خليل أبو نقولا..
خليل أبو نقولا..
فنان نصراوي..
جذور حيفاوية وسخنينية وزحلاوية!
*من دار الأوبرا المصرية إلى مهرجان جرش، مرورا بمهرجان الرباط في المغرب، المدينة في تونس، والربيع في باريس، اسبانيا وأمريكا وكندا ودعوة من مهرجان بابل في العراق وحلم لم يتحقق مع مجموعة الحلم*أهم فناني العالم العربي غنوا بالإعراس: سيد درويش، أم كلثوم، وديع الصافي، وأنا غنيت بأعراس مع نجوم مثل وائل كفوري!!*
قابلته: ميسون أسدي
*الفنان النصراوي، خليل أبو نقولا، له على خشبات المسارح باع طويل، والملفت للانتباه، أنه من أكثر المطربين الذين شاركوا في مسرحيات وأوبريتات محلية، وأشهرها مع فرقة موال، حيث شارك بأكثر من عرض مسرحي غنائي راقص، وجال الكثير من البلدان العربية والعالمية في عروضه المتنوعة، إلى جانب أغانيه الخاصة والألبومات العديدة..
يحاول أبو نقولا اليوم، مع زميله الفنان حسام حايك، تأسيس نواة لفرقة موسيقية غنائية جديدة في الوسط المحلي، وستنطلق عروضها يوم الخميس القادم 13/3/2008، في قاعة "الاوديتوريوم" في حيفا، سيغني خليل أبو نقولا بصوته من روائع وديع الصافي وأم كلثوم، إضافة إلى بعض أغانيه الخاصة في أمسية فريدة من نوعها وذلك بمبادرة اتحاد الفنانين والموسيقيين العرب، ومن بعدها سيطوف البرنامج بين المدن والبلدات العربية ليطعمنا وجبة دسمة من غذاء الروح.
وجدت أن هذه المبادرة الفنية تستحق اللقاء والتعرف عليها من قريب، فتوجهت إلى الناصرة وأجريت هذا اللقاء مع خليل ابو نقولا، لنستزيد معرفة بالفنان وبمشروعه.
**إنعاش اتحاد الفنانين والموسيقيين العرب في البلاد
يقول أبو نقولا: المشروع هو عبارة عن أمسية غنائية أقدم خلالها أغاني على مستوى راق، من روائع الفنانين: وديع الصافي، أم كلثوم، وأغاني خاصة من كلمات والحان محلية..
ويضيف: الفكرة موجودة عندنا، أنا وحسام حايك، منذ زمن بعيد، وهي تقديم برنامج بمستوى راقي بمرافقة فرقة كبيرة، ليس من حيث العدد، بل المستوى الفني.. في البداية، كانت مجرد مبادرة شخصية، لكننا لم نستطع تحمل ضخامة المشروع وحدنا، فكنا بحاجة لإطار أو مؤسسة تدعمنا، وهكذا جاءت الفكرة من خلال اتحاد الفنانين والموسيقيين العرب في البلاد، الذي يديره ويرأسه الفنان سمير أبو فارس والمدير العام غسان مقلشي، وهو صاحب خبرة في إدارة الجمعيات والمهرجانات من هذا النوع، وكان له الفضل الكبير في دعم هذا النشاط بشكل خاص ويعمل على دعم الاتحاد وتطويره من اجل تحقيق أهدافه مستقبلا وهو جمعية قائمة منذ عام ا(2000) وكانت غير فعالة لعدة أسباب، فاستغلينا الفرصة ليكون هذا المشروع بداية لفعالية الاتحاد ويكون مستقبلا جسم كبير قوي ويضم الفنانين كلهم ويحقق أهدافه وأهمها تطوير وتقدم الفنان العربي في البلاد والمطالبة والحفاظ على حقوقه.
*كثافة كمية ونوعية!
وعن الفرقة الموسيقية ومركباتها، يقول أبو نقولا: نحن نعمل منذ شهر تشرين الثاني الماضي، نتمرن مرة كل أسبوع على الأقل وكل تمرين لا يقل عن (3) ساعات.. الزميل حسام حايك وهو موسيقي من الدرجة الأولى وموزع معروف، لا يرضى بغير المستوى العالي من ناحية إدارة الفرقة موسيقيا واختيار العازفين وتدريبهم وآمل من هذا الدمج بيننا، أن يعطي نتيجة تنال إعجاب الجمهور، فعدد العازفين والكورال وأنا (23) شخص: (6) كمنجات، (2) تشيلوا، كونترا باص، عود، ناي، قانون، بزق، (6) كورال وسيبث البرنامج مباشرة من الإذاعة.
