ياقوت: استهداف الرسول حرب منظمة

ياقوت: استهداف الرسول حرب منظمة

حوار هداية.نت

حوار : هدايه درويش

صحيفة هداية نت

لا تكاد تمر فترة من الفترات حتى يفاجأ العرب و المسلمون بحملة تستهدف النبي محمد صلى الله عليه و سلم, حتى تحول الأمر إلى ما يشبه حملة منظمة تقف وراءها منظمات صهيونية بكل ما تمتلكه من مال و وسائل إعلام جاهزة للترويج لأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان. وكان أبرز هذه الحملات على الإطلاق ثلاث إساءات، أولها حملة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة لنبي صلى الله عليه و سلم ، وثانيها تصريحات بابا الفاتيكان. وثالثها كتاب خسيس حمل عنوان" نبي الخراب" تضمن الكثير من الإساءة لمن أرسله الله رحمة للعالمين.

و لم يكن غريباً أن يحظى الكتاب الحقير بدعم أحد رجال الأعمال المعادين للإسلام, و الذي لم يكتف بنشر الكتاب و إنما قام أيضا بإنشاء موقع إلكتروني له. و من هنا نمت لدى مجموعة من الشباب المسلم فكرة مواجهة المزاعم الصهيونية بمشروع مضاد حمل عنوان" المليون نسخة من إصدار نبي الرحمة ", و يقوم المشروع على فكرة تعريف الغرب بنبي الرحمة ومنهج خير البرية ودوره الحضاري في هداية وتنوير البشرية . و في محاولة من هداية نت لدعم هذا المشروع فقد كان لنا هذا الحوار مع محمد مسعد ياقوت- منسق حملة دعم إصدار" المليون نسخة من إصدار نبي الرحمة " لنتعرف معه على فكرة المشروع و أهدافه و ما هو المطلوب لتفعيله.

 - من وجهة نظرك ما السبب وراء تراجع الأداء الإعلامي العربي و الإسلامي؟

 - الأنظمة العربية مقصرة غاية التقصير في بناء إعلام إسلامي عربي قوى، و للأسف فإن الإعلام العربي يفرد المساحات الكبيرة لقضايا ضعيفة في حين يبتعد عن مناقشة الكثير من القضايا الجادة. فهناك برنامج مشهور مثلاً في مصر تفرض له مساحات ومساعدات كبيرة ويفرض له الحشد الإعلامي والمادي هو برنامج " البيت بيتك" هذا البرنامج على سبيل المثال هناك قضية كقضية العطش ونقص المياه ومواطنين مصريين لا يجدون قطرة مياه ليشربونها في محافظة كفر الشيخ وفى نفس الوقت تجد المساحات مفرودة في الإعلام فضية جزئية مثل قضية المطربة التي تحرش بها المصريون في الإسكندرية باعتبارها قضية مهمة وقضية ضجة إعلامية.

 ـ وهل صار الإعلام العربي إعلاماً ممزقاً ويحتاج إلى تغيير مساره؟

 - أرى أن الحكومات والأنظمة العربية عليها دور كبير جدا في مسألة إعادة بناء الإعلام العربي خاصة و أن الجماعات والأفراد ليست مسئوليتها الإعلام ، فالإعلام مسئولية هذه الأنظمة, و مسئولية الحكام أن يضعوا إعلاماً قوياً يوصل الرسالة إلى الفرد ، و هو ما يجعلنا نتساءل عن أين إعلام هذه الأنظمة من الإعلام الأمريكي الموجه إلينا مثل إذاعة أمريكا العربية والحرة, إن الأمريكيين يصنعون إعلاماً بلغتنا بحيث يواجهونا بما يسمى بـ "غسيل المخ " ومسئولية الأنظمة أن تواجه تلك المخططات.

