مدجنة "سوتشي"
تهافتت جماهير الشعب السوري المؤيد بكافة فئاته التشبيحية، وأطيافه الراكعة، إلى رحلة استجمامية مثلجة الوطيس على الساحة السوتشية، بركانية المشهد على الساحة السورية، إلى مَدجنة "سوتشي" الروسية، حيث التوقيع على تهجينهم ليكونوا ثلةً تتقن فن الانبطاح، وتمتهن التملق بحرفية وإبداع، وما هؤلاء إلا شلة التصفيق ذاتها في البرلمان السوري، وشرذمة المطبلين والمزمرين للجزار، أو فراخهم، فما دَروا أن "سوتشي" لعبة خبيثة يساقون إليها كقطعان الغنم المهيئ للذبح ؟! أو علموا بذلك ولكنهم لم يُهيئوا لأكثر من ذلك؟!
وحقيقة هذا الكرنفال الروسي يكمن فيما حوته كلمة "سوتشي" من حروف، فحروفها أبلغ بالنطق من حالها الآن.
فدعونا نترك الحروف تعبر عما أختزنته هذه الكلمة.
وكلمة "سوتشي" كلمة من خمسة حروف (س، و، ت، ش، ي).
فحرف السين: سَوقٌ سيئٌ لعدد كبير من سُلالة السفلة السُكارى، إلى بلد سَفكت دماء شعبنا، وسحلت وسحقت أبناءنا سحقاً، وسرقت سعادة أطفالنا، وسَعّرت النيران في سكننا، وسَبَّت مقدساتنا وسبتْ خزائننا وآثارنا، وسجنت أحرارنا، وساهمت في سواد حياتنا، بِدَسِ السُّم في أفكارنا، تحت نِير سَوطٍ ساخنٍ سَدَّ بابَ الأمل في وجوهنا. فكان ولادة سِقطِ سُحتٍ برائحة سهكة (رائحة كريهة) من سِيدٍ (ذئب) ماكر، ساع بسيل سابغ يعم سوريا وما حولها.
أما الواو: فوحش وَطِئ وجهَ النظامِ فوأد رجولته وسيادته، ووَسَمَهُ بوهنٍ ووَجَفٍ يعلوه، ثم وَلَدَ وَثناً وسخاً، فزرع وَرَمَاً وخِمَاً، وَشَرَ قاماتٍ مواليه، ووَجَّعَ شعباً عظيماً حراً، فجعل طريق حريته وَعِثاً (عسراً)، وبث فيه الوباء والوجس، فويح له وألف ويل.
أما التاء: تعاسة غُرست في قلوب مُؤلِهين النظام، وتفاهةٌ زُرعت بأفكار عُبَّاد السفاح، وتيه ينتظر شعباً كريماً، ليُحرق بعدها في تنور مسعر، فتَرِهت (بطلت) صنائعكم المجرمة، وتعست نواياكم المقيتة.
والشين: شيطان نَشَرَ شِبَاكَه لشلِ شعبٍ شريفٍ تاقَ الشموخَ، فشرّدَ الملايين، وشقَّ عليهم فعاشوا شقاء شديداً، فمنهم من شنقه شبيحة الشرير، ومنهم شاكته شظايا شرورها، ومنهم من شمَّ شِواء إخوانه في سجون الشرك.
أما الياء: فيأس مما جمعوا له، ويَبَس لا فائدة نرجوها منه، ويتم يعيشه شعبنا بصمت كل من حوله، ليهيم شعبنا دون هدى، أو يُيَممَ وجهه شطرَ يغوث أحمق يتيه بعده في يَم عميق.
وبعد هذه المعاني وما حوته حروف تلك الكلمة، أما آن لكل عاقل أن يهتدي لما هو خير؟ فلا يبيع أرضه ويرهن شعبه ويضيع قضيته!
فسنقف جميعاً يوم العرض نُسأل عما اقترفنا (وقفوهم إنهم مسؤولون).
فيا أحرارنا الشرفاء اتقوا الله في شعبنا فلا تغرنكم تلك الفقاعات! فما هي إلا ألعوبة فرعون التي نسجها في يوم الزينة ليخدع بها المؤمنين والله خير الماكرين.
وأقول لهؤلاء المطبلين المزمرين للسفاح، هل عميت أبصاركم؟ وهل صمّت أذانكم، وهل استهوتكم زفرات المشجعين لتطيروا بطائرات الذين يقصفون أهلكم ويدمرون أرضكم ويدنسون مساجدكم؟! بنفس تلك الطائرة وتحت ظل العلم ذاته؟!
فما الله بغافل عما تعملون، والنصر لأحرار سوريا، والخزي والعار لمن باع كرامته وشرفه بعرض من الدنيا قليل.
وسوم: العدد 757