مع عبد العزيز طارقجي

رئيس مجلس إدارة راصد

يكشف عن تهديدات ومضايقات

عبد العزيز طارقجي

-  نتعرض للحرب والتهديد الخفي من قبل مسئولين فلسطينيين في لبنان

-  4000 فلسطيني بلا هويات في لبنان

-  راصد ستظل منارة لكل المظلومين ويدا ترفع الظلم عن الفلسطينيين

 السيد عبد العزيز طارقجي

في البداية يسعدنا أن نلتقي بكم عبر شبكه الانترنت في حديث هام للغاية للصحيفة العربية الالكترونية تلقون فيه بالضوء علي طبيعة النشاط الأهلي في مجال حقوق الإنسان في لبنان وما يقابله من معوقات وصعوبات باعتبار أنكم تشغلون حاليا رئاسة مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) في لبنان وفي أربع دول عربية أخرى

 - من هو السيد عبد العزيز طارقجي؟ وماذا يعني العمل في مجال حقوق الإنسان لكم ؟

- في البدء أود أن أشكر الصحيفة العربية الإلكترونية على استضافتهم لنا، أما بخصوص من هو عبد العزيز طارقجي فأنا لا أحبذ التحدث عن نفسي كثيراً، فأنا إنسان عادي ولدت في مخيم شاتيلا في بيروت عام 1980 وترعرعت منذ طفولتي بين التنظيمات والفصائل  الفلسطينية وفي مخيمات لبنان وعانيت الألم والظلم في الحياة المريرة التي يعانيها أكثر الشباب الفلسطيني المحروم من حقوقه ومن وطنه فلسطين التي مازلنا نحلم بالعودة إليها وسنعود يوماً رغم أنف الإحتلال، فمن هنا انطلقت لأتبنى مبدأ صحيحاً وسليماً لأدافع عن الفقراء والمظلومين والمهمشين أينما وجدوا  ، فالتقت أفكاري بأفكار زملائي في الجمعية (راصد) وأسسنا هذه الجمعية في مطلع العام 2006 ونحن جميعاً كاليد الواحدة نؤمن بأن حقوق الإنسان هي ليست منحة من قبل أيحد بل هي حقوق متجذرة في ضمير كل إنسان يؤمن بالعدالة والحرية.

ونذكر بإعلان العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان والذي يتجاهله الكثيرون بأنه يجوز أن يأتي المدافعين عن حقوق الإنسان من الطبقة الثالثة في المجتمع أي يعني أن المدافع يمكن أن يكون شخص عادي بغض النظر عن شهاداته العلمية أو اسمه الاعتباري ولكن عليه أن يكون مؤمن ومقتنع بما يريد أن يقدمه من مسانده ومؤازرة ومساعده لمن هم ضحايا للظلم وللإنتهاكات الإنسانية .

- هل نشاط الجمعية ينصب بالدرجة الأولى علي الاهتمام بقضايا ومشاكل المواطن الفلسطيني الذي يحمل صفه لاجئ أم المواطن الفلسطيني بصفه عامه؟

- الجمعية تعمل للدفاع عن الإنسان بشكل عام وليس الفلسطيني فقط ولكن نحن نولي الاهتمام الأكبر للشعب الفلسطيني لأن القضية المركزية للأمة العربية هي فلسطين وشعبها الذي ظلم ومازال يظلم من المجتمع الدولي والحكومات العربية، كما وأننا نبني علاقات شراكة وتشبيك وتوطيد مع زملاء وأخوة وأصدقاء في عدة مؤسسات عربية ودولية وكثيراً ما نضم جهودنا إلى جهود جماعات حقوق الإنسان في دول أخرى دعماً لأهدافنا المشتركة. وهناك دائرة متنامية من المتطوعين الذين يدعمون جهودنا.

- للجمعية مكاتب إقليمية في كل من المغرب – وفلسطين غزة وفلسطين القدس بالإضافة إلى مكتبكم في مصر الذي مازال تحت الـتأسيس مع ممثلين للجمعية في عدة دول عربية وأوربية – ما الهدف من إنشاء المكاتب الإقليمية خارج المقر الرئيسي في صيدا - لبنان؟

- الهدف الأول والأخير هو الوصول لأكبر عدد من ضحايا الإنتهاكات ونحن لسنا الوحيدين ولكننا متميزين في أداء وتقنية عملنا من ناحية تبادل المعلومات وتوثيقها لتصل لأكبر عدد ممكن في المجتمعات العربية والأوربية ، وأما بخصوص المكاتب والممثلين فهم لسان حال الجمعية في أماكن تواجدهم وصلة الوصل بيننا وبين زملائنا وشركائنا في المؤسسات الأخرى، ونحن نأمل أن تكون (راصد) مؤسسة دولية في يوم من الأيام على غرار هيومن رايتس ووتش وأمنستي أنترناشونال ونحن موجودين لنكمل بعضنا مع كافة المؤسسات التي تؤمن بعدالة وقضية حقوق الإنسان وليس للتضارب أو المنافسة.

