نايف خوري..
نايف خوري..
الذي نعرفه والذي لا نعرفه!!
ميسون أسدي
**هو من العرب الأوائل الذين درسوا المسرح على مستوى أكاديمي**أول عمل مسرحي كتبه كان عن احد كبار الشيوخ الدروز في لبنان**النقد قضية حساسة بين الناقد والمنتقد، هناك من يكتب رأيه الشخصي ويعتقد انه يكتب نقدًا**بلدي إقرث.. أولا وأخيرا وحلم العودة إليها ما زال موجودًا**إذا قال رئيس التحرير: كن صحفيًا.. فتكون!!**والدي وأجدادي لهم حصة كبيرة في كتابي القادم**العمل الطيب لا بد أن يوثر في الناس**نكران الجميل هو ما يغضبني.. الجأ إلى زوجتي وقت المحن**الجميع متشابهون من عنقهم وما دون!!**
حاورته: ميسون أسدي- "تفانين"
*عندما، نسمع أو نقرأ اسم "نايف خوري"، نحتار في أية خانة من الإبداع نضعه.. ففي عالم الصحافة، عرفناه مذيعًا لسنوات عديدة، وأيضا في الصحافة المكتوبة والمرئية، وما زلنا نرى له مقالات صحفية في الصحف ووسائل الإعلام الالكترونية، وقد صدرت له عدة كتب، تضمنت مقالاته الصحفية بعد جمعها.. وفي المسرح، هو من الأوائل الذين درسوا المسرح على مستوى أكاديمي، كتب وأخرج العديد من المسرحيات، وفي السابق شارك في التمثيل أيضا.. وعموما هو في القضايا الثقافية ينشط على عدة جبهات، وفي عدة مؤسسات ثقافية.. وهناك جوانب لا نعرفها عنه إلا إذا اقتربنا منه كثيرا، مثل نشاطه المكثف في قضية "إقرث" وأهلها اللاجئين في وطنهم، إلى جانب اهتمامه في القضايا الدينية والاجتماعية وطبعا العائلية..
في هذا اللقاء، نحاول أن نسبر غور معظم جوانبه الإبداعية والاجتماعية وأيضا السياسية..
**بلدي إقرث.. أولا وأخيرا
يقول نايف خوري: أنا ابن لعائلة مهجرة من إقرث وقضية إقرث معروفة للجمهور، كيف هجر أهلها عام 48 دون إثم اقترفوه ووعدوا بالعودة إليها بعد أسبوعين، وحسب المنطق المتعارف عليه عالميا، فأن أسبوعين يعني (15) يوما، لكن المنطق الإسرائيلي قرر أن الأسبوعين هم 60 سنة، والعد لم ينته بعد!!
يتابع خوري: ولدت عام 1950 لم يكن لي الحظ بأن أولد في إقرث ولكني نشأت على مناقشات حول القضية وسبل العودة.. أبي كان نشيطًا جدا في هذا المضمار، كان ينظم الاجتماعات باستمرار ويدعو إليها، للتباحث في كيفية النضال من أجل عودة أهل بلدته المهجرة.. عندما أصبحت في سن الـ (20) وانتقلت من الرامة إلى القدس، للعمل في الإذاعة هناك، وجدت نفسي كصحفي استطيع الوصول إلى شخصيات مسؤولة في الحكومة من رؤساء ووزراء، فلمعت في ذهني فكرة "لماذا لا أوجه إليهم السؤال الذي يشغل بالي عن موضوع عودة أهل إقرث وتطبيق ذلك؟!".. وكنت أعود بالإجابة إلى أبي وأهل بلدنا.. وهكذا وجدت نفسي منغمسًا بمعالجة هذه القضية بالصميم، فكنت أبادر إلى عقد اجتماعات بين الوزراء ولجنة أهالي البلد لمناقشة موضوع العودة وفي صيف 1970، ترأس المطران يوسف ريا، مظاهرة ضخمة جدا في القدس واختتمت أمام مكتب رئيس الحكومة وطالبنا في حينه "جولدا مئير" بالعودة ولكنها رفضت بإصرار.. شخصيا، عزز هذا الرفض في نفسي الهمة أكثر، حتى أخذت أبحث عن بديل وكانت البدائل تتعاقب مع الحكومات التالية بتجديد المطالبة، لأنني لم اقتنع بأسباب رفض الحكومات، وكنت- وما زلت- أرى بأن الحق سيعود إلى أصحابه وان أعيش في بلدي الأصلية مثل ابن الطيبة ويافا ومجد الكروم وغيرها..
