حوار مع الكاتب والمثقف الكردي خليل كالو
المشهد الثقافي الكردي ليس له حضور ملفت وهو مأزوم ورمادي.؟!
حوار مع الكاتب والمثقف الكردي خليل كالو
خليل كالو |
حسين أحمد |
الحالة الكردية العامة بحاجة إلى حوارات ومناقشات مستفيضة ,وإلى قراءات وكتابات هادفة وبحاجة أيضا إلى النقد والنقد الذاتي ,في كل الميادين السياسة والثقافة,والفكر ,لكلّ هذه القضايا أهميتها القصوى لأدراك موضوعاتنا الكردية بشكل واضح وصريح. ولتوضيح هذه الجوانب المذكورة أجرينا هذا الحوار مع الكاتب والمثقف الكردي خليل كالو ..
يقول الكاتب خليل كالو :
- لا يمكن للمرء أن يعطي الشيء للآخر وهو فاقد له
- لم يبق من السياسة المذكورة من شيء سوى أطر وهياكل
- الثقافة حتى الآن مكتومة الجنسية مثل أهلها وليس لها كيان
- تلك الأقلام لا مستقبل لها ستدخل مزبلة التاريخ من أوسع أبوابه
- البحث عن الذات بأية طريقة كانت للتغطية على الفشل الملازم له
- لا نعتقد أن حياة المجتمعات كلها سياسة وأحزاب بقدر ما هي ثقافة وفكر
نص الحوار :
س 1 - هل يمكن لخليل كالو أن يحدد معالم شخصيته ورؤيته الفكرية والسياسية من خلال استعراض مكثف وسريع,وما يؤمن به , دون مواربة أو مبالغة ..؟
- بالنسبة للشق الأول من السؤال هو شخصي لا يهم القارئ كثيراً أما بالنسبة لرؤيتي الفكرية والسياسية حول الواقع الراهن هو العيش باحترام وسلام كإنسان والحفاظ على هويتي الثقافية كمتحد من الضياع والانحلال والاعتزاز بها مثل الآخرين فيمكن للقارئ المتابع لكتاباتي استنتاج ذلك بسهولة.
س 2 – كيف يرى الكاتب خليل كالو المشهد الثقافي الكردي في سوريا ..؟؟ فهل يستطيع وباعتباره كاتباً ومثقفاً سورياً أن يعطي رأيه حول الراهن الثقافي الكردي السوري,وهل لديه ملاحظات عن هذا الراهن الذي نحن بصدد الكلام عنه ..!؟
- لا نخفي عليكم بأن المشهد الثقافي الكردي ليس له حضور ملفت وهو مأزوم ورمادي ليس له ألوان وهوية واضحة ينقصه الإبداع ,و لا يؤكد على شخصية ثقافية مستقلة ذو رسالة واضحة فالثقافة حتى الآن مكتومة الجنسية مثل أهلها وليس لها كيان وهويتها ضائعة بين الثقافات الأجنبية كونها لا تكتب ولا تتداول ولا تعالج باللغة الكردية ولا ترتكز على الأسس الوظيفية من حيث الهدف والوسائل واللغة واحترام مشاعر المتلقي وتطلعاته وتناول القضايا التي تهمه و نعتقد أنه لا يزال في طور النمو لإثبات الشخصية والهوية بالرغم من العديد من الأقلام التي تعمل ظاهرياً في حقل الثقافة الكردية بانفراد دون التأسيس لثقافة التغيير والحداثة أو لتيار ثقافي مستقل ويمكن القول بأن الجميع بما فيهم نحن ليس لنا هدف واضح وصريح تجاه المسائل الاجتماعية والسياسية والفكرية التي هي من المفترض أن تكون موضوعات للثقافة بل تأتي مجمل المداولات والنتاج ضمن واقع ثقافة الارتجال والنزعة الفردية ورد الفعل والبحث عن الذات بدل البحث عن الثقافة . أما الحديث عن الواقع الراهن فهو ذو شجون في ظل غياب المثقف الحقيقي بكل معنى الكلمة فكل ما تراه على الساحة باستثناء بعض من الأقلام هي محاولات وجهود فردية والبحث عن الأنا الضائعة وهذا أيضاً أمر طبيعي فلا يمكن للمرء أن يعطي الشيء للآخر وهو فاقد له .لذا لا يمكن الحكم على الواقع الراهن بأنه شاذ بقدر ما هو متخلف وبدائي والمثقف الكردي لا يزال ضيفا جديدا على الثقافة وليس مضيفاً لها وهناك أسباب كثيرة ولدت هذا التخلف منها ما هو موضوعي وأخرى ذاتية ولكن نؤكد مرة أخرى أنه واقع الثقافة لدينا متخلف وبدائي لا يقارن مع الجوار والآخرين .
