سبيل الخلاص
لقد كشفت حقيقة التطورات السيئة التي يحياها الشعب الفلسطيني من أقصاه إلى أدناه، والتي فاقت كل الحدود، أن القيادة الفلسطينية كانت في واد، والناس في واد آخر، وأن السنوات العجاف التي عاشها شعبنا في قطاع غزة من أشد السنوات قسوة على النفس والمصير، إذ كانت حافلة بالأحداث الجسام، تهزهم هزاً عنيفاً.
وباتت حكومة الوفق الوطني غير قادرة على الوفاء بكل ما يتطلبه وجودها في الحكم، في حل مشاكل الناس التي بلغت ذروتها في هذه الأيام، وبما يحسن خدمة الوطن، ويكفل لأهله العزة والكرامة، وفاقاً مع قول عنترة العبسي:
لا تسقنـي ماء الحياة بذلّة بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهـــنّم ج وجــهنّــم بالعـــزّ أطيـــــــــــب مـنـــــزل
وبدأ القلق يساور أهل غزة على مستقبلهم في ظل الحكومة التي صفقوا فرحا لقيامها، فالإنسان عبد الإحسان، وأسوأ أنواع الظلم هو الادعاء بأن هناك عدلاً، والحكومة وجدت من أجل الشعب، لا الشعب من أجل الحكومة، ولعلَّ من الشواهد التي ساقها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t قوله: (اجعلوا الناس عندكم في الحق سواء، قريبهم كبعيدهم، وبعيدهم كقريبهم، وأيّما عامل ظلم أحداً فبلغتني مظلمته فلم أغيّرها فأنا ظلمته)، فالمسؤول الحقيقي هو صديق الساعات الصعبة، ولذلك كله، أتمثل قول كليمنصو وجملته الشهيرة: (أنا ضد الحكومات، بما فيها حكومتي!)، وكذلك وفاقاً مع قول الشاعر العربي:
إذا لم يكن للمرء في حكومة امرئ نصيب ولا حـــــظّ تمنّى زوالهـــــــــا
وما ذاك من بغض لهــا غير أنّـــــه ج يرجّي سواها فهو يبغي انتقالها
وفي هذا الجو المحموم، فإننا بحاجة إلى حكومة طوارئ تسلك سبيل الخلاص لشعبنا قبل الوصول إلى الهاوية، لا سمح الله.
وسوم: العدد 758