زوجي كثير الغضب
زوجي كثير الغضب ، سريع الاهتياج ، يثور لأسباب لا تستدعي انفجاره كالبركان في وجهي ، وبخاصة أمام أطفالي . دعوته مراراً إلى تأجيل غضبه إلى وقت لا يكون فيه الأطفال معنا ، ولكن لا فائدة ؛ إنه ينسى نفسه حتى ونحن في السوق وغيره من الأماكن العامة .
ماذا أفعل لأمنع زوجي من الغضب ، أو لأهدّئ من فوران غضبه ؟
"....."
أول ما أنصحك به هو عدم مقابلة غضبه بغضب يصدر منك ، إذ إن غضبك مثل الوقود الذي يصب فوق النار المشتعلة فيزيدها اشتعالاً .
قابلي غضبه بهدوء ، وقاومي ما يثيره فيك غضبه من انزعاج وألم وحزن ، وأبعدي عن زوجك ما أثار غضبه ، أو توقفي عن الفعل الذي أثاره .
ومما يعينك على ذلك استحضارك ما يأتيك من أجر على صبرك عليه وابتغائك في هذا وجه الله سبحانه .
من أسباب إثارة غضب زوجك لومك له واتهامك إياه بالتقصير أو الإهمال أو بأي نقص . وإذا أردت تذكيره بأمر طلبته منه فلا تبدئي كلامك باتهامه ؛ بل ابدئيه بالتماس العذر له ؛ كأن تقولي له : أعلم أن أشغالك كثيرة ووقتك ضيق أعانك الله ولهذا لم تستطع شراء ما طلبته منك .
مما يثير غضبه أيضاً ذكرك أهله وأصدقاءه بسوء ، فاحرصي على ألا تنالي منهم في كلامك عليهم .
وأكثر ما يشعل غضبه تنغيص منامه ، ولقد سبقت إلى هذا التحذير تلك الأم العربية التي كانت تنصح ابنتها بحسن معاملة زوجها فكان مما قالته لها : فالتعاهد لموضع طعامه والتفقد له حين منامه ، فإن حرارة الجوع ملهبة وإن تنغيص النوم مغضبة .
كذلك لا تضربي أولاده أمامه ، بل يحسن أن لا تضربيهم أبداً ، ويغني الحزم والحرمان عن كثير من الضرب .
مما يغضب زوجك أيضاً الثناء على غيره من الرجال أمامه ، وخاصة إذا كان مع هذا الثناء مقارنة به ، فإنك إن فعلت هذا أشعرته بأنك تنتقدينه وتنالين منه .
أجيبي دعوتـه إلى المعاشرة ؛ ذلك أن امتناعك مـن ذلك مـن أقوى مثيرات غضبه ، ولـقد وصـل الأمر ببعضهم إلى ضرب زوجاتهم ، وببعض بعضهم إلى قتلهن ؛ وعرضت لذلك مفصلاً في كتابي (( المعاشرة تبعد الطبيب أكثر من التفاحة )) .
وهناك فروق بين الأزواج ، ولهذا فإنك تستطيعين أن تعرفي أسباباً أخرى تثير غضب زوجك إذا سجلت على ورقة أكثر ما يثير غضب زوجك عادة فتبتعدي عنه وتتجنبيه .
يبقى أن أوصيك بهذا الدعاء : اللهم ارزق زوجي خصلتين تحبهما : الحلم والأناة . وأوصي زوجك بأن يدعو به إذا وجدته راغباً في أن يخفف من غضبه .
وسوم: العدد 758