على عصيد البحث عن مبرر آخر ليدفع عن نفسه تهمة التهافت على التطبيع مع الكيان الصهيوني

في مقال تحت عنوان : " الحركة الأمازيغية وإسرائيل  أسئلة وتدقيقات " والذي  نشره  الطائفي الأمازيغي العلماني  أحمد عصيد المعروف بحساسية المفرطة ضد العروبة والإسلام ، والذي لا يدخر جهدا في مقالاته للتعبيرعن حقده الصريح عليهما جاء ما يلي :

 " من الأمور التي يجب أن يفهمها القوميون والإسلاميون أن اليهود المغاربة الأمازيغ الذين يتواجدون بمختلف بقاع الأرض ومنها إسرائيل ، هم يهودنا الذين لا يمكن أن نتخلى عنهم ، لأن الأمر يتعلق بتعايش امتد لأزيد من 2500 سنة على أرض المغرب ، قبل مجيء العرب بقرون طويلة ، وقد أخرج اليهود من أرضهم ما بين نهاية الخمسينات إلى سمة 1963بتحريض كبير من حزب سياسي كان يحتكر الوطنية والحديث باسم الإسلام ، ونجحت المنظمات الصهيونية في إقناعهم بالرحيل بسبب التغير الكبير الذي طرأ على سلوك المغاربة  تجاههم  بعد إنشاء دولة إسرائيل عام 48 . "

كما جاء فيه ما يلي :

" إن اعتبار القوميين والإسلاميين تعاملنا مع اليهود الأمازيغ القادمين من خارج الوطن  تطبيعا مع دولة إسرائيل ،هو ضرب من العبث لم نعد نلتفت إليه لتفاهته ، وإننا ندعو جميع يهودنا إلى العودة إلى المغرب سواء من أجل الإقامة والحصول على بطاقة التعريف الوطنية ، أو من أجل الاستثمار ، أو السياحة ، أو الإسهام في الأنشطة الثقافية والعلمية ، ونخبر إخواننا القوميين والإسلاميين أن هذا الموضوع غير قابل للمساومة و لا للتهريج  "

عندما نتأمل ما قاله هذا الرجل الذي يعاني من فرط داء الطائفية  المزمن داخل مجتمع  لم تفرقه الطائفية منذ قرون ، ولم بعرف من الصراعات الطائفية ما عرفته مجتمعات أخرى  بسبب نعمة الإسلام التي  أنعم الله عز وجل بها عليه ، فجعلت المغاربة يتخذون الإسلام دينا وهوية ضاربين عرض الحائط كل طائفية وعرقية ، ولا زالوا كذالك يؤدون الصلوات الخمس والجمع وصلوات العيدين وصلوات الكسوف والخسوف  ويتلون  القرآن الكريم في بيوت تنسب لله عز وجل، ولا تنسب لطائفة  أو عرق ، ولا يستحضرون طائفية أو عرقية  بل يتوجهون إلى الله عز وجل يرتلون كلامه باللسان  العربي الذي اختاره سبحانه وتعالى  لينقله إليهم وإلى العالمين رسالته الخاتمة  دون أن يجدوا في أنفسهم ما يجده عصيد وأمثاله من المتعصبين للعرقية والطائفية من حساسية مفرطة ، ودون أن يشعروا بتفاضل فيما بينهم بل هم شعب  واحد،  في وطن واحد لا مكان فيه للنعرات الطائفية والعرقية .

ولقد أراد هذا المتعصب عرقيا أن يدفع عن نفسه تهمة التطبيع مع الكيان الصهيوني إلا أن الله عز وجل أنطقه، فأظهر بعظمة لسانه  ما أراد أن يضمر،وفيما يلي بيبان ذلك:

