريات والحنين. وكذلك عرف عن الروائي الروسي دستوفسكي ميله لفترات طويلة إلى العزلة التي كان يقضيها بين القراءة والكتابة، فيما وهب الفيلسوف الألماني نيتشه جزءا من حياته الصاخبة للعزلة.
لقد تحدث كل عن مكابداته ومعالجاته للحظات العزلة وكوابيسها، وعذوباتها وعذاباتها.. والعزلة كما أراها فهي وفق مكابدتي الخاصة فهي اللحظة التي تسمو بصاحبها فوق قوانين الزمان، وخارج قيود المكان، لتحلق بالكائن عبر آفاق من التحولات والتوحدات والعوالم الكامنة بعيدا هناك. . هناك حيث تهوي أجنحة الخيال، وتطوف أسراب الدهشة. . ليعود المبدع إثره تطوافه ذاك وفي يديه قبضة من رماد الأزمنة. وتظل العزلة الفاكهة المشتهاة لكل أولياء الكلمة وعشاق الجمال، والباحثين عن الخلاص الجميل من شرور العالم وويلات الحياة، كما قال مايكل أنجلو يوما: (شعرت منذ حداثتي أن المجتمع عدوي، وأن في العزلة خلاصي).
* كيف تصف لنا الساحة الشعرية العمانية؟
** المشهد الشعري في عمان يمتد في أفقه التاريخ إلى أعماق الزمن, يمتد إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي, والمبرد, وابن دريد, مرورا بكل حقب التاريخ, بل أن الشعر العماني لم يشهد الضعف الذي مر به الشعر العربي كله في فترة ما يسمى بعصور الظلام, حيث ظهر في ذلك الوقت شعراء عمانيون يصنفهم البعض في درجة امرئ القيس, مثل سليمان البهاني وغيره. وقد شهد العصر الحديث في عمان نهضة شعرية كبيرة رافقت التحول الضخم الذي شهده البلد, فكان أن برز شعراء كبار مثل عبد الله الخليلي وعبد الله الطائي, وغيرهم في مجال الشعر المقفى, ثم جاء من بعدهم جيل قصيدة التفعيلة الذي برز فيه العديد من الأصوات مثل الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارس وهلال بن محمد العامري وسعيد الصقلاوي وغيرهم, إلى جانب جيل القصيدة النثرية الذي برز فيه العديد من الأصوات أيضا مثل سيف الرحبي ومحمد الحارثي وسماء عيسى وعبد الله حبيب و طالب المعمري و آخرون. ثم بعد ذلك جاء جيل القصيدة التسعينية أي ما بعد قصيدة النثر, ويتميز هذا الجيل في أغلبه بعودته للتراث، وتمسكه بالكتابة في إطار الوزن. هذا الجيل الذي أعد نفسي أحد مكوناته، برز فيه شعراء عديدون مثل محمد عبد الكريم الشحي, وعمر عبد الله محروس، وعلي الرواحي، وعبد الله المعمري، وخميس بن قلم، وغيرهم كثير . إن ما ذكرته ليس سوى نماذج بسيط من باب التدليل فقط, أما الواقع الشعري في عمان فإنه زاخر بالكثير من العطاء والألوان والأصوات المميزة, وهو مشهد نابض وحيوي ويضاهي سواه في بقية الدول العربية الشقيقة .
* عمان كانت عاصمة الثقافة في العام الماضي, ماذا أعطت هذه العاصمة لمبدعيها في ذلك العام وماذا أعطوها هم؟
** تلك سنة قد خلت, ولحظات قد انتهت .. جفت الأقلام ورفعت الصحف . إن تقييمي لما أنجز لا يقدم شيئا الآن .. شهدنا الكثير من الفعل في مختلف مفردات الثقافة, وحدث الكثير من السجال بين المؤسسة الثقافية وبين المثقف في عمان. أعتقد أن أهم حدثين يشكلان نقطة ارتكاز، وانطلاق للمستقبل الفعل الثقافي أنجزا خلال العام الماضي يتمثلان في إشهار الجمعية العمانية للكتاب والأدباء, ووضع حجر الأساس للمتحف الوطني, بالإضافة إلى إصدار مجلة ( زوايا ثقافية ) التي نراهن عليها كثيرا لتكون منبرا هاما في مضمار الصحافة الثقافية في عمان .
* أحد المصطلحات الجديدة التي دخلت إلينا مصطلح الأدب والفن النسوي ما رأيك بهذا المصطلح؟
** بعيدا عن المصطلحات وخداعها , أحب أن أرى الأنثى بأنوثتها, وأرى الرجل كما هو, وكل يعبر عن نوازعه وهمومه وفقا لما يراه هو, لا ما يراه الآخرون, وإن أسهبوا في التنظير والاختلاف.
* إلى أين يسير بك الطموح وما هي المحطة القادمة؟
** الطموح كبير لا ينتهي عند حد, ولو توقف الطموح لتوقفت الحياة.. أنا لا أخطط للمحطات القادمة , ولا أقترح شكلا لوردة لم تبرعم بعد, ولكنني أمسك بالناي وأغني كي يبرعم العشب وترقص الفراشة .. أما عن آخر كتاباتي فانا لدي مجموعة شعرية جاهزة بعنوان ( على السفح إياه ) وأتمنى أن ترى النور قريبا, وتكون إضافة مغايرة لتجربتي الشعرية .