صفحتنا بيضاء نقية أبية

19 ربيع ثاني من ذي الحجة 1429هـ - 25 إبريل 2008 م

* * *

رسالة من الشاطر وإخوانه

إلى م. سعيد سعد

الأخ الحبيب المهندس: سعيد سعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: "يُبتلَى المرءُ على قدر دينه؛ فإن وُجِدَ في إيمانه صلابة زيد في بلائه.."، أو كما قال.

 وها قد شاءت إرادة الله عز وجل أن يضاعف لك الأجر والثواب؛ فيبتليك في أعزِّ ما تملك، وبصبرك يبشِّرك الله عز وجل بقوله: ﴿وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)﴾ (البقرة).

 ولقد أراد الله أن يحسن خاتمة ابننا وحبيبنا الشهيد ياسر رحمه الله، والذي نسأل الله أن يتقبَّله في الصالحين، ويجعله في عداد الشهداء المقبولين.

 ولقد أحدث نبأُ شهادة د. ياسر لنا صدمةً كبيرةً في السجن؛ فحزنَت قلوبُنا، ودمعَت عيونُنا، لكنا لا نقول إلا ما يُرضي الله؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ، ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمًّى، فلتصبر ولتحتسب.

 والله نسأل أن يمنَّ عليك وعلى أمِّه وإخوته وآله بالصبر الجميل، وأن يخلف لك خيرًا، وأن يُحسن عاقبتنا في الأمور كلها، ويلحقنا بالدكتور ياسر؛ لنكون في الفردوس الأعلى من الجنة.

وكلنا ندعو لكم ونقول لكم: "صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة".

 المهندس خيرت الشاطر

والدكتور محمد علي بشر

وإخوانهما

*********

الله الله

على صبركم أيها الإخوان

قيل للإمام الشافعي رحمه الله: أيهما أفضل الصبر أو المحن أو التمكين؟

فقال: التمكين درجة الأنبياء ولا يكون التمكين إلا بعد المحنة، فإذا امتحن صبر، وإذا صبر مكن.

أيها الإخوان إني على يقين من أن هذه الأحكام العسكرية الظالمة لن تلين لكم قناة، ولن تهن لكم عزمًا، فمهما كثرت العقبات، وعظمت التضحيات نراكم صابرين على مشاق الدعوة، ومتاعب السير في طريقها.

 فالله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا يأس معه.

بل صبرًا يزيدكم ثباتًا على مبدئكم ودعوتكم وغايتكم.

الله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا حدود له.

بل صبرًا تحولونه إلى طاقة هائلة لنشر فكرتكم.

الله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا فخر فيه.

بل صبرًا من أجل دعوة ربانية سماوية قرآنية عالمية.

الله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا ذل فيه..

بل صبرًا من أجل عز الإسلام والمسلمين.

الله الله أيها الإخوان على صبركم الذي لا طمع معه.

بل صبرًا لا تريدون له بديلاً إلا الحوض والجنة.

 يا أبناء هذه الدعوة المباركة أروا الله من أنفسكم خيرًا واجعلوا من هذه المحنة انطلاقة جديدة نحو تحقيق مراد الله منكم، واصرفوا همكم ووقتكم في العمل لدينكم.

وعلى كل منا على حدة أن يراجع أداءه في مسيرته الدعوية حتى يزيل العوائق التي تحول بينه وبين تغيير واقع الذل والهوان الذي تتجرعه الأمة الإسلامية اليوم إلى واقع مشرق مضيء.

 التمكين للمؤمنين

ولما كان التمحيص طريق التمكين فاحرصوا أن تكونوا ممن ينجحون عنده.

وإن وقت التمحيص والابتلاء هو أفضل وقت للرجوع إلى الله والإنابة إليه.

فعليكم أحبتي ألا تضيعوا الفرصة واستمسكوا بالقرآن وجددوا الإيمان، ﴿وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج: من الآية 77).

المهندس أحمد النحاس

-أحد المبرئين فى المهزلة العسكرية- :

المحاكمة ليس لها أى منطق

الأحكام العسكريه لم تخضع للمنطق .

حسن مالك كان شريك شقيق صفوت الشريف فى شركه سياحيه كنت مديراً لها .

القاضى تلعثم أكثر من مره أثناء النطق بالحكم ومنع هيئة الدفاع من دخول المحكمه .