كانت هناك أسباب وتفاسير عديدة قاد إلى هذا الواقع هو أن الذي يعمل في الثقافة متخلف بمقاييس العصر والزمان ويعيش الأمية المقننة المقنعة باسم المثقف الكردي ربما هي نزعة سيكولوجية لإنسان الكردي المقهور والشعور بالنقص والدونية في عوامل بناء الشخصية وعقدة الزعامة والشهرة مقارنة مع الغير والبروز في زمن الضياع والبحث عن الذات بأية طريقة كانت للتغطية على الفشل الملازم له في تحقيق ما يدعو إليه . إن عدم التحرر أو العتق من هوس فكر التفرد والتحزب والطيران في أجواء الأيديولوجيات الغريبة عن الواقع وعن حقيقة تاريخ الكرد أفسح المجال لسيادة مثل هكذا ثقافة أنانية من رد الفعل والنرجسية على جوهر الخطاب المرسل والتعلق بالذات ووضع الخاص فوق كل اعتبار عام ربما للتعويض على ما فاته وهذا الشعور الدوني أسس لبيئة فوضوية ذات مواقف وأفكار مسبقة الصنع مع بلادة و تعطيل العقل وخلوده للراحة في المسائل المصيرية مما سادت في الأجواء ثقافة غريبة شوشت الرؤية دون تصحيح المفاهيم المحتلة للذاكرة السطحية ليقع الجميع دائماً في مطب الأنا النرجسية وفي ذات الوقت يعتقد أن الثقافة لدينا لم تصل بعد إلى مرحلة النضج الفكري والمعرفي والسلوكي لتحمل المسؤوليات الكبيرة مع الإقرار بأن الثقافة والفكر السائد لدى أغلب النخب الكردية الصانعة للخطاب لا تزال في بداياتها ً وتقليدية وانعكاس لأنماط الشخصية ونتاج تنوع السياسات السائدة في المجتمع الكردي التي ظهرت في بيئات ثقافية متنوعة .
س3- ألا تعتقد بأن النقد السياسي لا يزال ضعيفاً عن مواكبة الحركة الكردية في سوريا نتيجة عدم وجود أقلام متخصصة وجريئة لوضع السياسية الكردية ضمن ظروفها (الواقعية والاقتصادية والتاريخية) التي نشأت فيها وثانيا النقد السياسي يحتاج إلى جرأة- كالذي يعمل على تفكيك الألغام. إذا من وجهة نظرك كيف ترى النقد السياسي اليوم وهل يرتقي إلى مستوى المطلوب ..!!