**محاولة لعودة الأموات إلى القرية
وأضاف خوري، وكأنه يقرأ في كتاب الذاكرة: في سنوات الـ 70 أعلن وزير الدفاع موشي ديان عن فتح المناطق العسكرية ولكي لا يسمح بإعادة أهالي قريتي إقرث وبرعم، أبقى المنطقتين كمناطق عسكرية، فما كان من أبي إلا أن اجتمع بعدد من أهالي البلد وابلغهم عن نيته بالتوجه من الرامة إلى إقرث لكي يفتح كنيستها وهناك وجد أن الكنيسة تحولت إلى زريبة للمواشي، فباشر بتنظيف الكنيسة، حيث دفن فيها جد جدي، وهو كاهن خدم في إقرث، اسمه "سمعان حرفوش" ودفن في الجانب الأيمن من هيكل الكنيسة. واخذ ينام فوق هذا القبر وسرعان ما تبع والدي عدد آخر من الرجال وباشرنا بتصليح الكنيسة وترميمها وإعادة الصلاة فيها، ولا نزال نصلي فيها في السبت الأول من كل شهر وفي المناسبات والأعياد الكبيرة، ويترأس هذه الصلوات أخي الكاهن سهيل خوري. وفي مطلع سنوات الخمسين حاول الأهالي دفن أحد الموتى الذي أوصى بدفنه في تراب إقرث، لكن الجيش وقف معترضًا طريق المشيعين وأمر بنقل الميت إلى قرية فسوطة. ولكن في عام 1972 استطعنا الحصول على إذن غير رسمي بالسماح لنا بدفن موتانا في مقبرة الأباء والأجداد في إقرث.
**حلم العودة ما زال موجودًا
يستمر خوري بالحديث، وكأنه يلقي محاضرة قدمها مئات المرات: في الفترة الأخيرة التي تولى فيها "إسحاق رابين" رئاسة الوزراء، كاد حلم العودة يتحقق، ولكن اغتياله حال دون التنفيذ.. حلم العودة ما زال موجودًا، وأنا اليوم، أشارك في العديد من اللقاءات والمؤتمرات المحلية والدولية التي تبحث في شؤون اللاجئين، ومنها لقاءات مع طلاب المدارس، أطرح من خلالها قضية إقرث باستمرار.. في إحدى المحاضرات في مدرسة يهودية في القدس، تحدثت عن بلدي إقرث، وحاول بعضهم المقارنة بين إقرث وبين وضعهم كمستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة.. فأجبت: أنتم تسكنون في ارض ليست لكم، أما أنا فاسكن في ارضي!!
**داء المسرح!!
يقول: اصبت بداء المسرح منذ سن الـ (13)، حيث شاركت بتمثيل مسرحية في الرامة ومن بعدها أخذت أشارك في عدة مسرحيات هناك، وفيما بعد أسست "المسرح البلدي" في مركز للأحداث أسسه طيب الذكر الأب فرج نخلة، وبعد الرامة مثلت في "المسرح الناهض" في أواخر الستينات وعندما انتقلت للعمل في الإذاعة في القدس، وضعت نصب عيني أن أمارس المسرح فعلا ولا هواية فقط وهذا يتطلب دراسة عميقة للموضوع فدخلت الجامعة العبرية في القدس وتعلمت المسرح بالإضافة إلى الفنون واللغة العربية وتخرجت عام 1975، كنت مع الفنان راضي شحادة أول عربيين في البلاد نحمل شهادة B.A في المسرح، وعدت إلى الرامة لأعمل في المسرح، ثم انتقلت إلى حيفا، حيث خطبت وتزوجت، ولكن شغلي الشاغل كان المسرح، إما بالتمثيل أو الإخراج أو تعليم المسرح، فعلمته في "بيت بيرل" ثم في "دار المعلمين العرب" في حيفا، وبعدها انشغلت بالعمل الإذاعي وركزت اهتمامي على الكتابة المسرحية، كنت أكتب وأحفظ بالجوارير، وأول مسرحية صدرت لي كانت بناء على طلب من "قسم التعليم الدرزي" بعنوان "عدالة الأمير" عن احد كبار رجال الدين الدروز وهو الأمير السيد وهو شخصية دينية درزية لبنانية مرموقة.. كان هذا عام 1982.