**رحلة الألف ميل!
وعن توقعات أبو نقولا من العرض، يقول: على الصعيد الفني نحن نعرف ما سنقدم فاختيارنا للاغاني كان مدروسا بدقة، وعلى سبيل المثال، اخترنا من أغاني الصافي، القصيدة والموال والأغنية الشعبية واللحن المصري، حاولنا أن ننوع.. في الأيام الأخيرة نلاحظ بأن حركة الإقبال على شراء التذاكر تبشر بالخير.. ونتأمل أن يكون هذا العمل محفزا لأن يتابع "الاتحاد" فعالياته الفنية، فقد حضرنا أكثر من مشروع لهذه السنة والسنة القادمة، عروض موسيقية لفنانين آخرين، وهذه مجرد بداية "فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة" وفي المستقبل سيكون دور لكل فنان عربي في البلاد فالاتحاد سيقدم ويدعم الفنانين المحليين.
**هل تعتقد بأن حفلات الأعراس تقلل من مستوى المطرب؟
-لا أعتقد ذلك، فأنا احيي حفلات الأعراس لأنه مصدر دخل رئيس واحترم شغلي جدا واهتم على المستوى الفني في عروض الأعراس كما في أي عرض آخر، وحبي لما أقدمه خارج حفلات الأعراس يوازي حبي لحفلات الأعراس، وهذا الأمر ليس غريب، فأهم فناني العالم العربي غنوا بالأعراس: أم كلثوم، وديع الصافي، سيد درويش، وأنا غنيت أكثر من مرة بأعراس مع نجوم مثل وائل كفوري.. هذا لا يعيب، المهم أن يحترم الفنان نفسه ويحافظ على مستوى معين.. أنا لا اضحك على الناس وأقدم لهم حفلة بدون تمرين.. اهتم بالعرس كما اهتم بأي حفلة أخرى.. هناك من يستطيع العيش بدون الأعراس وهذا جيد.. لكن في نفس الوقت، هناك من لا يستطيع القيام بحفلة عرس لان الأعراس بحاجة لقوة صوت واحتمال عبء حفلات من هذا النوع.
**حدثنا عن الأمسيات الفنية الخاصة؟
-في عام 1992، قدمت برنامج فني بمبادرة شخصية في المركز الثقافي في الناصرة، وبعدها تنقل البرنامج في كل دول العالم وشاركت أيضا مع فرقة الموسيقى العربية في العديد من الأمسيات من هذا النوع، كما شاركت في مهرجانات متنوعة في عدة دول عربية: في دار الأوبرا المصرية (3) مرات، مهرجان جرش (3) مرات، مهرجان الرباط في المغرب، مهرجان "المدينة" في تونس و"الربيع" في باريس، وفي اسبانيا وأمريكا وكندا ودعيت إلى مهرجان "بابل" في العراق، كما دعيت للمشاركة في كونسيرت "الحلم العربي" مع مجموعة الفنانين العرب، لكن الظروف لم تسمح لي بالمشاركة آنذاك، وخسارة أنني لم أشارك، وخاصة أن الدعوات وصلت لوزارة الثقافة الفلسطينية في غزة عند الشاعر احمد دحبور وكان هناك حصار على غزة وكنت في ذات الوقت في مصر.. كما لا أنسى أنني أول فلسطيني من داخل حدود (48) شارك في مهرجانات: دار الأوبرا في القاهرة وأيضا في المغرب وتونس كما كنت الأول في قطر، وكنت في جميعها عدة مرات.
كان لي شرف الصداقة مع الفنان الراحل منير بشير، في آخر (3) سنوات من حياته وشاركته في مقطع صغير في أمسية خاصة به، كما التقيت مع كل من: سيد مكاوي وصباح فخري وإلياس كرم وهاني شاكر وصابر الرباعي ولطفي بشناق وشادي جميل والعديد من الفنانين العرب.
هناك شهادة اعتز بها من الفنان حلمي بكر ومحمد سلطان، تلقيتها عام 1994، عندما شاركت في مهرجان دار الأوبرا، وافتخر بالنقد الذي وجه إلي، عندما غنيت اللون المصري هناك، فقد كتبوا عني "في مصر، تبيع الماء في حارة السقايين، نريد من الفنان الفلسطيني فن فلسطيني..!" وهذا النقد جعلني أركز أكثر على الأغاني الفلسطينية المحلية.
