أول انطولوجيا للشعر العربي المعاصر بثلاث لغات

أول انطولوجيا للشعر العربي المعاصر بثلاث لغات

د.رضوان قدحنون

المركز العربي للإعلام

[email protected]

علم المركز العربي للإعلام بأن  الشاعر والروائي العربي منير مزيد والمقيم في رومانيا قد أنهى انطولوجيا الشعر العربي المعاصر والتي تحمل أسم-نماذج من الشعر العربي المعاصر. والكتاب يحتوي على ما يقارب 150 قصيدة عربية مترجمة إلى الانجليزية والرومانية ليكون الكتاب الأول لـ انطولوجيا الشعر العربي المعاصر الذي سيصدر بثلاث لغات. والتقى المركز العربي للإعلام بشاعرنا الكبير منير مزيد . وأجرينا معه حوارا حول الموضوع . بداية

 وبأسم المركز العربي الروماني للإعلام قدمنا لشاعرنا التهنئة والتبريك بالتكريم الذي حصل علية مؤخرا هنا في

رومانيا والذي اعتبرناه بمثابة تكريما لنا كلنا كعرب عموما وكجالية عربية مقيمة في رومانيا خصوصا.

كيف بدأت فكرة المشروع وكم من الوقت أستغرق من اجل أعداد مثل هذا العمل الضخم وكيف تبلورت في آخر المطاف لتصدر كل تلك القصائد في مجلد. ...؟

في الحقيقة بدأت الفكرة حين بحثت مع الناقد والباحث الروماني الكبير ماريوس كيلارو في أمكانية اصدار انطولوجيا للشعر الفلسطيني وأصدارها في رومانيا لكي يتسنى للقارئ الروماني وكافة المعنين بالادب الاطلاع على الشعر الفلسطيني ، وظلت الفكرة مرهونة للوقت وللظروف . بعد لقائي مع العديد من رؤساء التحرير لمجلات ثقافية

 وأدبية والطلب مني تزويدهم بمقالات وقصائد شعرية وقصص قصيرة من الأدب العربي. كانت المشكلة اللغة ،  فكما تعرف فأنا اكتب بالإنجليزية و أترجم منها ،  حتى عرض علي ماريوس كيلارو استعدادة لترجمة أي مقال أو قصيدة اقوم بترجمتها ،  بحيث يقوم هو شخصيا بترجمتها إلى الرومانية . بدأت بترجمة بعض القصائد والتي كانت تعجبني وارسلها إلى الاستاذ ماريوس من اجل ترجمتها ونشرها في مجلات ادبية هنا في رومانيا. اما ما آثار دهشتي هو أن الاغلبية هنا في رومانيا لا تعرف الشاعر نزار قباني لهذا بدأت به أولا . نشرنا له العديد من القصائد في المجلات هنا وبدأت الفكرة بترجمة لشعراء عرب والنشر في مجلات ادبية . خلال هذة الفترة تعرفت على الشاعر الفلسطيني مصطفى مراد والذي يدير منتدى ثقافي يحمل أسم منتدى من المحيط إلى الخليج وحين علم بأنني أجيد ترجمة الشعر ، طلب مني أن أترجم بعض القصائد لشعراء المنتدى. الغريب في الأمر وهو أنني تعرفت على شعراء كبار لم أسمع عنهم من قبل . وتذكرت وقتها تجربتي المريرة مع المؤسسات الثقافية والإعلامية في الأردن والطريقة

التي تدار بها تلك المؤسسات والتي تعمل لمصلحة افراد ، متجاهلة الاخرين . عندها لم اتردد في ترجمة قصائد هؤلاء الشعراء الذين حقا يمثلون الشعر العربي وأنا لا أقلل من أهمية الشعراء العرب الآخرين ، وأدرك تماما هناك شعراء كبار لا نعرف عنهم والسبب يعود كما اسلفت سابقا قوى المصالح . وحين بدأت بترجمة تلك القصائد قمت بأخبار الاستاذ ماريوس كيلارو فكان سعيدا جدا بهذة المبادرة وحتى يظهر لي تشجيعه للفكرة بدأ بترجمة ما ارسله له  إلى الرومانية ونشرها في مجلات الادب . وفي أحد الايام كنا نتحدث عن هذه القصائد واذكر حينها قال لي بالحرف الواحد: كم انتم ايها العرب مقصرون بحق انفسكم وبحق تاريخكم الثقافي وغنى حضارتكم . من المؤسف حقا أن يعرف القليل من هذا العالم عن هذا الغنى الذي ما تزال حضارتكم تتمتع به برغم كل الظروف السيئة التي تمر بها .

