مع الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون
مقابلة من ال بي سي مع الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون
في أسفل مقابلة وتصريحين لمحمد عبد الحميد بيضون طرح من خلالهم مؤخراً العديد من المواضيع والملفات التي تناولها خلال مقابلته اليوم مع ال بي سي
الحريري مدعو شعبيا ووطنيا لإعداد خطة تواكب عاصفة الحزم المشاورات للملمة جراح الحكومة أعطت عون فرصة لتعطيل طويل الأمد، والأخير قضى على فرص روكز بالوصول الى قيادة الجيش
جريدة الأنباء/رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن الرئيس سلام أخطأ بتريثه حيال مواقف العماد عون من التعيينات الأمنية، إذ كان عليه إبقاء جلسات الحكومة متواصلة وبوتيرتها الأسبوعية المعتادة، وذلك لإعتباره أن جولة المشاورات للملمة الجراح أعطت العماد عون فرصة لتعطيل طويل الأمد، وأوحت أن هناك انصياعا لفريق على حساب المصلحة اللبنانية العامة، خصوصا وأن مصلحة حزب الله تقضي باستمرار الحكومة لكونها تشكل له الملاذ الأخير الذي يستمد منه الغطاء الشرعي لقتاله في سوريا، وهي المصلحة نفسها التي تفسر خلفية مواقف الرئيس برّي الداعمة للحكومة والتي تعكس رغبة حزب الله بعدم التعطيل
ولفت بيضون في حديث لـ “الأنباء”الى أن حسابات حزب الله تختلف جذريا عن حسابات عون، إذ أن أخشى ما يخشاه الأخير هو أن تطيح الصفقة الإقليمية المرتقبة بفرصه الرئاسية، فسارع الى تحقيق “إنجاز الممكن” عبر إيصال صهره العميد شامل روكز الى سدة قيادة العسكرية، إلا أن الطريقة التي أدار بها معركته، قضت على فرص العميد روكز بالوصول الى قيادة الجيش، بسبب الصبغة السياسية التي تلبسته والتي لا تليق بأي قائد للجيش، سيما وأن ميزة الجيش اللبناني مقارنة مع جيوش الدول المحيطة، هي الحياد السياسي الذي ينتهجه والنأي بنفسه عن كل الصراعات السياسية والحزبية والفئوية القائمة على الساحة اللبنانية. واستطرادا لفت بيضون الى أن توجّه العماد عون يقضي باستمرار تعطيل الحكومة، ظنا منه أن سياسة التعطيل ستزيد من فرص انتخابه رئيسا للجمهورية، كمدخل لعودة الإنتظام العام الى المؤسسات الدستورية (حكومة ومجلس نواب)، إلا أن بيضون يعتبر أن هذا التوجه ليس سوى نموذجا بسيطا عن الحسابات الخاطئة التي رافقت سيرة العماد عون السياسية منذ توليه رئاسة الحكومة العسكرية حتى تاريخه، وذلك لاعتباره أن ما فات العماد عون هو أن نهاية شهر رمضان المبارك سيكون الحد الذي يسمح به حزب الله بتعطيل الحكومة، بحيث سيكلف حينها الرئيس برّي إيجاد الصيغة المناسبة لاستئناف جلسات مجلس الوزراء.
