القلمون الشرقي
في القلمون الشرقي انتهت فعلياً -من عمر الثورة السورية-؛ مرحلة الفصائل المسلحة. شكّلت عشر فصائل قيادة موحدة لتوقيع "الهزيمة"؛ القبول بالتهجير بلا قتال، واقتراف "الجريمة"؛ تسليم السلاح الثقيل بلا ثمن.
غنائم النظام لسلاح الفصائل -المغنوم سابقاً من النظام- احتوى على مضادات للطائرات والدروع، وعشرات الدبابات والمصفحات وملايين أعيرة الذخائر.. لم يستعملها الثوار بحجة الحفاظ على المدنيين؛ فقتل النظام إخوانهم وهم ينظرون، ثم سلموها له -بدعوى تهديده بمحو مناطق المدنيين- فتقوّى بها على من تبقى على إخوانهم وهم موافقون.. وكان الأولى بهم الخروج من القرى والمدن، وشن حرب عصابات انطلاقا من جبال القلمون ومستودعات البتراء التي حوت هذا السلاح.
سيكون الهدف التالي للنظام: ريف حماه الشمالي وريف حمص الجنوبي.. وليس إدلب أو درعا أو شرقي الفرات. سينهي النظام وحلفاؤه كل الجيوب المسموح له القضاء عليها (ما تبقى من مناطق الفصائل أو داعش)، فما يحمي المناطق الأخرى الخارجة عليه؛ ليس قوة المقاتلين، ولا وفرة عتادهم، ولا كثرة الشرائح الناقمة على بشار؛ وإنما الدول صاحبة النفوذ في هذه المناطق، ووحدها التفاهمات الدولية تُمكّن النظام من التقدم إليها. إنها مرحلة "الدول ذات الفصائل" -في عمر الثورة السورية.
وسوم: العدد 769