مع ميسون أسدي
دار الهدى تصدر:
ثلاثة كتب للأطفال لميسون أسدي
ميسون أسدي
*الكتب: "موعد مع الذئب"، "فايقة ونعسان"، "فضائي في الدير"*
مريم حمشاوي/ توما
*حيفا- "تفانين"- عن "أ- دار الهدى" التي يديرها عبد الملك زحالقة، صدر للكاتبة ميسون أسدي، ثلاثة كتب للفتيان والأطفال، وهي: "موعد مع الذئب"، "فايقة ونعسان"، "فضائي في الدير"، وزينت كتبها الثلاثة برسومات أسامة مصري وماندي رابين وإنصاف صفوري.. وهذه المرة الثانية التي تصدر لها هذه الدار كتب للأطفال، بعد أن صدر لها كتاب "تيعا تيعا.. بيتك بيتك".
تتناول القصص الجديدة عدة مواضيع، الأولى "موعد مع الذئب" والمخصصة للأطفال، تطرح نظرة جديدة ومخالفة للنظرة السائدة عن الحيوانات المفترسة، والتي تربينا عليها وتربى أطفالنا عليها من بعدنا.
أما قصة "فايقة ونعسان"، فهي للفتيان، وتبحث في العلاقة بين الأزواج والمساواة بين الرجل والمرأة، بشكل قصصي مبسط، دون الدخول في حل المشكلة.
وتتناول القصة الثالثة "فضائي في الدير" العادات والتقاليد الموجودة في قرانا العربية، بشكل ساخر وخيالي، وهنا أيضا لا تتدخل الكاتبة في حل المشكلة، وتترك للفتيان التحليل واختيار الأنسب لهم.
والكاتبة ميسون أسدي، أصدرت قصة أخرى للأطفال بيت بيوت والتي فازت بجائزة العودة عن مركز بديل، وجائزة تقديرية حول كتابتها للقصة الصحفية "شحنة من الأمل" في موضوع حق العودة وصدر لها أيضا مجموعة قصصية للكبار بعنوان "كلام غير مباح".. حول إنتاجها المميز والغزير، أجرينا معها هذا اللقاء الخاطف..
**هل هناك في جعبتك كتب أخرى للصدور؟
-نعم لدي أربعة كتب، ثلاثة للأطفال ومجموعة قصصية جديدة للكبار، وجميعهم جاهزون للطباعة.
**ما الذي يميز قصصك عن الكتب السائدة الأخرى؟
-أنا لا أدعي التميز، ولكني أحاول أن أفكر بشكل آخر عن المفاهيم المطروحة ضمن قصصنا التي توارثناها من القصص العالمية والعربية، والتي عششت في أذهان أطفالنا، وأعتقد أن لدى الشعوب الأخرى توجهات مماثلة، لكنني لا أعرفها بالتحديد، كما أنني أحاول أن أكون أكثر جرأة في طرح المواضيع التي تناولها الكتاب من قبلي، خاصة مع الأطفال.. كما أنني لا أنظر للطفل وكأنه كائن اقل قدرة وفهم من الكبار، ففي قصصي أتعامل مع الطفل كند لي.
**هل تعطينا نموذج عن التفكير بشكل مختلف من خلال قصصك؟
-الحقيقة أنا لا أحبذ ذلك، لأني أريد للقارئ أن يكتشف ذلك بنفسه، لكنني سأروي لكم حادثة حصلت معي، عندما قدمت كتابي الأول المخصص للأطفال هدية لصديقي وديع شحبرات، صاحب مقهى "فتوش"، فبعد أن قرأ الكتاب، عاد إلي وسألني، لماذا قتلت الأفعى بالقصة؟ هل لأنها أكلت الدجاجات؟ وهل الأفعى مجرمة بذلك؟
ثم أضاف وعلامات الاستياء بادية على وجهه: الإنسان يأكل الدجاج أيضا، فهل نقتله من أجل ذلك؟!!!
بعد هذه الحادثة، أخذت أفكر بأن تعاملنا مع الحيوانات مليء بالأخطاء، وهذا نتيجة لما شربناه من مفاهيم خاطئة، وردت في معظم القصص الشعبية لدى معظم الشعوب، لذلك قررت أن أكتب قصص بمفهوم مختلف، ينصف الحيوان ويبين للأطفال خاصة واقع آخر غير الذي يعرفونه.. وهذا الأمر يساعدنا على فهم الآخر أي كان، حيوان أو إنسان من شعب مختلف ولون مختلف وحضارة غير حضارتنا.. وقد جسدت الأمر عن طريق قصة خيالية شيقة.
**هل تعتمدين الخيال في قصصك بشكل عام؟
-لا تخلو قصة من قصصي من الخيال، لكنني أؤمن بأن قمة الخيال، نابعة من صميم الواقع.. وأنا لا أحب أن أنقل الواقع كما هو، عندها يفقد الإبداع رونقه.. لذلك أستعين بالخيال وبكل ما نهلته من الأدب.. وعلى سبيل المثال، أنا لست الأولى التي تتعامل مع الحيوانات بشكل مختلف، فكتاب "كليلة ودمنا" الهندي، تعامل مع الحيوانات وكأنهم بني البشر ومن خلالهم أدخل الفيلسوف بيدبا الكثير من الحكم التي تناقلها المبدعين بأشكال مختلفة فيما بعد.
**وماذا عن قصصك الأخرى؟
-في قصصي الأخرى، أحول أن أكون أجرأ وخاصة مع الفتيان، فالجرأة عادتا موجودة لدى العديد من الكتاب، لكن ليس في كتبهم المعدة خصيصا للأطفال والأجيال الناشئة.
**هل يمكنك أن تعطينا فكرة موجزة عن ردود الفعل بعد صدور كتبك السابقة؟
-لا أستطيع أن أجزم بأن جميع من قرأ لي راضي عن كتاباتي، وأنا أتفهم الرأي المخالف وأحترمه، وقد ذيلت العديد من هذه الآراء في كتابي الأول، احتراما مني لهم، خاصة على المجهود الذي بذلوه في القراءة ومن ثم التعليق على ما كتبت.. أما ردود الفعل الجيدة فهي كثيرة أيضا، لكنها متشابهة تقريبا، لكن المفاجئ جاء من الكاتب العراقي ثائر العذاري، الذي أبلغني بأنه يدرس بعض قصصي لطلاب الأدب في الجامعة، وقد أهداني مقدمة مميزة لكتابي القادم.. ود. محمود غنايم تحدث عن قصصي في إحدى محاضراته في جامعة حيفا، وأعلمتني د. كوثر جابر، بأن بعض الطالبات في كلية سخنين يقدمون وظائف جامعية حول قصصي، كذلك أبلغني بعض طلاب السينما أنهم بصدد أفلمة بعض قصصي ضمن دراستهم السينمائية والتلفزيونية.. كما أن هناك دار نشر أجنبية تعمل على ترجمة الكتاب إلى اللغة الألمانية.