- إذا كنتم تقصدون بالسياسة الكردية الراهنة فباختصار شديد لا يوجد سياسة وحركة كردية في سوريا بالمعنى الحقيقي للسياسة المعاصرة بل هناك حركة تحزبية لأرومات أحزاب متفرقة تكاثرت في ظروف وأجواء غير سياسية يغلب عليها الطابع العشائري وقد قيل عنها الكثير دون فائدة وهي الآن مركونة بدون حراك وإرادة بعد أن فقدت مصداقيتها نتيجة لسلسلة من الانتكاسات والهزائم والعثرات والمؤامرات البينية بين النخب التي نتج عنها عدد من الأحزاب الشبيه انتهجت في حركتها أسلوب النظام العشائري ـ الكوجري- وهي ذات طبيعة متخلفة وضلالية . فأين السياسة حتى تجد النقد يا سيدي الكريم ...هل صدقت بأن ما يجري في أرض الواقع هي سياسة ربما هي سياسة مغسولة بالماء والصابون مائة مرة فهل نضحك على بعضنا في زمن بات كل شيء واضح حتى للأحمق والمعتوه .فلم يبق من السياسة المذكورة من شيء سوى أطر وهياكل تنتهج سلوك الاستبداد والموروث العشائري في العمل ونحن بدورنا نطرح عليكم السؤال التالي : على أية أسس ومعايير نظرية وعملية وعلى أي منطق فلسفي يمكن أن تبنى النقد والخطاب النقدي ـ التنويري إذا كان الحزب الكردي يفتقد إلى ابسط ومقومات وعوامل الحزب العصري وليس له فعل وعمل ملموس حتى ينتقد عليه هذا من جهة ومن جهة أخرى أفضل وسيلة وعمل يمكن أن يقوم به الناقد هو تحليل الواقع المعاش بشكل منطقي وزرع الشك لدى المتلقي لكي يحرك عقله دون تقديم الحلول له حتى يتحرر من الكثافة الفكرية ويستيقظ لديه ملكة التفكير وتنشط الذاكرة البليدة المملوكة . ضمن هذه الأجواء والتفكير البليد لن يستطيع النقد السياسي بالتأسيس لشيء أفضل مما هو عليه الوضع الراهن لأن الناقد غير محايد ولا مهني و غير مؤهل فكريا وثقافياً ولا يزال ذات ذمة واسعة ويقترب من المسائل بارتجال والأهم أنه هو ليس برجل سياسة حتى يقترب من المسائل بمنطق النقد المنهجي السليم .
س4 - برأيك وأنت كاتب ومثقف ألا ينبغي أن تتوضح خطوط و معالم المثقف الحقيقي بالنسبة لما يجري داخل الأحزاب الكردية ,وان يأخذ دوره الطبيعي ليكون أكثر فاعلية ..؟؟ - لا نستطيع القول بأن يوجد هناك مثقف كردي حقيقي على الأرض ضمن الأحزاب الكردية تتوفر فيه مقومات مثقف النموذج أو القول بأنه لا يوجد وننكر وجوده ربما يكون الحكم اعتباطياً وغير منطقي أيضاً فالأمر فيه التباس ويحتاج إلى نقاش مستفيض أما الحديث عن الواقع المنظور هناك الكثير من الشبه والجدل حول هذه الشخصية بشكل عام . المثقف (بكسر القاف اسم فاعل ) هو الذي من ينتج الثقافة بهوية ثقافية ولغته الأم ويتناول في موضوعاته قضايا ومشاكل وهموم وتطلعات الجماعة وله صفة ووظيفة تنويرية وما سواه يسمى متثاقف ( أومثقف بفتح القاف اسم مفعول ) الذي يتداول الثقافة من باب المعرفة وبناء الشخصية أولا كما لا نعتقد بوجود مثقف ولا ثقافة بدون هوية متمايزة أي الانتماء إلى المتحد كما لا يوجد شيء اسمه ثقافة حزبية وأخرى غير حزبية وكذلك مثلها المثقف حيث لا يمكن الحديث عن مثقف حزبي وآخر غير حزبي فالثقافة ثقافة على كل الأصعدة حيث لكل صفة فضائها الرحب فالسياسي له ساحته الأساسية والمثقف له فضاءه الواسع غير المنتهي وعندما يرتبط المثقف بأطناب الحزب حينها يفقد المثقف صفته ويتحول إلى حمال للسياسة صحيح أن السياسة والثقافة مفهومان لعمل مبدع ولكنهما مهنتان مستقلتان عن بعضهما من حيث طريقة وأسلوب العمل بالرغم من العلاقة الجدلية القوية بينهما كونهما تأخذان أهدافهما وموضوعاتهما من صلب المجتمع . أما بالنسبة لمسالة أخذ دوره الطبيعي داخل الحزب فلا نعتقد أنه يستطيع فعل شيء ضمن تلك الأجواء التآمرية والتخلف السياسي .
