لقاء مع الشاعرة الكبيرة سلمى جبران
( الشاعرة سلمى جيران مع الإعلامي والشاعر حاتم جوعيه )
مقدمة وتعريف - البطاقة الشخصيَّة : الشاعرة "سلمى جبران" تسكنُ في مدينة حيفا وأصلها من قرية البقيعة - الجليل الأعلى، متزوّجة ولها ثلاثة أولاد، أنهت دراستها الإبتدائيَّة في البقيعة والثانوية في قرية ترشيحا وتابعت دراستها الجامعيَّة في جامعة حيفا وحصلت منها على اللقب الأول (B.A ) ف ي الأدب الإنجليزي والإستشارة التربويَّة وعلى اللقب الثاني ( M.A ) في الإستشارة التربويَّة وأكملت دراستها في التخصص في العلاج الأسري والزوجي . وهي شاعرة مبدعة تكتبُ الشعرَ منذ نعومةِ أظفارها من جيل 12 سنة تقريبًا ولها أسلوبٌ وطابعٌ مميَّز يختلفُ عن جميع ما يكتبهُ الشعراءُ المحليُّون الآن..وفي بعض قصائدِها قريبة نوعا ما إلى أسلوب الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان ولأسلوب نازك الملائكة، وخاصة في قصائدها الذاتيَّة والوجدانيَّة التي يشوبُها طابعُ الحزن والألم والحيرة والممزوج بالتفائل والتحدِّي، وبأسلوب كبار الشعراء الرومانسيِّين والرومانطيقيِّين الأجانب في القرن العشرين .. ولقد أصدرت أربعة دواوين في مجموعة واحدة تحملُ اسم : ( لاجئة في وطن الحداد ) وهي : دائرة الفقدان ، الحلم خارج الدائرة ، متاهة الحب وحوار مع الذات . نشرت نتاجَها الشعري في وسائل الإعلام المحليَّة وخارج البلاد وتعتبرُ في طليعةِ الشعراءِ المحليِّين من ناحية المستوى الفني والجماليَّة ....هي تكتبُ عن خلجاتِ قلبها ووجدانها ونبضات جرحها وألمِها الداخلي...شعرُها يتميَّزُ بالرقة والدفء والعذوبة وبالمشاعرالصادقة ويشعُ بمعاني الحريَّة والمفاهيم الإنسانيَّة والتقدُّميَّة ومترعٌ بالخيال الخصب الواسع وبالصور واللوحات الشعريَّة الملوَّنة الخلابة وبالتعابير والمصطلحات البلاغيَّة الحديثة والمبتكرة .. ونستشفُّ من شعرها عمقَ التجربة وخصبها وغزارة المعاني وعمقها والأبعاد الإنسانيَّة والميتافيزيَّة وسلاسة الأسلوب وعذوبة الألفاظ وسحرها وجمالها والموسيقى التي تطربُ القلبَ والنفس والوجدان. كتبَ عن دواوينها الصادرة العديدُ من الأدباءِ والنقاد وأثنواعلى كتاباتها وأقيمَ لها العديدُ من الأمسيات التكريميَّة تقديرا لعطائها الشعري الإبداعي .. وهي تعملُ الآن مستشارة تربويَّة في ثانويَّة المتنبي في حيفا ومعالجة زوجيّة وأسرية في عيادتها الخاصّة في الكرمل...
وقد أجرينا معها هذا اللقاء الخاص والمطوّل
سؤال 1 ) حدثينا عن مسيرتِكِ في عالم الشعر والأدب منذ البدايةِ إلى الآن وأهمّ المحطات في هذه المسيرة ؟؟
- جواب 1 - مسيرتي الشعريَّة ابتدأت منذ جيل 12 عامًا ولم أفكر إطلاقا بالنشر لأنني بدأتُ أكتبُ تعبيرًاعن مشاعري وفكري منذ تلك الفترة. ولاحقًا في رباعيَّتي عبَّرتُ عن خوالجي النفسيَّة وكان الشعرُ علاجا ذاتيًّا أخرجني من حالةِ فقدان وأعادني إلى دائرةِ الحياةِ كما عهدتها منذ ولدتُ. والرباعيَّةُ انتظرت في درج البيت بين ( 18 إلى 20 عاما ) حتى أتت صديقة لي بالصدفةِ وأقنعتني أنَّ هذا النتاج يجب أن ينشر .
