لقاءٌ مع الشَّاعرِ الفلسطيني الكبير "سُليْمَان دَغَش"
( الشاعر الكبير سليمان دغش مع الشاعر والأديب والإعلامي حاتم جوعيه )
مقدِّمة ٌ وتعريف - ( البطاقة الشَّخصيَّة ) :
الشَّاعرُ الفلسطيني الكبيرُ وسفيرُ الشّعر ِالفلسطيني " سليمان دغش " من سكَّان قرية المغار - الجليل ، حاصلٌ على شهادةِ البكالوريوس (b.a ) في إدارةِ الأعمال من جامعة حيفا ، وعلى شهادة الماجستير (m.a ) في إدارةِ الأعمال الدوليَّة من جامعة هامبرسايد البريطانيَّة . أصدرَ حتى الآن ستة عشرة ( 16 ) ديوان شعر ... آخرها كان : " الكلمة الاخير لامرىء القيس" ، وصدرت اعمالهُ الكاملة في تونس تحت عنوان : ( التجلّي الأخير ) سنة 2016. وقد نشرَ الكثيرَ من إنتاجهِ الشِّعري والأدبي في العديد من الصحفِ ومواقع الأنترنيت داخل وخارج الوطن... وشاركَ في العديدِ من المهرجاناتِ الأدبيَّةِ محليًّا ودوليًّا ، مثل : معرض القاهرة الدولي للكتاب ، ومهرجان " جرش " ومهرجان " الدوحة " ومهرجان " توزر" الدولي في تونس وفي الجزائر مؤخرا وغيرها . ويُعتبرُ في طليعةِ الشُّعراءِ الوطنيين المُلتزمين المُبدعين في فلسطين ومن الرافضين لجائزة التفرّغ السلطوية التي تمنح كل سنة لمجموعة من الشعراء والأدباء المحليِّين ولم يقدم لها إطلاقا حتى الآن ويعتبرُها إهانة لأدب المقاوم واختراقا له . وقد عُيِّنَ قبل أكثر من سبع سنوات سفيرًا لدولةِ فلسطين في حركةِ شعراءِ العالم التي يرأسُهَا الشَّاعرُ والمُناضلُ التشيلي " لويس مانزو "، وحصل مؤخرا على جائزة الإتحاد العام للكتاب والإدباء العرب الذي يشملُ كافة إتحادات الكتاب في العالم العربي.. وقد استلم الجائزة في دولة الجزائر في احتفال مهيب حضرهُ كافة سفراء الدول العربيَّة والسلك الدبلوماسي وأعضاء المكتب الدائم لإتحاد الكتاب العرب الذي يضمُّ ممثلين عن جميع إتحادات الكتاب في الدول العربيَّة وتحت رعاية الرئيس الجزائري ( عبد العزيز بوتفليقة ) .
كتب عنهُ وعن إصداراتهِ وتجربتهِ الشعرية الكثيرُ من الأدباء والنقاد العرب الكبار من مختلف الدول العربية ،ومهم : الناقد والأديب الفلسطيني الكبير ( صبحي الشحروري )، وأما محليا فأنا الأديب والناقد الوحيد الذي كتب دراسة مطولة لأحد دواوينه الشعرية .. ولم يكتب عنه غيري من النقاد المحليين رغم مكانته ومنزلته الشعرية والأدبيَّة الكبيرة والشهرة الواسعة التي حصل عليها عربيا وعالميا . وبعد رحيل العمالقة وشعراء المقاومة الكبار، مثل : سميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد وفدوى طوقان وراشد حسين وأحمد دحبور( منشد الثورة الفلسطينيَّة )الذي توفي قبل فترة قصيرة . يعتبر سليمان دغش الآن في طليعة الشعراء الفلسطينيين الوطنيين الملتزمين الكبار والمبدعين والمناضلين بالإضافة إلى بعض الشعراء الفلسطينيِّين في الداخل الذين لا يتعدَّون أصابع اليدين العشرالذين ثبتوا على مواقفهم و مبادئهم الوطنيّة ويملكون تجارب شعريَة رائدة تليق بفلسطين وبتضحياتها وشهدائها وشلال الدم النازف منذ مئة عام .
والشَّاعرُ سليمان دغش نشيط جدًّا في السِّياسةِ وأحدُ رموز الحركةِ الوطنيَّةِ في الداخل...أسَّسَ الحزبَ التقدُّمي الإشتراكي سنة 1989 ولا يزالُ يرأسهُ حتى الآن ...وكانَ لنا معهُ هذا اللقاء الخاص والمُطوَّل .
* سؤال 1 ) الشَّاعرُ المُخَضْرَمُ " سليمان دغش " أشهرُ من نارٍ على علم ... كيفَ تُقدِّمُ نفسَكَ للقرَّاء ؟؟
- جواب 1 أعَرِّفُ نفسي للقرَّاءِ من خلال ِ ما كتبتهُ من شعر ٍ ابتداءً من ديوان "هويَّتي الأرض " الذي كُتبت معظم قصائده على أوراق السجائر في السجون العسكريَّة الإسرائيليَّة وكانَ بمثابةِ تأشيرةِ دخولي بثقة وقوَّة إلى عالم ِ الشِّعر ِالمُدهش .. ومن خلال ِ تطوُّر موهبتي الشّعريَّة لأكثر من ربع قرن استطعتُ خلالها أن أثبِّتَ بَصْمَتي الخاصَّة في مجال ِالشعر وأن أصبحَ أحدَ كبارِ الشُّعراءِ الفلسطينيِّين والعرب البارزين في المشهدِ الثقافي العربي متجاوزًا بدايات الشِّعر الفلسطيني المُقاوم بما فيهِ من مباشرةٍ إلى آفاق الإبداع ِالأرقى والأسمى ومنسجمًا مع الحداثةِ كقيمةٍ وجوهر بوصفِ الحداثةِ جوهر الوجود غير مُكترث بحداثةِ الشَّكل أو شكل الحداثة ِ التي ينطوي تحت عباءتِها الكثيرُ من الكُتَّاب والشّعراءِ دون أن يستوعبُوا الحداثة َ كجوهر وَكقيمةٍ جماليَّةٍ وإنسانيَّة متطوِّرة أبدًا .
*سؤال 2 ) العراقيلُ والصُّعوباتُ التي واجهتكَ في البدايةِ وكانت حَجرَ عثرة ٍ أمامَ انطلاقاتِكَ الكتابيَّة وغيرها ؟؟
- جواب 2 - بدأ اهتمامي بالشِّعر ِ في جيل ٍ مبكر ٍأثناءَ دراستي الثانويَّة حيثُ استهواني الشِّعرُ واللغة ُ العربيَّة الغنيَّة والجميلة من خلال ما قرأتهُ آنذاك لشعراءٍ عربٍ وفلسطينيِّين كانَ أبرزهم " محمود درويش " و " سميح القاسم " و " نزار قبَّاني " و "عبد الوهاب البياتي " و" السَّيَّاب" وغيرهم .. ممَّا دفعني بشغفٍ ولهف ٍ إلى محاولة ِ كتابة الشِّعر ... وقد نشرتُ أوَّلَ قصائدي على صفحات جريدة " الإتحاد " ومجلَّتي " الجديد " و " الغد " اللتين انطلقَ منهما شعرنا المُقاوم . ومن أهمِّ المُنعطفات التي أثَّرت في مسيرتي السِّياسيَّةِ والشِّعريَّةِ في آن واحد كان دخولي السِّجن العسكري في سنِّ الثامنة عشرة .... وتحديدًا بعد إنهائي الدراسة الثانويّة .... فعلى أوراق السَّجائر كتبتُ معظمَ قصائد ديواني الاوَّل " هويَّتي الأرض " التي كانت تنشرُ في تلكَ الصّحفِ المحلَّيَّة . وعلى الرغم ِ من قساوةِ السِّجنِ فقد بقيَتْ روحي حُرَّة ً مُنطلقة ً كفراشةٍ ملوَّنةٍ على سفوح ِ الجليل والكرملِ ومروج الوطن الجميل المُمتد من الماءِ إلى الماءِ ... ولا شكَّ أنَّ ثمَّة صعوبات واجهتني كما واجهت أبناءَ جيلي ... كانَ أهمّها المُلاحقات المُكثَّفة للسلطةِ وأجهزتها لكلَّ أصحاب الكلمة الجريئة والشَّريفة المناضلة في محاولةٍ لإسكاتِ صوتِنا المُعَبِّر عن انتمائِنا وهويَّتنا القوميَّةِ والوطنيَّة كجزءٍ حيٍّ وفاعلٍ من شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربيَّة ،هذا الصوت الصارخ الذي سُمِّيَ في حينهِ " أدب المُقاومة " لما حَملهُ من روح المقاومة والتحدِّي والصمود والثبات على هذِ الأرض التي قالَ عنها محمود درويش :(على هذهَ الأرض ما يستحقُّ الحياة ) .