س5- برأيك ما أسباب عزوف المثقفين الكرد عن الانخراط في صفوف الأحزاب الكردية وهل ثمة أسباب محددة أم أنها قضية مزاجية لا أكثر ولا اقل
- ليس الأمر إضراب أو عزوف ومزاجية بقدر ما هو وجود العلة والخلل في صميم الحزب وبنائه الداخلي والفكري والثقافي والتنظيمي فلا يوجد الحزب الكردي بالمعنى الحقيقي للحزب يمتلك المقومات والأسس العلمية والفلسفية وقواعد الارتكاز الجماهيري مع غياب الوعي السياسي المعاصر فهو أيضاً متهم بتشتت وتمزق صفوف المجتمع لهذا لا يؤتمن عليه وفقد الموثوقية والمصداقية . كما لا نعتقد أن حياة المجتمعات كلها سياسة وأحزاب بقدر ما هي ثقافة وفكر وتفكير سليم وأخلاق إنسانية أيضاً تجاه مسائلها العامة فالسياسة عادة تهدم أكثر مما تبني في ظل ثقافة التخلف ولا تستطيع أن تنتج ثقافة التحديث وبناء الشخصية السليمة لأجل مجتمع متوازن وعصري من خلال إدارة مؤامراتها وفعلها التنافسي الأناني والسلوك التحزبي ,ولكن يمكن للثقافة الخلاقة بكل أشكالها أن تؤسس لفكر سليم وسلوك حضاري إنساني من خلال التوعية والتعبئة والتنوير والنقد والتشخيص وليس من الضرورة أن يكون للمثقف من مكان في صفوف الأحزاب السياسية وخاصة الكردية منها كونها متخلفة وتدار بذهنية الموروث القبلي ـ الكوجري ( مثل البدوي لدى العرب ) وهي نماذج فاشلة في كل شيء وليس لها طاقة وخطط استيعابية ورغبة حقيقية ليس للمثقف وحده بل حتى للمتثاقف والشرائح الأخرى من المجتمع . ففي ظل هكذا أجواء خانقة وغير طبيعية لا يمكن أن تعيش الثقافة والتخلف في حيز واحد جنبا إلى جنب حيث الأول فعله إبداعي وحيوي والثاني هو نتيجة لفعل وثقافة رجعية ـ نكوصية وقبلية هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يوجد حراك حيوي للحزب فماذا يفعل المثقف في صفوف السكون المنظم هل يقدم طلب انتسابه ويجلس ومن ثم يتفرغ لكتابة مذكرات الزعيم وانتصاراته الوهمية ويمجد به أو سوف يقوم بأعمال الدعاية والتعبئة والتنوير بناء على أية نتائج وإنجازات لم يقم بها الحزب أم يكذب ويخدع نفسه وينشر الخطاب الضلالي الإنشائي من دون رصيد ..؟ هذا ما إذا وجد مثل هكذا مثقف وافترضنا بقبوله العمل في صفوف هذه الأنماط الحزبية فكل دعوة في هذا الاتجاه هو كبح لملكة الإبداع والقدرات الثقافية لدى ممن يعمل في هذا الحقل لأن ثمرة عمل وإنتاج المثقف (إذا جاز التعبير) يأتي من جهد فردي ذاتي وليس هو عمل جماعي مقنن ومشروط بقوانين وروتين البيروقراطية ولا يمكن أن يخضع لاعتبارات السياسة وأهواء وغرائز هذا الزعيم وذاك وفي مثل هكذا الأجواء لا تنتج الثقافة الحقيقية بل تؤسس لثقافة الاستبداد والفكر الإيديولوجي والشمولي ولكن نتاج الثقافة الإبداعية الحرة تفيد المجتمع وتدب فيه الحركة إذا انتظمت ضمن تيارات ومؤسسات والتزمت بأداء رسالتها التاريخية وتخلصت من منهج التقليد والأعراف البالية والسياسات الارتجالية وإيديولوجية والفكر المجرد والطواطم الوثنية .
س6- يقول الكاتب حواس محمود : وكأن المثقف خصم السياسي اللدود وسيأخذ المنصب منه فيضغط عليه بألاعيب حزبية وشللية فيجد المثقف وقد وضع في مجال ضيق لا يستطيع لعب دوره الثقافي مما يضطر لترك صفوف الحزب ما تعليقك على هذا الرأي ..!!