**وماذا عن أغانيك الخاصة؟
-لدي 15 أغنية خاصة، قسم منها أصبح معروف بين الناس وقسم ما زال في الاستوديوهات، افتخر بالكثير بالأعمال التي قدمتها من فرقة "موال" النصراوية بقيادة نهاد ومعين شمشوم، في كل برامجها الغنائية، منذ عام (84) وحتى اليوم.
**من هو خليل أبو نقولا؟
-أنا من مواليد الناصرة، أبي ولد في حيفا، واصل العائلة من سخنين وقبلها من زحلة.. ولدت في بيت فني، أبي مطرب وصاحب فرقة "نقولا أبو نقولا"، وأمي إخلاص نداف، عازفة عود وهي من علمني العزف، جدي نخلة نداف، كان صانع أعواد وعازف عود ومطرب وأخوالي عازفين آلات موسيقية مختلفة.. أعمامي عازفي ناي وكمنجة، اكتشفوني في المدرسة وأنا في الصف الأول، حيث قدمت الأناشيد المدرسية في كل الاحتفالات وفي الصف الرابع اكتشفني جريس خميس، وهو مدرب الجوقة الكنيسة في كنيسة المطران في الناصرة فضمني للجوقة وأصبحت الصولان فيها.. قمت بإنشاء فرقة خاصة بي عام (83) وكان سني (19) عاما وبدأت اعمل في الحفلات والأعراس حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.. عام 1984 بدأت اعمل مع فرقة "موال" وكان لها دور خاص في دعمي معنويا على صعيد الانتشار، شاركت في برامج تلفزيونية وإذاعية عديدة.. عام 1992 حصلت على الجائزة الأولي في مهرجان الأغنية القطري في أغنية "الموج الأزرق" من كلمات موسى حلف والحان طه ياسين..
**هل الحياة العائلية تحد أو تؤثر على تطور الفنان؟
-مهم للفنان أن تكون الزوجة متفهمة لطبيعة عمله، أسهر في الليل وانام في النهار ، وهنا يوجد نوع من الظلم للشريكة، وأستغل الفرصة لأشكر زوجتي رابعة حاج من كفر ياسيف، التي تعاني معي منذ (8) أعوام، وتدعمني بكل قوتها.. لي ولدين: نقولا (6 سنوات)، من جيل سنة ونصف يعزف طبلة ودف وصوته جميل جدا ويتحول الآن للآلات الموسيقية الأخرى، أما راني الصغير (4 سنوات)، فهو أيضا من جيل سنة ونصف يهتم بالإيقاعات، أنهما مولعين بالفن، لدرجة إذا أردت أن أهدئهم، أناولهم الموسيقى.. يحضرون الكونسيرت بدون حركة وهدوء تام.. والحقيقة اشعر بأنني مقصر في حياة الأولاد، الأسبوع الماضي، لم أرهم (5) أيام متواصلة، أحاول قدر الإمكان أن أهتم بهم، لكن للضرورة أحكام!!
**وكيف تصف نفسك؟
-أنا إنسان مسالم وهادئ وطويل روح، واستوعب مشاكل وغضب وأخطاء الغير دون الرد أو التسرع، أتحمل كثيرا وامرر لغيري الأخطاء، غالبا ما تكون معي، عندي في داخلي الكثير من الهموم منها على الصعيد الفني، هموم الفنانين والفن المحلي، فنحن نستحق أكثر مما عندنا، نحن فنانون ممتازين على كل الأصعدة ولكننا محصورين، ذنبنا أننا فلسطينيون نحمل الهوية الإسرائيلية، هنا نحن مظلومين من الحكومة، وفي الدول العربية يعتبروننا إسرائيليون.. وهذا ما شجعني لأن أبادر لتأسيس اتحاد الفنانين..
أما على الصعيد الشخصي، ففي أواخر التسعينات، مررت فترة صعبة جدا وأثرت عليّ، عل الصعيد النفسي والاقتصادي، ولها أسبابها، أخذت مني مدة سنتين حتى خرجت منها، وهناك فضل لعدة أصدقاء الذين يهمهم أمري، وقفوا إلى جانبي، منهم حسام حايك.. ولن أنسى تلك الفترة، فهي بالنسبة لي عبرة للمستقبل، لأنه عندما يقع الجمل تكثر سكاكينه"!!.
افرح في لحظة نشوة فنية أو عندما أرى ابني الصغير بعد فراق، واغضب عندما اشعر بخيانة صديق، خاصة عندما أعطيه كل ما أستطيع وعندما احتاجه أو بدون أن احتاجه يغدر بي!!!