**الكتابة المسرحية تدوم
شعرت بأن خوري، أخذ يستمتع بالحديث، وهو يتكلم عن المسرح الذي يعشقه، وعن تركه لباقي نواحي المسرح والتركيز على الكتابة المسرحية، قال: يؤدي الممثل دوره على المسرح وينصرف والمخرج كذلك، عمله مؤقت، أما النص المكتوب، فيبقى للأجيال، لذلك قررت التركيز على الكتابة، لأنها تدوم على صفحات الكتب، وضعت مجموعة من المسرحيات، وصدرت لي العديد من المؤلفات، بعضها مسرحيات وبعضها عن المسرح والنقد الفني والمسرحي، وما زال القلم سيـّال.
**الناقد والمنقود والجرأة بينهما!
تحول الحديث مع خوري من ممتع، إلى قضية مبدئية، عندما تطرق للنقد، قائلا: قضية النقد عموما هي قضية حساسة بين الناقد والمنتقد، هناك من يكتب رأيه الشخصي ويعتقد انه يكتب نقدًا، وكذلك في الأدب، هناك أشخاص نعتقد أنهم نقاد ولكنهم يكتبون آراءهم، عملية النقد أدبا وفنا لها مواصفات، أولا أن يستعرض الناقد ما شاهد وينقل للقارئ انطباعاته ويقول بصدق إذا كانت ايجابية أو سلبية ولا يكفي ذكر الايجابيات أو السلبيات فقط، بل يجب القول كيف نريده أن يكون.. تأثرت بهذه النظرية من خلال دراستي لمسرح بريخت وفلسفة علم الجمال التي تطابقت مع مسرحه من هذا المنطلق، فكانت أطروحتي عن مسرح بريخت، وقرأت جميع مسرحياته، ويجب أن لا نداهن ونداري ونتملق ونحابي، يجب أن يكون الناقد جريئًا ولا يخاف.. هناك مقومات وأعراف للنقد، إذا تبعناها نكون في الخط الصحيح وعليها نقيس.. وإذا كان الفنان أو المبدع لا يأخذ بالحسبان أن هناك نقاد، لأن أعماله تساهم وتؤثر بصورة فعالة وبارزة إيجابا أم سلبا، فلماذا يعمل، هل يبدع ليذهب عمله سدى؟!! وما دمنا في المجال الأدبي يضيف خوري بأنه من المبادرين إلى تأسيس مجمع اللغة العربية في إسرائيل، هذا المجمع الذي شرعته الكنيست في قانون رسمي في العام الماضي. ومثل هذ المشروع باق بلا شك.
**إذا قال رئيس التحرير: كن صحفيًا.. فتكون!!
عدنا بالذاكرة إلى عمل خوري بالإذاعة، والتي قضى فيها سنوات عديدة، فقال: دخلت بدون تهيئة فقط لأني أملك صوتًا إذاعيًا فمارست المهنة بالتجربة، وتبين بأن هذا هو واقع الحال في صحافتنا المحلية والعربية، فلا يحتاج الصحفي لكي يمارس هذه المهنة إلا إلى موافقة رئيس التحرير لأي وسيلة إعلام، فيحصل من بعدها على بطاقة من نقابة الصحفيين.. هكذا يكرس الصحفي بمجرد موافقة رئيس التحرير!! يدخل به من دون رادع أو وازع، أنا لم اقتنع بالصحافة السياسية رغم دورها الهام، ولم أقتنع بوجهات نظر سياسية عديدة، لذلك توجهت إلى الصحافة الثقافية لأن اهتمامي ثقافي ولم تكن لي مقالات في المجال السياسي لأني بعيد كل البعد عنه، بل بالنقد الفني والأدبي.. كتبت عن العديد من الأعمال المسرحية والأحداث الفنية المتعددة.. التجربة التي مارستها في الصحافة المسموعة والمرئية (35) سنة، أكسبتني خبرة وأغنتني بمعرفة العمل الصحفي من جميع جوانبه، فكنت اعد البرامج ذات المستوى وأعالج المواضيع المختلفة واطرح القضايا وأناقش من خلال العمل الإذاعي، واستضيف الفنانين والأدباء على حد سواء، وفي الصحافة المرئية عملت وقدمت عددًا من البرامج الترفيهية والفنية ولكن اليوم وبعد تقاعدي، أساهم في إذاعة البرامج الدينية عندنا وفي التلفزيون اللبناني "نورسات".