سؤال 2 ) كيف كان التشجيعُ والدَّعمُ في البدايةِ وهل كانت هنالك عراقيل وصعوبات أمام انطلاقتِكِ الأدبيَّة ؟؟
- جواب 2 - في البدايةِ كنتُ أعرضُ إنتاجي على بعض أفرادٍ من عائلتي ولم ألقَ التشجيعَ الكافي ولا الإعتبارَ، ولذلك توقفتُ عن عرض نتاجي على أيِّ أنسان وأودعتهُ في مكتبتي .
سؤال 3 ) كم كتابًا أصدرتِ حتى الآن .. وما هي مواضيع هذه الكتب ؟؟
- جواب 3 - أصدرتُ مؤخَّرًا رباعيَّة " لاجئة في وطن الحداد " وهي مجموعة في أربعة كتب وصدرت في آن واحد لأنها سيرة ذاتيَّة شعريَّة تحكي عن معاناتي كإمرأة وأم ، ومن بين مواضيعها : الحبّ ، الفقدان ، الحزن، الشوق ، الظلم الإجتماعي للمرأة وظلم المرأة للمرأة .. وصعوبة العيش داخل جدران العقليَّة القبليَّة .
سؤال 4 ) لقد أصدرت لكِ هذه المجموعة الشعريَّة دار نينوى للنشر في سوريا كيف تمَّ ذلك وكيف وصلتِ إليهم هناك !! ؟؟
- جواب 4 - وصلتُ إلى دار النشر هذه عن طرق الأنترنيت وقد قرؤُوا مجموعتي الشعريَّة وعرضوها على مختصِّين في الأدب وصادقوا على طباعتها .
سؤال 5 ) لماذا لا تنشرين إنتاجك الشعري المتراكم والغزير بشكل مكثف في وسائل الإعلام لأنه نادرًا ما نقرأ لك قصيدة منشورة في جريدة أو في موقع ألكتروني !!؟؟ - جواب 5 - نشرتُ في صحيفة الإتحاد والملحق الأدبي قبل حوالي عشرين عاما بعضا من قصائد الرباعيَّة باسم مستعار ( بنت الريف) ولم أنشر حينئذٍ لسبب تجنّبي لهبَّات قبليَّة قد لا أتحمَّلها في حينه .
سؤال 6 ) كيف كانت ردودُ الفعل بالنسبة لإصداراتكِ الشعريَّة ( الرباعيَّة " لاجئة في وطن الحداد " ) من قبل وسائل الإعلام والنقاد والأدباء والناس بشكل عام .. ومن هم النقاد الذين كتبوا عن هذه الإصدارات ؟؟
- جواب 6 - لم أنتظر ردودَ فعل القبيلة ولكن وسائل الإعلام والصحفيُّون غمروني فعلا بمقابلاتهم وبنشرهم ...وأيضا كتب عني الكثيرون، منهم : رنا صبح الدكتورأحمد محمود القاسم (من القدس) والناقد شاكر فريد حسن والدكتور خليل قطناني .. وأجروا معي مقابلة في راديو الشمس ببرنامج ( رفع الستار- أمل مرقص) وأيضا في راديو أورانيم من قبل الكاتب مفيد صيداوي ... وفي راديو الخليل ( أشرف الحسيني ) وفي دار الإذاعة مع الإعلاميَّة سوزان دبِّيني وفي التلفزيون قنال 1 مع الإعلامي رشيد خير.
سؤال 7) هل أقيمت لكِ أمسياتٌ وندوات تكريميَّة تقديرا لجهودكِ وعطائِكِ الإبداعي المتواصل في مجال الشعر ؟؟
- جواب 7 - نعم أقيمت لي أمسيةٌ تكريميَّة في الجاليري الثقافي في ترشيحا وفي نادي حيفا الثقافي وفي جمعيَّة السوار حيث أهديتُ ريعَ المجموعة الشعريَّة لهذه المؤسسة . وشاركتُ في سوق عكاظ الحيفاوي التابع للمجلس الملي الأورثوذكسي ( نادي حيفا الثقافي ).. وشاركت في آذار المرأة والثقافة في مركز محمود درويش - الناصرة .. وهنالك عدة دعوات أخرى قريبًا . وهنالك تجاوب كبير مع الصفحة الرسميَّة على الفيسبوك التي تحتوي فقط قصائد لي من أشعار الرباعيَّة .