النيابة العسكرية رفضت الاستماع لأقوال الدكتور بشر .

مازال حكم المحاكمه العسكريه ضد الإخوان يحمل الكثير من الغموض لأسباب عديده أهمها : إن الاتهامات التى وجهت للمتهمين فى هذه القضيه ثابته على الجميع إلا أن الاحكام تفاوتت بين البراءه والعقوبه المشدده ، هذا اللغز يفسره المهندس أحمد النحاس رجل الأعمال الذى أصدرت المحكمه العسكريه قرارا بتبرئته الا ان الاحكام خضعت لاوامر جهاز امن الدوله وليس القانون وكانت لجريدة البديل اليوميه هذا الحوار معه :

س- كيف تقرأ حكم العسكريه على قيادات الإخوان والذين كنت أحدهم ؟؟

المهندس النحاس- وفقاً لطبيعه سير جلسات المحاكمه لم يتوقع أحد بين المجموعه أن تصدر الأحكام مشدده على هذا النحو خاصه بعد ان اسقطت المحكمه تهمتى الارهاب وغسيل الاموال وسقطت هذه الاتهامات عن الجميع واتهمتهم بالانضمام لجماعه محظوره وعلى الرغم ان هذه الاتهامات تنطبق على الـ 40 الذين كانوا يحاكمون إلا أن الأحكام جاءت متفاوته بين متشدده ( 10 سنوات و7 سنوات ) ومخففه (3 سنوات ) وبراءه لمجموعه من المتهمين فى القضيه رغم ان الاتهام فى النهايه واحد وهذا يؤكد عدم خضوع المحاكمه لقانون ولكن لأوامرأمن الدوله .

س- فى رأيك لماذا كانت الأحكام المشدده من نصيب إخوان الخارج ؟؟

المهندس النحاس- أعتقد أن النظام أراد أن يبعث برسالة تهديد لجميع الإخوان الموجودين خارج مصر حتى يقطعوا علاقتهم بالإخوان داخل مصر خاصة أن هؤلاء لم تثبت عليهم أى إتهامات وبعضهم لم تكن لديهم أى أحراز فى القضيه بل ان بعضهم لم ينزل مصر منذ عشرات السنين .

س- ما الذى جرى فى جلسة النطق بالحكم ؟؟

المهندس النحاس- بعد أن انتظرنا داخل المحكمه لمدة 4 ساعات دخل القاضى ومنع المحامين من الدخول الى القاعه وبدأ القاضى فى أقل من 10 دقائق يتلو الأحكام والغريب أن القاضى تلعثم أكثر من مره وأعاد قراءه بعض الأحكام وهو ما يشير إلى أن القاضى نفسه كان يبدو وكأنه لا يعلم شيئاً عن الأحكام التى نطق بها ، وقد بدأ القاضى بقراءة أحكام البراءه ثم الأحكام بالسجن لـ 3 سنوات ثم أحكام السجن الـ7 سنوات وبعدها أحكام الـ 10 سنوات واختتم الأحكام بقرارات المصادره ضد خيرت الشاطر وحسن مالك .

س - هل ترى فعلاً أن الاحكام استهدفت توجيه ضربه إقتصاديه ضد الإخوان ؟؟

المهندس النحاس- هذا صحيح إلى حد كبير وإن كان تم تبرئة بعض رجال الأعمال البارزين داخل الجماعه مثل أسامه شربى وعبد الرحمن سعودى الذى لم يتعرض التقرير المالى بتوسع لشركاتهم ولكن فى النهايه فإن الأحكام أرادت أن توجه ضربه للشركات التى ظنوا أنها تابعه لأشخاص يمولون الجماعه .

س- ما الأحراز الخاصه بك فى هذه القضيه ؟؟

المهندس النحاس- الأحراز الخاصه بى فى هذه القضيه رأيتها لأول مره أمام النيابه وكانت عباره عن بعض الأوراق المتعلقه بالعمل البرلمانى مثل الإستجوابات ومشروعات القوانين وربما يرجع ذلك إلى أننى كنت قد رشحت نفسى عن الإخوان المسلمين فى إنتخابات مجلس الشعب من قبل بالإضافه الى أننى شريك لحسين إبراهيم نائب رئيس الكتله البرلمانيه للإخوان فى مركز حوار للدراسات البرلمانيه مما يعنى أن لى علاقه بالعمل البرلمانى، أما الحرز الثانى فكان عباره عن دعوه لفك الحصار عن فلسطين عندما قرأها رئيس النيابه العاديه قال بالنص " هذا كلام جميل ".