- وجهة نظر وأحترم الأخ حواس في أرائه ولكن لا يمكن أن يكون المثقف خصماً للسياسي أبداً في الأحوال الطبيعية وهل هما عدوان متحاربان أم أن نتاج أعمالهما متكاملة وفي خدمة المجتمع ؟ لكن المشكلة تكمن في الفكر والثقافة لدى الطرفين من حيث وظيفة الحزب وأسلوب عمله فإذا كان الحزب لا يعمل وليس له هدف ورغبة في العمل أليس من الطبيعي أن لا يدع الزعيم والصفوف العليا منه إخلاء المكان للمثقف ولغير المثقف بل حتى لرفيق دربه خلال عشرات السنين وسوف يفكر بهذه الطريقة فهل هو مجنون أو معتوه ليأتي الطارئ من الخارج ليتربع على العرش الوهمي والجاه المزيف ومع الأسف هذه حقيقة على الأرض, والسبب هو أن ثقافة الطرفين ليست جامعة ولا تنطلق من نظرية قومية وثقافية لها واجبات وأهداف بل تستند إلى نظرية المؤامرة والمصلحة الشخصية .هذا التفكير السلبي هو من صفات وإرث ثقافة الاستبداد من منظومة العلاقات والنظم القبلية البالية ولا يزال يعمل به ويتم دراسة الأمور بذهنية زعيم العشيرة بالرغم من اختلاف الزمان ولكن منطق وعرف السياسة الحقيقة والسليمة تقول أن مدارات عمل الاثنين منفصلان لا يلتقيان بل يصب جهودهما لصالح المجتمع فكيف يكون المثقف خصماً للسياسة إلا إذا أراد المثقف أن يغير مهنته وأساليب عمله فضمن الظروف الطبيعية والأجواء السليمة ,يبقى المثقف مثقف والسياسي سياسي لا غير أما مسالة تجاوز أحدهم على حدود الآخر هو بيت القصيد الذي يعمل به في المجتمع الكردي وهو مرتبط بطريقة التفكير لدى الطرفين فكل طرف ربما يسعى أو يفكر ويظن أنه سوف يستولى على الآخر فلم يتجاوز الحزب الكردي بعد نقاط ضعفه وسلوكه التنافسي الداخلي حتى يتفرغ للعمل المطلوب منه وهذا هو المنطق والثقافة والفكر السائد إلى الآن والكرد لم يتعلموا ولا يعيشون حياة الجماعة والوعي الجمعي والسلوك الديمقراطي ولا يجمعهم القضية الواحدة والحقوق المشتركة فما زالوا يعيشون فرادى كما طائر القبرة Tîtî …أليس كذلك ؟
س 8 –كيف ينظر الكاتب خليل كالو إلى راهن المرأة الكردية في سوريا – تحديداً- المرأة الكاتبة – الشاعرة – القاصة ,وما تنشرها اليوم عبر وسائل الإعلام ...؟؟
- مسكينة هي المرأة الكردية فواقعها من واقع الرجل بالإضافة إلى وقوعها تحت حكم الاستبداد المركب سلطة الرجل الشرقي وأمية المجتمع والموروث الثقافي المشتق من الفكر المجرد فالمرأة عندنا هي للمتعة ووعاء للجنس لبعلها والتكاثر ولا تحترم مؤهلاتها فإذا كان راهن الرجل لا يبشر بخير للمستقبل وهو من صنف العبيد فكيف لأمة عبد لا حول لها ولا قوة . من الطبيعي أن لا تتحسن أحوال المرأة في هكذا أجواء ثقافية وفكرية متخلفة أما بالنسبة للمرأة الكاتبة ـ الشاعرة ـ القاصة كما ورد في السؤال أو التي تعمل في الثقافة غالبا ما تظهر كطفرات وهفوات مرحلية في سن الشباب بدافع وطموح البحث عن الذات وإثبات الشخصية كرد على عبوديتها وتختفي نجمها عند الزواج بين أحضان الرجل المتخلف وتراكم المسؤوليات الأسرية فيما بعد . هنا لابد من ذكر مسألة أساسية أن تطور وتقدم أية جماعة أو شعب تقاس أيضاً بمدى مشاركة وحرية المرأة في إدارة شؤون المجتمع في كل الأصعدة . ما نراه من الوجوه والأقلام النسائية على الساحة الثقافية التي تتناول القضايا المختلفة من الفنون الأدبية والفن والثقافة والاجتماع لأمر جيد ونتمنى لهن التوفيق والمثابرة والاستمرارية ونطلب منهن الدعاء للرجال أيضاً للتخلص من رجولتهم الوهمية
