حوار مع عبد الرحيم العرجان
حوار صريح مع المصور الفوتغرافي
عبد الرحيم العرجان
أجرت الحوار: نادية ضاهر
- لدي وطن فلدي هواية
- المرأة هي الملهمة حتى لو كانت من خلف صحراء وبحرين، هي النصف المكمل لي مصدر الحياة وكل شيء، والنجاح قد أحمله باسمي ولكن هو مجير لها
- من ليس له ماضي ليس له حاضر أو مستقبل، فنحن أرث حضارات تمتد إلى سبعة الآف عام
- رحلتك مع التصوير والصورة فى مجالات عدة...حدثنا عن البداية وعن أهم المحطات الهامة فى هذه الرحلة التى أعطتك دافعاً للمضي قدما نحو الإبداع والتمييز ومن ثم النجاح والشهرة؟
في البداية اسمحوا لي أن أشكر مبادرتكم على هذا اللقاء ، وصدق صرحكم الإعلامي في تناول القضايا وتميزه في عالم الفضاء الإلكتروني.
إهتمامي في فن الفوتغراف مر بعدة مراحل قبل أن أصل إلى التقاط الصورة، ففي سن العاشرة بدأت بجمع الطوابع البريدية، وكما تعلمون الطوابع هيا عبارة عن صورة توثق تأريخ وتدون مناسبات وتكوّن صور إلتقطت بعدسة أمهر المصورين، وتطلب ذلك معرفة واسعة في التأريخ الثقافي والإجتماعي والسياسي ومازلت لغاية الآن أهتم بها، كون ظاهرة الطوابع البريدية آخذة بتلاشي بوجود عالم الأنترنت.
أما في مجال التصوير الفوتوغرافي بدأت بكاميرا فلم نوع زينت بعدسة قابلة للإستبدال، وفي عام 2004 بدأت إستخدم نظام الدجيتال.
- لمحة عن مشاركاتك والجوائز التي حصلت عليها...
في هذا العام 2009 والحمد لله حصلت على ذهبيتين الأولى كانت ضمن فعالية المعرض الدولي الثالث للصور الفوتوغرافية في محور الطبيعة والبيئة " البحر والشمس" – ألمانيا والتي أقيمت في مقر برلمان هامبورغ على مستوى العالم والثانية أيضاً في ألمانيا في المهرجان العربي الأوروبي السادس على مستوى الشرق الأوسط وأوروبا.
وأيضاً شاركت في خمسة عشرة معرض محلي وأقليمي ودولي، نقلت خلالها وطني الحبيب وعالمي العربي إلى أوروبا والعالم.
- الصورة كيف تفهمها وكيف تتفاعل مع روح المصور؟
الصورة ليست عبارة عن تجسيد لحظة فقط كما يراها البعض، بل هي محتوى يضم بداخله مجموعة من الأحاسيس سواء أكانت حنين إلى مكان أو تاثر بحدث أو أفق لا يراه او يحلله الا من التقطها.
- عندما أنظر إلى صورك, أشعر برقة المشاعر وعذوبة الأحاسيس لدى الفنان العرجان, فهل لهذه العذوبة والرقة التي أخرجت لنا عشرات الصور الفوتغرافية دور في نجاحك وشهرتك؟
أشكرك على نظرتك ، وهذا الشئ يسعدني أن يستطيع الناس تفهم أعمالي كما أدونها ولا تحتاج أن أكون معها حتى أشرح محتواها وآفاقها.
- هل ترى أن "الفنان الفوتغرافي" يجب أن يمتلك مَلَكة خاصة للإبداع أم أنه يكفي الخبرة والكاميرا الجيدة؟ وهل يمكن أن نطلق على كل من التقط صورة جيدة أنه مصورمبدع؟
أكيد دور الفنان هو الأساس الذي يرتكز عليه الإبداع، فهو من يؤطر العمل ويسجله في صورة، وهذا الأمر يتطلب منه الإطلاع على مختلف أشكال الفنون ليعرف من أين يبدأ
وكيف يوزع محتويات الصورة بشكل يفهمه المشاهد، وطبعاً للكاميرا ونوعية العدسة دور أساسي في نجاح الصورة من حيث تكنيكات الإضاءة ودرجة الألوان، وهنا أود أن أشير إلى أن لكل حدث نوعية خاصة من العدسات، فالعدسة المستخدمة في السرعة تختلف عن العدسة المستخدمة في البورترية والعدسة المستخدمة في تصوير الأجزاء الدقيقة تختلف عنها عدسة المناظر الواسعة.