* سؤال 3 ) أنتَ حقَّقتَ شهرة ً واسعة َ النطاق محليًّا وعربيًّا وعالميًّا ... كيفَ وصلتَ إلى كلِّ هذا وَمن كانَ وراءَ هذهِ الشُّهرةِ ... أي هل هنالكَ مؤسَّسة ٌ أو حزبٌ دعَمكَ وساعدكَ للوصول ِ ... أم أنَّ " سليمان دغش " هو الذي كوَّنَ نفسَهُ بنفسِهِ ووصلَ إلى ما وصلَ إليهِ بمجهودِهِ الذاتي ؟؟
- جواب 3 - كلُّ ما وصلتُ إليهِ عبرَ مسيرتي الإبداعيَّةِ الطويلةِ كانَ بكلِّ تواضع ٍ نتيجة َ مجهودٍ فرديٍّ لسليمان دغش الذي استطاعَ بعلاقتِهِ الشَّخصيَّةِ والصَّداقةِ الحقيقيَّة ِ ، خاصَّة ً مع زملائي الكتاب والأدباء في ما سُمِّيَ بمناطق ِ أل 67 ... أي الإحتلال الثاني . ومن خلال هذهِ العلاقة الجميلةِ والمُميَّزةِ بصدقِهَا استطعتُ أن أعبُرَ الحدودَ رغمَ الحصار ِالقاتل للمؤسَّسةِ الإسرائيليَّة لنا ككُتَّاب في الداخل ِالفلسطيني إلى آفاق ِ العربيَّةِ الأوسع عبر مُشاركتي في مهرجانات دوليَّة هامَّة في بعض الدول ِالعربيَّةِ .
ولا يزالُ " سليمان دغش " كغيرهِ من الكتابِ الفلسطينيِّين في الداخل محرومًا من قطاع ٍ واسع ٍ من الجمهورِالعربي الذي لم أتمكَّن من الوصول ِ إليهِ حتى الآن ... وبدون شكٍّ أنَّ شبكة َالأنترنيت قد وفرَتْ لي ولغيري فضاءً عالميًّا واسعًا استطعتُ ، من خلالهِ ، أن أصلَ إلى كلِّ مكان ٍ تقريبًا في العالم . وللأسفِ الشَّديدِ لا نزال نفتقدُ هنا كأدباءٍ وشعراءٍ في الداخلِ إلى مُؤسَّساتٍ ترعى وتتبنَّى أدبَنا ونتاجَنا الثقافي ... حتى أنَّ المُؤسَّسة َ الرَّسميَّة َ الإسرائيليَّة َ تُعادي هذا الأدبَ الوطني المُقاوم وتحاولُ إسكاتَهُ بشتَّى الوسائل ِوالطرق ِ وبتطبيقِ الخناق ِالسِّياسي والإقتصادي على الكتَّاب الوطنيِّين ، وغياب الأطر الأدبيَّة واتحادات الكتَّاب التي من المفروض ِ أن تتبنَّى هذا الشِّعرَ وهذا الأدبَ... فكلُّ ما لدينا الآن هو مُجرَّدُ أسماءٍ لاتحاداتِ كُتَّاب أو روابط كُتابٍ فارغةٍ من أيِّ مضمون أو نشاط ٍ فعليٍّ على السَّاحةِ ..وبناء على ذلك قمنا ( مجموعة من الشعراء الشباب ) منهم : الشاعر المحامي سامي مهنا ، الكاتبة انوار سرحان ، الأستاذ يعقوب حجازي ( مدير مؤسسة الأسوار ) ، الشاعر معين شلبيّة بتأسيس إتحاد الكتاب الجديد باسم ( إتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل – 48 ) وانتخبَ الصديق سامي مهنا رئيسا له والاخت انوار سرحان نائبة للرئيس والاستاذ يعقوب حجازي أنتخب مؤخرا سكرتيرا للإتحاد . واستطتاع هذا الإتحاد بتطلعاته البعيدة المدى والمسؤولة لتطوير المشهد الثقافي الفلسطيني وبدعم كبير ومساندة من الإتحاد العام للأدباء والكتاب الفليسطينيين برئاسة الأخ الصديق الشاعر( مراد السوداني ) رئيس الإتحاد العام أن يحققَ وحدة إتحاد الكتاب الفلسطينيين في كافة اماكن تواجد شعبنا وأصبحنا جزءا لا يتجزأ من هذا الإتحاد ، ثمّ تمَّ الإعتراف بنا بشكل رسميٍّ كاحدِ مركبات الإتحاد العام للكتاب والأدباء العرب وممثلين في المكتب الدائم له . إضافة إلى تحصيل استحقاق تاريخي هام جدا يعتبرُ إضافة للإعتراف بنا إختراقا وسابقة لم تحدث منذ تأسيس الإتحاد العام للادباء والكتاب العرب سنة )( 1954 ) بتخصيص جائزة سنويَّة خاصة بالكتاب والشعراء الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني ( 48 ). وبهذه الإنجازات التاريخيّة يكون إتحاد الكتاب الفلسطينيين نجحَ أن يعيدَ فلسطين إلى أولها وأن يغيِّرَ نظرة العالم العربي إلينا من التخوين والتهميش إلى الإعتراف والتكريم بما نستحقهُ كجزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني والذين صمدوا وتشبثوا بتراب الوطن ولا زالوا ينازلون النقيض الصهيوني ودحض روايته المزيفة عن حقه المزعوم في فلسطين بناء على خرافات توراتيَّة لا تمت للتاريخ وللحقيقة بشيىء .
*سؤال 4 ) أنتَ كنتَ سابقا ً عضوًا في الحزبِ الشُّيوعي والجبهة ... لماذا تركتَ الحزبَ !!؟؟
- جواب 4 - كما أشرتُ فقد كانت بداياتي في السِّياسةِ في الجبهةِ الديمقراطيَّةِ والحزبِ الشُّيوعي ولا أنكرُ دورهما الكبير في دعم ِ مسيرة ِ الكتَّابِ والمُبدعين الفلسطينيِّين بنشر ِ أعمالهِم عبرَ الصُّحفِ الحزبيَّةِ التي لعبتْ دورًا بارزًا في إبراز ِ أدبِ المُقاومةِ ورعايتِهِ وإيصالهِ إلى العالم العربي . وفي سنة 1989 أسَّستُ أنا ومجموعة ٌمن الأصدقاءِ حزبًا جديدًا هو " الحزب التَّقدُّمي الإشتراكي " الذي تبنَّى النظريَّة َالتقدُّميَّة َ للشَّهيد كمال جنبلاط ، لأنَّنا رأينا في التقدُّميَّة المتأنسنة التي يطرحُها كمال جنبلاط في ميثاق الحزب التقدُّمي الإشتراكي اللبناني الشَّقيق هي أقرب النظريَّات إلى روح ِ الإنسان المتجدِّدة أبدًا والمُتطوِّرة والتي ترى في الإشتراكيَّةِ المناخَ أو النظامَ الأفضلَ لتطوُّر ِ هذهَ الروح الإنسانيَّة التي تسعى إلى التوحُّدِ والتكوُّر ِ كوحدة ٍ واحدة ٍ في هذا الكون . ولا أخفي أنَّ الخلافات السياسيَّة أو التطبيقيَّة لنهج ِ الجبهة ِ الديمقراطيَّة هنا كانت وراءَ قراري وزملائي بتركِ الجبهة الديمقراطيَّة التي نشأنا فيها وساهمتْ كثيرًا في بلورة ِ شخصيَّتِنا الوطنيَّة والتقدميَّة ... إلا َّ أنَّ التطبيقات على أرض ِ الواقع لمبادىءِ الجبهة ِ كانَ بها الكثيرُ من الخطأ تتحمَّلُ مسؤوليَّتهُ القيادة ُ مع كلِّ ما تبعَ ذلكَ من إسقاطاتٍ على الجبهةِ نفسها وعلى الجماهير العربيَّة هنا ... وانطلاقا ً من إيماني بضرورة ِ التعدُّديَّةِ الحزبيَّةِ التي تُثري وتساهمُ في الوصول ِإلى الحقيقةِ أكثر من التفرُّد بالرَّأيِ الواحد المُتحجِّر والمُتجمِّد رأيتُ من الضُّروري في حينهِ تشكيلَ وتأسيس الحزب التقدُّمي الإشتراكي ليكونَ فصيلا ً طلائعيًّا يُساهِمُ مع بقيَّة ِالأحزابِ التي تكوَّنتْ لدينا للدفاع ِ عن حقوقنا والتمسُّك بالهويَّة ِ الوطنيَّةِ الفلسطينيَّة والتراب الفلسطيني وحق شعبنا في العودة الكاملة وتقرير المصير .