س 7 – ثمة توجه بعض الأقلام إلى مآرب ذاتية محددة , تستفيد من واقع الانقسام بين السياسي والمثقف .؟ ما رسالة الأستاذ خليل كالو إلى هؤلاء الأقلام التي تبحث عن منافعها الذاتية ,هل من رؤية واضحة في هذه المسألة ..؟؟
- تلك الأقلام لا مستقبل لها ستدخل مزبلة التاريخ من أوسع أبوابه فلا يصح في النهاية إلا الصحيح ,فالتاريخ لا يقبل بالطارئ وكذلك الطبيعة وهم يثيرون الفوضى في القيم والمفاهيم والأفكار ويشوهون الثقافة فتلك الأقلام ليست لها هوية ثقافية وتعيش الاغتراب الوجداني والقيمي والأخلاقي وأن أزمتها ليست فنية وطارئة بل بنيوية في الصميم ترتزق على أنقاض ومشاعر وهموم المجتمع الكردي فهم أشبه بقطاع الطرق يمتهنون الثقافة والقلم كأداة للكسب الرخيص والتشويش إشباعاً لغرائزهم الأنانية والنرجسية .
س8- نود الاستفسار عن المرجعية الكردية في سوريا ,هل لديك رؤية محددة تخص هذا الموضوع ..؟
- المرجعية من حيث المبدأ لا باس بها في ظل غياب الكلمة الجامعة إذا كتب لها النجاح ونتمنى ذلك وسيكون الحال أفضل من هذا التشتت والسؤال المحير من سيبنيها ..؟ بالرغم من أنها فكرة طارئة ومستقاة مثل غيرها من المصطلحات والمفاهيم الململمة من أرصفة وشوارع الآخرين وهي في حقيقتها دينية مقتبس من المذهب أثني عشري وكذلك هو المجلس السياسي المبتدع من رؤى بعض الشخصيات السياسية العراقية وخاصة الكردية منها ولم يسمع بهذه المفاهيم إلا بعد تغيير النظام في العراق . ولكن إذا كان القصد هو أن تقتصر على نفس الهياكل والأشخاص والرؤى والسلوك من دون مرجعية نظرية ومانفيستو تكون بمثابة دستور يلزم الجميع كمقياس للجدية في العمل والانضباط وتصبح وثيقة شرف يتعهد بها أمام الشعب الكردي لن يكون حالها أفضل من السابق قيد أنملة ما لم تغير الشخصية من سلوكها وتعترف بذنوبها وتنتقد ذاتها والكل الحالي بهذه الهيئة والسلوك والتفكير هم فاشلون وهم أعلنوا ذلك فلا يثق بهم وغير مقتدرين و افترض إذا تم جمع كل الفاشلين في هذه الدنيا ماذا ستكون نتيجة أعمالهم....؟ فمن يجرب المجرب عقله مخرب !إذن المسألة تحتاج إلى مراجعة وتقييم الذات من جديد إذا كانت النيات طيبة وخلاقة .
س9- مشروع " الإصلاحات " داخل الحركة الكردية أنت ككاتب وكمثقف هل لديك رؤية حول كيفية إنجاح هذا المشروع ..؟! ولماذا الآن تحديداً ..؟
- أكرر مرة ثانية لا يوجد مؤسسة أو هيكلية باسم الحركة الكردية فإذا وجدت يفترض أن تكون حركتها جامعة شاملة جماهيرية لها قيادة ومؤسسات وأطر ووحدة خطاب وهدف وكل ما في الأمر هناك حركة أحزاب في حدودها الدنيا ذات طبيعة متباطئة غير منتظمة ومختلفة مع بعضها ومتصارعة في ذاتها وعشوائية ليس لها ضابط كونها تخضع لأمزجة الأشخاص ولكن لا ندري من الذي أطلق هذه العبارة في زمن ما ومكان ما وصدقه العوام وصارت على اللسان بدون تفكير ومشروعية .أما بالنسبة للإصلاحات المزمعة فلا بأس بها فليثبتوا النية السليمة ولنرى ولماذا لا فليصلحوا ما خربوه وهم أدرى بمكامن الخلل وما صنعه الحداد وهي أيضاً عمل خلاق يتطلبه المرحلة .وأفضل خطوة إصلاحية مطلوبة الآن هو أن يقوم الزعيم والحلقة التي حوله بإصلاح الذات فهو أضعف الإيمان قبل أن يقدموا على أي فعل مطلوب وأفضل مشروع إصلاحي هو إصلاح الذات والبين وحينها سنكون لهم من الشاكرين .