- حبك للآثارغيرعادي إلى حد نرى العديد من الصور التي نقلت لنا آثار تميزت بروعة تصميمها ...هل يمكنني القول أنك تحن إلى الماضي ورائحة الزمن الجميل...أم ماذا؟
من ليس له ماضي ليس له حاضر أو مستقبل، فنحن أرث حضارات تمتد إلى سبعة الآف عام وأول مدينه في التأريخ وتوارثنا تاريخنا أب عن جد، وهذا شيء مشرف نعتز به ونضاهي به الأمم أينما ذهبنا وأينما حللنا.
قبل أن أقوم بزيارة أي موقع أقوم بدراسته بشكل مكثف حتى أستطيع أن أدخل عالمه واكتشف مكنوناته لأنظر إليه بعين مغايرة، وأعيد توثيقه حسب رؤيتي، خصوصاً البيوت التراثية التي للأسف أصبح عدد منها في طريقه إلى الزوال أو الإعتداء من أجل إعادة بناء حديث.
- كيف يمكن للمصور المبدع أن يحافظ على إبداعه وتميزه خاصة عندما يصبح اسمه معروف؟ وكيف يحافظ على تحمل مسؤولية الصورة الجيدة والحفاظ عليها؟
الشهرة ليست هدفي، بل هي إنتشار أكبر لإبداع قمت به وأشارك فيه الناس جميعاً، أما عندما تصبح الشهرة هدف فمن المؤكد أن هذا المبدع سوف يخسر الكثير من مستوى الأعمال التي يقدمها كونه سوف يصبح يجتر نفسه لمحاولة إضافة الجديد، وأكيد طبعاً مع تقدمه في عالم الإبداع يصبح عليه مسؤولية أكبر في نقل رسالة أوضح ولشريحة أوسع طبعاً.
- فى ظل صدام الثقافات...هل ترى أن للصورة قدرة ومقومات تساعدنا على التوازن فى هذا الإطار؟ وما هى من وجهه نظرك مهمة ودورالمصورنحو مجتمعه في نقل ثقافته وحضارته الى العالم؟
في صالون الخريف قدمت بدورته السادسة بعد المئة موضوع "حوار" وهو عمل يسجد التعايش بين أهل الطوائف الإسلاميه والمسيحية في العالم العربي والإسلامي وكانت الصورة ملتقطة في مدينة عمان، وهي عبارة عن جامع وكنيسة متجاورين بحد أنك لا تفرقي من أين تكون المئذنة أو من أين يكون برج الجرس في الكنيسة، وجاء ذلك بتزامن مع حملة سويسرا للاستفتاء على إصدار قرار بمنع بناء المآذن في أوروبا، وكانت رسالة شاهدها الآف المثقفين والناس وحضور دبلوماسي وإعلامي زخم، وصالون الخريف أقيم في باريس وهو أحدى اهم معارض الفنون في العالم.
- مدى تأثيرالحياة اليومية ومستجداتها في حياة المصوروالصورة؟
مع صخب الحياة اليومية وحياة المدينة وكثرة الإحداث وتسارعها تجعله يفتح عينيه على تناول قضايا إنسانية أكثر إنسانية.
- هل يمكننا القول أنه يوجد أزمة صورة في الوطن العربي؟ وكيف تفسر هذه الأزمة وما الحل برأيك؟
للاسف فن الفوتغرافيا في الوطن العربي بشكل عام يعاني من أزمه أهمها النظرة الى الفنان الفوتوغرافي تكون هامشية ولا توازي النظرة إلى زملائنا من أعضاء المدرسة التشكيلية، ولا تلقى الدعم الكافي من حيث تنظيم المعارض أو المسابقات إذا ما قورنت بنسبة إلى أوروبا، والحل الجذري هو إعادة النظرة من مسئولي الثقافة والإعلام في أن الصورة هي رسالة بالدرجة الإعلامية الأولى وفن ثقافي وحضاري ويتطلب ذلك مزيد من الإهتمام بفنانينا الفونغرافين من حيث توفير المعدات وعقد الدورات التدريبية.
