نجاحات صغيرة
في زمن الإحباط والتشاؤم الذي تعيشه الأمة فإن التفاؤل والنجاح يكمن في تحقيق النجاحات الصغيرة التي تلتئم وتصطف مع بعضها لتشكل كتلة النجاح الكبرى بعد حين
وإن أكبر ما يعمق ويزيد الاحباط والتشاؤم هو التعلق بالخطط والأهداف الكبيرة وغير الواقعية وإهمال التدرج في الإنجاز فيحصل الفشل
وهذا يصدق على الفرد والمؤسسة والدولة والأمة
إن قوما تعلقوا بأهداف طموحة ذات سقف مرتفع في السياسة والاقتصاد والتربية والدعوة ففشلوا وتراجعوا فلا هم حققوا النجاح الكبير ولا الصغير !!!!!!
إن واقعية الخطط والأهداف لا تنافي الطموح والمفترض والواجب بل تقودك اليه شيئا فشيئا عبر نجاحات صغيرة دائمة
إن مما يساعد على تحقيق ذلك قاعدتان:
الاولى قرانية
والثانية نبوية
فأما الأولى:
فهي قوله سبحانه:
" لا يكلف الله نفسا الا وسعها"
فالوسع لفظ واحد ومعنى واحد لكنه متعدد الاسقاطات فالفرد والمؤسسة والدولة والأمة
لكل واحد منها وسع خاص يختلف فيه عن الآخر
وعلى كل طرف ان يحدد وسعه ليعرف تكليفه
فالله تعالى لا يحب تجاوز الوسع فمن تجاوز وسعه وكلف نفسه فوق ما يطيق انقطع نفسه في الطريق ولم يبلغ الهدف الذي يريد
ومن قصّر في وسعه
حوسب وعاش على هامش الحياة عند الله وعند الناس
واما الثانية:
فقوله صلى الله عليه وسلم:
"أحب العمل الى الله ادومه وإن قل"
فالقليل الدائم هو الذي يحبه الله ويبارك فيه
والله تعالى لا يحب فورة في العمل تنقطع ولا عظمة في الانجاز تتوقف ولا تتكرر بعد حين
دائما ما نشكو من شحة القادة المؤثرين لكن أي قائد مهما بلغت مواهبه وملكاته لن ينجح من فراغ وبحاجة الى نجاحات صغيرة قبله ومن غيره يستطيع التنسيق والتشبيك بينها لتحقق نجاحا أكبر
لعامل النظافة الذي يرفع القمامة من شارعك نجاح صغير حيث حفظ لك صحتك لتعيش حياة افضل وتؤدي عطاء أكبر
وإن محاضرة معلم في الابتدائية عن العدل هي نجاح صغير ستساهم ذات يوم في صناعة العدل بين الناس والعادل بين الحكام
وان درهما في مشروع متواضع نجاح صغير سيؤدي ذات يوم لتكون شركة تستثمر الآلاف من الطاقات
حدد بدقة:
1وسعك
2 وقليل العمل الدائم عندك 3 وخطّط لفرص النجاح الصغيرة
وعض على هذه الثلاثة بالنواجذ
ستجد نفسك بعد سنين تقرأ قصة النجاح الكبيرة والطويلة
والتوفيق بعد من الله....
وسوم: العدد 761