 ـ لو ابتعدنا عن الأمر حتى نكون منصفين هل تتفق معي أن الأئمة والمشايخ وعلماء الدين الذين أخذوا مساحات كبيرة عبر الفضائيات العربية واعتقد المشاهدين أن ديننا ليس دين ترغيب وإنما دين ترهيب وأن ديننا قائم على قاعدة" افعل كذا ولا تفعل كذا وأن الحديث عن عذاب النار يأتي قبل الحديث عن نعيم الجنة ساعد فبصورة أو بأخرى في تنفيذ المخطط الأمريكي؟

 - الإغراق في الجزئيات والترويج للشائعات وحقيقة أن هذه القنوات الفضائية تبحث عن لقمة عيش وتبحث عن رزق بعيداً عن رسالة حضارية ولو قلنا أن قناة إسلامية قوية دينية تبلغ رسالة ولكن أين للأسف لا يوجد ، أقوى القنوات الفضائية الإسلامية هي قنوات تجارية بحتة و هي قنوات هدفها الأساسي تحقيق الكسب التجاري, ولكن أين هم من قضية الأمة والرسول الكريم علمنا بأن من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منا وهم لا يهتمون بأمر المسلمين. هم يهتمون بمسائل فرعية جزئية تثير الجدل بما فيها التجريح الذي يستخدمونه ضد علماء آخرين, و هو ما لا يولد سوى ظهور الفرق والمذاهب.

 - عن أي شيء يعبر هذا؟

 - كل هذا يعبر عن أزمة في المؤسسة الدينية. علينا أن ننظر مثلاً إلى الغرب كيف يوحدون كلمتهم. مثلاً عندهم بابا الفاتيكان يبجلونه وهناك شئ من السياسة المعينة التي يتبعونها. أما عندنا فهناك فتاوى الفضائيات التي أصبحت مهزلة وأصبحت أزمة. وهناك فضائيات تبحث عن شيخ ليفسر الأحلام وأشياء أخرى لا تجدي في مواجهة الحرب على الإسلام وأصول الإسلام.

 - فى اعتقادك ان فتوى إرضاع الكبير لو خرجت من المملكة العربية السعودية هل تعتقد بالفعل أن الصحافة العربية والمصرية بشكل خاص كانت ستصمت أمام هذه الفتاوى ؟

 - لا شك سوف تكون الحرب أشد وأكبر لأن الإعلام العربي والمصري لديه حالة من التأفف من علماء المملكة مثلاً يصفونهم بالوهابية وغير ذلك فستكون بلا شك زوبعة كبيرة

ولكن في مصر يكادوا يكونوا احتوها مثل فتوى إرضاع الكبير وبول الرسول وهذه الأشياء تكاد تكون احتوت من خلال مجمع البحوث الفقهي ولكن إذا كانت في السعودية كان الأمر اختلف فستكون الزوبعة أضخم وأشنع مثال في فتوى الشيخ عبد المحسن العبيكان عندما أفتى (إذا نزل عدو بأرض قوم فعليهم أن يهربوا ) هذه فتوى أحدثت ضجة ضخمة حيث أن العدو الصهيوني أخذ هذه الفتوى وصورها وأنزلها على المواطنين والجنود المقاتلين وإنها من الشيخ عبد المحسن وأصبحت هذه الفتوى فتنة ومشكلة حيث حلت. لذلك فهناك أزمة الفتاوى, كما أنه لا يوجد رباط وهناك تجربة ناجحة ولكن غير كاملة و هي تجربة الاتحاد العالمي لعلماء مسلمين حيث تقوم الاتحاد بتجميع المسلمين والعلماء كي لا تخرج الفتاوى إلا من خلال هذه الهيئة وأن نتحد في الفكر حيث لا نبلبل ولا نشتت أذهان المسلمين ونوصل رسالة حضارية إلى الغرب ، لكن هناك من يقول بأن هذه الهيئة تنتمي إلى فكر معين ولكن في الحقيقة هي مستقلة ولكن لماذا لا ننميها ونتفق معها.