س- والنيابه العسكريه ماذا قالت ؟؟

المهندس النحاس- النيابه العسكريه لم تحقق معنا من الأساس ولم تساءلنا عن أى شىء وعندما أراد الكتور محمد على بشر ان يدلى بأقواله أمام النيابه العسكريه رفضوا وقالوا انه سيتم الاكتفاء بالأقوال التى ادليت بها امام النيابه .

س- ما سبب الزج بك فى هذه المحاكمه ؟؟

المهندس النحاس- لا شىء سوى أننى مدير مشروعات شركه فيرجينا للسياحه التى كان يملك نسبه من أسهمها حسن مالك بينما كان أصحابها الأصليون محمد حجازى المقيم فى امريكا وكمال الشريف شقيق صفوت الشريف .

س- لماذا لم يتم ضم كمال الشريف الى القضيه ؟؟

المهندس النحاس- كما قلت من البدايه فإن القضيه لم يحكمها أى منطق .

س- كيف مرت ايام السجن عليكم ؟؟

المهندس النحاس- السجن هو السجن مهما كان الحال لكن ما هون علينا الأيام هو وجودنا سوياً وهو الامر الذى مكنا من اكتساب خبرات كثيره خاصة انه كان معنا بعض الشخصيات التى لديها خبرات حياتيه كبيره وعلى رأسهم الدكتور خالد عوده والدكتور عصام حشيش بالاضافه الى باقى المجموعه فقد استفدت انا على المستوى الشخصى من وجودى مع هذه المجموعه التى نقلت الينا الكثير من تجاربها الواسعه فى الحياه، أما ادارة السجن فقد عاملتنا بطريقه طبيعيه جداً ولم تحدث اى احتكاكات بيننا وبين الاداره سوى بعض الاجراءات الاداريه المتعنته مثل حملات التفتيش التى كانت تزور السجن اى وقت حتى لو كانت الثانيه بعد منتصف الليل .

س- هل ستحرك دعوه قضائيه تتطالب فيها بتعويض عن الفتره التى تم إحتجازك فيها ؟؟

المهندس النحاس- بلا شك فإننى سأدرس مع هيئة الدفاع الإجراءات القانونيه التى يمكن أن نتخذها لنطالب بالتعويض عن الفتره التى أمضيناها داخل السجون دون أى ذنب .

س- هل تتوقع أن يتم تخفيف أحكام السجن بعد نقض الحكم ؟؟

المهندس النحاس- لو كانت هناك ذرة منطق لدى القاضى الذى سينظر فى هذه القضيه فى النقض فإنه لابد أن يتم تخفيف الأحكام خاصة على المجموعه التى سبق ان تمت إدانتها بنفس التهمه من قبل مثل الدكتور محمد على بشر والمهندس خيرت الشاطر .

*********

المهندس أسامة شربى :

ضابط الدولة قام بالتحريات عبر جميع القارات وحده

القضيه أعدها ضابط أمن دوله لم يخرج من مكتبه .

الحسينى فشل فى الإستدلال على عنوانى وأعطى النيابه عنوان حضانة أطفال بدلاً منه .

ضابط أمن الدولة قام بالتحريات عبر قارات العالم وحده وكأنه أوتى مفاتيح سليمان .

على الرغم من أن أسامه شربى يعد واحدا من أبرز رجال الأعمال داخل جماعة الإخوان المسلمين الا ان المحكمه العسكريه العليا برأته ضمن مجموعة الـ12 الذين تم تبرئتهم فى المحاكمات الاخيره .

شربى وصف هذه المحاكمات بالجائره والظالمه وارجع سبب تفاوت الاحكام الى رغبة المحكمه فى تضليل الرأى العام وايهامه بأن القضيه سارت وفقا لموازين العداله ، كانت لجريدة البديل اليوميه حوار مع شربى الذى أكد على :

أن حكم العسكريه جائر وظالم وكل صفات الفساد متوفره فيه فلم يكن هناك قضيه من الأساس أو دليل إدانه واحد الى المحاكمين عسكريا وفى رأى أن الغرض من صدور الحكم بهذا الشكل هو تضليل الراى العام وايهامه بان القضيه خضعت لموازين العداله والفحص والتدقيق ولذلك لم تساو الاحكام بين المراكز القانونيه للمتهمين فصدرت احكام البراءه على مجموعه وصدرت احكام بعقوبات متوسطه على مجموعه ثانيه وصدرت أحكام بعقوبات مشدده على مجموعه اخرى رغم اننا لم يوجه إلينا ولو إتهام واحد فى هذه القضيه لدرجة أن هيئة الدفاع تحدت شاهد الإثبات بأنه إذا أخرج دليل أدانه واحد فإنها ستقر معه بإدانة المتهمين .