في الوقت الذي كلنا نفكر انه كان ماضيا الا ان فاجئتني هذه القصائد بأن حضارتكم ما تزال غنية وقادرة على العطاء. منير اليوم عرفت ما معنى وقيمة ما تريد القيام به . انا وانت جمعنا القدر من اجل غرض سامي ، لهذا سنعمل سويا من اجل هذا الهدف وهو تعريف العالم بالثقافة العربية . حين قال ماريوس تلك الكلمات ادمعت

 عيني ، وهو أن أجد روماني يحرص على ثقافتنا اكثر منا  . وانت يا عزيزي واخي رضوان وبحكم عملك بالاعلام واحتكاك مع اعلام الثقافة هنا، تعرف جيدا انجازات الناقد والباحث والشاعر والمترجم ماريوس كيلارو في مجال الابداع وعن كتبه ومقالاته عن الحضارة العربية والاسلامية . حقا نحن مقصرون بحق هؤلاء النخب والتي تدافع عنا دون أن تنتظر منا الشكر او مقابل . لهذه الاسباب نحن العرب فشلنا في طرح قضايانا . لاننا لا نعرف كيف نحافظ على أصدقائنا في هذا العالم .يا اخي رضوان إذا أردنا العالم أن يتفهم عدالة قضايانا علينا ان نكون صادقين مع انفسنااولا ومع الآخرين . وان نحاسب انفسنا قبل محاسبة الآخرين وان نسأل انفسنا ماذا قدمنا فعلا لخدمة تلك القضايا .

 انت مثلا، اعرف كم من الجهد والمال والوقت الذي تبذله هنا من اجل خدمة قضايانا العربية في رومانيا عن طريق ما تقوم بة بصفتك رئيس المركز الاعلامي العربي والروماني...علينا ان نسأل جاليتنا العربية هنا او في

وطننا العربي ، ماذا قدموا لك و امثال ماريوس وغيرهم...الجواب..لا شيء..اما النسبة لي فأنا لا أريد منهم اي شيء ولا حتى كلمة شكرا وما اقوم به انما تكريما لأمي، المرأة العربية النبيلة، والتي ربتني وعلمتني

الحب والعطاء دون مقابل ، حب من أجل الحب ذاته . وهذا ما علمني اياه ايضا اخي سمير . ... وما تقدمه لي رومانيا من دعم يكفيني . فالاستاذ ماريوس هو من عرض علي جمع تلك القصائد في كتاب واصداره بثلاث لغات ليكون بمثابة مرجع مهم وسوف نكرر مثل هذه المشاريع خدمة للادب والثقافة .

ـ متى نتوقع صدور هذة الانطولوجيا وهل هناك جهات او مؤسسات داعمة لهذا المشروع وخاصة انه مشروع كبير و يتطلب عبء ماليا كبيرا ام انه سيكون تجاريا يعتمد على التسويق والبيع  ...؟

انشاء اللة في شهر ايلول لهذا العام سوف نحتفل كلنا معا بحفل التوقيع  . العمل تم انجازة ولكن بقي بعض التفاصيل المتعلقة بالصف والاخراج وتصميم الغلاف و طريقة فهرست الكتاب ، وبانتظار مقدمة للكتاب وقد طلبت أنا شخصيا من ا. عبدالستارعبد اللطيف الاسدي ، استاذ الادب الانكليزي قسم اللغة الانكليزية / كلية التربية - جامعة البصرة وقد ابدى استعدادة ومرحبا بفكرة الكتاب. وأنا من جانبي اتقدم بالشكر إلى الاستاذ الفاضل  عبد الستار عبد اللطيف الاسدي على تكرمة بالقيام بكتابة تلك المقدمة بالعربية والانجليزية والتي سيتناول بها بشكل ملخص تاريخ الشعر العربي .