- قال البابا بنديكت في كتابه بدون جذور أن الناس لا يقدرون على إهانة المسلمين والإسلام واليهود واليهودية وان المسيح هو الوحيد الذي من السهل الإساءة إليه ويستشهد بهذا من خلال "شفرة دافنشى" فما الرد المناسب على البابا بنديكت ؟

 - مما لا شك فيه إنه يوجد تناقض شديد في كلام البابا, فما يقوله البابا كلام غير موضوعي وغير علمي, كما أن المحاضرة التي ألقاها وأخذ عليها جائزة من ألمانيا واستشهاده بمقولة الإمبراطور عدو الإسلام وهو إمبراطور صليبي وقال مقولته في رسول الله ولكن على الأقل كان لابد عليه أن يستشهد بمقولة باحث أو عالم مثلاُ في هذه النقطة ، ثانياً ربط البابا بيني المسيحية والعقل وقال أن الإسلام دين غير عقلاني ولكن هذا مختلف عن الواقع والموجود أن الإسلام دين عقلاني وهو الدين الذي أعاد صياغة العقل العربي المنفتح حيث أن القساوسة كانوا يحرمون القراءة والكتابة بحيث أن الأطفال في الأندلس في ذلك الوقت كانوا يتعلمون القراءة والكتابة والفلك والكيمياء وغيرها .

 - هل ترى أن الدول العربية و الإسلامية فقدت قضيتها ؟

 - نعم افتقدنا فكرة أن تكون لدينا قضية محترمة موصلة إلى الغرب وليس لدينا في الأساس قضية وليس لدينا وعى حضاري وهذا نتيجة ضعف الوعي الثقافي و نتيجة غياب الفئة المثقفة و نتيجة التسطيح الذي يتم إجرائه على المواطن العربي

 - ما هي طموحاتكم في مشروع كتاب نبي الرحمة ؟

 - نطمح من خلال هذا المشروع إلى أن نغير شئ حيث يصل إلى الغرب ويغير ويصحح من صورتنا ونتمنى أن تصل رسالة هذه الكتاب إلى كل مفكر وإعلامي في الغرب وستصل إن شاء الله هذه الرسالة وهذا المشروع لأنه مشروع حضاري حيث يحتاج إلى الكثير من الدعم المالي والإعلامي ويحتاج أن تتبناه بالفعل الفئة المثقفة بابا و الرئيس بوش

وأن تكون قضية من القضايا المعبرة التي لا نقابلها بالتجاهل من مجموعة أو شلة أو شباب آمل أن تكون هذه الرسالة على الأقل إبراء من الذمة وأن نقوم بما علينا من واجب وإعذار من الله عز وجل في هذه القضية لأنها مسألة دينية ومسألة أخلاقية ومسألة إنسانية ونحن ندافع عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم. فهل يعقل عندما يهاجم بعض الفنانين لا تهدأ الأقلام في حين يقف كثيرون صامتين أمام الإساءة إلى خير البشر.يحضرني الآن مثل عجيب جداً, فذات يوم خرجت بعض وسائل الإعلام لتقول بأن كليوباترا ليست جميلة وظهر كتاب بذلك. انظروا ماذا حدث قام زاهي حواس والمفكرين والعلماء حيث حشدوا الآراء واللقاءات التي اشتعلت وقالوا إن كليوباترا جميلة وأنتم القبحاء .

- ما هي وسيلتكم لتوصيل رسالتكم ؟

 - من خلال النشر الورقي والالكتروني ونطمح أن يكون هذا الكتاب نواة لمؤسسة تعريفية برسالة الإسلام الحضارية

 - و ما هي نوعية الدعم الذي تطمحون إليه؟

 - نشر الفكرة سواء من خلال المواقع الإليكترونية أو الصحف الورقية.