**والدي وأجدادي لهم حصة كبيرة في كتابي القادم!
أكثر شخصية أثرت بي، هي شخصية أبي "فايز خوري"، كان يعمل من الخامسة صباحا وحتى الخامسة مساءً في إحدى الشركات لكي يعيل أولاده السبعة، اعتبر نفسه من الطبقة المسحوقة، وقامت أمي برعايتنا بصورة منقطعة النظير، وجداتي كن يقمن معنا في نفس البيت، نظرا للظروف السكنية الصعبة التي عاشها المهجرون في قرية الرامة، فكانت كل عائلة تأخذ غرفة على الأكثر، وبعد 15 عاما انتقلنا إلى بيت آخر وأوسع.. ما نشأت عليه في البيت، كان احترام وحب الكبير، خاصة الأجداد والجدات ولم يكن يدخر جدي وسعا للتقرب منا واستمالتنا إليه بالمحبة والقصص والعطاء- اعكف الآن على وضع كتاب بعنوان "تذكار"، أكثر من نصفه عن والدي وأجدادي- واليوم اعتبر أبي وأمي بمرتبة القداسة بالنسبة لي، هكذا ربياني وهكذا أتعامل معهما، ما زالا على قيد الحياة ويبلغان 80 عاما ويقيمان هنا في حيفا، أولادي الأربعة: نجوى، منى، حنان، وإلياس.. ولي حفيدان جورج وكريستيان، أتعامل معهم من المنطلق ذاته، وقد أدركوا الرسالة ويتعاملون معي ومع أمهم من نفس المنطلق.. زوجتي "حبيّة"، مارست التعليم لمدة (30) عاما، نحاول أن نتمتع بحياتنا خلال هذا التقاعد أنا أبن (58) وهي (54)، لكي نمارس عملنا من جديد، وانشغل بالكتابة والأعمال التطوعية الكثيرة، لخدمة الكنيسة، وبلدي إقرث، والاهتمام بالوالدين، والمدارس والمعارف والأصدقاء والجيران، ومساعدتهم
**العمل الطيب لا بد أن يوثر في الناس
قيمي التي احرص عليها، أنفذها من خلال العائلة: الاستقلالية للأولاد مساعدتهم ودعمهم في تقرير مصيرهم، توفير ما لم يستطع أبي توفيره لي، النظرة الإنسانية للذات، أتعامل مع نفسي ومع الآخرين كما أريد للآخرين أن يعاملوني، تعامل أساسه المحبة والتسامح والتفاهم والتضحية.. أرى بأن الإنسان يجب أن يكون قادرا على خدمة نفسه والآخرين، قد يكون قادرا في مجال وضعيفا في مجال، فيمكن الاستعانة بالآخرين، الإنسان في طبيعته طيب، عوامل توثر عليه ليتقلب ولا بد أن يوثر العمل الطيب في الناس.. في مهرجانات تأبين الموتى يعددون مناقب الفقيد، فأتساءل في نفسي: إذا كانت كل هذه الصفات الحميدة فيه، فلماذا حاربه فلان وعلان؟؟!! حفلات التكريم التي تقام للشخصيات والمبدعين يجب أن تكون محطات، تماما كالعيد في المفهوم الديني هو محطة وانتقال. يجب أن يتغير الإنسان كل يوم وكل ساعة ولحظة. ولذا يجب أن يستمتع المرء بحياته ولحظاته خاصة لحظات العطاء والمحبة ولذيذ أن تنتبه إلى نفسك وأنت ملتذ، فمتعتك مضاعفة.