- صدر عن مجلس إدارتكم بيان بتاريخ 30/12/2009وأنتم قمتم بتصريح أن هناك تهديدات موجهه لكم ؟ ما صحة هذه التهديدات وأسبابها ؟؟ ومن أطلقها؟ وهل هذه التهديدات جادة أم أنها فقط للترهيب ؟ وهل هذا يعني وجود لوبي فلسطينيا في لبنان يعرقل نشاط عملكم ؟

-  في الحقيقة ليست المرة الأولى التي نتلقى فيها التهديدات والشتائم بل كانت هناك أمور تتطور للإعتداء الجسدي علينا ومحاولات القتل وكل ذلك يأتي بسبب مواقفنا التي نتشرف بها وعبر إصداراتنا وتقاريرنا التي تفضح فساد المسؤولين وتجاوزاتهم بحق الفقراء وإستخفافهم بأرواح الناس ، نعم أنا أؤكد لكم  أن هناك تهديدات في الآونة الأخيرة ولكنها غير مباشرة وغامضة ولكنها حقيقية وأسبابها الأخيرة تتعلق بإصدارنا لتقرير مصور عن مستشفى للفقراء يتم تربيت بعض الحيوانات داخل أحد أقسامه و عدم المبالاة بصحة الناس الفقراء الذين يقصدون هذا المستشفى من حيث وجود الحشرات والسرائر المتهرئة والنظافة العدم  وكل هذا يعتبر إنتهاك وتجاوز فادح بحق الناس وحقوقهم، وبعد نشرنا للتقرير الذي لاقى ارتياح بين من يقدر هذا المجهود تحرك أحد المسؤولين السياسيين الفلسطينيين الكبار في لبنان ومن حكم هيمنته على بعض المؤسسات الفلسطينية وأصبح يطلق الإتهامات هنا وهناك بالإضافة للشتائم والذم بحق جمعيتنا وبحقي أنا شخصياً، وتفاجئنا بأعمال استفزازية علنية بحقنا عند دخولنا لأحد المخيمات الفلسطينية وأن مرتكبي تلك الأعمال هم من أزلام هذا المسؤول بحكم سلطته على تنظيم فلسطيني نافذ في الساحة اللبنانية.

وبالنسبة إلى جدية التهديدات في هذه المرة، نحن لا يمكننا  أن نعلم في الغيب ولكن تحركنا بإجراءات قانونية عبر رسالة علم وخبر للنيابة العامة التمييزية في لبنان وأوضحنا كافة التفاصيل المتعلقة في القضية و نحن لا نكترث لأي من هذه الأعمال ولن نتراجع عن مبادئنا وهم يستطيعون حصارنا وقتلنا ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح فواجبنا أن نتصدى لأعمال البلطجة والترهيب ... وأن نقول لهم قفوا فيكفيكم ظلماً فنحن نبحث عن الحرية والعدالة لشعبنا ولا نحبذ التدخل ضمن أجندة سياساتكم التي تدعو للإنفراد والهيمنة والظلم .

ومن ناحية اللوبي لا يوجد لوبي بل يوجد أشخاص نافذين لديهم الهوس في السيطرة على العقول والموارد والتحكم بزمام الشعوب المستضعفة وكأنهم الرب الأعلى.

- هل تجدون تعاونا تاما بين الجمعية والسلطات اللبنانية في لبنان من اجل تسهيل عملكم في مجال حقوق الإنسان؟ وما ابرز القضايا التي كانت دليلا حياً علي هذا التعاون؟

-  لبنان دولة ديمقراطية ويتضمن نظامها حماية الحريات وحقوق الإنسان فنحن في لبنان نعمل بحرية كاملة ومطلقة ولا يوجد أي عرقلة لعملنا كمدافعين عن حقوق الإنسان من قبل السلطات اللبنانية، ومن القضايا المهمة التي يقوم بها النظام اللبناني هو الاهتمام والتنسيق مع كافة المؤسسات الحقوقية  عبر لجنة حقوق الإنسان في البرلمان اللبناني التي تطلعنا مع كافة زملائنا في المؤسسات على نشاطاتها وتحركاتها على المستوى الحكومي.. ويمكن أن ألخص لكم بأن الجمهورية اللبنانية تحترم المدافعين عن حقوق الإنسان مع تحفظنا وإنتقادنا لبعض القضايا الإنسانية التي يتقاعس المسؤولين اللبنانيين عن إتخاذ قرار عادل لحلها وأعطيكم مثل مشكلة الفلسطينيين فاقدي الأوراق الثبوتية في لبنان والتي تتلخص بأن هناك تقريبا 4000 أربعة الآلاف إنسان فلسطيني لا يحملون أوراق تثبت شخصيتهم القانونية وهم يتعرضون لحملات توقيف من الحين للأخر والحكومة مازالت ترفض الاعتراف بهم.