 - كم ترتيبنا كدول بحث علمي ؟

 -- اليونسكو تقول إنه لابد لأي دولة تكون .متقدمة او تسعى لان تكون فى مصاف الدول التى تسعى للتقدم أن تنفق فيما لا يقل عن 1% من دخلها للبحث العلمي مثلاً إسرائيل تنفق 6% من دخلها القومي علي البحث العلمي والدول المتقدمة مثل فرنسا وأمريكا تنفق من 3 إلي 4% في حين أن إنفاق مصر والعالم العربي كله على البحث العلمي لا يتجاوز الـ 5 في الألف و مجموع ما تنفقه دول مجلس التعاون علي البحث العلمي لا يساوي ربع ما تنفقه إيران علي البحث العلمي وهذا نموذج واضح وبين علي معوقات البحث العلمي .

 وإذا تكلمنا عن العلماء العرب والكتاب والباحثين والخريجين حيث عندما يركبون الطائرة يخرجون في نية اللا عودة أو بنية إيجاد فرصه أفضل تحقق لهم طموحاتهم العلمية ويومياً نسبة العلماء والباحثين والمهندسين والمصريين الذين هم خارج مصر عددهم في أخر الإحصائيات 450 ألف عالم موجودين خارج العالم العربي منهم 300 عالم في اليونسكو وأعلي نسبه أطباء أجانب في بريطانيا هم المصريين ومن أكفاء الأطباء وأكثرهم حيث الكفاءة والجودة مثل دكتور أحمد زويل ودكتور مجدي يعقوب وفارق الباز وكلهم كفاءات وعقلية لكن لحساب وحضارة الغرب .

 - ومن وجهة نظرك ما السبب الذي يمنع أن تكون الدولة متقدمة في مجال البحث العلمي وأن هذا الاهتمام سوف يسجل لها كدولة ، ومن وجهة نظرك أيضاً ما الذي يحول بين الدولة كدولة وأن تفسح المجال للعقول التي ممكن تبدع وأن تنافس الدول المتقدمة في البحث العلمي ؟

 - في حقيقة الأمر هناك ديكتاتورية تنظر إلى فئة الباحثين والمفكرين على أنها فئة مارقة لأنها هي الفئة التي تفتح عيون الشعب عن حقوقهم وعن الحقوق المسلوبة منهم ومن إرادتهم ومن حريتهم. للأسف هناك من ينظر إلى البحث كما يقول فاروق الباز على أنه ترف فكرى, وتجد أن الغرب ينظرون إلى البحث العلمي على أنه ضرورة وهنا ينظرون على أن البحث العلمي كماليات

 - هل توجد ضغوط أو تأثيرات خارجية تمنع الحكومات العربية من دخول مجال البحث العلمي و الرقي بمجتمعاتهم ؟

 - هناك ثمة ضغوط خارجية لا شك لإبعاد الدول العربية عن نقاط محددة في البحث العلمي مثل البحث العلمي في المجال العسكري, هذه نقطة وخط أحمر للحكومات ممنوع أن نتعداها والبحث العلمي في المجال المدني أيضاً والمجال الطبي ، وأبسط مثال علي ذلك النموذج الإيراني هو نموذج وتجربه بحثيه ناجحة ورائده ونموذج إسلامي موجود في الشرق الأوسط تقدم في البحث العلمي وتقدم به في المجال النووي لذا فهناك عليه ضغوط خارجية وحرب إعلامية في الخارج من الغرب.

 - هل تعتقد أن البحث الإيراني سوف يفيد المنطقة المسلمة أو الإسلام ، على سبيل المثال نأخذ النموذج الباكستاني الذي يملك نووي وعندما تعرضت لأزمة العدوان هل استطاعت القنبلة النووية المسلمة أن تحمى الإسلام أو تقف مع المسلمين ؟

 - الحقيقة أن أي دولة لها الحق في البحث العلمي لا سيما السلمي وأيضاً الدفاعي وإسرائيل تملك أكبر مفاعل نووي في المنطقة وتعلل ذلك بأنها تحارب وأنها وحيدة ولكن الأحرى بنا من أن نتمسك نحن بهذا الحق لأن المنطقة العربية أصبحت منطقة منكوبة و هي الأحرى بالبحث العلمي والبحث العلمي النووي فهذا حق لا ننكره ولو أعلنت الدولة أنها سوف تقوم ببحث علمي نووي للدفاع عن نفسها فهذا حق, لكن الغرب يحارب هذه النقطة بشدة لأنه يرى في هذا تهديد لمصالح غربية خاصة وتهديد للاحتلال الغربي والأمريكي في الشرق الأوسط ولتواجد الاحتلال الصهيوني في المنطقة .