وأكد أن القضيه برمتها أعدها ظابط واحد وهو الظابط عاطف الحسينى وهو جالس على مكتبه فقد قام بجمع تحريات عن 40 متهم متواجدين فى 9 محافظات داخل مصر و5 قارات حول العالم والغريب انه أقسم بجمع كل هذه البيانات وحده ودون مساعدة أجهزه المخابرات أو باقى اجهزة الدوله .. فلعله اوتى مثل ما اوتى سليمان ؟؟!!

وأكد شربى على هزلية المحكمه فالمحاكم المدنيه برأت المتهمين 3 مرات وأمرت بإخلاء سبيلهم ثم احيلوا الى المحكمه العسكريه بينما لم يتم احالة الجاسوس الذى كان يحاكم فى نفس توقيتنا الى محكمه عسكريه وقال أن تهمة غسيل الأموال تهمه باطله لأن الجهات الرقابيه قامت بفحص الذمم الماليه لشركات المتهمين فى القضيه وأنشطة الشركات وأثبت التقرير المالى براءة ساحتنا من تهمة غسيل الأموال .

وقال شربى أن النظام أخطأ عندما ظن أن هذه الأموال أموال الجماعه وأكد أن الأموال ملك لأفراد ولم تكن يوماً من الأيام ملك للجماعه وعندما سألت هيئة الدفاع اللجنه الماليه بخصوص تمويل هذه الشركات للجماعه أجابت " لم يثبت ذلك" .

وبخصوص الأحراز التى نسبت إليه قال شربى أنها عباره عن جهاز كمبيوتر وجهاز لاب توب وبعض المبالغ الماليه والاوراق الخاصه برحلات الحج التى كانت تنظمها شركات السياحه التى أعمل بها وقال انه اثناء تحريات عاطف الحسينى كان شربى خارج مصر وموجود فى السعوديه لمدة 52 يوم مما يثبت خطأ هذه التحريات والدليل على ذلك أن العنوان الموجود فى إذن الضبط الذى أصدرته النيابه للقبض على لم يكن عنوان الشركه التى أعمل بها وإنما كان عنوان إحدى حضانات الأطفال .

وكذلك فقد أشار محضر التحريات إلى إننى رئيس مجلس ادار الشركة رغم اننى مديرها العام واننى حاصل على بكالوريس هندسه فى حين اننى حاصل على بكالوريوس زراعه وهذا كله يعنى ان الظابط الحسينى لم يرسل حتى مخبر ليجرى التحريات بصوره سليمه .

*********

الدكتور خالد عودة فى حوار مع جريدة الدستور

يشكر رجال أمن الدولة !

أطلب من مبارك أن يضع يده في يد الإخوان

وأن يبعد كل ما في قلبه من الإخوان

ونتعاون مع بعضنا البعض وكفاية لعبة القط والفأر .

      ماذا فعلت تلك الفتاة – إسراء – حتي يتم القبض عليها وهل يمكن أن تمثل هذه البنت التي في ريعان شبابها اي خطر علي مصر حتي يقوم وزير الداخلية باعتقالها ؟

كان يقيني أن أحصل علي البراءة لأن كل الأدلة والاتهامات كانت مجرد كلام مرسل لا دليل عليه كما أن ثقتي بالله كانت كبيرة.

لاحظت ان الضابط والمخبرين كانوا يبحثون أثناء التفتيش عن أموال بالتحديد ولم يجدوا سوى 3000 جنيه كانت مع زوجتي مكافأة تصحيح الامتحانات .

سجن طرة مصمم لكي يكون شو لأي لجنة حقوق إنسان تتفرج عليه .

اشكر مباحث أمن الدولة التي أعطتني الفرصة أن ألتقي لأول مرة بجموعة من أنقي وأشرف الرجال في مصر .