*سؤال 5 ) أنتَ شاركتَ في مهرجان " جرش " الدولي في الأردن ... كيفَ وصلتَ إلى هناك ... وكيفَ كانَ ردُّ فعل الجمهور تجاهَ قصائِدِكَ التي ألقيتَها هناك ؟؟
- جواب 5 - كما قلتُ سابقا كلُّ ما وصلتُ إليهِ من مشاركاتٍ في مهرجاناتٍ عربيَّة أو دوليَّةٍ كانَ نتاجًا لتحرُّكي الشَّخصي وعلاقاتي الشَّخصيَّة مع العديدِ من الكتابِ والشُّعراءِ الفلسطينيِّين والعربِ والذين تعرَّفتُ عليهم وأطلعتهُم على نصوصي الشِّعريَّة التي رأوا فيها تجربة ً خاصَّة ً ومميَّزة ً تستحقُّ الإحتفاءَ بها عربيًّا وعالميًّا ، وعليهِ فقد تمَّ دعوتي لأكثر من مرَّةٍ إلى مهرجاناتِ جرش والقاهرة والدوحة وتونس والمغرب والجزائر وغيرها ... وأطمحُ للوصول أكثر إلى الجمهور العربي الواسع وإلى العالم ِ من خلال تعييني سفيرًا للشعر الفلسطيني في حركة ِ شعراءِ العالم التي تتيحُ لي مجالا ً واسعًا لحمل ِ شعرنا وأدبنا المُقاوم إلى كلِّ نقطةٍ في العالم ... وسأعملُ ما أمكنني على أن يحظى الشُّعراءُ والأدباءُ في الداخل ِ- تحديدًا -والذين لديهم الكفاءة الأدبيَّة والشّعريَّة بالإهتمام والرِّعايةِ وتوفير الفرص للمشاركةِ في مهرجاناتٍ أدبيَّة وثقافيَّة خارج الوطن . وكما قلتُ وللأسف في غياب مؤسَّسات أدبيَّة وثقافيَّة راعية على الشَّاعر أو الكاتب أن يعتمدَ على نفسهِ للوصول ِإلى أيَّةِ مكانةٍ أو فعاليَّةٍ خارج البلاد مستندا إلى إبداعه الحقيقي الراقي وتجربته الشعريَّة التي تغني المشهدَ الثقافي والادبي الفلسطيني خاصة والعربي بشكل عام بصفتنا جزءا لا يتجزأ من الثقافة العربيَّة وتراثنا الاصيل .. وكم نحن بحاجة إلى تلك الرئة العربيَّة لنتنفس من خلالها عبق العروبة الذي يسهمُ في دعم صمودنا ونضالنا بالكلمة الموقف دفاعا عن حقنا في الوجود على تراب الآباء والأجداد الذي ورثناهُ ، فالأرضُ تورثُ كاللغة .
*سؤال 6 ) لقد عُيِّنتَ مُؤخَّرًا سفيرًا للشعر الفلسطيني في كل اماكن تواجد شعبنا من الداخل إلى الشتات ..كيفَ تمَّ ذلك وما هو دورُكَ وفعالياتك ومهمَّاتُكَ بالضَّبط في هذا المجال ... حدِّثنا بتوسُّع ؟؟
- جواب 6 - في الواقع فاجأني هذا الإختيار الذي أتشرَّفُ بهِ وقد فوجئتُ بهِ عندما تسلَّمتُ رسالة ً من صديقي الشَّاعر التونسي " يوسف رزُّوقه " وهو نائب الأمين العام لحركةِ شعراء العالم يُبلِّغني فيها بترشيحي واختياري لأكونَ سفيرًا لدولةِ فلسطين في الحركةِ والتي عَيّنت سفيرًا لكلِّ دولةٍ ثمَّ ترشيحه والإتفاق عليهِ . ويُسعِدُني ويُشرِّفني أنَّ معظمَ الكتابِ والأدباء ِ والحركات الثقافيَّة الفلسطينيَّة قد أيَّدَتْ وباركت لي بهذا الشَّرف العظيم ورأت بي - وهذا مصدر اعتزاز- الشَّخصَ المناسب لتمثيل ِ الشِّعر الفلسطيني . وقد تلقيتُ العديدَ من البرقيَّاتِ والإتصالات المؤَيِّدة ِ والمباركة لهذا التعييين ِ والذي سأعملُ من خلالهِ - كما قلتُ – لإبراز خصوصيَّةِ شعرنا المُقاوم وإلى إيصال ِقضيَّتِنا الفلسطينيَّةِ إلى محافل العالم عبرَ الشِّعر القادر على أكثر من أيِّ شيىءٍ آخر على التَّأثير من خلال ما يحملهُ من أوجاع ٍ وهموم ٍ ودموع ٍ وقهر ٍ لشعبنا الفلسطيني وبوصفه أداة التعبير الأرقى والأجمل لنقل معاناة ومأساة الإنسان لاسيَّما ان شعبنا الفلسطيني هو الشعب الوحيد القابع تحت الإحتلال في عصرنا هذا .
*سؤال 7) لماذا أنتَ تكتبُ الشِّعرَ وما هيَ المواضيعُ التي تعالجُهَا في كتاباتِكَ ؟؟
- جواب 7 - في الواقع أكتبُ الشِّعرَ لأنَّ الشِّعرَ يكتبني ، فمنذ ُ أن وعيتُ على جماليَّاتِ اللغةِ العربيَّةِ ، لغة القرآن الكريم ، وأنا مسكونٌ بسحر هذهِ اللغة ِ والتي تتجلَّى أكثرَ في الشِّعر بوصفِ الشِّعر تكثيفا ً وتلطيفا ً للمعنى واختزالا للتجربةِ الإنسانيَّة التي تتراكم على مَرِّ السنين في نفس الكاتب فيختزلها الشِّعرُ بيتٍ واحدٍ أو بقصيدة واحدة .
وأمَّا المواضيعُ التي أعالجُها أو أتناولها في كتاباتي فأهمُّها : قضيَّة الوطن والهويَّة - وأنا أرى بها قضيَّة ً عالميَّة ... فلا يحقُّ للعالم ِ أن يتبجَّحَ أو يحتفي بإنسانيَّتهِ طالما هنالكَ شعبٌ محتلٌّ ومقهورٌ ومُحاصرٌ كشعبنا الفلسطيني . ثمَّ وكأيِّ إنسان ٍ أو أيِّ شاعر ٍ فأنا أكتبُ قصيدة َ الحبِّ والوجع ِالإنساني الأكبر دونَ أن أرى في فلسطينيَّتي حاجزًا أمامَ طموحي الإنساني الأكبر ولا تناقضَ بين الوطنيّة والإنسانيّة باعتبار الوطنيَّة شكلا من أشكال الإنسانيّة الواسعة التي ترى في الإنسان عنصرا هامًّا في اكتمال الإنسانيَّة الحقيقيّة على هذا الكوكب الجميل .. لا سيَّما وانَّ العالم قد تحوَّلَ في عصرنا هذا إلى قرية صغيرة تجمعُ البشرَ جميعا في بوتقة واحدةٍ تتلاقحُ فيها الثقافات المتعدِّدةُ لخلقِ الإنسان السويّ المعتدّ والمعتزّ بإنسانيَّتهِ بكلِّ ما في هذه الكلمة من قيم المحبة والإخاء والتضامن لجعل العالم أجمل وأرقى وأكثرَ فرحا وغبطة وجمالا بما يليق بهذا الإنسان الواعي التقدمي المتحضر بوصفهِ منطلق الوجود وغايته الأخيرة .
*سؤال 8 ) بصفتِكَ شاعر وطنيٍّ ملتزم كيفَ كانَ وقعُ رحيلِ الشَّاعر الكبير" محمود درويش " عليك ... وهل تركَ رحيلُ محمود فراغًا كبيرًا على السَّاحةِ الشِّعريَّة والأدبيَّة الفلسطينيَّةِ ...ما رأيُكَ ؟؟
- جواب 8 - رحيلُ محمود درويش المُبكِّر عن المشهدِ الثقافي الفلسطيني والعربي والعالمي يُعتبرُ كارثة وفجيعة ً كبرى للشِّعر بحدِّ ذاتهِ وللشَّعبِ الفلسطيني بوصفِ محمود يُمَثِّلُ وجدانَ هذا الشَّعب وضميره الحيّ ... واستطاعَ بشعرهِ الرَّاقي المبدع أن يفتحَ سفارةً فلسطينيَّةً في كلِّ مكان من العالم وحمل القضيَّة الفلسطينيَّة الإنسانيَّة بتجلِّيها الإنساني إلى كلِّ المحافل الدوليَّةِ والتي تعجزُ السِّياسة ُ مهما كانت مؤثِّرة ً وقويَّة ً أن تفعلَ ما يفعلهُ الشِّعرُ وما يفعلهُ محمود درويش .
صحيحٌ أنَّ محمود درويش لم يكن صديقي الشَّخصي كما يدَّعي الكثيرون بعد رحيلهِ على الرُّغم ِ من لقاءاتي بهِ في الوطن وخارج الوطن عدَّة مرَّات ... إلا َّ أنَّهُ كانَ صديقا ً لروحي كما كانَ صديقا لأرواحِنا جميعًا لأنَّهُ يُمثِّلُ الجميلَ فينا ، وبرحيلِهِ عنَّا تركَ جرحًا نازفا ً في قلوبنا جميعًا ... وقد اكتشفنا بعدَ غيابهِ الأخير كم كنَّا نُحبُّهُ وكم كانَ يُحِبُّنا .
