عبد المنعم أبو الفتوح

الشيخ حسن عبد الحميد

عبد المنعم أبو الفتوح هو سجين الرأي ، هو تلميذ من تلاميذ حسن البنا رحمه الله الذي قتله ملك ألباني حكم مصر اسمه فاروق بن فؤاد بن محمد علي باشا 

أبو الفتوح القاهري نسبة لقاهرة المعز ، هو أحد من اكتشف مواهبه وكان مسؤولا عنه ، وقد زار مدينة الباب وقدمته محاضرا بقوله تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا )٢٣ الأحزاب ، فبكى الداعية الكبير عبد الحكيم عابدين لأنه  صهر حسن البنا وعرفه عن قرب رحمه الله .

يا أبا الفتوح اسمع كان في بلدنا الباب أيضا أبو الفتوح أمّ أجدادنا في الصلاة لنصف قرن في عهد لم يكن فيه كهرباء ولا تعبيد طرق ، ولك التحية والسلام من ابن حلب الذي سجن ١٧ سنة ثم أفرج عنه وقالوا له : سجنت بالخطأ فقد عرفنا المجرم وخرج ابن حلب وهو فاقد الذاكرة  

أبا الفتوح أيها السجين العظيم نفذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ) رواه الحاكم ، كما فعل الحجاج بسيد التابعين سعيد بن جبير رضي الله عنه 

أبا الفتوح رأيت شعب مصر في الرائي وهو يصرخ الله أكبر والنساء يمسحن بأيديهن على كتفك ، إنه شعب ظامىء للحرية ، شعب يتهم بالإرهاب ، قتل المجرم منه الآلاف في مسجد رابعة العدوية لأنه اعتصم ، أي تمرد على صنمه وطاغوته ، كان وزير الداخلية الذي فعلها ويحمل اسم نبيين للأسف إنه محمد إبراهيم غضب الله عليه وغضب الطاغوت عليه فطرده من الوزارة مذموما مدحورا  .

يقول لي قائل الرجل انسحب من جماعتك ، لا بأس لكنه لم ينسحب من هدي محمد عليه السلام وتعاليمه صلى الله عليه وسلم ، الرجل صديق محمد مهدي عاكف الذي مات في السجن وبكته ملايين الأحرار في العالم 

أبو الفتوح ما إرتد عن هدي سيد الأنام عليه السلام بل اختلف في الفكر مع اخوانه ولا بأس ، فأبو ذر الغفاري رضي الله اختلف مع سيدنا معاوية رضي الله ثم سيدنا عثمان رضي الله عنه وأخيرا اعتزل المجتمع وقعد في الربذة في ريف المدينة حتى مات رضي الله عنه غريبا في صحراء موحشة .

أبو الفتوح ترشح لانتخابات الرئاسة سنة ٢٠١٢ ، الأمين العام لاتحاد أطباء العرب ، ومدير عام المستشفيات بالجمعية الطبية الإسلامية ، وكان أحد القيادات الطلابية في السبعينات وعضو سابق بمكتب الإرشاد ، اعتقل سنة ٨١ في عهد السادات بسبب موقفه من كامب ديفيد ، واعتقل سنة ٩٦ وسجن ٥ سنوات ، واعتقل سنة ٢٠٠٩ بسبب انتمائه لجماعة الاخوان  ومعارضته نظام حسني مبارك ، اطلق عليه الرصاص سنة ٢٠١٢ من قبل ثلاثة مسلحين وأصيب بارتجاج بالمخ حماه الله 

أبو الفتوح ألفّ لنفسه حزبا سماه مصر القوية لأنه تربى تحت راية إمام جعل القوة شعارا له بعد الحرية ، وعلى رايته كتب ( واعدوا ) : حق - قوة - حرية  ، فمرحبا بحزب مصر القوية ، فالإسلام دين القوة هكذا قال سيدك وسيد الوجود محمد عليه السلام ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) رواه مسلم 

- لقد انتشيت وطربت لما سمعت صغارا في مركز : دعاة إلى الخير ( حيا الله دعاته) يهتفون إنما الإسلام قوة ، ونظام وفتوة واتباع لمحمد وهتف أحدهم : لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى ، لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما ، هؤلاء الصغار ليسوا من تربية غوار الطوشة ولا عادل إمام ولا باب الحارة ولايعرفون الدراما بل يقولون ماما سيدنا محمد عليه السلام يقول : الجنة تحت أقدام الأمهات  .

أبا الفتوح وأنت في سن السبعين لاتحزن إذا جفاك الطاغوت فصحراء سيناء ملأى بالمطاردين وصحف مصر تهاجهم وتصفهم بالإرهاب 

أبا الفتوح أنت إرهابي لا تتمسح بالطاغوت لأن سيدك عليه الصلاة والسلام قال ( لتأخذن على يد الظالم وتأطرنه على الحق أطرا ) 

أبا الفتوح لا تحزن من تهمة الإرهاب فحزب مصر القوية على رأسه رجل قوي في قلبه قول مولاه ( واعدوا لهم مااستطتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) الأنفال ٦٠

صحف مصر كلها تقول عنك إرهابي فهو وسام شرف لك ، فكل أحرار العالم يهتفون عاش أبو الفتوح عاش 

عاش سجين الحرية ، عاش من صرخ في وجه الصنم لا  . 

سيدك محمد عليه الصلاة والسلام وضع على ظهره روث بعير وديس على ظهره وخنق بثوبه وأبو بكر العظيم يدفع الأذى عنه ويقول أتقتلون رجلا يقول ربي الله صلى الله عليه وسلم .

يا أبا الفتوح زميلك مرسي في السجن منذ سنين فك الله أسره لأن حزبه الله أكبر ولله الحمد ،

 ونام المرشد الهضيبي في ظلام السجن على البلاط وهو قاض كبير ومستشار  .

يا أبا الفتوح مواقفك الجبارة شفت صدور قوم مؤمنين ، كنت في القاهرة منذ سنوات ورأيت على جسر أمام فندق هيلتون عبارة يسقط حكم العسكر كتبها حر مثلك ، سيزول ليل الطغيان يا أخي ونأتي لتهنئتك ونقبل وجنتيك

وأخر ما أقوله لك قول المصطفى عليه السلام لعمار بن ياسر : صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة 

صبرا أبا الفتوح سنلتقي هناك في مقعد صدق عند مليك مقتدر إن شاء الله إخوانا على سرر متقابلين 

وسلامنا إلى المجاهد الصابر المقيم في سجن العقرب في الإسكندرية الرئيس الشرعي محمد مرسي حفظه الله 

وإلى أرواح الشباب من جند الإسلام هنيئا لهم أنهم ماتوا في ظلال راية محمد عليه السلام .

 صلوا على صاحب الحوض المورود واللواء المعقود وسلموا تسليما  .

اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين ، اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ولاتغادر منهم أحدا  .

فرجك ياقدير  .

وسوم: العدد 760