س10- برأيك من المستفيد من إنشاء أحزاب جديدة ؟ هل هو الشعب الكردي وقضيته ؟ أم أن خصومه ومضطهديه ؟
- الأحزاب الجديدة مثل القديمة هي كلها الضحك على اللحى ومن العلامات الفارقة لتخلف النخب الكردية فكل هذه الأحزاب ليست لها علاقة بالسياسة حسب منطقها وأصولها بل هي أسماء شبيه أطلقت من دون مقومات... فليكن هي أحزاب فهي شخصانية وعائلية وعباءات وجاهة لجوهر مزيف وربما جاءت على مبدأ (ما في حدا أحسن من حدا ) وهي ظاهرة تعكس الخلل الوجداني وأزمة في أخلاق الكردايتي فلا أحد مستفيد منها حتى شخص الزعيم ولا ضعاف النفوس ولا غيره فهل لهم خصوم حتى يستفاد منهم...؟ فالذي له خصوم يستعد لهم أليس كذلك ..؟. حتى هذه اللحظة جلبت لهم المهانة وقلة الاحترام وفقدان المصداقية والكلام السيئ فالقوامون عليها ليس لهم سوى أهداف وضيعة فعلى قدر أهل العزيمة تأتي العزائم وعلى قدر أهل الدنية تأتي الشتائم .وبهذه المناسبة سارد لكم قصة بالرغم من طولها ولكن سوف اقصرها ففي يوم ما كنا في ضيافة المناضل الكبير عثمان صبري في بيته ودار النقاش أو بالأحرى سئل لماذا نحن الكرد لا نحترم بعضنا وقيمنا وليست لدينا وحدة الكلمة فرد بداهة وفيه شيء من الغضب وقال : أتدرون أنتم أبناء من وكذلك نحن ..؟ فسكتنا واستطرد قائلا ألا تدرون طبيعة وسلوك آبائكم وأجدادكم ! ألم يكونوا قطاع طرق وحرامية البيوت وخدم الآخرين وخريجو الأحلاف العشائرية فهم لم يحترموا ذاتهم ولم يعرفوا معنى الحب و حياة الجماعة ولم يتربوا على القيم الكردية الأصيلة فكيف نحن بأبنائهم .ألا تكون حصيلة تربيتهم بالضرورة نسخة طبق الأصل عنهم . ألا تدرون أنكم تربيتم على قيم الكذب وثقافة الغل والتآمر والأنا فماذا تتأملون من كذاب والحرامي...؟!
س 11 - كيف يمكن طرح القضية الكردية في الشارع العربي.في ظل هذا التشتت السياسي والثقافي الكردي حالياً ؟
- بالطبع لا يمكن... فالسؤال يجيب عن نفسه بنفسه ما دامت السياسة والثقافة الكردية تعيش التشتت فلا يعتقد بإمكانها تمثيل القضية الكردية في أي وسط حتى في الوسط الكردي فحري بها أن تطرح القضية على نفسها أولا بشكل سليم حتى تفهمها وتجسدها في ذاتها ومن ثم على وسطها ومن ثم التفكير بالتعريف لغيرها فهي لم تنجح حتى الآن في قبول نفسها لدى الكرد فكيف تفكر بالتحاور والتفاعل مع الآخر .
س12 – أستاذ خليل كالو أخيرا وليس آخراً إلى جانب كونك كاتب تكتب في الشأن الثقافي والاجتماعي والسياسي, هل لديك اهتمامات أخرى ..؟
- أكتب أحياناً الشعر الغنائي وفي فترات متقطعة إذا طلب مني أحدهم ذلك ..........لكم الشكر والاحترام