من يقول ان جماعة الاخوان تستخدم العنف وهدفها ليس الإصلاح إما جاهل أو حاقد لأن تاريخهم كله يؤكد عكس ذلك .

فوجئنا بأحكام الحبس المشددة لأننا وردت إلينا معلومات من جهات سيادية بأنه لن تكون هناك أحكام أكثر من المدة التي قضيناها .

انتهيت من وضع تصور لمشكلة غرق الدلتا ووضعت حلولا لها وأنا في السجن وسوف أهدي نسخة من هذا البحث إلى مبارك ثم لوزير البيئة لعل أحداً يشعر بخطورة الموضوع .

الإخوان قضوا مدة سجنهم في زراعة الأشجار وتشطيب العنابر ودورات المياة داخل السجن وأجمل شئ وجدته يافطة مكتوباً عليها .. حافظ علي نظافة المكان لإخوانك القادمين من بعدك ! .

 سألت ضابط أمن الدولة الذي اقتحم منزلي :

معاك إذن نيابة

قال لي لأ .. بس أنت عارف إنه هيبقي موجود .

*********

لمصلحة مَن

هذه الأحكام العسكرية الجائرة؟

بقلم: أ. د/ عبد الحميد الغزالي

كنت عازفًا عن الكتابة في الصحف لما يقرب من عام لأسبابٍ عديدةٍ؛ لعل أهمها تردي الأوضاع في مصر في كافة المجالات، وأن هذا التردي لا يعلمه تفصيلاً المواطن العادي، بل يعيشه يوميًّا ويئنُّ من وطأته في كل ساعة من اليوم.

 ثم جاءت الأحكام العسكرية الظالمة الجائرة، بل الإجرامية، على خمسة وعشرين من أشرف أبناء هذا الوطن الحبيب، وأكثرهم تفانيًا في رفعته وإخلاصًا في إخراجه مما هو فيه ويعاني منه، وهذا العدد شمل رجال أعمال وأساتذة جامعات ومهنيين، لتكون الأحكام بين ثلاث إلى عشر سنوات، مع مصادرة أموال البعض منهم الذي لديه بعض الأموال، وهنا كان لا بد أن أعودَ إلى الكتابة الصحفية بغرض التسجيل؛ لأعود بعد ذلك إلى أبحاثي وعملي الأكاديمي.

 وهذه الأحكام لا تشكِّل اعتداءً صارخًا على حقوق المواطن الأساسية فحسب، بل هي جريمة نكراء، ارتكبها النظام في حق مواطنين شرفاء بلا جريرةٍ ارتكبوها، سوى حب مصر والعمل الجاد والدءوب لمعالجة مشكلاته المزمنة، كلٌّ في مجاله؛ الأعمال أو الجامعات، وتمثِّل مثالاً فجًّا على عدم احترام الدستور والقانون، وعدم الاكتراث بأحكام قضائية، وصلت إلى أربعة أحكام بالإفراج الفوري من سراي المحكمة وبالتطبيق العاجل للأحكام بمسودَّتها، وبعد الإفراج الشكلي يُقبَض عليهم من قِبل أجهزة أمن الدولة الداخلية، أو قُل في وقت الإفراج الشكلي نفسه يقبض عليهم.

 وللخروج من هذا المأزق أُحيل هؤلاء المواطنون المدنيون إلى المحكمة العسكرية، ثم بدأت أحداث السيناريو الأمني تتوالى قرابة سنة ونصف لتصدر هذه الأحكام الجائرة الآثمة، والتهمة كما يعلم الجميع لا أساسَ لها، سواءٌ في شِقِّها الخاص بغسل الأموال، أو شقِّها الخاص باستخدام هذه الأموال لتمويل أنشطة الجماعة؛

 فبالنسبة للشقِّ الأول يعلم المبتدئ في دراسة الاقتصاد أن غسل الأموال أو تبييضها يعني استخدام أموال اكتُسبت بطرق غير مشروعة في تنفيذ أعمال مشروعة؛ لكي تكتسب هذه الأموال شرعيتها، والكل يعلم، بمن في ذلك خبراء وزارة العدل، أن مشروعات هؤلاء المواطنين تكوَّنت من أموالٍ مشروعة، ومصادرها معروفة، وبإفصاح كامل وشفافية واضحة، وكانت تخضع لكل أجهزة الإشراف والرقابة من أول إنشائها وحتى القبض على أصحابها، كما كانت ملتزمة تمامًا بدفع ما عليها من رسوم وضرائب كحق للمجتمع عليها.