كنت افضل أن لا نتناول هذه الحديث حول الدعم والرعاية  ، وبما انك قد طرحته سوف اجيبك بصدق وشفافية . المشروع غير تجاري ولا نتوقع سواء انا او ماريوس اي شيء. لقد بحثت هذا الامر مع الاستاذ ماريوس وخاصة انه هو من اقترح فكرة جمع هذة القصائد في كتاب . واذكر انه قال لي: دعنا ننهي الكتاب أولا ومن ثم نتحدث عن راعي للمشروع ، وخاصة أننا لدينا رغبة أن نوزع هذا الكتاب على العديد من المراكز الثقافية والجامعات

 والاعلام ،كون انه الاول من نوعه في رومانيا وثانيا نريد وهذا هو الهدف الرئيسي ان نطلع المعنيين بالثقافة هنا على الشعر العربي ، وخاصة انهم يسمعون عن الشعر العربي وغناه . في اجتماعنا الاخير وبعد مدولات عديدة . فقد تقرر أن اقوم انا شخصيا بالاتصال مع ابناء الجالية العربية واعرض عليهم المشروع والمبلغ المطلوب وفي حالة عدم وجود اي داعم عربي ، سنقوم باعطاء هذة الفرصة لرجال اعمال رومان في مدينة ياش الذين ينتظرون من الاستاذ ماريوس الرد على العرض المقدم من قبلهم . انا نفسي سألت الاستاذ ماريوس لماذا علينا البحث عن راعي طالما هناك رجال اعمال رومان مستعدين تقديم الدعم . فقال لي : انا لا اريد ان يوجه لك انتقادا من ابناء الجالية العربية على عدم اشراكهم بهذا العمل ، وحينما يتم اخبارهم ولم يقدموا لك اي عرض فلا يجرء احد منهم على معاتبتك لاحقا. لهذا يا استاذي رضوان ومن المركز العربي الروماني ادعو جميع ابناء الجالية العربية في رومانيا والراغبين في دعم المشروع الاتصال معي شخصيا .  

ـ يلاحظ بوجود 5  شعراء من الأردن وهم نصر بدوان ورفقي عساف و د. محمد ناصر ونائل الحرابعة و زياد السعودي ونحن على علم كامل بخلافك مع المؤسات الثقافية والإعلامية هناك، فهل نعتبر هذة المبادرة من قبلكم بداية للمصالحة.

أسمح لي أن أوضح شيئا مهما حتى لا نعود ونتحدث كثيرا عن هذا الموضوع وخاصة وانني دائما اتعرض للعديد من الاسئلة من قبل اصدقائي الإعلاميين والشعراء الرومان . أنا لست على خلاف مع أحد ولا يوجد عندي اي شيء ضد شخص معين . فخلافي هو محدد مع الأشخاص القائمين على رابطة الكتاب الأردنيين ، ليس بسبب البيان التي اصدرتة ضد مهرجان اوديسا ،  إنما الاكاذيب والافتراءت والتهم الباطلة ، علاوة على دعوتها التحريضية للمؤسسات الإعلامية والثقافية ضدي دون وجه حق ، فقط لانني لم أغني على لحنهم الرتيب والبغيض الذي يقززني ويشعرني بالاغماء والاعياء . وخلافي معهم سوف يحل ليس عن طريق مبادرات ، بل عن طريق القضاء والمحاكم الأردنية ، وأنا اثق في نزاهة القضاء الأردني والسبب أنني لم أرفع قضايا ضدهم لحد الان هو عدم توفر لدي المبالغ المالية لرفع تلك القضايا وحين يتوفر المبلغ المطلوب سأكون على أول طائرة إلى عمان لأجل هذا الغرض.

 اما الشعراء الأردنيين الذين تم ادراجهم في الانطولوجيا فهم مبدعون ويستحقون ذلك وقد استثنيت اي شاعر هو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين بسبب صمتهم على ما حدث معي وكأن الاردن قد خلت من الشرفاء اصحاب الاقلام النظيفة .