على صعيد مختلف وعن قراءته لانعكاس الأفلام المسربة من سجن رومية على تيار المستقبل وتحديدا على وزير الداخلية نهاد المشنوق، لفت بيضون الى أنه ليس من العدل بمكان تحميل المسؤولية لوزير الداخلية منفردا أو لفئة سياسية دون الأخرى، خصوصا وأن التقارير الدولية الصادرة عن منظمة حقوق الإنسان وعن الخارجيتين الأميركية والأوروبية، تتحدث عن وجود “تعذيب ممنهج” داخل السجون اللبنانية وتحت سمع وأنظار كافة المنظومة السياسية في لبنان، مذكّرا بأن المجلس النيابي وافق منذ العام 2000 على الإتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب في السجون، إلا أن رئيس المجلس حال دون تطبيقها للتغطية على فنون التعذيب التي كانت تمارسه الوصاية السورية بحق اللبنانيين على الأراضي اللبنانية، ومن ثم للتغطية بعد انسحابها في العام 2005 على التعذيب الذي يمارسه حزب الله بحق المعتقلين لديه داخل أقبيته الخاصة والتي لم يكن آخرها إختفاء جوزف صادر بشهادة وزير العدل اللواء أشرف ريفي، واعتقال وتعذيب أمل شمص واختها، وحتى للتغطية على التعذيب الممارس داخل دوائر التحقيق الرسمية من قبل محققين أمنيين وعسكريين محسوبين على الحزب.
وعليه يعتبر بيضون أن تيار المستقبل يواجه مشكلتين كبيرتين على المستوى الوطني وهما: 1 ـ كيفية التعامل مع التيارات السلفية على اختلاف أنواعها (سلمية، معتدلة وعنفية)، بحيث نراه يقف مترددا بين التعامل معها بالمناصحة والإرشاد والتوجيه على طريقة وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، وبين تبني الملاحقة والعنف والتنكيل والمواجهة المسلحة الذي يفرضهم حزب الله على أجهزة الأمن بما يدفع بالفكر السلفي الى عمق الراديكالية، ما يعني من وجهة نظر بيضون أن على تيار المستقبل للخروج من حالة الإرتباك التي تعتري قياداته، أن يعود الى الأدوات السياسية والى لغة الإستيعاب في تعاطيه مع الظاهرة السلفية.2 ـ حواره مع حزب الله، فبدلا من أن يكون الهدف من الحوار هو إحداث توازن في البلاد، تحوّل بفعل تأثيرات حزب الله الى حوار عقيم دون إنجازات عملية، بدليل أن الخطة الأمنية لبيروت والضاحية بقيت صورية على المستوى الأمني، وأيضا بدليل توسيع حزب الله لرقعة معاركه في سوريا والقلمون وجرود عرسال واسترساله في انتهاك الدستور والقوانين. وختم بيضون مشيرا الى أن هدف السعودية من عاصفة الحزم العربي، هو إحداث توازن في المنطقة العربية مع النفوذ الإيراني، وما على تيار المستقبل بالتالي سوى تقديم مبادرة وطنية ضمن ثوابت قوى 14 آذار، تترجم الهدف السعودي على الأراضي اللبنانية، من خلال إعداد خطة تواكب عاصفة الحزم لإحداث توازن بينه وبين حزب الله.
بيضون: الانتفاضات هي على الدوام ضد نهاد المشنوق من اليوم الاول لتشكيل هذه الحكومة والبلد يشهد هبًّات الشارع الاسلامي السنّي وبالأخص كل المجموعات السلفية المسالمة او المعتدلة او الناقمة التي يتملكها الشعور بالثأر والانتقام الأعمى هذه الانتفاضات هي على الدوام ضد نهاد المشنوق منذ دعوته لمسؤول أمني من حزب الله لحضور مجلس الأمن المركزي الى الواقعة الاخيرة التي كشفت عمليات تعذيب من النوع الداعشي في سجن رومية في كل مرة يتداعى تيار المستقبل لدعم المشنوق ويسارع الرئيس