سؤال 8 ) لماذا أسميتِ هذه المجموعة الشعريَّة لاجئة في وطن الحداد !!؟؟
لم أستطع أن أكتب بحريّةٍ مطلقة إلا عندما كنتُ طفلة ( 12عاما ) وبطبيعة الحال لم أكن آنذاك بهذا النضج ولم أستطع الكتابة قبل الفقدان والحداد بسبب التقاليد والقيود والحواجز الإجتماعيَّة والعائليَّة .. ولكنني عندما كنتُ في حداد تحرَّرت روحي بعد فقد من كان نصفهَا وانطلقت لتعبِّرَ بمنتهى الحريَّة عن مكنوناتِها وأوجاعِها .
سؤال 9 ) رأيكِ في مستوى الشعر والأدب والنقد المحلي ومقارنة مع المستوى خارج البلاد ؟
- جواب 9 - لا أنصِّبَ نفسي ولا أنوي ذلك وصيَّة ومحللة لواقعنا الأدبي . أعتقدُ أنَّ الادبَ أقربُ ما يكونُ إلى الفرديَّة الذاتيَّة الوجوديَّة حيث أنهُ تعبير عن عالم الفرد الداخلي ...وهذا علمني كثيرا لأنني أتابعُ ولا أتبع .
سؤال 10 ) ما هي مفاهيمُكِ وتقويمُكِ للشعر..ما هو الشعرُ الجيد وما هو الشعرُ الرديء..وما رأيُكِ في كلٍّ من الشعر الموزون (الكلاسيكي التقليدي) وشعر التفعيلة والشعر الحديث الحر وأيُّهم تفضلين ولماذا ؟؟
- جواب 10 - من العسيرعليَّ أن أقوِّمَ الشعرَ أو أن أحدِّدَ ما هو، وخاصَّة في هذا المجال العام . وأما في المجال الخاص فالشعرُ بالنسبةِ لي نفحات من روحي ومن ذاتي تخرجُ بإيقاع معيَّن لا أستطيع تحديدَه ، ولذلك بخلت نفسي بنشرهِ لفترة طويلة تقارب العشرين عاما،ولذلك فالقصيدة في غالب الأحيان تكتشفني قبل أن أكتبها . والشعرُ بالنسبةِ لي هو حريَّة ثانية مطلقة تحتوي كلَّ ما حولي وتسكنني . وأنا بدوري أفضّلُ الشعر الصادق الذاتي العميق الذي يمزجُ بين الفكر والعاطفة، ومثال على ذلك الشاعر محمود درويش.
سؤال 11 ) الأوقاتُ المفضلة لديكِ للكتابةِ وتكون القريحة منفتحة ويأتيك فيها الإيحاء ؟؟
- جواب 11 - لا توجدُ أوقاتٌ محدَّدة ولكن في غالب الأحيان أكتبُ في ساعات المساء المتأخرة .
سؤال 12 ) الشعراء والأدباء الذين تأثرتِ بهم وكان لهذا التأثير بصمات واضحة على إنتاجك الأدبي ؟؟
- جواب 12 - لقد تأثرتُ بالكثير من الشعراء والأدباء العرب والأجانب، منهم : الجواهري، جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، محمد الماغوط، أبو سلمى، سليمان العيسى، توفيق زياد وطبعًا محمود درويش ...
سؤال 13 ) الشاعر الكبير ناظم حكمت كان يقول دائما : لم أكتب بعد القصيدة التي أريدها ... وأنتِ بعد تجربة طويلة وناضجة في عالم الشعر والإبداع هل كتبت القصيدة التي تريدينها أم أنه ما زال هنالك الكثير من المشاعر والأحاسيس الجياشة والأفكار الهامة لم تبوحي بها وتكشفي عنها ولم تجسديها من خلال الشعر والكتابة ؟؟
- جواب 13- نعم، لدي كتب ومشاريع عديدة،وإنَّ مكنونات النفس البشريَّة وما تحملهُ الروح هو مدٌّ لا نهائي ومتجدِّدٌ بشكل دائم ونسيجهُ مركّبٌ جدًّا وغير محدّد.
سؤال 14 ) ما هي أجمل قصيدة أو مجموعة قصائد كتبتِها ؟؟
- جواب 14 - يوجدُ لي قصيدة بعنوان : " كذَبَتْ " خرجت من أعماق أعماقي وأراها تمثّل روح القصائد التي كتبتها .
سؤال 15 ) أكثر مكان تحبِّين أن تكوني موجودة فيه دائمًا ؟؟
- جواب 15 - البيت .