ـ يلاحظ ضمن الانطولوجيا وجود 11 قصيدة من تأليفكم وهي:

ملحمة الوحي والجحيم ، رحلة إلى عالم الغيب ، منير مزيد  يغني لبغداد ، غزة تحترق...ونموت جوعا، مرثية فلسطينية، فلسطين والحلم ، قصيدة حب لفلسطين ، تونس حوريتي، جمال عبد الناصر، عبد الحليم حافظ ، ألا يزال فيك متسع للحلم يا وطني . فلماذا هذة القصائد بالذات وانت معروف كشاعر الحب والجمال. وهذة القصائد فيها نفحات سياسية ووطنية .

حقيقة قد ترددت كثيرا اضافة أي قصيدة لي بهذه الانطولوجيا وخاصة ان كل قصائدي هي اصلا مكتوبة بالانجليزية ولي 8 دواوين شعر باللغة الانجليزية بالاضافة ان لي 4 دواوين في اللغة الرومانية ومطبوعة هنا، فلست بحاجة بتعريف اشعاري على الاخرين. الا انني قررت وضع هذة القصائد في هذه الانطولوجيا والسبب ان هذه القصائد مهمة جدا للقارئ الغربي والتي من خلالها اطرح فيها  القضايا العربية بدون تطرف وتعصب وبلغة يفهمها القارئ في الغرب . وهذه القصائد تعبر عن موقفي الانساني والسياسي تجاة قضايا الشرق الاوسط . مثلا قصيدة ملحمة الوحي والجحيم تمثل قدسية ارض فلسطين ومهد الاديان ومهد الفكر الانساني وتمثل بنفس الوقت الصراع الحاصل هناك...وكذلك تتناول الحرب البشعة التي شنتها اسرائيل على لبنان . اما رحلة إلى عالم الغيب فهي قصيدة ما ورائية تمثل الصراع الانساني نحو بحثه عن الاخلاص وهي قصيدة طويلة وفيها العديد من الرموز وهي واحدة من اهم قصائدي . اما قصيدة غزة تحترق...ونموت جوعا، فهي رفض الاقتتال الفلسطيني مهما كانت الاسباب والذرائع...اما مرثية فلسطينية جاءت مكملة لرفض الاقتتال وان هذا الاقتتال لن يفيد القضية الفلسطينية

 بل يقتلها . اما منير مزيد  يغني لبغداد وهي رفض احتلال العراق و بقاء قوات الاحتلال التي جلبت الخراب والدمار لعاصمة هارون الرشيد . اما تونس حوريتي وهي تعبر عن حبي واعجابي بتونس الخضراء. وبهذه الانطولوجيا تكون قضايانا المهمة حاضرة وكذلك تنوع الشعري موجود . وفي الختام ، وبهذا العمل اسعى الى تبديد مقولة ترجمة الشعر خيانة وخطوة نحو تحرير الشعر العربي من دعاة الحرس .

ـ هناك احاديث بين الاوساط الثقافية عن تكريمك بجائزة كبيرة هنا في رومانيا .. هل لنا ان نعرف ما هي هذة الجائزة ومن هي تلك المؤسسة...؟

يا اخي العزيز لا استطيع نفي او تأكيد ذلك ، كل ما استطيع اخبارك به الان هو انه سيجري مهرجان شعري في شهر ايلول وسوف يتم دعوة اهم واكبر الشعراء العالميين بالاضافة الى العديد من الشعراء الرومان واساتذة الجامعات والنقاد ووسائل الاعلام وقد أخبرني احد الاصدقاء ان رومانيا ستكرم ومن خلال هذا المهرجان كبار الشعراء العالميين واخبرني بأنني على راس اللائحة. هذا كل ما افادني به وعلينا انتظار ذلك حين يتم تاكيد الخبر . والجائزة هي جائزة افضل شاعر عالمي .

وفي الختام هذا اللقاء نشكر شاعرنا على هذا الحوار وننتظر صدور تلك الانطولوجيا وان تكون نواة ودعوة الى مؤسساتنا الوطنية التي تحرص على ابراز حضارتنا العظيمة وذلك عن طريق تبني ودعم مثل هذه المشاريع وختاما . نقول الف تحية لماريوس كيلارو و منير مزيد على كل هذا الجهد والمركز الاعلامي العربي أول من قدم التهنئة . . .