الحريري لتغطية مواقفه ومحاولة أخذ غضب الشارع بصدره ورغم ذلك نعود لنرى تكراراً نفس “الأخطاء”مع التأكيد ان إعلام الممانعة وقبضايات الممانعة تكيل المدائح للمشنوق وتضع ثقتها به الى حد الشبهة مما يزيد في تفاقم الأمور ونقمة الناقمينالمشكلة في المشنوق ولكن أيضاً في تيار المستقبل وحلفائه تيار المستقبل حائر ومرتبك في التعامل مع الشارع الاسلامي والسلفية ومحاولات أخذ ودفع هذا الشارع الى التطرّف لأن حزب الله ضغط على “الدولة”للتعامل مع هذا الشارع بلغة واحدة هي العنف والترهيب والتنكيل ولم يترك اي مجال للاستيعاب والمناصحة ولأن الحزب يعمل على أضعاف تيار المستقبل من خلال زيادة النقمة في الشارع ضده من خلال تسعير التحريض المذهبي وفرض سياسة الكيل بمكيالين على الأمن والقضاء وكل مؤسسات الدولة تيار المستقبل حائر ومرتبك أيضاً في التعامل مع حزب الله:يوم حوار، يوم انتظار، يوم تحمل كل الافتراءات والشتائم ويوم تنازل وتراجع بإعتبار ان “ام الصبي”مرغمة على تقديم التنازلات للمتهورين والعابثين بمصير البلد واهله لم ينجح الحوار بإعطاء اي نتيجة ورغم كل المزاعم فقد افشل الحزب الخطة الأمنية وترك المشنوق عارياً سياسياً اي بدون اي إنجاز ٠كذلك شجع الحزب ميشال عون على كل انواع التصرفات المتهورة لكي يبقى البلد معطلاً بإنتظار جلاء معاركه في سوريا والمفاوضات حولها المستقبل بحاجة الى قراءة كتاب “دليل الحائر” بين السلفية المنتفضة والحزب الغادر وان يأخذ قبل غيره دروس الحزم وعاصفة الحزم اي لاحلول سياسية بدون توازن سياسي السلاح جبان امام السياسة الشجاعة وامام السياسيين غير المشانيق
بيضون/الجنرال الصغير يهدد بالفيدرالية انتهى الأسبوع الماضي على تهديد ميشال عون بالفيدرالية ولكن هو يهدد من؟ وما معنى هذه الفيدراليةالتي يطرحها غاضباً؟ الفيدرالية هي عملياً تقسيم البلد الى ولايات او أقاليم مع حكم محلي لكل ولاية اي رئيس او حاكم لكل ولاية مع حكومته ومجلس نيابي محلي أيضاً له حق التشريع في الشؤون المحلية٠هل يقصد عون تقسيم لبنان الى ولاية مسيحية وولاية شيعية وولاية درزية وولاية سنية وكيف يحدد هذه الولايات؟ ام يقصد عون اعتبار كل محافظة حالية ولاية؟ في الحالتين سينكفئ الدور المسيحي لأن هذه الفدرالية ستعني انه سيكون للمسيحيين حاكم ولاية من سبعة ولايات بدلاً من رئاسة الجمهورية حالياً وان نفوذهم السياسي سيكون محصوراًفي حدود هذه الولاية وهذا يعني أيضاً ان حضورهم على مستوى الحكومة الفدرالية التي تقرر سياسات الأمن والدفاع والمعاهدات الدولية والسياسة الخارجية والسياسة المالية وانظمة التعليم سيتراجع بنفس النسبة والاخطر انه لن يكون هنالك مناصفة على مستوى المجلس النيابي الفيدرالي٠تهديد عون يعود بالمسيحيين الى شعار “من المدفون الى كفرشيما” وهو شعار رماه أصحابه الأصليون في سلة المهملات بعد ان عرفوا انه تقزيم للدور المسيحي وتفتيت للبنان٠اليوم عون يقول انه اذا لم يصل الى رئاسة الجمهورية فإنه يقبل ان يكون حاكم ولاية ولو خسر المسيحيون كل حضورهم٠تهديد عون هو إطلاق نار على المسيحيين٠حرب إلغاء لدورهم ٠اما شركاء عون في المحاصصة والفساد تحت راية الوصاية فإنهم يصفقون له ولكل جنون يحميهم ويحمي الوصاية.
وسوم: العدد 623