**نكران الجميل هو ما يغضبني
يستدرك خوري قائلا: لكن نكران الجميل هو ما يزعجني.. أن تصنع معروفا لأحد وعندما تحتاجه، يتنكر لك، وما يغيظني أكثر انعدام المحبة على جميع أشكالها.. قلما ابكي.. بكيت عند فقدان أخي الصغير بسب مرض السرطان.. عام 2005 كنت آخر من تحدث إليه، قال لي: تعال.. ولم يكمل كلمته،.. توفى وأنا معه عبر الهاتف.. كان ابن 45 وله طفلة واحدة.. كما أنني افرح كطفل عندما يصفق الجمهور وأنال إعجابه ورضاه مما أقدمه له...
**لو عاد يسوع؟!
خوري يحب العمل والعطاء دون توقف، ويعلق على ذلك قائلا: لي عدد من الأصدقاء في حيفا وخارجها من مسيحيين، مسلمين، دروز ويهود وأصدقائي المسلمون والدروز أكثر من المسيحيين.. لكني أحبهم جميعًا. أتمنى أن يستغل الإنسان وقته وان لا يضيع وقته بلعب الشدة أو النرد والنوم هومضيعة الوقت، فلدى الإنسان الكثير مما يعمله وعدم استغلال الوقت وبلا ثمر يفقد الإنسان قيمته ومكانته.. حاليا، اكتب مسرحية بعنوان "لو عاد يسوع"، أخذتها من عبرة عندما مر يسوع بالتينة وكان جائعا وأراد أن يأكل فوجدها بلا ثمر فدعا عليها ويبست في الحال.. وهذا يدل على أنه لا خير في الشجر أو الإنسان غير المثمر.. فإذا عاد يسوع اليوم، فكم من الناس سيجدهم مثمرين وكم غير مثمرين؟!
**الجأ إلى زوجتي وقت المحن
وبتفكير عميق يقول خوري: عندما أكون في ضيق أنام، لأن النوم يبعدني عن هذا الضيق لفترة قصيرة وبعدها أقوم بفكر آخر، وكثيرًا ما ألجا إلى زوجتي.. المحبة المتبادلة والتفاهم والشر بين الزوجين يبدأ كلها بكلمة، إذا كانا متفاهمين يتفقان وإذا لم يتفاهما تنشب حرب عالمية بينهما في كافة المجالات.. عائلتي هي ثمرة نجاحي، أتبع إرادتي، فإذا أردت شيئا يجب أن ألاحقه، أخاطب نفسي كثيرا، أحاسبها، وهذا يؤثر على حياتي الشخصية، عندي توجه ثوري للأمور أحب التغيير، لا أحب الروتين، احب الطروحات الجديدة والقضايا الهامة لمعالجتها والتحديات، فأنا إنسان عملي وروحاني، أحب الصلاة لأنها الصلة بيني وبين الخالق، وكثيرًا ما دعوته فلبى وسألته فاستجاب. قلما أحب التنظير، أحب التنفيذ، وفي الاجتماعات التي أحضرها اسمع من التنظير ما لا يحصى ولا يعد وماذا بعد.. اعترض: لماذا لا ننفذ ماتنقول.. كفى قولا.... إذا لم ينفذوا أقوم بنفسي، أقوم بأعمالي البيتية، لا انتظر زوجتي أو أبنائي لإتمامه، أحيانا أقوم بتحضير الطعام وتنظيف البيت وتحضير القهوة لزوجتي.
**الجميع متشابهون من عنقهم وما دون!!
وعلى ذكر النساء، يقول خوري: خلافا لكل الأعراف والتقاليد، أرى بالمرأة والرجل سيان، فالجميع متشابهون من عنقهم وما دون، الاختلاف في الرأس والتفكير، ولا فرق بينهما إنسانيا، إنما بعض الإختلافات الجسمانية التي منحها الله للمرأة والرجل، احدهما يكمل الآخر..
**أنا ومس سايجون!!
وينهي نايف خوري حديثه بقصة يتبعها أمنية: كنت أريد أن أصبح ممثلا أو مخرجًا مسرحيا، رغم أني لم أمارس المهنة، عملية التمثيل أو الإخراج لا تطعم الخبز في بلادنا، الاحتراف الفني ضعيف جدا في وسطنا العربي، فلو كانت كما هي في الغرب، كنت سأحقق حلمي.. قبل (11) سنة، شاهدت مسرحية في لندن اسمها "مس سايجون"، عن الانسحاب الأمريكي من فيتنام، وكانت تعرض في حينه للسنة الـ (18) بشكل متواصل، في عرضين كل يوم، وفي قاعة تتسع لـ (3000) إنسان، ويجب حجز التذاكر قبل أسبوعين، ويمثل فيها طفل، تم استبداله حتى ذلك الحين (5) مرات.. أتمنى أن يصل حالنا المسرحي كما هو في "مس سايجون"...!