 فقوله: " اليهود المغاربة الأمازيغ  الذين يتواجدون بمختلف بقاع الأرض ، ومنها إسرائيل ، هم يهودنا الذين لا يمكن أن نتخلى عنهم " يتضمن اعترافا  صريحا بالكيان الصهيوني حيث استبدل كلمة  فلسطين بكلمة إسرائيل . ومن فرط هوسه بطائفيته الأمازيغية زعم أن اليهود أمازيغ ، ولا ندري كيف حصلوا على الهوية الأمازيغية وهم يهود لهم هويتهم التي تحددها ديانتهم ؟ وهل يكفي أن يتحدث اليهود بالأمازيغية ليصيروا أمازيغ ، أو يتحدثوا بالعربية ليصيروا عربا ، أو يتحدثوا بلغة أخرى ليصيروا من أهلها ؟ فإذا كان الأمر كذلك ،فكل من تحدث لغة قوم صار منهم ، وبمقتضى ذلك يعتبر عصيد عربيا لأنه يتحدث بالعربية ، وهو ما يأنف منه، ولا يرضاه ، ولا يقبله لإصابته بداء الطائفية المزمن الذي لا ينفع معه علاج . ومن فرط زمانة  علته الطائفية  زعم أن اليهود الأمازيغ يوجدون  بمختلف بقاع الأرض ، ويترتب عن هذا حسب منطقه أن لهؤلاء الحق في استيطان كل بقاع الأرض كما حق لهم ذلك في المغرب ، وبسبب هذا المنطق المختل اغتصبوا أرض فلسطين من أهلها . ومعلوم أن اليهود إنما انتشروا في الأرض بسبب اعتقاد في دينهم ، ولا زال المتدينون منهم إلى يومنا هذا يرفضون فكرة إنشاء وطن قومي خاص بهم لأنهم حسب ما يعتقدون خلقوا للعيش في الشتات. واحتضان بقاع الأرض لهم إنما هو توفير حرية الاعتقاد لهم ، وحصولهم على مختلف جنسيات بقاع الأرض من مقتضيات مساكنتهم لشعوبها تماما كما يحصل لكل من يفضل العيش في بقعة من بقاع العالم  خارج وطنه الأصلي . ولو اكتفى عصيد بوصف اليهود بالمغاربة لما أنكر عليه ذلك ، ولكن المنكر  في  كلامه أنه أبى إلا أن يجعلهم أمازيغ دون استشارة  الأمازيغ لأنه ينصب نفسه وصيا على هؤلاء، وناطقا باسمهم ، ومقررا لما يريده من قرارات  نيابة عنهم أو رغم أنوفهم . وإذا كان اليهود أمازيغ ، وعصيد أمازيغيا ،فيحق له ما يحق لهم من استيطان أرض فلسطين كما فعلوا ليس كما زعم أنهم طردوا ،  وأن الحزب الذي وصفه  بالمحتكر للوطنية والمتحدث باسم الإسلام  قد طردهم أو لأن المغاربة  طرأ على سلوكهم  تغيير تجاههم، بل لأنهم أرادوا  بمحض إرادتهم المساهمة في اغتصاب أرض فلسطين العربية لإنشاء وطنهم القومي المزعوم فوقها . ومن حق هذا الحزب كما أنه من حق  المغاربة قاطبة  أن يقاضوا عصيد على التهمة التي  لفقها لهم لتبرئة اليهود المغادرين لأرض المغرب ليس اضطهادا ولكن غدرا وخيانة ، ولو كانوا صادقين في ولائهم للمغرب لما قبلوا مغادرته  مهما كانت الظروف ، وهم يصرون على المساهمة في اغتصاب أرض فلسطين التي ليست أرضهم. ولو كانوا كما زعم عصيد لما كان منهم  أشرس القادة العسكريين الضالعين في الإجرام وتقتيل الفلسطينيين الأبرياء، والملطخة أيديهم النجسة بدماء هؤلاء الأبرياء . ومن المعلوم عند المغاربة أن اليهود الذين هاجروا  من المغرب إلى أرض فلسطين ، شأنهم شأن غيرهم ممن كانوا في باقي أصقاع العالم، كانوا يجمعون المال منذ زمن بعيد للمساهمة في اغتصاب أرض فلسطين ، وكانت نواياهم مبيتة خلاف ما يزعم عصيد . وليس من حق عصيد أو غيره أن يقرر نيابة عن المغاربة عودة يهود يحملون الجنسية الصهيونية  للإقامة و الحصول على البطاقة الوطنية ، والسياحة  والتجارة ، والأنشطة الثقافية والعلمية ،وفيهم من شاركوا في الخدمة العسكرية الإجبارية  حسب القوانين الصهيونية ، وساهموا في قتل إخواننا الفلسطينيين ، ولا توجد خيانة للوطن وللقضية الفلسطينية أكبر من هذه.  ولا توجد مساومة أو تهريج أكبر من مساومة وتهريج عصيد الذي يريد تقديم شهادة البراءة ليهود أكلوا غلتنا وسبوا ملتنا ، ونقضوا عهدهم معنا، وقد عاش أجدادهم أهل ذمة بيننا  كان لهم ما لنا ،وعليهم ما علينا ، ولم يجبروا على أن يكونوا أمازيغ كما أراد وقرر عصيد أو عربا أو مسلمين بل ظلوا على ملتهم يحتفظون بهويتهم اليهودية .

وأخيرا ليعلم عصيد علم اليقين أن كلمة أمازيغ  التي  يترجمتها بالأحرار لا يمكن أن تطلق حريته الطائفية في وطن كل من فيه أحرار عرب وأمازيغ ككل شعوب العالم ، ولا مسوغ  لجعل  الأمازيغ وحدهم الأحرار من بين شعوب المعمور . وعلى عصيد أن يبحث عن مبرر آخر لدفع تهمة  التهافت على التطبيع مع إسرائيل التي تلاحقه هو وأمثاله من دعاة الطائفية الأمازيغية  حقدا على الإسلام والعرب والعربية .

وسوم: العدد 762