ويقلُّ الرجال

د. محمد رشيد العويد

الأسرة أولاً

جاء في آخر إحصاء لسكان أرضنا أن الرجال الصالحين للزواج أقلّ كثيراً جداً من النساء الصالحات للزواج.

مجموع السكان 7.8 مليار إنسان، الذكور من هؤلاء 2.2 مليار فقط، بينما الإناث 5.6 مليار، أي أن الإناث أكثر من ضِعف الذكور.

يزيد في إنقاص عدد الذكور الصالحين للزواج؛ أن مائتي مليون منهم يقبعون في السجون وفي مستشفيات الأمراض العقلية، إضافة إلى 500 مليون ما بيْن عاطل عن العمل ومُدمن ومُجرم.

خلاصة الكلام أن الصالحين للزواج قليلون، وينقصون يوماً بعد آخر، ونتيجة هذا النقص في الرجال زيادة في عدد العازبات.

وأرجو أن يكون هذا من الأسباب التي تجعل الزوجات يحمدن الله على أزواجهن، ويصْبِرن على ما يلقيْنَه منهم، وليَستحْضِرن ما تفتقده ملايين سواهنّ مِمَّن لا أزواج لهنّ.

ومع هذا فإني أرجو من الأزواج أيضاً ألّا يمِنّوا على زوجاتهم بزواجهم منهنّ، فلعلّ كثيرات منهنّ يحسدن العازبات على نجاتِهن من قهر الرجال وتسلطهم واستبدادهم وعُنفهم وغِلظتهم.

ومِن واجبنا هنا أن نسأل علماء الاجتماع وغيرهم عن الحلّ الذي يقترحونه لهذه الزيادة الكبيرة في عدد النساء عن عدد الرجال، حتى وَصَف بعضهم نقص الذكور بأنه بداية انقراضهم!

وما أحسب أنّهم سيَصِلُون إلى حل غير تشريع التعدّد في الإسلام، التعدّد الذي يُتيح للمرأة أن تُشارك زوجةً في زوجها، فتعيش آمنة، مُستقِرّة، هانئة.

يبقى أن أُذكِّر بحديث رسول الله «صلى الله عليه وسلم» الذي أخبرنا فيه بهذا، وقبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: لأُحدِّثَنّكم حديثاً سمعته من رسول الله «صلى الله عليه وسلم» لا يُحدِّثكم به أحد غيري؛ سمعتُ رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يقول: (إن من أشراط الساعة أن يُرفع العِلْم، ويكثُر الجهل، ويَكثُر الزِّنا، ويكثُر شرب الخمر، ويقلّ الرجال ويكثُر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيِّم الواحد). صحيح البخاري.

والقيِّم الواحد: أي الذي يقوم بأمورهنّ، ويحتمل أن يُكنى به عن اتباعهنّ له، من أخواته وبناته وزوجاته وقريباته، لقلّة عدد الرجال.

وسوم: العدد 768