جدل بعد حوار نافعة مع (رأي اليوم)
جدل بعد حوار نافعة مع “رأي اليوم” وانتقادات حادة له بعد تحميله جماعات الإسلام السياسي مسؤولية إفشال ثورة يناير:
محمد عمارة: الإخوان ظُلموا..
القاعود: الفهم المغلوط يدفع الناصريين والقوميين والليبراليين لرفض الفكرة الإسلامية
أثار الحوار الذي أدلى به د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة جدلا واسعا ،حيث تلقّاه محبوه وتابعوه بقبول حسن ، وسلقه منتقدوه من الجانب الإسلامي بألسنة حِدادٍ . في البداية يقول المفكر الاسلامي د. محمد عمارة إن الإخوان لم تكن لهم تجربة في الحكم يمكن أن نحاسبهم عليها ، ولكن لهم تجربة في التنظيم ، جعلتهم التنظيم الوحيد الذي لا تخلو منه مدينة على ظهر هذه الأرض، ولهم تجربة في معاناة الاضطهاد والقهر والسجون والمعتقلات وتقديم الضحايا تفوقوا فيها على سائر أصحاب الايديولوجيات . وتابع د. عمارة: ” لقد امتلك الاخوان رأس الدولة ، ولم يمتلكوا الآليات التي يديرون بها الدولة ، بل كانت هذه الآليات تابعة للنظام القديم المعادي لهم، وهو وإن نجحوا على المستوى الجماهيري في استفتاء مارس 2011 وانتخابات مجلسي الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية والاستفتاء على الدستور، إلا أن آليات الدولة القديمة والقوى المؤيدة لها، وكذلك أصحاب الأيديولوجيات المرعوبة من جماهيرية الاخوان وبالذات السفليون الذين لهم علاقة بدول الخليجن كل هؤلاء لعبوا دورا في تشويه صورة الإخوان، وتحالفوا جميعا على حرمانهم من حقهم الدستوري في تجربة الحكم 4 سنوات، فكان مثلهم مثل ما قال فيه الشاعر القديم : ألقاه في اليم مكتوفا وقال له.. إياك إياك أن تبتل بالماءِ “ وتابع د. عمارة : ” لم يحدث في تاريخ العالم أن رئيس جمهورية يتم رميه بقنابل المولوتوف ويحاصر ، ويؤتى بالأوناش الى قصره لاقتحامه “. القاعود : فهم خاطئ للفكرة الاسلامية أما د. حلمي القاعود رئيس قسم اللغة العربية الأسبق بآداب طنطا فيرى أن قضية استبعاد الدكتور حسن نافعة من المشهد الإعلامي من القضايا الهامشية التي لا تمثل موضوعا جوهريا في قضية الحرية وكرامة المواطنين ، مشيرا الى أن الدكتور نافعة طوال عمره وهو يجلس على حجر النظام العسكري الفاشي منذ عصر ” البكباشي” إلى الآن ، وأظنه – يقول القاعود – كان ومازال من المقربين إلى النظام ، فقد كان ضمن التشكيلات المهمة والخطيرة في العهد الناصري ، وأبرزها منظمة الشباب الاشتراكي ، ولعله أيضا كان ضمن ما يسمى التنظيم الطليعي ، ولهذا التنظيم قصة ودور وآثار . وتابع القاعود : “مشكلة هؤلاء الذين صنعهم العصر الناصري أنهم على شقاق كبير مع الفكرة الإسلامية وتجلياتها الإنسانية ، فهم يعتقدون أنها تستبعد الوطن والقومية ، والعروبة ، وتعادي الحرية والشورى وبناء الأوطان . وهو فهم خاطئ ، فالوطن من الأولويات الأربعة التي يموت المسلم من أجلها شهيدا ، والأمة العربية هي الكيان الذي نزل القرآن بلغته ، والأمة الإسلامية هي الإطار الذي تصنعه الوحدة الإيمانية ” إنما المؤمنون إخوة ” . وخلص القاعود الى أن هذا الفهم المغلوط هو الذي يدفع الناصريين والقوميين والليبراليين فضلا عن الماركسيين وأشباههم إلى رفض الفكرة الإسلامية وتحميلها كل الشرور والمصائب والنكبات . وتابع القاعود : “كان يمكن للإسلاميين أن يستسلموا للحكم العسكري منذ يوليو 1952 حتى انقلاب يوليو 2013 ، وكان يمكنهم أن يشاركوا في الحكم والسياسة والثقافة والاقتصاد والتعليم وأن يدخل أبناؤهم إلى القوات المسلحة والشرطة والقضاء والخارجية والصحافة والجامعات ، ولكنهم رفضوا الحكم العسكري ومخرجاته الديكتاتورية والاستبدادية والمزاجية ، فدفعوا أثمانا باهظة لتمسكهم بالحرية على مدى ستين عاما أو يزيد ، وحرموا من حقوق المواطن العادي والطبيعي ، لأنهم يتمسكون بشيء اسمه الإسلام ، حاربوا به في فلسطين والدول العربية مواجهة للغزاة ومن أجل الاستقلال ، وعرف العدو معنى أن يواجهه الإسلام في الميدان ( انظر ما يفعلونه بحماس ، وما فعلوه من قبل بجبهة الإسلامية في الجزائر ) ” . واعتبر القاعود أن الحكم العسكري الذي ازدهر عقب سقوط فلسطين في قبضة العدو النازي اليهودي ، يشير بطريقة ما إلى الأصابع اليهودية في صناعته ، وأكثر العواصم العسكرية ضجيجا عن تحرير فلسطين هي التي فرطت في فلسطين وثبتت وجود الغزاة اليهود في أرض فلسطين ، ثم إنها كانت أول العواصم التي جاهرت بالإذعان للإرادة النازية اليهودية في كامب ديفيد ومدريد ووادي عربة وأوسلو وغيرها ، وآخر ما تفتقت عنه الذهنية العسكرية الانقلابية مؤخرا ، ما أعلنه الجنرال عما سماه الاحتفال بالانتصار والاستقلال والهزيمة والانكسار في مكان واحد . وهي مصطلحات لم يستخدمها السابقون من الحكام تعبيرا عن استقلال الغزاة النازيين اليهود ! وتابع القاعود : “الدكتور نافعة صعبان عليه أنهم أهملوه بعض الشيء في الإعلام ، ولكنه لم يلتفت إلى الجريمة الأكبر وهي تدخل العسكر في إلغاء الإرادة الشعبية وخطف الرئيس المنتخب ومحاكمته ظلما وزورا ، ومصادرة الحريات والأموال وتكميم الأفواه وتكبيل الأقلام .. وإعلان السلام الدافئ مع الغزاة اليهود الأشرار! ليعلق الدكتور نافعة كل جرائم الكون في رقبة الإخوان والإسلاميين ، ولكن عليه أن يتذكر الجريمة الأعظم وهي الحكم العسكري الفاشي الدموي الذي قتل آلاف المسلمين وما زال يقتلهم ، ووضع البلاد على شفا جرف هار .. لا ندري متى سينهار ويأخذ جميع الأطراف إلى درك سحيق ! لقد أعلنها الجنرال بنفسه أننا أصبحنا أشباه دولة ، وأعلنها وزير خارجيته أننا لم نعد دولة رائدة ، والدولار يزداد ثمنه مصريا ، والنيل سيولي وجهه شطر الجنوب ، والمصريون يصرخون من ممارسات الانكشارية” . واختتم قائلا : ” الدكتور حسن نافعة مثله مثل بقية قبيلته الفكرية أيد الانقلاب العسكري الدموي الفاشي ، وسعد بإسقاط الديمقراطية والرئيس المنتخب وأفضل دستور صاغه المصريون في العصر الحديث ، وزعلان لأنه لا يتصدر المشهد الإعلامي ، ويتجاهل أن المشهد الإعلامي مخصص لشخص واحد فقط هو الجنرال” !
وسوم: العدد 669