 - توصياتك التي انتهيت إليها من خلال بحثك عن البحث العلمي؟

 - التواصل مع المهاجرين والباحثين لأن الأمة العربية فقدت الآلاف والآلاف من أبناءها في أوروبا وأمريكا لذلك يجب على الحكومات التواصل مع أبنائها من خلال العزم والإصرار على استعادة أبنائها.

 - وهل هذه البلاد والحكومات عندها الإمكانيات لاستعادتهم وماهى المغريات التى تقدمها لهم من اجل العودة؟

 - لابد من إغرائهم بالعودة.

 - وما هو الإغراء ؟ وهل نضمن لهم الاستمرارية في نجاحاتهم وطموحاتهم العلمية لأننا لا يوجد لدينا الوسائل المغرية فما هو الإغراء ؟

 - ومن أفضل الأشياء لإغرائهم توفير بيئة أكاديمية ناجحة وتوفير الدعم المالي الجيد وتوفير الأمن لأن الباحث يرى التهديد في البلاد العربية وهو في الدول الأوروبية يرى أنه في أي مكان هناك آمن ولكن في مصر والوطن العربي يعتبر له تهديد ومكان غير آمن وهذه هي المشكلة ، ولكن في مؤتمر البحث العلمي الذي انعقد في كل من الإسكندرية ودبي وسوريا كلها دائماً توصى باستعادة البحث وتوفير بيئة أكاديمية جاذبة لهم ومحاربة البيروقراطية الموجودة في مؤسسات البحث العلمي لأن مؤسسات البحث العلمي عندنا تشبه مصلحة الشهر العقاري حيث تجدي أن الباحث لا يتحكم في موظف حاصل على مؤهل ضعيف بحيث هو حاصل على دكتوراه وعالم كبير وأن الموظف هو الذي يتحكم فيه ويقوم بإذلاله .

 - ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو سيرة المصطفى (ص) بعشر لغات ولكن السؤال الأهم أننا من سنتين تقريباً نتعرض لإهانة سيد الخلق وتشويهه لماذا حدث مشروعكم في هذه السنة بالذات ، لماذا تأتى أفعالنا متأخرة؟ ولماذا لم تأت المبادرة بالتعريف بالدين الاسلامى ، وبالنبى منكم كمفكرين وباحثين قبل إهانة سيد الخلق ؟ وهل كتب علينا ان نستنفر جهودنا فقط من اجل الرد على الاهانات او لاصلاح الصورة ؟ اخيرا استاذى الى متى يستمر العمل على مشروعاتنا الحيوية كمسلمين مجرد رد فعل ؟

 - الحقيقة أن المشكلة أكبر من ذلك وهى ضعف التواجد الإسلامي الإعلامي اكثر ضعفا وغيابا .

 - وهل سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و التي تنوون نشرها بعشر لغات ستكون على الإنترنت أم أنها ستكون مطبوعة؟

