حنان الدسوقي : مصر عظيمة وعشقي اللانهائي .. وأتمنى حج بيت الله الحرام وزيارة اليابان
الإذاعة فن المستمع الكريم ويعد الصوت هو حلقة الاتصال بين مذيع الإذاعة مع المستمعين ومن الأصوات الإذاعية المحببة إلى العقل والقلب معا صوت الإذاعية القديرة حنان الدسوقي مديرة التنفيذ لإذاعة جنوب الصعيد التي تبث إرسالها من أسوان ..عندما تستمع لصوتها لأول مرة تتأكد إنها لاتعرف المحسوبية أو المجاملات ومن ثم فهى الشخصية المناسبة في مكانها المناسب ولذا جاءت هذه المحاورة معها .
في البداية ماذا تقول البيانات الشخصية للإذاعية القديرة حنان الدسوقي ؟
حنان الدسوقي متولي من مواليد السادس عشر لشهر يناير عام 1968 وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة من إحدى المدارس التجريبية الثانوية للبنات في مدينة أسوان بمجموع 80 % كنت أتمنى الالتحاق بكلية الإعلام ولكن لفارق مجموع الدرجات التحقت بكلية الآداب وحصلت على ليسانس الآداب (قسم الصحافة) من جامعة أسيوط فرع سوهاج بتقدير جيد.
ماذا بعد حصولك على الليسانس ؟
بعد حصولي على الليسانس بحثت عن وظيفة مناسبة لمؤهلي الدراسي ورغبتي في نقس الوقت وفي السابع عشر لشهر أبريل عام 1993 قدمت أوراقي إلى مسابقة المذيعين الجدد لإذاعة جنوب الصعيد .
مابين الأمل والترقب ماشعورك وقتئذ ؟
في السادس عشر لسهر مايو عام 1993 دخلت أول اختبار مع المتقدمين لاختبارات المذيعين لجدد وعقد الامتحان في مبنى الاستعلامات الكائن بمدنية أسوان وترأس لجنة الاختبارات رئيس إذاعة القرآن الكريم وكانت اللجنة تضم 7 من كبار الإذاعيين .
كيف جاءت نتيجة المسابقة وكيف استقبلت النتيجة ؟
بدأ بث إذاعة جنوب الصعيد في 31 مايو عام 1993 بمجموعة من الإذاعيين العاملين في الإذاعات الأخرى وفى 13 يونيو أذيعت أسماء الناجحين عبر أثير إذاعة جنوب الصعيد والحمد لله كنت منهم وكانت سعادتي لاتوصف وتم تعييني مذيعة تنفيذ وقد دخلت استديو الهواء لأول مرة في فترة إذاعية وكنت صامتة وكان مذيع التنفيذ الإذاعي مدحت عبد التواب .
هل تتذكرين أول مرة خرج صوتك على الهواء للمستمعين ؟
نعم فقد أجيز صوتي للهواء وكأول صوت إذاعي يبدأ التنفيذ على الهواء وذلك يوم 13 يوليو 1993 وفي 19 يوليو نفذت أول شفت هواء مع الزميل عاطف رمضان وكان الساعة 7 صباحا حيث بدأ الإرسال لمدة ساعة صباحية ثم ساعتين في المساء وعندما خرج صوتي لأول مرة على الهواء مباشرة استحسنه المستمعون واعتقدوا أنني مذيعه قديمة وحضرت لتدريب المذيعين الجدد .
ماذا تحمل ذاكرتك من ذكريات إذاعية أسوانية ؟
من الذكريات والمصادفات الجميلة أنني أول من دخل المبنى الجديد الذي ضم إذاعة جنوب الصعيد والقناة التليفزيونية الثامنة التي تغير اسمها إلى قناة طيبة ضمن باقات قنوات المحروسة لأن البث الإذاعي كان يبث من مبنى مؤقت يتبع الإرسال الإذاعي فعند افتتاح المبنى الجديد كان لدى مونتاج باستديو التسجيلات وكنت أول من دخله وذلك يوم27 يوليو 1996 ونفس الشيىء تكرر عند تشغيل استديو الهواء لأول مره بالمبنى الجديد حيث كنت أنفذ شفت الهواء المسائي يوم 5 مايو 1996 وكان هذا الشفت هو الأول في الاستديو الجديد ومن ذكرياتي الإذاعية أن الإعلامي القدير أحمد أبو السعود نائب رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية وقتئذ وأحد أعضاء اللجنة التي اختبرتنا في أسوان عند زيارته لأسوان بعد استلامنا للعمل طلب الجلوس إلى جواري وقال : أنا حاأقعد جنب البنوتة دي لأني فاكرها من الـ 400 اللي امتحنتهم .