*سؤال 9 ) لماذا لا تشاركُ في ما يُسَمَّى بمهرجان الشِّعر العالمي الذي كان يُعقدُ في أواخر شهر نيسان من كلِّ عام ٍ في قريتكَ المغار !!؟؟
جواب 9 - أوَّلاً لم أشاركْ في هذا المهرجان المُسَمَّى عالميًّا وهو للأسفِ أقل من محلِّي من حيث المشاركةِ الجماهيريَّة أو الشُّعراءِ أنفسهم لأنَّ لي موقفا ً ثابتا من اتحادِ الكتابِ الإسرائيلي العام الذي يُشاركُ وربَّما يُنظّمُ ويدعمُ هذا المهرجانَ والموؤسسة الإسرائيليَّة لالمتمثلة في وزارة الثقافة الإسرائيليَّة الراعية والداعمة لهذا المهرجان . وكشاعر ٍ فلسطيني مُلتزم أرى أنَّ موقفَ إتحاد الكتاب العبريِّين لا يزالُ ضعيفا ومُداهنا ً فيما يتعلَّقُ بقضايا شعبنا الفلسطيني عامَّة ً، ولا أستطيعُ أن أشاركَ الكاتبَ العبري في أيَّةِ فعاليَّةٍ طالما بقيَ هذا الكاتبُ غيرَ مُعترفٍ بي وبحقِّي الذي يُمثِّلُ هوَ ( بشكل ٍ مباشر أو غير مباشر ) من اغتصبوا هذا الحقَّ ولا يزالون مُغتصبينَ لهُ وطالما أنَّهُ لم يرفعْ صوتا ً عاليا ً مُحتجًّا على الأقلّ على ما يلحقُ ويُحيقُ بنا من قهر وقمع ٍ واستلابِ حقوق ٍ على يدِ أسيادهِ ... وطالما أنَّهُ لا يعترفُ إطلاقا ً بروايتِنا الفلسطينيَّة التي هي الرواية الحقيقيَّة والسيناريو الصَّحيح لما حصلَ على هذهِ الأرض . وللأسفِ الشَّديد فإنَّ مهرجان َ " المغار " المذكور لا يتجاوزُ كونهُ مهرجانا ً ( للحُمُّص ِ واللَّبنه والزَّعتر ) التي يُحبُّها كثيرًا أبناءُ عمِّنا اليهود ويروننا فقط من خلال فنون ِ الأكل والطَّهي ِ .
وكانَ من المفروض ِ أن أكونَ أنا وبقيَّة ُ زملائي الشُّعراء أوَّلَ المُشاركين في مثل ِ هذه المهرجانات لو أنَّ المسؤولين تشاوروا وتعاونوا معنا على تنظيم ِ ورفع ِ مستوى هذا المهرجان بما يليقُ بأدبِنا الفلسطيني الصادق والذي من خلالهِ نستطيعُ أن نخاطبَ العالمَ وأن نوصلَ قضايانا المصيريَّة َ والإنسانيَّة َ إلى كافَّة ِ أرجائهِ .
*سؤال 10 ) ما رأيُكَ في ظاهرة ِ القومجيِّين وَكُتَّابِ التقاعد ( البينسيا ) الذينَ كانوا طيلة َحاتِيهم مع السُّلطةِ وضدَّ قضايا شعبِهم وكانوا في الوظائفِ الحكوميَّة العالية والمعارف وغيرها وبعدَ أكثر من عشرين أو ثلاثين سنة... أي بعدما خرجوا للتقاعد " البينسيا " أصبحُوا وبقدرةِ قادر وطنيِّينَ يكتبونَ القصائدَ والمقالات الوطنيَّة الهزيلة َ والسَّخيفة ويُعطونَ العلامات في الوطنيَّة ِوالنضال ِلغيرهم ...ومعظمُهم ادعوا أنهم ورثة الشاعر الكبير محمود درويش ورثوهُ وتباكوا عليها زيفا وبهتانا.... وللأسفِ معظم الصحف والمجلات المحليَّة (الدكاكين الرَّخيصة) ووسائل الإعلام الصفراء أصبحت منبرًا ومرتعًا لهم ولهرائهم !!؟؟
- جواب 10 - هؤلاء الكُتَّاب والشُّعراء بين مزدوجين هم في نطري كتَّاب البينسيا ( التقاعد ) ، فطيلة ُ حياتِهم كانوا في الوظائف الحكوميَّةِ والتزمُوا الصَّمتَ المُطبَق ( والسَّاكتُ عن الحقِّ شيطان ٌ أخرس ) حينَ كانَ من واجبِهم الوطني والأخلاقي والإنساني أن يرفعوا صوتهم ضدَّ سياساتِ التَّمييز ِ القومي التي تمارسُها حكوماتُ إسرائيل المُتعاقبة ضدَّنا وضدَّ أبناءِ شعبنا وأمَّتنا ... ولأنَّ السَّاكتَ عن الحقِّ شيطانٌ أخرسٌ فقد كانَ هؤلاء الكتَّاب والشعراء في صفِّ الشَّياطين .. ومن كانَ في صفِّ الشَّيطان لن يستطيعَ أن يصبحَ نبيًّا أو ملاكا ً لأنَّ ماضيه الأسودَ المُشين والجبان سيدفعهُ إلى البلاءِ ... وأمَّا بخصوص ِ رثاء الشَّاعر الرَّاحل محمود درويش فإنَّ أكثرَ ما قيلَ عنهُ من هؤلاءِ هو إساءة لهُ ، ولو كانَ محمود درويش يعلمُ أنَّ أمثالَ هؤلاءِ المستشعرين المُرتزقين سيكتبونَ عنهُ بعدَ رحيلهِ لما ماتَ ... ولا أشكُّ أنَّ محمود درويش المطلّ علينا من شرفاتِ الخلود ممتلىءٌ بالغضبِ لما يقرؤهُ من شعر ٍ ردييءٍ يقالُ بحقِّ شاعر ٍ كبير ٍ وفذ ًّ ومناضل ورمز ٍ كبير كمحمود درويش ... والأفضلُ لهؤلاء المُتطاولين على الشِّعر ِ والأدبِ أن يخرسوا لأنَّهم يسيئونَ لأقدس ِ الفنون ِ وأجملها منذ أن قالَ الوحيُ لرسولِنا الأعظم : ( إقرَأ ) .
سؤال 11 ) لكن وللأسف معظم وسائل الإعلام المحلية إن لم تكن جميعها ( من صحف ومجلات ومحطات تلفزة وإذاعات ومواقع أنترنيت) صفحاتها ومنابرها مفتوحة دائما لهؤلاء المتواطئين وموظفي السلطة الذين وقفوا إلى جانب الظالم والغاصب ضدَّ قضايا شعبهم وأمتهم المصيريَّة وتنشر كتاباتهم أو بالأحرى هراءهم وتخبيصاتهم بالبونط العريض وتجري معهم اللقاءات الصحفية المطولة ودائما يظهرون في كلِّ حفل ومناسبة ثقافيَّة وأدبية ، وفي نفس الوقت هذه المنابر تعتم بشكل واضح ومفضوح على الشعراء والكتاب والأدباء الكبار الوطنيين المبدعين الأحرار ولا تنشر لهم شيئا من كتاباته وإبداعاتهم إلا نادرا ... ماذا تقول في هذا الوضع المخزي وهذه الظاهرة المشينة ؟؟
- جواب 11 – للأسف فإنَّ الإعلام المحلي على وجه الخصوص والعربي عامة يروِّجُ ( للكتابة الساقطة الضعيفة والهزيلة ) سواء كان ذلك مقصودا وعن وعي تام وسياسة ونهج مدروس .. او عن جهل وغباء فإنَّ النتيجة كارثيَّة على الأدب والثقافة العربية والفلسطينيَّة .. فمن شأن هذا الترويج السخيف أن يخلقَ ذائقة معطوبة ومشوَّهة لدى الأجيال الناشئة التي ستعتقدُ أنَّ الشعرَ والادب هو هذه السخافات والتفاهات ، وقد قلتُ في أكثر من مكان إني أرى في هذه الظاهرة خطورة تفوقُ خطورة إغراق مكتبة بغداد في النهر على يد هولاكو .. صحيح أنّ إغراق المكتبة جريمة بحق الإنسانيَّة أتلفت الملايين من المجلدات والكتب والمخطوطات الادبيّة والعلميَّة القيِّمة والنادرة إلا أنَّ باستطاعة الأجيال ان تعوِّضَ ذلكَ بنتاجها الإبداعي الجديد ، أمَّا خلق الذائقة المعطوبة والمشوَّهة فلن يستطيع ان يعوضَ حرفا واحدا من ذلك الإرث العظيم الذي أبادهُ هولاكو السفاح والمجرم بحق الإنسانية . وبناء على ذلك فالمطلوب من المثقفين والكتاب والشعراء التصدِّي لهذه الظاهرة الخطيرة بجرأة وعناد وتصميم لإعادة الثقافة والادب إلى موقعها الصحيح بوصفها بوصلة الأمة التي يجب ان تشيرَ دائما إلى الأرقى والانقى والأجمل في الإنسانيَّة . ويجب الكف عن مهرجانات السخرية المتمثلة بتكريم أولئك الكتبة المستكتبين والمتطفلين على الأدب والثقافة وإزالة كميَّات التبن والقش والزؤان التي طغت على جوهر وشعلة الأدب والثقافة الحقيقيين وجعلت الجمهور الواسع يبتعد عن الجميل والحقيقي في الثقافة لاعتقاده أنّ الأدب هو هذه الأكوام من التبن والقش الذي لا شيىء فيه سوى القحط والجذب الذاهب حتما إلى مزابل التاريخ .
