العقبة

الشيخ حسن عبد الحميد

العقبة لايقصد بها عقبة جيزان ، وهي طريق منحدر ضيق لا يحوزه إلا سائق محنك خبير  .

ولا نقصد بها المحلة التي تسمى بذلك  وهي قريبة من مسجد سيدنا زكريا عليه السلام 

وإنما نقصد بالعقبة المذكورة في سورة البلد ، ( وماأدراك ماالعقبة ) 

 ( فك رقبة ) : تحرير أسير قابع في سجون الإحتلال ، وقد فعلها سيدنا أبو بكر رضي الله عنه حين حرر عشرات  من الرق بماله وسعيه ، رضي الله عنه وأرضاه 

العقبة التي تحتاج اقتحامها ب ( إطعام في يوم ذي مسغبة ) 

أي جوع وحرمان كهلاك النازحين قسرا من الغوطة .

هجرهم الروس المحتلون والوطنيون المجرمون ؟ 

الإطعام لمن ؟ 

يتيم قريب ، مسكين لصق بالتراب لشدة فقره 

تعظيم شان هذا الأمر فهو يحتاج إلى اقتحام مهما تطلب الأمر من جهد كبير ؟ 

يوم المجاعة هو محك الإيمان ، والصبر عنصر ضروري للايمان بصفة عامة ، ولاقتحام العقبة بصفة خاصة 

والتواصي بالمرحمة أمر زائد على الرحمة ، إنه واجب إشاعة التراحم في صفوف الجماعة ، يتعاون عليه الجميع 

وعلينا أن نعرف كيف استقبل الأنصار إخوانهم المهاجرين : 

قاسموهم أموالهم وتنازل بعضهم عن إحدى زوجتيه لأخيه 

في عصرنا حدثنا من نزح إلى هولندا وبريطانيا وألمانيا أعطوهم دور سكن مفروشة ، ورياض أطفال للصغار ورواتب  للآباء والأمهات ورعاية صحية للأسرة كلها ؟

واليوم مدينة الباب تستقبل المجهرين قسرا ، هجرهم الروس والمجوس من أوطانهم ودورهم  : 

لا يلام الذئب في عدوانه    إن يك الراعي عدو الغنم 

يجب أن يتحرك في مدينة الباب الضباط والقضاة المتقاعدون وكل ذي نخوة إسلامية وشهامة عربية وأن يضعوا نصب أعينهم الجرحى و أبناء الشهداء وإكرام الضيوف ، إن سيدنا محمدا عليه السلام قال ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ) 

ليعلم كل مسلم وكل غني أن في المال حق سوى الزكاة ، وهو مايسمى صدقة التطوع سرا لمن يخاف على نفسه من الرياء ، وعلنا ليقتدى الآخر بالدفع ، وواجب الأطباء والمعلمون ومجلس الشيوخ والحكماء أكبر وأعظم من عامة الناس   

هيا ركضا إلى الله : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعددت للمتقين ) 

١٣٣ آل عمران

والقرآن ينادي (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) ١١ الحديد .

( وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت ، فيقول (المقصر)  رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )

١٠ المنافقون

الذي عمرّ جامع العثمانية وجد عبارة مكتوبة على الجدار لقمة في بطن جائع خير من بناء جامع فأضاف للمسجد مطعما من الجانب الآخر الغربي ، يجب أن يتوقف بناء المساحد الجديدة وإن توجه الوصايا لاطعام جائع أو كسوة عاري 

وعلى طلاب العلم وخطباء المنابر أن يوسعوا هذه المعاني ويغرسوها في عقول وقلوب الناس 

شكرا لمن بذل وقدم ، شكرا اعضاء المجلس المحلي ، شكرا مجلس الشيوخ والحكماء ، شكرا للأطباء 

يجب أن تمنع الأعراس وإطلاق الرصاص وتقديم ثمنه للمهجرين من الغوطة  .

حيا الله كل من بذل جهدا :  مالا أو وقتا ، أو جهدا في نصرة وايواء أهل الغوطة 

قال تعالى : 

( وعجلت إليك ربي لترضى ) 

والله أكبر ولله الحمد

وسوم: العدد 770