سؤال 16 ) يقال: وراء كل رجل عظيم امرأة ووراء كل امرأة عظيمة رجل .. ما رأيُكِ في هذه المقولة .. والشاعرة سلمى جبران من كان وراءَها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من مكانةٍ أدبيَّة وثقافيَّة ؟؟
- جواب 16: ورائي كلّ إنسان صادق التقيته وكلّ إنسان حقّقَ ذاتَه.. وقد تعلمت من الصغير قبل الكبير ومن تجارب الكثيرين من الشعراء والأدباء ومن الإنسان والحياة.
سؤال 18 ) لمن تقرأ سلمى جبران ؟؟
- جواب 18 - أقرأ للكثيرين من الشعراء والأدباء العرب والاجانب ،مثل : ميخائل نعيمة، إبراهيم طوقان، واسيني الأعرج، Franz Kafka، Irvin Yalom، غابريئل ماركيز، الكسندر دوما، جبرا ابراهيم جبرا، مالك حدّاد، أحلام مستغانمي، كيوليت خوري، سحر خليفة، إلياس خوري، نوال السعداوي، أحمد مطر، محمد الماغوط ، جبران خليل جبران، محمود درويش، ابراهيم نصر الله، حنا مينا، أحمد قعبور وكثيرون آخرون...
سؤال 19 ) ما رأيُكِ في مصطلح أدب ذكوري وأدب نسائي !!؟؟
- جواب 19 - عندي أنا مصطلح خاص هو الأدب الإنساني ولا يوجدُ أدب آخر .
سؤال 20 ) ما هي حكمتكِ وفلسفتكِ في الحياة ؟؟
- جواب 20 - المُضطَهِد مسكين لأنه يضطهِد ذاته ولا يعي ذلك.
سؤال ) ما رأيُكِ في كلٍّ من: الحب، الحياة، السعادة، الأمل ؟؟
- جواب 20 - الحياة تضمُّ كلَّ هذه الأشياء والمعاني والمفاهيم المطلقة لأنَّ الحياة بحدِّ ذاتها مطلقة ومتكاملة .
سؤال 21 ) ما هي مفاهيمُكِ للحريَّةِ ؟؟
- جواب 21 - الحريَّة هي كلُّ شيء في الدنيا والحياة، وبدونها لا نستطيع العيش ولا نعملُ ولا نفكّر.
سؤال 22) رأيكِ في جائزة التفرّغ السلطويَّة التي تمنج كل سنة لمجموعة من الكتاب والشعراء المحليِّين من جميع النواحي .. وهل قدَّمتِ مرة لهذه الجائزة ؟؟
- جواب 22 - لا أعرفُ عن هذه الجائزة شيئًا ولا أرفضها إن مُنِحَت لي .. وحتى الآن لم أتقدم لها.
سؤال 23 ) قبل فترة قصيرة قامت كليَّة دار المعلمين العرب وإدارتها في حيفا بتكريم بعض الأدباء والشعراء المحليّين ( مجموعة معينة فقط لا يتجاوزون عدد أصابع اليد) وهنالك الكثير من الشعراء والأدباء المحليِّين المبدعين لم يكرَّموا من قبل هذه المؤسسة أو الكليَّة .. ما رأيُكِ في هذا التكريم وما هو تعقيبُكِ ولماذا لم يكرِّموكِ أنتِ مثلًا مع من كُرِّمَ مع أنكِ تستحقين كلَّ تكريم ؟؟
- جواب 23 - مباركٌ كلّ مكرِّم وكلّ مكرَّم وكل تكريم يُعطى لكلِّ إنسان ولا أسألُ إطلاقًا من كُرِّمَ ولماذا كرِّمَ وهل كُرِّمتُ أنا ولماذا لم أكرَّمْ، لم ولن أسأل .
سؤال 24 ) طموحاتُكِ ومشاريعُكِ للمستقبل ؟؟
- جواب 24 - هنالك ديوانان ينتظران النشر ويكملان دائرتي الذاتيَّة ويكوِّنان امتدادًا للجوئي في وطن الحداد. وهنالك مشاريع أخرى ستخرجُ للنّور قريبا. وهنالك بعض القصائد لي في طور التلحين .
سؤال 25 كلمة أخيرة تحبِّين أن تقوليها في نهاية اللقاء ؟؟
- جواب 25 - طوبى لكلِّ كلمة تخرجُ من رحْمِ الصِّدق وتصل إلينا ... وأشكركم جزيل الشكر على هذا اللقاء.
وسوم: العدد 660