*سؤال 12) ما رأيُكَ وموقفكَ من جائزةِ التَّفرُّغ ِ أو الإبداع ِ السُّلطويَّة التي تُمنحُ لعددٍ من الكُتَّابِ والشُّعراءِ والفنَّانين كلَّ سنة ...من جميع النواحي ؟؟
- جواب - قبل الحديثِ عن هذهِ الجائزةِ السَّيِّئة أوَدُّ أن أشيرَ إلى رأيي الصَّريح بخصوص ِ ما يُسَمَّى دوائر الثقافة العربيَّة او الدًّرزيَّة وكأنَّ الدروزَ ليسوا عربا ً ولهم ثقافة ُ أو لغة ٌ خاصَّة ... إذ أعتبرُ هذهِ الدوائر أداة ً في جهاز ِ السُّلطة ِ الأخطر على ثقافتنا وأدبنا المُقاوم ... ولا أشكُّ أنَّ المؤسَّسة َالإسرائيليَّة قد سَعَت إلى إقامةِ هذهِ الدوائر بهدفِ ضربِ واختراق ِ جبهتنا الثقافيَّة المقاومة وتشويهها من داخلها وعلى حسابِ تجميل ِ وجهِ السلطةِ القبيح ِ جدًّا... وللأسفِ الشَّديد فقد تمكَّنت إلى حدٍّ ما من استمالةِ العديدِ من الكُتَّابِ والشُّعراءِ الذين يلهثونَ وراءَ هذهِ الجائزة ِ غير المشرّفة وهم برأيي يُسيئون إلى أدبنا وموقفِنا الوطني الثابت على هذهِ الأرض ... وثمَّة منْ يدَّعي أنَّ هذهِ الجائزة هيَّ حقٌّ مشروعٌ لنا ويُقبلوُن عليها ويُجَنِّدُونَ الواسطات والشَّخصيَّات التي يُمكن أن تأثِّرَ أو ُتزَكّيهم لنيل ِ الجائزة التي تمنحُ بناء على علاقاتٍ شخصيَّةٍ ولأشخاص ٍ معظمهم لا يستحقونَ أن يكونوا أعضاءً في عائلةِ الإبداع ِ والأدب . وأودُّ أن أأكِّدَ أنَّ بعضَ الأصدقاءِ والزملاء من الكتاب الذين حصلوا عليها أو تقدَّموا إليها ويستحقونها أحترمُ قناعاتهم ولا أوافقُ عليها طبعًا وأطلبُ منهم أن يحترموا قناعَاتي وموقفي الرَّافض للجائزة من منطاقاتٍ مبدئيَّةٍ ووطنيَّةٍ وآيديلوجيَّة وإنسانيَّة ... وأن يعيدوا النظرَ في نظرتِهم إلى الجائزةِ المذكورة وإلى من يقفُ وراءَها من أدواةِ السُّلطةِ التي لا تريدُ لنا أو لأدبنا وثقافتِنا وفنِّنا الخيرَ ... ولأنَّ الجبهة َ الثقافيَّة َ في نظري هي أهمِّ الجبهات في مقاومةِ أيِّ شعبٍ أو أمَّةٍ فإذا سقطت هذهِ الجبهة ُ سقط َ كلُّ شيىء .... ومن هنا أدعو إلى تحصين ِ جبهتنا الثقافيَّةِ المقاومةِ واستعادة عافيتِها كما كانت منذ النكبةِ ... وتحديدًا بعد هزيمة حزيران 1967 - حيثُ خرجَ الصَّوتُ المُقاومُ والقصيدة ُ المقاتلة ُ من هنا ... من الجليل الأشمِّ لتقولَ كلمَتهَا الأعلى والأقوى متحدِّية ً القمعَ والقهرَ والهزيمة َ .
*سؤال 13 ) لقد سمعنا من الناس ِ وقرأنا في مواقع الأنترنيت قبل مدَّة أنَّكَ اشتكيتَ على الوزير السابق "غالب مجادله " ( وزير الثقافة والعلوم والرياضة ) وطالبتهُ بتعويض ٍ كبيرٍ - بمبلغ مليون شيكل لأنهُ نشرَ اسمَكَ الكامل وأسماء كتبكَ ومؤلفاتكِ وأنَّكَ قدَّمْتَ لهذهِ الجائزة وحصلتَ عليها قبلَ سنوات وأنتَ لم تقدِّمْ لها أبدا وهذه هي الحقيقة ولك موقف ثابت يرفضها رفضا قاطعا .... حدِّثنا بتوسُّع ٍ عن هذا الموضوع ؟؟
-جواب 13 - في الواقع ِ تفاجأتُ عندما اتَّصلَ بي صديقي الشَّاعر والمحامي " سامي مهنا " والشَّاعر " تركي عامر " وأبلغاني أنَّ اسميَ مُرفقٌ بسيرتي الذاتيَّةِ وأسماءِ كتبي التي أصدرتها قد وَردَ في كرَّاسةٍ اصدَرتها ( وزارة العلوم والثقافة والرياضة ) وكأنَّني حصلتُ على الجائزة عام ( 2000 ) علمًا بأنني لم أتقدَّمْ إلى هذهِ الجائزةِ إطلاقا ً في يوم ٍ من الأيام وليسَ بنيَّتي أن أتقدَّم لها لأنني أرفضها كما أشرتُ سابقا ً ، وأشكُّ أنَّ ثمَّة َ من قامَ بهذهِ الفعلة ِ السَّيِّئة والخبيثةِ بهدفِ الإساءةِ لي والمسِّ بقامتي الوطنيَّة والشِّعريَّة وموقعي كسفيرٍ لدولةِ فلسطين في حركةِ شعراءِ العالم ، وعليهِ فقد أوكلتُ المحامي الصديق ( سامي مهنا ) برفع ِ دعوةٍ قضائيَّةٍ ضدَّ الوزير مجادله والوزارة وهيئة الجائزة أطالبهم فيها بالإعتذار العلني في وسائل الإعلام ودفع تعويض ٍ على ما قد لحقَ بي من تشويهٍ وضرر ٍبمبلغ ِ مليون شيكل أراها قليلة ً بالمقابلة مع كرامةِ الكاتبِ الملتزم وشرفِهِ وموقفِهِ . وهنالكَ من يَدَّعي أنَّ وظائفنا وأعمالنا في هذهِ البلادِ كلّها مربوطة بتمويل ٍ من السُّلطةِ أو المؤسَّسة أو مؤسَّساتِ الدولة ، ولذلك فلا غضاضة في الحصول ِ على الجائزةِ - لهؤلاءِ أقولُ : إنَّ الأجرَ مقابل العمل هو شيىءٌ وحقٌّ مقدَّسٌ ومن حقنا أن نطالبَ وأن نناضلَ من أجل ِ مساواةٍ كاملةٍ كمواطنين في هذهِ الدولةِ ... الأمر الذي لم يتم حتى الآن بسببِ سياسةِ التمييز والقهر ِ القومي . وأمَّا الجوائز السلطويَّة أيًّا كانَ نوعها وتسميتها فهي ليست حقًّا لأنَّ الجائزة َ تُعطى لشخص ٍ قد قامَ بشيىءٍ أو بعمل ٍ ما أعجَبَ مَانِحَ الجائزةِ فأعطاهُ إيَّاهَا ...فهل أصبحَ أدبُنا المقاومُ يُعجبُ السُّلطة َ ويروقُ لها ، وعليهِ ومن هذا المُنطلق ِ تُمنح الجائزة ُ ... وهل أصبحت إسرائيل وَاحَة َ الديمقراطيَّةِ والحضارةِ لتمنحَ الجوائزَ لأدبِ يُقاومُ سياسَتها ويُدِينُهَا ويُعَرِّيهَا أمامَ العالم . إنَّ الموافقة َ على قبول ِ هذهِ الجائزةِ المهزلة والمُشينة يُعطي شرعيَّة لسياسةِ إسرائيل ويُجَمِّلُ وجهَها القبيحَ أمامَ العالم وعلى حسابِ كرامتِنا الوطنيَّة والتقدُّميَّة الإنسانيَّة . ويكفيني شرفا ً أنَّني قد حصلتُ على جائزةِ ( درع الشَّهيد عبد الرَّحيم محمود ) - الشَّاعر المناضل المُقاوم الذي سقط َ في معركةِ " الشَّجرة " على بعدِ بضعةِ كيلومترات من قرية المغار- إلى جانبِ الشُّعراء الفلسطينيِّين الكبار الذينَ حصلوا على هذهِ الجائزة أيضًا ، مثل : محمود درويش، سميح القاسم ، عبد الناصر صالح ، معين شلبيّه ، مريد البرغوثي ، المتوكل طه .... وآخرون . وكما حصلتُ قبلَ بضعةِ أعوام ٍ على وسام " سيف كنعان " من دولةِ فلسطين . وحصلتُ مؤخرا على جائزة القدس من الإتحاد العام للكتاب والأدباء العرب .