وأيضاً قضية التمييز بحق المرأة اللبنانية حيث أن الرجل اللبناني المتزوج من أجنبية يمكنه إعطاء زوجته الجنسية اللبنانية أما المرأة اللبنانية فلا يمكنها منح الجنسية لزوجها الأجنبي أو لأطفالها وهذا يعتبر تمييز وإجحاف بحق المرأة في لبنان

- هل تجدون تعاون كاف بين الجمعية وسلطات الدول الأخرى مثلا في مجال حقوق الإنسان ؟

-  نحن كمدافعين عن حقوق الإنسان نعمل في إطار شرعي وقانوني ولا نقوم بالتنسيق مع سلطات أي دولة بل علينا مراقبة تلك السلطات على أنها ملتزمة في معايير حقوق الإنسان أم لا ... وننتقدها في تجاوزاتها ونحثها على التذكير بالتزاماتها ونتدخل لتسجيل موقف في حال إرتكاب أي إنتهاك يقع على أراضي تلك الدولة .

أما بخصوص ما يسموها بدولة "إسرائيل" فنحن في (راصد) لا نعترف بها كدولة شرعية ذات سيادة بل نعتبرها كيان إحتلال عاص على القانون الدولي قام ببناء دولته المزعومة على جثث الأبرياء والأطفال من الشعب الفلسطيني وللأسف أعترف المجتمع الدولي بهذا الكيان كدولة رسمية في حين أن هذا الكيان لم يلتزم بميثاق الأمم الذي تعهدت "إسرائيل" على الالتزام به ولم تنفذ أي قرار دولي بل على العكس مازالت تتمادى بالجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة وتحظى بالدعم الدولي من حيث سيطرة اللوبي الصهيوني على أغلبية أصحاب القرار في العالم.

- مقر الجمعية الرئيسي بالجنوب اللبناني – صيدا – هل تخشون من وقوع أي صدامات مع أي أحزاب مختلفة في ظل شهره لبنان بأنها دوله الأحزاب والطوائف؟ أم أن تلك الأحزاب السياسية تبدي تعاونا بناءا ومثمرا مع الجمعية في نشاط حقوق الإنسان؟

- عندما كان مكتبنا داخل عين الحلوة كنا نتعرض دائماً لاعتداءات مفبركة من قبل مسؤولين فلسطينيين وقد تم نقل المكتب إلى مدينة صيدا خارج إطار المخيم أي تحت سلطة الدولة اللبنانية ولا نخشى وقوع أي حادثة لأننا نثق بالأمن والقضاء اللبناني، ومن ناحية التعاون فنحن نمد يدنا إلى جميع الأطراف بغض النظر عن الإنتماء أو الفكر لأننا نؤدي عملنا على قناعه أنه يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الحقوق والواجبات .

- ما هي طبيعة التعاون بينكم وبين المنظمات الأجنبية الغير حكوميه في مجال حقوق الإنسان؟

- علاقة مبنية على الزمالة في العمل والتلاقي بالمبادئ التي ندعو إليها جميعاً كمنظمات ومؤسسات تدافع عن حقوق الإنسان في العالم .

- نود أن يعرف القارئ العربي تعليقكم علي مسيره "شريان الحياة" الأوروبية وما قابلته من معوقات في سبيل وصولها إلى غزه؟

-  إنها قافلة مقاومة تقاوم الإحتلال وتتصدى لجرائمه وتتحدى تهديداته ولا تكترث للضغوطات السياسية للحكومات الأوربية والعربية ولكن للأسف أصبحت بعض الحكومات العربية تساعد الإحتلال في حصار وإبادة الشعب الفلسطيني الأعزل تحت توصيات أمريكية إسرائيلية بذرائع مكافحة الإرهاب و هل ما يمارسه كيان الإحتلال "إسرائيل" من جرائم يومية منظمة ليس بإرهاب ؟.

- ما هي رؤيتكم لمستقبل نشاط حقوق الإنسان في الدول العربية ؟

-  نحن نعتقد أن نشطاء حقوق الإنسان يقفون على الخطوط الأمامية دائماً من خلال تصديهم للقمع وللتجاوزات التي تمارس بحقهم ومنهم من يدفع فاتورة السجن والاعتقال والتعذيب ومنهم القتل وكل ذلك في سبيل النهوض بحركة حقوق الإنسان في وجه الظلم لننير عليه فيصبح مشرقاً ينعم بالعدالة والحرية وإن مبدأ وجوب حماية حقوق الإنسان يأتي في صميم القانون الدولي الذي تتباهى أغلبية الحكومات العربية .

وفي الختام نتوجه بالشكر الي السيد عبد العزيز طارقجي رئيس مجلس اداره الجمعيه الفلسطينيه لحقوق الانسان (راصد) حيث القي الضوء علي نقاط هامه وكان أبرزها وجود أيدي في لبنان تضمر الشر الدفين للاعمال النبيله وتعرقل عمل الجمعيه الانساني من خلال التهديدات التي أشار اليها كما اشار الي قضيه خطيره بالفعل بحاجه سريعه وماسه لايجاد حل سريع الا وهي مسأله فاقدي الهويه ل 4000 فلسطيني في لبنان.