**بيان السيرة
الاسم: نايف خوري
تاريخ الميلاد: 1. 1. 1950.
العنوان: حيفا 15 ، شارع ي، ل، بيرتس. 33307
البريد الالكتروني: [email protected]
المهنة: كاتب وصحفي.
الدراسة: حاصل على
1) شهادة البكالوريوس من جامعة القدس في موضوع المسرح.
2) دروس ودورات لشهادة الماجستير من الجامعة في لندن (انجليا يونيفيرسيتي).
3) جائزة التأليف المسرحي في مسابقة لوزارة المعارف.
4) شهادات تقدير من إدارة المراكز الجماهيرية.
5) أوسمة وشهادات تقدير من عدد من السلطات المحلية والبلديات.
6) حاصل على جائزة الابداع الادبي لعام 2004.
المؤلفات:
1) عدالة الأمير- مسرحية 1982.
2) دم للبيع - مسرحيات قصيرة 2000.
3) على مسرح الحياة – مقالات في النقد المسرحي، الجزء الأول 2000.
4) على مسرح الحياة – مقالات في النقد الفني، الجزء الثاني 2002.
5) جمالية الحرف في فن كميل ضو – تحليل للوحات في فن الكليغرافية، 2002.
6) راجع بعد غياب – مجموعة مسرحيات، 2002.
7) حفلة عرس – مسرحيتان، 2004.
8) بكرة العيد – مسرحية غنائية للأطفال، 2004. (تحت الطبع).
9)مصارحات بين الأدب والفن - نقد 2007 .
التجربة العملية:
·
منذ 1971 - 2004 العمل الصحفي في العديد من الصحف في البلاد وخارجها وكان آخرها مقال عن المسرح الفلسطيني في مجلة "الآداب " في بيروت.·
1980- 1986 عمل كرئيس تحرير جريدتين في حيفا.·
1999- 2003 رئيس تحرير مجلة دينية.·
1973- 1990 قام بتشكيل عدد من الفرق المسرحية في الجليل والقدس ويافا والرملة وعكا وحيفا وغيرها.·
1978- 1995 إخراج عدد من المسرحيات المحلية والعالمية في المسارح المختلفة مثل مسرحية: "قيس وليلى" "عنترة وعبلة" "الآباء والبنون" "ورقة يانصيب" "عروس الجليل" في حيفا وشفاعمرو وعكا.·
1998- 2002 بادر لتنظيم عدد من المهرجانات الفنية، المسرحية والغنائية، في الجليل.·
1980- 1984 تدريس موضوع المسرح في كلية إعداد المعلمين العرب في بيت بيرل.·
1985- 1990 تدريس موضوع المسرح في الكلية العربية للتربية في حيفا.·
1980- 1985 عمل بالإرشاد المسرحي لدورات مسرحية في المراكز الجماهيرية في البلاد.·
1980- 1983 نظم دورات لمرشدي المسرح في المدارس.·
1979- 2003 شارك مسرحيات كتبتها في مهرجانات في حيفا وعكا والناصرة.·
منذ 1995 عضو مؤسس ضمن الهيئة الإدارية لمسرح الميدان في حيفا.·
منذ 1978 عضو مؤسس للهيئة الإدارية "للبيت المسيحي"، وهو مركز ثقافي في حيفا.·
2002 عمل مع آخرين على تأسيس "مجمع اللغة العربية" في إسرائيل وأشتغل كمركز لأعمال المجمع.·
منذ 1995 عضو في لجنة فحص النصوص المسرحية التي تعرض في المدارس في وزارة الثقافة.·
منذ 1990 عضو في المجلس الشعبي للثقافة والفنون في وزارة الثقافة، وأمارس المهام في لجانه المختلفة.·
منذ 1972 يمارس وينظم نشاطات لأجل إعادة أهالي إقرث، بلدة مهجرة على الحدود اللبنانية.