 - كلاهما معاً .. ولكن هذا المشروع في الأصل طباعة ورقية كي تصل إلى يد المثقف ويد الإعلامي الغربي وهذا هو الهدف ، ثانياً النشر الالكتروني وهو الأبقى والأوفى والأسهل. و هذا المشروع يحتاج إلى خطة إعلامية ضخمة, فمثلاً نجد أن كتاب كريك ونر وهو رجل أعمال وكاتب معادى للإسلام ويكره رسول الله أشد من كرهه للموت وآلف كتاب اسمه " نبي الخراب " وأنفق على هذا الكتاب ملايين الدولارات على حسابه الشخصي ووزع هذه النسخ في كل مكان وترجمه وأنشأ موقعاً الكترونياً لهذا الكتاب ولو تم البحث عن موقعه لوجد الدعم الإعلامي لدى المؤلف المعادى الشرير من عدد كبير جداً من المجلات والصحف تنشر التقارير وتعرض الكتاب وتناقشه وأيضاً المواقع التي تنشر فقرات من الكتاب وهؤلاء هم على باطل لأنهم ضد نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولذلك جاءتنا فكرة مشروع إصدار كتاب نبي الرحمة.

 - لماذا التأخير كل هذا الوقت على الرد على إهانة رسول الله ؟

 - الحقيقة العرب متأخرون في التواجد على الإنترنت ونسبة اللغة العربية على الإنترنت لا تتعدى 1% من المواقع.

 - ألست معي في أن شبابنا ومفكرينا كانوا من المفترض أن يستغلوا هذه التقنية لكي يشرحوا من هو الرسول قبل أن يساء له أو يشوه ؟

 - نعم هذه سلبية بالفعل لكن نستطيع أن نقول هناك مجموعة من السلبيات الأخرى مثل موضوع تراجع دور المراكز الإسلامية والجاليات الإسلامية في دورهم بالتعريف برسول الله صلى الله عليه و سلم وبالإسلام ومن المفروض أن الجاليات الإسلامية تقوم بدورها. و كذلك البعثات التي تقوم يرسلها الأزهر و التي للأسف أصبحت شكلية و تقليدية وأصبحت للمكسب وليس من أجل الدين وهناك نماذج لذلك تدل على قصورنا ككتاب وعلماء في هذا الباب ، لا شك في أن دورنا جاء متأخراً في هذا الموضوع ولكن نقول انه إصلاح ما يمكن إصلاحه في هذا الموضوع ، وأما بالنسبة للمشروع فهو مشروع كبير يخاطب عقلية الغرب ويستشهد بكم هائل من آراء علماء الغرب المنصفين الذين يعرفهم الغرب جيداً مثل جوستوف لوبون, وكذلك عرض سيرة الرسول ومنهجه عرض سهل للغربي بحيث يفهم شخصية الرسول ومنهجه وهذا هو قوة الكتاب وفى هذا الكتاب مجموعة من العلماء وبداخله منتدى جمع له نخبه من أقوال العلماء ومشاركتهم ينصرون فيها رسول الله. وبالمناسبة هناك أحد الباحثين تبرع بترجمة المشروع من العربية إلى الإنجليزية ، وأقول أن هذا المنتدى جميل في عرضه حيث يعرض مشاركات الكتاب بكل الاتجاهات و الجنسيات, و لذلك فإن الكتاب يعبر عن نخبة من الكتّاب وليس شخص وعمل له حمله إعلامية منها جريدة " الريان القطرية " وعرضت الفكرة ، وأيضاً قامت هداية نت بحصة الأسد في العرض و بتناول هذه الفكرة ، و هناك بعض المواقع الإسلامية التي صنعت لنا بانر جميل موقع هدى الإسلام الذي يشرف عليه الدكتور عبد الحي الفرماوي وتبرعه بصناعة بانر وبالفعل تم نشره وهناك نماذج كثيرة من الدعم كدعم المترجمين والباحثين وتبرعاتهم. كما أن هناك بعض العلماء الذين قدموا لنا الكثير مثل فضيلة الشيخ الدكتور فريد عبد الخالق ويعتبر من رواد الحركة الإسلامية وفي الحقيقة فضلنا الابتعاد عن المؤسسات الرسمية الإسلامية لأنها لا تخاطب الغرب وهذه مبادرة شخصية وذاتية ومثال علي هذا مجموعه شباب إسلام أون لاين حيث صنع إصدار وكتب علي غلاف الكتاب من الخارج أربع أو خمس أسماء من الباحثين لا يتعد سنهم الـ35 سنه والكتاب مشهور ولكنه لا يتحدث عن حوار الثقافات ، ولكن هذه مبادرة جيدة منهم كفئه من الشباب ولكن هذه مبادرة ذاتية مع الأسف ثمة مشكله أن نقول أرجع إلي الجهة الفنية أو الجهة المختصة.

