كيف تخرجينه من صمته
علاقات الزوجية
في مقدمة ماتشتكيه المرأة في زوجها: طول صمته.
وحتى تنجح المرأة في إخراج زوجها من صمته؛ لابد لها من معرفة السبب حتى تعالجه، ذلك أن أسباب صمت الأزواج مختلفة.
بعض أسباب صمت الأزواج وراءها المرأة نفسها، وبيدها علاجها، وبعضها ترجع إلى طبيعة في الرجل نفسه وهذا يَصْعُب علاجه، وليس للمرأة إلا أن تتكيَّف معه وترضى به.
وأبدأ بالأسباب التي ترجع إلى المرأة نفسها؛ لتعالجها هي، فتنجح في إخراج زوجها من صمته؛ وأوَّل هذه الأسباب عدم اختيارها الوقت والحال المناسبين، إذ إن أكثر الأزواج لايستجيبون لمحاولات زوجاتهم محادثتهم لأنهن يفعلن ذلك في أحوال وأوقات غير مناسبة ومنها:
فور دخوله البيت بعد عودته من عمله أو غير عمله، ففي الأغلب يكون الزوج نافد الطاقة، شديد التعب، لارغبة له ولاقدرة على الكلام، ومحاولة الزوجة هنا محادثته ستبوء بالإخفاق، وقد تضيف إلى إخفاقها إغضاب زوجها.
لكن هذا ليس على إطلاقه؛ فمن الرجال من يدخل بيته وهو راغب في محادثة زوجته، بل متشوق إليها، والمرأة هي من تستطيع فهم وتحديد ذلك ومعرفته، ومن ثمّ تستجيب لرغبته في محادثتها، أو تؤثر الصمت إذا وجدته لايرغب في الكلام.
ومن الأحوال التي لايستجيب الرجل فيها إلى رغبة زوجته في محادثته؛ حين يكون منهمكاً في عمل، أو مشغولاً ذهنه في أمر، ففي الأغلب لن يتجاوب معها، وقد يصدّها مع غضبه وصراخه.
وهذا يعود إلى طبيعة في الرجال عامة، وهي أنهم لايستطيعون أن يفعلوا أمرين في وقت، كما قال الله تعالى: "مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ" الأحزاب (4)، ولم يقل سبحانه: ماجعل الله لِبَشَر، فكأنما فيه إشارة إلى أن هذا خاص بالرجل الذي اكتشف العلماء أنه لايستطيع أن يجمع عملين أو أمرين معاً، وذلك على العكس من المرأة التي تستطيعه وتنجح فيه أيّما نجاح.
وأيضاً فإننا نجد بعض الرجال على قدر من الحِلم يجعلهم يتقبلون محاولات زوجاتهم محادثتهم، لكنهم في الأغلب لن يُسهِبوا في ذلك كثيراً، وسيقتضبون في حديثهم مااستطاعوا.
أنتقل الآن إلى الرجال الذين من طبيعتهم قلة الكلام، وإطالة الصمت، وهؤلاء لاينفع معهم أي أسلوب، ويكاد لايُخرجهم عن صمتهم ويُطلق ألسنتهم أي شيء.
وأدعو النساء إلى تقبُّل ذلك منهم، والنظر إلى الجانب الإيجابي فيه، وهو أنهم يكونون بعيدين عن الجدال ولايحبونه، والجدال من أكثر أسباب نزاع الزوجين، ومن أكثر مانهى عنه النبي (ﷺ).
كذلك فإن الصامتين من الأزواج أكثر إنتاجاً وعطاء، فهم في الأغلب يحقِّقون لزوجاتهم رغباتهن، ولايؤخِّرون تلبية طلباتهن.
ومن إيجابيات صمت الأزواج أيضاً راحة الزوجات من ثرثرة الرجال كثيري الكلام، الذين يبعثون في زوجاتهم السأم من تكرار أحاديثهم، وتفاهتها أحياناً، وكذلك نجنُّب غيبة الناس من أقارب وأصدقاء وجيران.
من إيجابيات هذا الصمت أيضاً راحة المرأة من كثرة انتقاد زوجها لها وتدخّله في أعمال البيت، مما يُعينها على العمل فيه باسترخاء وإقبال أكثر.
تبقى وصايا عامة للمرأة التي تريد محادثة زوجها في أي أمر:
- ابدئي حديثك معه عنه، أي لاتبدئي حديثك بالكلام عن نفسك وماتعانينه، أو عن حاجاتك وما تطلبينه، بل ابدئيه بما يُحب زوجك الحديث عنه؛ كعمله مثلاً، أو ما هو مشغول به، أو مايحتاج أن يستمع إليه فيه أحد. فإذا مانجحتِ في جعْله يتحدّث عن نفسه، فإنكِ تستطيعين بعدها الانتقال إلى الحديث عن نفسك، أو أطفالك أو بيتك، أو أي شيء آخر ترغبين محادثته فيه.
- لاتنتقديه وهو يتحدّث، سواء طريقة حديثِهِ، أو رأي من آرائه التي يُبديها، أو اقتراح من اقتراحاته التي يطرحها.
وإذا كنتِ ترَيْن أنه لابدّ من بيان خطأ قاله أو فَعَلَه، فلتكوني لطيفة في ذلك، رفيقة فيه، كأن تبدئي بقولك: لاأدري إن كان الأفضل عدم قول كذا أو فِعْل كذا...
- احرصي على تجنُّب مقاطعة كلامه، واصبري حتى يُتِمّ التعبير عن فكرته، وتشعرين أنه أنْهَى مايُريد أن يُحدِّثك عنه.
إن كثرة مقاطعتكِ له تجعله ينفر من محادثتكِ ويُؤْثر عليها الصمت.
- تفاعلي مع كلامه، وتعاطفي مع مشاعره، حتى يرى فيكِ واحة يستظل فيها، وشاطئاً يرتاح إليه من إبحاره الطويل.
وفقكِ الله إلى النجاح في كسب زوجك وجَعْله مُغرماً بمحادثتك.
وسوم: العدد 770