كيف كان رد فعلك عندما قال الإعلامي القدير أحمد أبو السعود كلامه ؟
استغربت وسألته عن سبب كلامه ؟ فقال : لأنك كنت لمضة ومافيش سؤال سألناه إلا وجاوبتي عليه واللي مش تعرفيه أنك كنتي ماتقوليش ماأعرفش وبتحاولي تجاوبي نص إجابة للهروب من الموقف .
فقلت له : وده مدح ولا ذم أحسن أهلي يدبحوني يابيه ؟ فضحك ( رحمه الله ) وقال : بالعكس ده مدح مني للبنت اللمضة وأنا عارف إني لو وديتها الجبل حترجع إزاي .. وهذا الحوار مازال في ذكراتي .
من الذي شجعك على العمل مذيعة ؟
عندي شجاعة التعامل مع الميكرفون منذ أن كنت في مرحلة الدراسة الثانوية فقد كنت اشترك في الإذاعة المدرسية وأيضا في الجامعة وتنبأ لي أستاذي الدكتور فوزي عبد الغني الذي كان يحاضر لنا في الجامعة بأنني سأكون مذيعة لأنني امتلك على حد قوله نبرة طيبة وصوت إذاعي متميز وكذلك أستاذي الدكتور محمد المرسى بكلية الإعلام الذي كان يدربني مع مجموعة تم تصفيتها لاجتياز دورات إعلامية تابعة لمؤسسة فريدرش ناومان الألمانية وحضرها معظم الزملاء مرة واحدة وتمت التصفية ونجحت أنا والزميل عبد الله أبو الحمد في اجتياز 10 دورات كمدربين إذاعيين وكان الدكتور محمد المرسى يقول لي : صوتك مثل صوت جيل الرواد الإذاعيين .
عرفينا على برامج الإذاعية ؟
قدمت العديد من البرامج الإذاعية منها : مجلة المرأة ، وعالم المرأة ، وحكايات جدتي ، ومجلة الأسرة ، وهى والقانون ، ورأيك يهمنا ، وتليفونات وإهداءات ، وصباح الخير ياجنوب ، وعاداتنا في الميزان ، وحالو ياحالو ، وفوازير رمضان منذ بداية الإرسال الإذاعي لإذاعة جنوب الصعيد وحتى عام 2007 هذا بجانب فترات التنفيذ على الهواء مباشرة .
العادات والتقاليد في محافظة أسوان ماذا تقولين عنها لمن لايعرفها ؟
العادات والتقاليد في أسوان مثلها مثل عادات الصعيد ولكن بمرونة لأن أسوان تختلف عن محافظات الصعيد الأخرى حيث توجد العديد من الأسر التي لاتنتمي للصعيد وتصاهرت مع العائلات الأسوانية منذ بداية العمل في مشروع القرن السد العالي وأهم مايميز العادات والتقاليد هى حب أهالي أسوان للزائرين من محافظات مصر أو من خارج مصر .
ماهى مطالب أهالي أسوان بحكم عملك الإعلامي وتواصلك مع المواطنين ؟
مطالب أسوان تكمن في تحقيق مطالب النوبيين التي وعدوا بها بعد ثورة يناير وأيضا الاهتمام بالسياحة في أسوان وخاصة إنها تتسم بالمناظر الطبيعية الخلابة والمزارات السياحية المتنوعة والنادرة .
ماذا تقولين عن محمد نجيب ( رحمه الله ) أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 ؟
الزعيم محمد نجيب ناضل وكان أمام فوهة مدفع ثورة 23 يوليو عام 1952 ومع ذلك وقع عليه الظلم وحددت أقامته وعاش ومات ولم نشعر بموته حتى أولاده وأحفاده عانوا من عدم الاهتمام ونحن نعتز بهم لأنهم لم يتاجروا بتاريخ والدهم ولم يقدم البطل محمد نجيب الإساءة للوطن ولرفقاء الكفاح واكتفى بقضاء حياته خلف الأضواء وأقول له : ( الأحرار يؤمنون بمن معه الحق والعبيد يؤمنون بمن معه القوة ) .
كيف استقبلت ثورة 25 يناير 2011 وماتبعها من أحداث ؟
فرحت بثورة يناير ولم أتعاطف مع الرئيس مبارك بالرغم من انجازاته خلال الفترة الأولى من حكمه وقد دعيت من قبل الحزب الوطني لتأييده في الأيام الأولى من الثورة ولكن رفضت وكنت قلقة طوال الوقت حتى بعد انتخابنا للرئيس مرسى لأنني كنت استشعر أن هناك لامنطقية في الأحداث التي مرت بها مصر خلال تلك الفترة حيث أصبحت مصر في المحاكم والاتهامات بعدم دستورية والدستور واللجنة التأسيسية وكذلك هذا الكم الهائل من الحرية الفجة التي سمحت للبعض بالتراشق بالألفاظ والسب والاتهامات التي بلبلت الشعب المصري وأنا شخصيا أصبت بهذه البلبلة لدرجة أنني لم أناقش في فتراتي الإذاعية إلا الحث على حب مصر ومحاولة الوصول إلى التنمية المرجوة برغم حالة الاحتقان والترصد للأخر والإعتصامات والمطالب الفئوية .