 - مع الإساءة للرسول في بعض البلدان الأجنبية والأوروبية بدأ الشباب في الشك اتجاه شخصية الرسول واتجاه الإسلام فهل الرسالة تصلح شك الشباب تجاه هذا الموقف وتصلح وجدان وفكر هذا الشباب المسلم العربي ؟

 - لا ننسى أنه في العقدين الماضيين عندما ألف كتاباً يسئ للرسول وهو من تأليف سلمان رشدي حيث ألف آيات شيطانية وأيضاً كتابات نوال السعداوي وغيرها من الكتابات التي أساءت للرسول والإسلام إذاً نحن نحتاج إلى دعوى وإلى فهم وإلى التعريف برسول الله صلى الله عليه و سلم. ومع الأسف أن فئة من المثقفين تعتقد أن الرسول شخص ديني وان رسالته رسالة وقتية محددة وأن الشعوب العربية لابد وأن تكون محددة بمناهج غربية.

 - السبب وراء الحملة الشرسة على الرسول خاصة و أن الحملة كانت فردية والآن أصبحت حملة منظمة ؟ وهل الحرب على رسول الله صلى الله عليه و سلم فى اعتقادك من الغرب رسمية أم شعبيه؟

 - في حقيقة الأمر منها رسمية ومنها مهاترات شخصية ولو تكلمنا عن الإساءات بعد 11 سبتمبر إلى 2007 سنجد أنها تعادل كم إساءات على مدار قرن وهى فترة وجيزة جداً شهدت كماً هائلاً من الإساءات, ففي كل سبتمبر تصدر إساءة جديدة ومن فترة قليلة ظهرت إساءة جديدة في السويد و تحديداً بتاريخ الأحد 26 أغسطس, و هي من صحيفة مغمورة في إقليم مغمور أرادت أن تشتهر فأتت برسام كي يرسم رسوم جديدة غير الرسوم التي نشرت في صحيفة الدنمارك وهى أشد وأشنع بهدف إحداث الزوبعة المطلوبة .

 - أنت معي في أن هناك مكن يرى ان تلك الحملات منظمة وان وراءها منظمات وربما دول.

 - نعم .. فإن هناك جماعات مسيحية صهيونية وتحركات وتنظيمات داخلية والدليل على ذلك أن الاعتداءات ضد الإسلام والمسلمين أصبحت تتم من جانب جماعات منظمة تقوم بحرق منازل المسلمين وحرق المساجد. و أرى أن هذه الجماعات منظمة وأن وراءها لوبي صهيوني وراءها رموز كبيرة تعادى العرب والمسلمين.

 و دليل على ذلك الصور التي نشرتها الصحيفة الدنماركية. فالرسوم المسيئة كان عددها 12 رسمة حيث أجرت الصحيفة مسابقة على من يرسم محمد وبالفعل تدفقت الرسائل من هنا وهناك وتم اختيار 12 رسمة وتم نشر الرسوم الفائزة يوماً بعد يوم. على الرغم من أن المسلمين طالبوا بوقف هذه الرسوم إلا أن الصحيفة ظلت تنشر الرسوم كاملة بكل إصرار. وتضامناً معها نشرت في النرويج وأيضاً وصلت إلى عدد من المواقع الالكترونية وصل عددها أكثر من عشرة آلاف موقع ينقل هذه الصور وأيضاً صحيفة الفجر نقلتها ولكنها لم تقصد الإساءة ولكنها ساهمت بصورة غير مباشرة في الترويج لها فإذا بحثنا عن مواقع الصور سوف نجد أن الصور ازدادت وتمت إضافة صور أخرى عليها ، لو نظرنا إلى تصريحات النائب في البرلمان الهولندي حيث قال أن المسلمين والأقلية الإسلامية أقلية شريرة وأنهم باعتناقهم الإسلام يخربون وطنهم والحديث عن المسلمين هناك حديث عن كل المسلمين وعن كل القيادات حتى المسلمين العلمانيين يتعاملون مع كل المسلمين على أنهم كما قال أحد المذيعين الأمريكان (صراصير) كما نقلت وقال على أمة الإسلام أنهم صراصير يصومون بالنهار ويأكلون بالليل .