*سؤال 14 ) لماذا لم يكتبْ عنكَ النُّقَّادُ المحليِّون ( وأنا الشخصُ الوحيد محلِّيًّا الذي كتبَ عنكَ ) ولماذا لا يستضيفونكَ في التلفزيون الإسرائيلي والإذاعة وغيرها حتى الآن بالرّغم ِ من كونِكَ في طليعةِ الشُّعراءِ المحليِّين ومعروفا ً ومشهورًا عربيًّا وعالميًّا وليسَ فقط محليًّا !!؟؟
- جواب 14 - يندرجُ هذا التَّجاهلُ " لسليمان دغش " وبعض الشُّعراء الكبار المُبدعين والوطنيِّين الشُّرفاء ومن بينهم أنتَ أيضًا يا ( حاتم جوعيه) - الذي يجري معي هذا اللقاء - في إطار ِ التعتيم الإعلامي المقصود والمكشوف والمفضوح .. وكأنَّ هذا التجاهلَ سيَحدُّ ويمنعُ منِّي ومن زملائي من الوصول ِ إلى المتلقى الفلسطيني والعربي ... ربَّما لأنَّ بعضَ هؤلاء ( النُّقَّاد ) يخشى من بروز ِ تلكَ الأسماء المُبدعة والمُلتزمة التي يرى فيها ربَّما خطرًا على أسماءٍ ورموز ٍ أخرى ... وعلى الرُّغم ِ من هذا التجاهل ِ والتَّعتيم المقصود فقد تمكَّنتُ من َالوصول إلى العالم ِ العربي كشاعر يملكُ موهبة ً مُمَيَّزة ً تستحق ُّ الإهتمامَ والإعتناءَ ... وعليهِ فقد قامَ الكثيرونَ من النُّقَّادِ والمُهتمِّيِن بالأدبِ بكتابةِ دراساتٍ واسعةٍ ومُبدعةٍ حولَ تجربتي الخاصَّة ، أذكرُ منهم الناقدَ الفلسطيني الكبير الأستاذ " صبحي الشحروري " والدكتور " محمد البوجي " - من جامعةِ الأزهر ، والكاتبة المغربيَّة " فريده العاطفي" والشَّاعر والأديب الفلسطيني السوري " طلعت سقيرق "... وغيرهم الكثيرون .
وأمَّا بخصوص وسائل الإعلام السُّلطويَّة المرئيَّة (التلفزيون الإسرائيلي ) فإنَّني أرفضُ الظهورَ أو المُشاركة َ فيها لأنَّ ذلك لا يُشَرِّفني ولا يُشرِّفُ أيَّ إنسان ٍ وطنيٍّ حُرٍّ وشريفٍ يحترمُ نفسَهُ لأنَّ تلك الوسائل الإعلاميَّة تمثل بشكل مباشر جهاز المخابرات الإسرائيليَّة الذي يوجهها ويملي عليها ما يريدُ ولا تتعدَّى كونها بوقا سلطويًّا مخابراتيًّا . وأوَدُّ الإشارة َ أنَّ وسائلَ الإعلام ِ العربيَّة َ الواسعة َ في فلسطين وفي بعض الدول ِالعربيًّةِ من صحفٍ وإذاعاتٍ وتلفزةٍ ( محطات تلفزيونيَّة وفضائيَّات) قد استضافتني في لقاءاتٍ عديدةٍ على منابرها وأثيرها ، منها : التلفزيون الفلسطيني ، المغرب العربي ، تونس ، الجزائر والتلفزيون المصري وقناة الجزيرة وغيرها .
*سؤال 15 ) رأيُكَ في مستوى برامج التلفزيون الإسرائيلي ومستوى المُذيعين والعاملين في هذا التلفزيون !!؟؟
- جواب 15 - التلفزيون الإسرائيلي ، وخاصَّة ً القسم العربي فيهِ هو في رأيي لا يتعَدَّى كونه أداة ً لجهازِ المخابرات الإسرائيلي ..وكلُّ ما يُقدَّمُ فيهِ من نشاطاتٍ وفعاليَّاتٍ وبرامج هيَ مُوَجَّهَة من قبل ِ جهاز ِ المُخابراتِ السَّيِّىءِ الصيت تجاهَ الأقليَّة ِ العربيَّةِ هنا في الداخلِ والأمَّةِ العربيَّةِ من المُحيط ِ إلى الخليج ... والذينَ يعملونَ في هذا التلفزيون من عربِ الداخل ِ هم بالطبع ِ أداة ٌ طيِّعة ٌ وخاضعة ٌ لهذا الجهاز المذكور لأنَّهُ هو المسؤولُ المُباشر عن توظيفهم ، والجميعُ يعرفُ هذهِ الحقيقة َ . ولا يُوظّفونَ في التلفزيون الإسرائيلي أيَّ شخص ٍ وإنسان ٍعربيٍّ وطنيٍّ حُرٍّ وشريفٍ ونظيفٍ مُتمَسِّكٍ بمبادِئِهِ وقيمهِ حتى لو كانت لديهِ كلُّ الكافاءاتِ والمُؤهلاتِ والإمكانيَّاتِ الفذ َّةِ - الثقافيَّة والعلميَّة والمهنيَّة والشكليَّة - .
*سؤال 16) لماذا لا تنشرُ انتاجَكَ الشِّعري والأدبي في المواقع الألكترونيَّة المحليَّة ، خاصَّة ً في قريتِكَ " المغار " التي يوجدُ فيها عدَّةُ مواقع أنترنيت معروفة تغَطِّي الأخبار والنشاطات المحليَّة على مختلف أنواعِها !!؟؟
- جواب 16 - لا أنشرُ في هذهِ المواقع لأنها محدودة المُتابعين ولأنها في الغالبِ تفتحُ المجالَ لتعليقاتٍ غير موضوعيَّة مدفوعة بمنطلقاتٍ أنانيَّةٍ شخصيَّةٍ وبأسماءٍ مستعارةٍ . وفي اعتقادي لا يليقُ بشاعر ٍ أو كاتبٍ يحترمُ نفسَهُ أن يدفعَ بنصوصهِ وإبداعاتِهِ في مواقع من هذا النوع ِ، ثمَّ هنالكَ مواقع عربيَّة مُهمَّة جدًّا تختصُّ بالأدبِ والثقافةِ ويُشاركُ فيها كبارُ الكتابِ والشعراء المبدعين .. وأنصحُ كلَّ الزملاء الكُتَّاب بنشر ِ أنتاجهم في مثل هذه المواقع ... أخصُّ منها بالذكر ِ موقع ( كيكا ) الذي يُديرُهُ الكاتبُ العراقي الكبير( صموئيل شمعون) وموقع ( جهة الشِّعر ) للشَّاعر البحريني ( قاسم حداد ) ، وموقع ( الإمبراطور ) الذي يُديرُهُ الكاتب العراقي ( أسعد جبوري ) .. وموقع ( النور ) وغيرهم ...
*سؤال 17 ) لماذا لا تُشاركُ أو بالأحرى لا تُدْعَى إلى البرامج والأمسياتِ والمهرجاناتِ الشعريَّة التي تقيمُها المؤسَّساتُ الثقافيَّة الحكوميَّة وغيرها مثل قاعة أشكول - في قريتك المغار... ونجدُ بالمقابل أنهم يدعون الأشخاصَ الذين ليست لهم أيَّة ُ علاقةٍ بالشِّعر والأدب ولا أحد ٌ يسمع عنهم إطلاقا أو يعرفهم خارج نطاق القرية !!؟؟
- جواب 17 - لا ولن أشاركَ في أيَّةِ فعاليَّةٍ أو نشاط ٍ تقفُ وراءَهُ مؤَسَّسة ٌ أو شخصيَّة ٌ إسرائيليَّة ٌ رسميَّة أيًّا كانت لأنَّ تلكَ النشاطات التي تقامُ بدعم ٍ سلطوي هي في الحقيقةِ فارغة ٌ من أهمِّ ما فيها ألا وهو : الإنتماء والهويَّة العربيَّة الفلسطينيَّة التي نعتزُّ بها وعلينا أن لا نسمح بالتطاول عليها والعَبثِ بها من خلال مثل هذهِ النشاطات المَهزلة التي تسيىءُ إلى ثقافتِنا وأدبنا واتنتمائِنا الوطني .