بعد ثورة 30 يونيو 2013 ماهى قراءاتك للمشهد السياسي ؟
المشهد السياسي فى مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013 مباشرة غلب عليه الارتباك أما التوازن يكمن في الإرادة الشعبية وبعون الله سوف يحقق الشعب مصلحة الوطن لأنه يبحث عن الكرامة والحياة الآمنة والحاضر السعيد والمستقبل المشرق أما من يبحث عن كرسي السلطة فمصيره إلى الزوال .
القراءة ماذا تمثل للإذاعية القديرة حنان الدسوقي ؟
الكتاب سيظل خير الجليس مهما تعددت وتطورت وسائل التكنولوجيا وقد شجعني والدي مع إخواني وأخواتي على القراءة منذ الصغر وكان يحضر لنا مجلات الأطفال في مرحلة الطفولة ثم الكتب التي تناسب كل مرحلة سنية ولذلك أثرت القراءة فينا بشكل كبير وإيجابي وكنا من المتفوقين ولذا نجحنا وتفوقنا في الطب والإعلام والتدريس الجامعي واللغات الأجنبية فالقراءة رحلة رائعة تبدأ مع غلاف الكتاب وتنتهي عند الوصول إلى الفهرست .
الإذاعية حنان الدسوقي مديرة التنفيذ لإذاعة جنوب الصعيد لمن تقرأ ؟
أحب أشعار نزار قباني وفاروق جويدة واستمتع بكتابات د.مصطفى محمود وكتابات الأديب والصحفي والمؤرخ إبراهيم خليل إبراهيم الذي برع وأبدع في الكتابة الوطنية .
ننتقل إلى الإعلاميين ونسألك عمن تتابعينهم ؟
أتابع كل من يقدم رسالة إعلامية صادقة تخدم المجتمع والوطن وتكون رسالته خالصة لخير الوطن .
أمنية في خاطرك .. هل نتعرف عليها ؟
أتمنى أن يوفقني الله سبحانه وتعالى لزيارة بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وزيارة دولة اليابان التي أتعجب من كونها دولة عصامية في التقدم وكيف استطاعت في 50 سنة أن تتحول من دولة تم تدميرها بالقنبلة الذرية إلى دولة متقدمة علميا وتكنولوجيا وإنسانيا من خلال النظام وحب العمل واحترام آدمية الشعب وإيثار المواطن لمصلحة بلده من خلال الجد في العمل والحفاظ على الوطن.
حكمة لاتفارقك .. ماهي ؟
للصمت فن فإذا كنت فنانا في صمتك أصبحت مبدعا في كلامك .
أيضا أذكر قول الخال عبد الرحمن الأبنودي في قصيدته :
ياللي بتكره لون الورد
قول للربيع ارجع ماتجيش
ولو عاوزنا نكره بعض
قول للبلابل ما تغنيش .
من هو الصوت الذي يطربك في عالم الغناء ؟
استمع إلى كل أغنية معبرة وصادقة لأنني لاأميل لمطرب معين ولكنني انحاز دائما لجيل الطرب الأصيل في الزمن الجميل .
قارىء من قراء القرآن الكريم تحرصين على الاستماع لصوته وتلاوته ؟
اعشق قراءة الشيخ محمد رفعت وعبد الباسط عبد الصمد وعبد العظيم زاهر .
ماهو المنظر أو المشهد الذي أبكاك ؟
منظر اغتيال الصهاينة للشيخ أحمد ياسين المناضل الفلسطيني ويومها بكيت من قلبي واقشعر بدني الآن وأنا أرد على سؤالك فرحمه الله على روح الشيخ أحمد ياسين واللهم انصر شعب فلسطين على الصهاينة ، أيضا حزنت كثيرا وبكيت على أرواح شهداء قواتنا المسلحة والشرطة الذين يقدمون حياتهم لأجل الوطن وللأسف تزهق أرواحهم على يد تجار الدين والمتآمرين على الوطن.
ماقولك عن : السفر .. الحياة .. الأسرة .. الحب .. الصداقة .. الأمل .. الميكرفون .. أسوان .. مصر ؟
السفر : ترحال إلى غربة ونعود بعده إلى الموطن .
الحياة : مجموعة تجارب ومدرسة للتعلم .
الأسرة : كنز ونواة للمجتمع الناجح في حالة الاستثمار الحسن .
الحب : أفعال وليس الأقوال المنمقة ورغاوي الكلام .
الصداقة : نادرة .
الأمل : الضوء الذي نتعلق به عند الأزمات .
الميكرفون : وسيلتي لرسالات صادقة تبث من قلبي إلى قلوب المستمعين .
أسوان : موطني الحبيب .
مصر : عظيمة وعشقي اللانهائي .
وسوم: العدد 726