- مجموعتك ( مئوية عمان ) صورتها كلها في الأردن, كيف تعاملتَ مع كل صورة فيها؟
مجموعة مئوية عمان عبارة عن أربعة وعشرين عمل بعدد ساعات اليوم ، لكلاً منها الأثر الكبير في قلبي فعمان مدينتي التي أنتمي إليها وسرت في دروبها تحت المطر وضوء القمر، أماكن تأخذني إلى ذكرى وأماكن تعزز فيَّ الطموح، كنت أدونها بشعور في داخلي، مجموعة أعتز بها جداً عرضتها للمرة الأولى في متحف البحرين الوطني ضمن احتفال السفارة الأردنية بعيد الإستقلال والذكرى العاشرة لتولى جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم السلطات الدستورية، والمرة الثانية في مهرجان التبادل الثقافي البحريني الألماني ونادراً ما أعيد عرض أعمال عرضت سابقاً أو شاركت بها.
وهنا أقول " لدي وطن فلدي هواية"
- ما هي أجمل صورة لدى الفنان الفوتغرافي عبد الرحيم العرجان؟ وما هي اكثر صورة تأثرت بها؟
فعلاً سؤال صعب جداً، لكل صورة جماليتها في قلبي، ولكن أكثر صورة أثرت بي صورة فتاه تبحث عن بقايا طعام في حاوية القمامة فتاة بعمر الورد كانت ملامحها تظهر أنها إبنة أُناس تغيرت أحوالها إلتقطت لها صورة من بعيد، ذهبت إليها وحاولت أن أساعدها بشيء من المال لكنها رفضت فعدت إلى الكاميرا ونظرت إلى الصورة للأسف كانت الصورة تحوي ملامح وجه الفتاه وجدائلها، فكرت أن أنشرها أو أتناولها في قضية ولكن الصورة تحوي ملامح إنسان قد تغير لا يريد أن يظهر أمام الملأ بهذه الصورة، فقمت بشطبها وبقيت ملامحها في عيني.
- يقولون وراء كل رجل عظيم إمرأة, هل للمرأة دور في نجاحاتك ؟ وما مقدار نصيبها في هذا النجاح؟
هي الملهمة حتى لو كانت من خلف صحراء وبحرين، هي النصف المكمل لي مصدر الحياة وكل شيء، والنجاح قد أحمله باسمي ولكن هو مجير لها.
- موقف طريف أو حدث ما أثارك وما زلت تذكره للآن ؟
يوماً كنت أجلس في شرفة مقهى بلاط الرشيد في عمان وكنت من هناك أصور رواق البشارات وعندما دققت في الصورة فإذا بشخص الذي في الصورة هو أستاذي في المدرسة ذهبت إليه والتقيته والجميل أنه كان ما زال يذكرني بعد عشرين عام.
- الطريق الى العالمية هل هي طموح العرجان؟وكيف السبيل اليها ؟
العالمية ليست غايتي لكنها وسيلة نقل رسالة لشرائع أوسع وطريق حماية فكر ومصداقية في نقل القضايا، أما سبيلها ففي كل إنسان طاقة إن استغلها تفتح له العالمية أوسع أبوابها.
- كيف ترى المشهد الثقافي للصورة في ظل العولمة والشبكة العنكبوتية؟
الشبكة العنكبوتية سهلت كثيراً نشر الثقافة والفن من حيث السرعة والتكاليف وطريقة إيصال الرسالة، فدخلت كل بيت بدون إستئذان أو قيد، من خلالها أغنيت ثقافتي ومعرفتي بأمور لم أجدها في المكتبات أو وسائل الإعلام المختلفة، منها أيضاً إستطعت عبر مدونتي
الوصول إلى ما يقارب من ربع مليون زائر خلال عامين، أقوم من خلالها بنشر أعمالي وفكري.
رسالة تود توجيهها الى المصورين والهواة ومحبي الصورة؟
أهم شئ أود أن أقوله أن المطالعة هي أساس كل نجاح وليس المطالعة في مجال الفوتوغرافيا فحسب بل في جميع أمور المعرفة، فهي سوف تفتح لك آفاق التأمل والتفكير أكثر بمواضيع قد مررت عليها أو قد غابت عن ذهنك وهي حولك، في داخل كل إنسان طاقة إن استغلها بالشكل الصحيح وصل إلى ما يريد.