*سؤال18) هنالكَ من يقولُ : إنَّ هنالكَ سياسة عُليا سلطويَّة مُبرمجة تفرضُ على بعض ِ وسائل الإعلام ِ والصحفِ المحلِّيَّةِ أو ( الدكاكين الرَّخيصة ) أن تنشرَ لأناس ٍ مُعَيَّنينَ فقط من أتباعِها وقطاريزها ولا تنشر للأقلام ِ النظيفةِ الحُرَّةِ والوطنيَّة ِ الصادقةِ ... ما رأيُكَ في هذا !!؟؟
- جواب 18- ربَّما يكونُ ذلكَ صحيحًا وهذهِ مصيبة ٌ والمُهمُّ أنَّ هذهِ الصحف ووسائل الإعلام الصفراء تتتعاملُ بمنطق ِ السُّلطةِ والفئويَّةِ والمصالح الشَّخصيَّةِ الضيِّقةِ بعيدًا عن أيَّةِ موضوعيَّةٍ وبذلك فهي تسيىءُ للصَّحافةِ بوصفها - أيّ الصَّحافة رسالة ٌ مُقدَّسة ٌ وأمانة - وعلى من يعملُ بها أن يكونَ نزيهًا صادقا ومُخلصًا للحقيقةِ التي لا يستطيعُ أحدٌ أن يزوِّرَها مهما حاولَ ذلكَ .
سؤال 19 ) طموحُكَ ومشاريعُكَ للمستقبل ؟؟
- جواب 19 - في رأسي وَسُلَّم طموحاتي بعد اختياري سفيرًا للشِّعر ِ الفلسطيني أن أعملَ على فتح ِ المجال أمامَ الشُّعراءِ والأدباءِ في الداخل والذين هُمِّشُوا وبقوا في دائرةِ الظلِّ زمنا ً طويلا ً أن أوَفِّرَ لهم الفرصة َ للخروج ِ من الحصار ومن دائرةِ الظلِّ إلى فضاءِ المشهدِ العربي والعالمي ... وهذا حقُّهم ، فثمَّة روافد زاخرة لشعرنا وأدبنا الفلسطيني لا زالت ترفدُ نهرَ الشِّعر ِالعظيم بجداول حيَّة وزاخرة من الإبداع ِ الجميل ولا بُدَّ لها من أن تصلَ إلى كلِّ مكان .
سؤال20) أنت حصلتَ مؤخراعلى جائزة فلسطين للإبداع الأدبي من الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي يضم كافة إتحادات الكتاب العربية من المحيط للخليج وكنت أولَ شاعر فلسطيني من الداخل ( 1948 يحصل على هذه الجائزة .. كيف حصلتَ عليا وما هي الشروط المطلوبة لنيلها وكيف كان شعورُكَ بعد الإعلان عن فوزك بهذه الجائزة .؟؟
- جواب 20 : قبل الحصول على الجائزة قمنا في الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين برئاسة الشاعر الصديق مراد السوداني واتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل برئاسة الصديق الشاعر والمحامي سامي مهنا باجتراح الاعتراف الكامل بنا هنا في الداخل كأحد مركبات الاتحاد العام للكتاب العرب وأصبحنا جزءا لا يتجزأ منه وممثلين في هيئاته لا سيما المكتب الدائم . ولا بد من الإشارة والاشادة بموقف الأخ مراد السوداني واصراره العنيد على قبول انضمامنا الى الاتحاد العام للكتاب العرب وهذه سابقة لم تحصل منذ تأسيس الاتحاد العام للكتاب العرب سنة 1954، وبهذا الإنجاز التاريخي الكبير غير المسبوق انتقلنا نحن كتاب الداخل من مرحلة دائرة الشك والتخوين الى الاعتراف والتكريم وبذلك تم إعادة البوصلة الثقافية الى أولها وإعادة الاعتبار لشعراء وكتاب الداخل بوصفهم طليعة ادب المقاومة الذي لم يتوقف يوما. واضافة الى انتزاع الاعتراف بنا تمكنا من إقرار جائزة خاصة لكتاب الداخل تمنح سنويا لشاعر او كاتب من الداخل الفلسطيني في خطوة تاريخية غير مسبوقة منذ تأسيس الاتحاد العام للكتاب العرب . وكان لي عظيم الشرف ان أكون اول من يستحقها ويحصل عليها تقديرا لتجربتي الشعرية والابداعية الغنية ومسيرتي الوطنية النضالية كواحد من ابرز شعراء المقاومة في جيلها الثاني كما أشار الشاعر والكاتب الفلسطيني المرحوم طلعت سقيرق في كتابه (شعراء المقاومة في جيله الثاني) الذي صدر في سوريا وقد خصَّني بحصة الأسد في هذه الدراسة الشاملة .
الجائزة تمنح لكل كاتب من الداخل شريطة ان يكون مبدعا حقيقيا وملتزما بالنهج الوطني للأدب المقاوم وان لا يكون تطبيعيا ومؤسرلا
سؤال 21 ) هذه الجائزة يتمنى أن ينالها كلُّ شاعر وأديب فلسطيني وعربي من المحيط إلى الخليج وحصولك عليها ليس فخرا وإعتزازا لك فقط بل لكلِّ شاعر وأديب وإنسان فلسطيني حرٍّ وشريف ونظيف ومرفوع الرأس محليا وخارج البلاد . ولكن وللأسف لم تكتب عنكَ ولم تستضفك أيةُ وسيلة إعلامية محلية ولا صحيفة عربية محلية (حزبية أو فئوية أو مستقلة شكليا) ولا محطات الإذاعة والتلفزة المحلية بمناسبة هذا الحدث التاريخي الهام ...لماذا هذا التجاهل والتعتيم المقصود والمفضوح ..ما هو السبب !!؟؟ مع أن وسائل الإعلام المحلية تجري دائما لقاءات مطولة مع أشخاص لا علاقة وصلة لهم مع الشعر والأدب وتكتب عن أشخاص ليسوا شعراء ولا أدباء وكتاباتهم دون الحضيض ..تحدث وقل رأيك بصراحة؟؟
- جواب 21 –
أولا لا يشرفني ان اظهر في وسائل الاعلام الإسرائيلية وكل ما له علاقة بها وعلى شاكلتها فهي في الغالب تمثل التوجه الرسمي الإسرائيلي المعادي لنا ولشعبنا وحقه المقدس على ارضه وترابه الوطني وعلى رأسها حق العودة. كذلك ثمة توجه مقلق وخطير يسود المشهد الثقافي في الداخل يتمثل في الترويج للأدب والشعر الهابط والمتوسط المستوى يهدف الى خلق حالة أدبية هزيلة وضعيفة تطغى على التجارب المبدعة والمحلقة ومن ثم خلق ذائقة معطوبة لدى المتلقي بحيث يعتقد ان هذا النوع من الكتابة الساقطة هو الشعر علما انه لا يمتّ بصلة للشعر والأدب ولا يتعدى كونه قلة أدب ووقاحة تسيء للأدب وللشعر وللثقافة والابداع واللغة العربية رمز هويتنا وانتمائنا وتتطاول عليها. ولذلك علينا أن نواجه هذه الظاهر الكارثية ومخاطرها المحدقة باجيالنا القادمة وان نشطبها من المشهد الثقافي حتى يتعافى ادبنا ويحافظ على اصالته وجذوته المتوقدة في وجدان شعبنا وان نحصن جبهتنا الثقافية فهي الجبهة الأهم في منازلة النقيض بالكلمة الصادقة والواثقة بوعيها ومرجعيتها التاريخية والحضارية وما تحمله من كبرياء الانتماء وعنفوان المقاومة والتحدي . والمطلوب من مبدعينا الارتقاء بالادب الى مستوى التضحيات والدم والشهادة والنضال الأسطوري لشعبنا العظيم. وعلى أولئك المروجين لكل ما هو ساقط ان يكفوا عن مهرجانات التكريم البائسة لتسويق كتاب ليسوا بمستوى الكلمة فالكلمة موقف ورؤيا وأكثر. وحسبي أنَّ التلفزيون الفلسطيني الرسمي قد اجرى معي وصديقي رئيس الإتحاد العام لكتاب الفلسطينيين ( مراد السوداني ) أعدة لقاءات بخصوص هذا الحدث وهذه الجائزة الأهم إبداعيًّا في العالم العربي . وكذلك استضافتنا قناة عودة الفلسطينية لنفس الموضوع ، وكذلك فضائية مساواة في الناصرة .