 - الذى نعيشة صدام حضارات أم هو صراع ديني ؟

 - مصطلح صدام الحضارات وصراع الأديان هو صراع يشمل كل الألوان وكل مفردات الحضارة وفى ذلك صراع الدين والدين وصراع الحضارة والحضارة وصراع الأشخاص والأشخاص. إذا هناك صراع وصدام وهناك حالة من الإجهاض والإجهاز علينا من قبل حضارة غربية قوية تقوم بالإجهاز على الإسلام وعلى حضارتنا وتهين معتقداتنا وهذه الحرب تم التخطيط لها من سنوات وقبل ذلك بمئات السنوات وأيضاً السرطان الصهيوني في المنطقة حيث لا فرق بين صراع الحضارات والأديان وصدام ثقافات. فالمطلوب هو تدمير ثقافتنا وحضارتنا من خلال العولمة وتغيير الاقتصاد من اقتصاد عربي وإسلامي إلى اقتصاد عولمي يسيطر عليه اقتصاد الغرب وكذلك تغير مناهج التعليم وهناك مذابح تتم في المؤسسات التعليمية حيث عندما بحثنا عن تغير المناهج وجدنا أنه يوجد ثمة أهداف عليا وسرية من تغيرها وأن هناك أشياء لابد من التخلص منها وخطوط حمراء لابد التخلص منها مثلاً آيات قرآنية لابد أن تحذف وأحاديث معينة لابد أن تحذف وأن نجمل صورة الغرب ونصححها وأن نربى التلميذ على حب الآخر وإن كان معادياً .

 - الست معى ان علينا العمل فى البدء على تجديد خطابنا الديني والتواصل بين المذاهب الإسلامية وتوحيد الصف الإسلامي بين شيعة وسنة قبل ان نتوجه للخارج الغربى؟

 - مسألة تجديد الخطاب الإسلامي له ضوابط والقرآن الكريم علمنا أن الخطاب الموجه لقريش غير الخطاب الموجه للرومان غير الخطاب الموجه للمسلمين والسنن النبوية لم يكن كخطابها في المرحلة المدنية. فموضوع الخطاب الإسلامي وتجديده موضوع شرعي من الدرجة الأولى وهو موضوع إسلامي ، لكن له ضوابط نحن نقول تجديد الخطاب الإسلامي لا نقول تطويره لا نقول تعديله و لا تغييره وقول الحديث : ( أن الله عز وجل يبعث في كل مائة عام رجل يجدد في دينكم ) لا تغيروا المصطلح الصحيح هو جددوا إيمانكم ولا تقولوا غيروا حيث نقول خاطبوا الأخر على قدر عقله خاطبوا الغربي على قدر عقله و على قدر لغته.

 - عندما قال الرئيس بوش أن هذه الحرب حرب صليبية هل كانت زلة لسان؟؟

- ابدا لم تكن كذلك ، هى حرب عقائدية والدليل على ذلك إنه قال أنى استخرت الرب في حربي على العراق حيث لا تجدي خطاباً لبوش لا يبدأه إلا باسم الرب وبوش معروف إنه متدين وأيضاً بلير في خطاباته يقول باسم الرب وقد استخرت الرب ويقول محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان أتحدى أي قائد عربي أن يقول إن استخرت الله في كذا وكذا وإلا سوف يقال عليه متطرف.