تصدق بكتاب عربي
وأنت تزور صديقك، خذ معك كتابا عربيا واهده إليه، فلعل كتابك أول كتاب عربي يقرأه؛ وأنت تكون سببا لهدايته إلى لغته العربية، ولك الأجر الجزيل.
نقل لي أحد الأصدقاء أنه وجد كتابا هو (نسيم كارون) لمؤلفه يوسف عزيزي في بيتهم وقد أهداه صديق لأخيه، وكان هذا الكتاب أول كتاب عربي يقرأه، فغير مجرى ثقافته 180 درجة.
أصبح يبحث عن الكتب العربية، يتابع قراءتها ويتعلم، حتى أنه نشر ثلاثة كتب باللغة العربية.
وحبذا لو قمنا بحملة (تصدق بكتاب عربي)...
وأنت تخرج صدقة من أموالك اشترِ كتابا وتصدق به ...
في رأس السنة الشرعية وحين تزكي أموالك، اجعل من ضمن الحاجيات التي تشتريها للفقراء والمساكين كتابا عربيا يقرؤونه.
ولا تتحجج بأنهم فقراء ولا يقرؤون.. فإن لم يقرؤوه الآن قـُرئ في السنة الآتية أو بعدها، فقد يقرأه أبناؤهم أو أقرباؤهم أو أحفادهم أو حتى جيرانهم.
املؤوا بيوت الفقراء كتبا عربية وادعموهم بالمال والفكر...
فلا مراء وبعد الحرمان الثقافي الذي عشناه منذ عقود، إن الكتاب أهم من الأطعمة التي نساعد بها الفقراء، بل وأهم من الشراب؛ فلم نسمع بفقير مات جوعا، ولكن ها نحن نرى الكثيرين من فقراء شعبنا يموتون في كل يوم حين تموت ثقافتهم العربية.
فبهذه المبادرة كنتم قد أحييتم الفكر العربي والانتماء العربي الذي إن لم تتداركوه قـُتل، وبقتله ينتهي الإنسان العربي.
وأخص بهذه الدعوة المؤسسات الخيرية التي بدأت تنشط في الآونة الأخيرة فتساعد فقراء شعبنا.. هذه دعوة لكم أيها الكرام لتغذوا الفكر قبل الجسم، ولتمدوا يدكم الخضراء بكتاب لمساكين وفقراء شعبنا...فتطيلوا بعمرهم العربي.
واعلموا أنهم في حاجة ماسة لهذا الدعم المعنوي.
وإني لأكاد أقطع أنهم سوف يرحبون بالكتب أكثر من الأطعمة.
فهبوا لنجاة فقرائنا من موت الضياع...يرحمكم الله.
وسوم: العدد 758