سؤال 22 ) أنت مؤسس ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي لماذا لا ترشِّح نفسَك للبرلمان من خلال هذا الحزب أو من خلال الإئتلاف مع أحزاب عربية أخرى كما يفعل غيرك من قيادة الأحزاب العربيَّة ؟؟ .. ألا تحب وترغب أن تكون عضوا في البرلمان الإسرائيلي !!؟؟
- جواب 22 -
أولا البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) هو أعلى مؤسسة صهيونية رسمية وكفلسطيني وشاعر مقاومة لست مستعداً ان أسجل في سجل تاريخي الوطني المشرف انتمائي لأية مؤسسة صهيونية رسمية او التعامل معها. ولست مستعدا بأية حال من الأحوال أن أقسم يمين الولاء لهذه المؤسسة التي تشرع قوانينها العنصرية ضدنا وكان آخر قرارتها ينضحُ عنصرية وبغضاء الا وهو سحب الاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية وهي لغتي وهويتي التي انتمي اليها وأعتز بها لغة قرآننا العربيّ والحكمة المشرَّفة وإلغاء الاعتراف بها هو الغاء الاعتراف بنا بكل ما يحمل ذلك من أبعاد عنصرية عدائية لنا ولشعبنا ولغتنا ووجودنا على ارض الآباء والأجداد، كما أني أرفض الوقوف للنشيد الوطني الصهيوني (التكفا) هذا النشيد الذي يلغي وجودنا تماما ويعتبر وطننا المسلوب حقاً الهيًّا لهم. ومع احترامي لأعضاء البرلمان العرب وبعيدا عن اية مزايدة أرى أن وجودهم في البرلمان يخدم بشكل كبير المؤسسة الرسمية الإسرائيلية بما يلمع وجهها العنصري القبيح لتبدو أمام العالم وكأنها ديمقراطية وتستغل الوجود العربي الفلسطيني فيها لتسويق هذه الفرية الكبيرة أمام العالم.
- سؤال23 - نشاطاتك الأدبية والثثقافية مؤخرا وزياراتك لدولة تونس وغيرها من الدول العربية وماذا قدمت هناك من أعمال أدبية ؟؟
- جواب 23 - كانت زيارتي الأولى لتونس قبل بضعة شهور بناء على دعوة رسمية تلقيتها من إدارة مهرجان توزر الدولي الذي يعقد سنويا في مدينة توزر وكانت فلسطين ضيف الشرف في المهرجان وكان لي الشرف أن أكون ممثلها الوحيد في المهرجان الذي ارتفع على منصته العلمان الفلسطيني والتونسي فقط . وأود أن أشير الى صدور أعمالي الكاملة في تونس قبل أن أصلها عن دار الثقافية للطبع والنشر والتوزيع وقد أحضرت معي بعض النسخ من هذه الأعمال وهي المرة الأولى التي تصدر فيها أعمالي الشعرية فشكرا لتونس أرضا وشعبا على هذه اللفتة الكريمة التي تتيحُ لأشقائي في تونس والمغرب العربي بشكل خاص والوطن العربي الكبير الفرصة للاطلاع على مجمل تجربتي الشعرية.
وكانت زيارتي التاريخية والأولى للجزائر بلد المليونيّ شهيد بعد تلقي الدعوة الرسمية من الجزائر لحضور اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للكتاب العرب لاستلام جائزة القدس المخصَّصة ولأول مرة لأدباء وشعراء الداخل ، وقد تم تسليمي الجائزة في مهرجان كبير تحت رعاية رئيس الجمهورية وحضره كافة سفراء الدول العربية والسلك الدبلوماسي وحشد كبير من المثقفين الجزائريين إضافة الى أعضاء المكتب الدائم للاتحاد العام للكتاب العرب. وكان لي الشرف الكبير أن يسلمني الجائزة سعادة السفير الفلسطيني في الجزائر الأخ وائل عيسى. وقد رافقني الى الجزائر كلٌّ من الأخ الصديق مراد السوداني رئيس الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين والأخ الصديق الكاتب وليد أبو بكر والأخ الصديق الشاعر والمناضل خالد أبو خالد المقيم في الشام.
سؤال 24 ) أنت عضو فعال في إتحاد الكتاب والشعراء الفلسطينيين الذي يترأسُهُ الزميل الشاعر والأديب والمحامي سامي مهنا..وهو الإتحاد الوحيد المعترف به في كل مكان وخارج البلاد ومن قبل السلطة الفلسطينية ... لماذا أنت عضو في هذا الإتحاد بالذات ولم تنتنسب لإتحاد وتجمع أدبي آخر كاتحاد كتاب الكرمل الذي انشق عن هذا الإتحاد .. أو إلى غيره من التجمعات والروابط والمنتديات والصالونات الأدبية ؟؟
- جواب 24 - كانت إقامة إتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل ( 48 ) عملا وطنيا ثقافيا هاما وتاريخيًّا وذلك بعد توقف نشاطات ما سُمِّيَ في حينه إتحاد كتاب العرب في الداخل وموته موتا سريريًّا منذ أكثر من عشرين عاما .. وكانت المبادرة لإقامة هذا الإتحاد الجديد قد جاءت من بعض الأدباء والكتاب الشباب وعلى رأسهم : الصديق الشاعر سامي مهنا وأختي الكاتبة المبدعة أنوار سرحان اللذين تواصلا شخصيًّا مع الكتاب والشعراء من أعضاء وقيادة الإتحاد القديم وطرحوا الفكرة وحصلوا على مباركة ودعم كامل من أولئك الكتاب الذين أسسوا في حينه إتحاد الكتاب العرب وعلى رأسهم الشاعر الكبير المرحوم سميح القاسم رئيس إتحاد الكتاب العرب منذ تأسيسه .. وبعد مؤتمرنا الأول تمَّ انتخاب الشاعر سامي مهنا رئيسا والأخت الكاتبة أنوار سرحان أمينا عاما وتمَّ الإعتراف باتحادنا فلسطينيًّا وعربيًّا كاتحاد وحيد يمثل الكتاب والأدباء في الداخل الفلسطيني ، والمؤسف حقا ان يقومَ بعضُ الكتاب بخطوة انشقاقيَّة تمخَّضت عن إقامة ما سُمِّيَ ( إتحاد كتاب الكرمل ) وذلك قبل أيام معدودة من انعقاد مؤتمرنا الثاني لانتخاب هيئات جديدة لاتحادنا ، وكان للأخوة في اتحاد الكرمل مرشحٌ للرئاسة ولكنهم آثروا لأسباب لا نعرفها الأنشقاق وتشكيل اتحاد آخر أطلقوا عليه إتحاد كتاب الكرمل . وهنا أتساءل : ألا يشي هذا الأسم بالفئويَّة والإنعزاليَّة والإنقسام !!؟؟ .. أليس من العار على من يعتبر نفسه مثقفا وكاتبا وشاعرا أن يقوم بشقِّ الوحدة في الجبهة الثقافيَّة التي عليها الرهان الأهم لمنازلة النقيض ودفاعا عن ثقافتنا وهويتنا وانتمائنا لهذا الوطن المقدس الذي توارثناهُ عن آبائنا وأجدادنا أجيالا بعد اجيالا .
إنَّ المطلوب الآن من الأخوة الذين انشقوا التعالي والترفع عن صغائر الأمور والخلافات الشخصيَّة والمصالح الذاتيَّة الضيِّقة والقيام بحلِّ ذلك الإتحاد الإنشقاقي والعودة كأفراد للإنضمام إلى صفوف إتحاد الكتاب الفلسطينيين المرجع الأصلي لنا جميعا، الأمر الذي يحصِّنُ جبهتنا الثقافيّة لتكون بمستوى تطلعات شعبنا وآماله فينا .
إنَّ الإنضمام لإتحاد الكتاب الفلسطينيين ( 48 ) كان ولا يزالُ على أساس فرديٍّ فقط ، وعليه فإننا نرفضُ أيَّ انضمام أو وحدة على أساس مجموعات أو حركات أيٍّ كان شكلها وانتماؤها ، ولا مكان للإعتراف بأيِّ انشقاق أو وحدة معه وبإي اتحاد غير اتحاد الكتاب الفلسطيني ( 48 ) .
سؤال 25 ) كلمة أخيرة تحب أن تقولها في نهاية هذا اللقاء ؟؟
- جواب - الثقافة الفلسطينيَّة واحدة مُوَحَّدَة وَمُوَحِّدَة ولا تقبل بأيِّ حال من الأحوال القسمة أو الإنقسام والتجزؤ ففلسطين تبقى واحدة موحَّدة ونحن نكتبُ لها وتكتبنا هي بالدم ، وعلينا ككتاب ومثقفين بوصفنا طليعة هذا الشعب أن نعيدَ البوصلة إلى أولها بحيث تشيرُ أبدا إلى فلسطين من أول الدم إلى آخر الحلم .
وفي النهاية أريدُ أن أشكركَ صديقي وأخي حاتم جوعيه على هذا اللقاء المطول .
وسوم: العدد 720