 الأكثر من ذلك كانت هذه المشروعات الناجحة بكل المعايير الاقتصادية، وبشهادة مَن تعامل معها من مستثمرين وطنيين وأجانب سببًا في فتح مئات بل ألوف البيوت، والسؤال المنطقي هنا هو: هل يُعقل أن تغلق أبواب ما يقرب من مائتي شركة ومصنع والاقتصاد المصري في أمسِّ الحاجة إلى مشروعٍ ناجحٍ واحدٍ للمساهمة في إخراجه من ركوده بل أزماته؛ من فقرٍ وبطالةٍ وتضخُّمٍ، إلى آخر قائمة الأزمات التي يعاني منها اقتصادنا، لمجرد أن أصحاب هذه المشروعات ينتمون إلى تيار إسلامي ذي ثقل واضح في الشارع المصري ويطالب بالإصلاح في شتى المجالات؟!

 أما الشق الثاني والخاص بأن هذه المشروعات تُموِّل أنشطة الجماعة الذي أكَّد مؤسسها أن إحدى ثوابت الجماعة تنظيميًّا أن مشروعات أفراد الجماعة لا بد أن تكون منفصلةً تمامًا عن أنشطة الجماعة، ولم يستطع أن يقدِّم شاهد الإثبات من الداخلية دليلاً واحدًا أو حتى قرينة على هذا الادعاء الباطل.

 قد يحدث ذلك في الحزب الوطني؛ حيث يستشري الفساد لصالح بعض القيادات، ولكي تستفيد في النهاية أضعاف أضعاف ما تقدِّمه للحزب، لكن لا يمكن أن يكون هذا نهج الجماعة أبدًا، وهذا يذكِّرنا بكارثة شركات توظيف الأموال التي ضُربت بلا هوادة من قِبل النظام، وما زال آلاف المواطنين يعانون من هذا الحدث، وما زال مناخ الاستثمار يعاني سلبًا من آثاره.

 إذن.. يبدو أن النظام يصرُّ على استمرار الاستبداد والفساد؛ كأداة من الأدوات بالغة السوء للاقتصاد والمجتمع، من خلال معالجة أمنية باطشة؛ ضمانًا، في تصوُّره، لاستمرار الاستيلاء الأبدي على السلطة، ولانتقالها بسلاسة عن طريق التوريث، ولعل ما حدث في انتخابات مجلس الشورى والمحليات خيرُ دليل على ذلك، بعد التعديلات الدستورية المعيبة، والتي نعتها فقهاء الدستور بـ"تعديلات الخطيئة".

 والسؤال هنا: إذا كان النظام قد أحكم سيطرته على الحكم نتيجة أغلبية مغتصبة فلماذا يستمر في التنكيل بالقيادات الإخوانية بخاصة، والجماعة بعامة؟!

والإجابة على ذلك بسيطة:

داخليًّا.. يريد أن يقلِّص ثقل الجماعة في الشارع المصري، ويرسل إنذارات متتالية لأفرادها أن هذا هو الحل الوحيد لتحجيمها؛ الحل الأمني والمحاكمات العسكرية،

كما يرسل إنذارات إلى كل القوى المعارضة الناشئة بالمعنى نفسه،

وهنا يخطئ النظام تمامًا؛ فالجماعة موجودة وبقوة في الشارع المصري، ولن يستطيع أي نظام أن يحجِّمها، بل العكس؛ تزداد قوةً في المحن وتعاطفًا من القوى الحية في المجتمع، ويزداد النظام فقدانًا لأية مصداقية باقية له لدى المواطن المصري.

 وخارجيًّا.. يريد أن يشدِّد النظام لأعداء الأمة من الصهاينة والأمريكان على أنه وكيلُهم المعتمَد في المنطقة، فكما أن الكيان الصهيوني هو امتدادٌ للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، يريد النظام أن يؤكِّد وكالته للاثنين بادعاء تقليص أو تصفية الإسلاميين الإرهابيين.

