اللعنة السوريّة تطارد الجميع
ما تشهده الغوطة الشرقيّة اليوم يدمي القلوب، فضلا عن العيون، فطائرات النظام السوري، والاحتلال الروسي تدمر البيوت على ساكنيها، وصرخات الجرحى والجوعى والثكالى والمعذبين تشقّ عنان السماء، وأنّات المرضى الذين حرمهم الحصار الظالم والقصف المجنون من أبسط متطلّبات الحياة تؤكد أنّهم أقرب الى الموت منهم الى الحياة. أمّا البقيّة الباقية من أهل الغوطة فهي تردد : ( ما النا غيرك يا الله ) بعد أن يئسوا من عدالة اهل الارض، الذين لم تعد هذه المشاهد المروّعة تحرّك مشاعرهم المحنّطة، وضمائرهم الغائبة، فالعالم اليوم ما بين نظام يصر على البقاء ولو على دولة من المقابر والارض المحروقة، ومستعمر وجدها فرصة لإعادة الاحتلال، ونظام رسمي عربي إذا جاز لنا أنى نسميه نظاما بعدما أصابه من تفكك، وحروب أهلية،وعمالة للأجنبي لم يعد يستحيا منها، ومنظّمات عربيّة وإقليميّة بائسة لأنّها تمثّل الانظمة بعجزها وفسادها واستخفافها بكرامة المواطنين وضلوعها في مؤامرة تدمير إرادة الشعوب لحملها على اليأس ليعيد ترامب تشكيل المنطقة على مقاس اليمين المسيحي المتطرّف والكيان الصهيوني العنصري المتوحّش، والمنظمات الدولية وفي مقدّمتها مجلس الامن الدولي تعاني من الشلل إزاء كلّ مشروع يستهدف انصاف العرب والمسلمين، أو وقف المحرقة التي تتضاءل إزاءها كلّ محرقة عرفها التاريخ لانّها منظّمات الدول العظمى صاحبة حق الفيتو.
ويبقى الشعب السوري المنكوب ضحيّة نظام دموي يتلذذ برائحة شواء الطفولة المحترقة، والتآمر الدولي، والعجز العربي.
ونسي هؤلاء جميعا أنّ مشاركتهم في هذه المأساة أو سكوتهم عليها سيكون لعنة على البشرية، فهل يدرك أدعياء الاسلام والعروبة وحقوق الانسان أنّ استمرار هذه المأساة سيحمل السوريين المعذبين على الكفر بكلّ القيم، وسيجعل من كلّ ناج من هذه المحرقة مشروع إرهابي ساحته الكرة الارضيّة، فتحلّ اللعنة بالجميع، ولات ساعة مندم.
وسوم: العدد 761