 ويعتمد النظام على حقيقة أو ثابت أصيل من ثوابت الجماعة، وهو أنها جماعة معتدلة، تنبذ العنف، وتحرِّم الإرهاب، فيستغل هذا الثابت بانتهازيةٍ لا نظير لها، و"ميكافيلية" شديدة الوضوح، ومع ذلك سنظل ثابتين على منهجنا؛ ليس خوفًا من النظام، وإنما اتساقًا مع هذا الثابت الذي ينبثق من صحيح إسلامنا، وسنظل ندعو بالحب شعبنا العظيم حتى يحدث الإصلاح المأمول والتغيير المنشود.

 فتحيةً إلى إخوتي.. الشاطر وإخوانه.. في محبسهم، وأقول لهم:

صبرًا آل الشاطر؛ فموعدكم النصر القريب في هذه الدنيا بإذن الله تعالى والفردوس الأعلى في الآخرة بمشيئة الله سبحانه "وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " ( يوسف: من الآية 21)،

وحسبنا الله ونعم الوكيل

*******

مناجاة

اللهم يا عالم السر والنجوى، يا كاشف الضر والبلوى،

اللهم خابت الآمال الا منك، وشان التوكل الا عليك،

يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى،

يا أمان الخائفين، يا غياث المستغيثين، يا مجيب دعاء المضطرين، يا كاشف كرب المكروبين ،

يا حيلة من لا حيلة له، وياغاية من لا وسيلة له،

اللهم كثر الظالمون وعز الاخوان، وانقطعت الحيلة وبطلت الوسيلة، اليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس يا ارحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا،

عزّ جاهك وجلّ ثناؤك، وتقدّست اسماؤك، لا يرد أمرك، ولا يهزم جندك، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فأغثنا، انت غياثنا فبك نغوث، وانت ملاذنا فبك نلوذ، وانت عياذنا فبك نعوذ،

يحاكم أولياؤك، ويُدبر لهم من قبل الظالمين، اللهم إنهم لا مولى لهم سواك، ولا نصير لهم إلا أنت، اللهم انصرهم وأيدهم بفرج من عندك،

اللهم انصر دينك وكتابك ودعوتك وعبادك المؤمنين، اللهم نجِ إخواننا المعتقلين المستضعفين من كيد الكائدين وظلم الظالمين، كن لهم خير معين ، واحفظنا واحفظ اخواننا ودعوتنا من كل جبار عنيد، ومن كل ظالم عتيد .

اللهم يا مفتح الابواب، يا مؤنس الاحباب، يا مسهل الامور الصعاب، يا منزل الكتاب، يا مجري السحاب، يا هازم الاحزاب، يا من ذلت له رقاب الجبابرة، يامن قال "من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب" ، اللهم عليك بمن عادى أولياءك، أعلن حربك عليهم، اجعل الدائرة عليهم، عليك بالظالمين المتكبرين، اهزمهم وزلزلهم، واجعل الدائرة عليهم، اللهم شتّت شملهم، ومزّق جمعهم، وأبطل كيدهم، وفرّق بينهم وبين من شايعهم، اللهم انّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اجعل تدميرهم في تدبيرهم، خيب ظنهم، أبطل كيدهم، اللهم أهلكهم كما أهلكت عادًا وثمود، اللهم زلزل عروشهم وبيوتهم، وأرق وأذهب نومهم،  بقوتك يا جبار، يا قهار، يا رافع السماء، يا دافع البلاء .

اللهم انا عبادك نرفع اكف الضراعة اليك نرجو رحمتك ونخشى عذابك، اذهب خوفنا ورعبنا، وانصر دعوتنا وصحبنا، وآمن روعاتنا، وأذن ببراءة إخواننا، وأقرأعيننا بحريتهم، وأذهب حرقة فؤادنا، واجعل حبك إزارنا، ورضاك شعارنا، وإحسانك سرنا، وطاعتك جمالنا، وعفوك وصالنا، وجنتك دارنا، فتقبل اللهم رجاءنا ودعاءنا، يا أرحم الراحمين يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام ، فلا تردنا بعد هذا الدعاء خائبين ، ولا عن باب جودك مطرودين، اللهم لا تردنا إلا وقد أطلقت سراح إخواننا، ونصرت دعوتنا، وملأت بالهدى قلوبنا، وشرحت بالإسلام صدورنا، وأقررت برضاك عيوننا، واستخدمت لدينك أرواحنا وأبداننا

*******

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى أله وصحبه أجمعين

والله أكبر ولله الحمد