الألفة الغافلة
ما شدني في مطالعاتي القديمة مصطلح وظفه الأستاذ الدكتور سعيد حوى رحمه الله ” الألفة الغافلة ” و هو مرض خطير ينشأ عن تراكم الأحداث و تواليها ، حيث يصبح المرء لا يتأثر بها ، بسبب غفلة الألفة و التعود ، و هذا المرض أشار إليه القرٱن الكريم مبينا حالة الغفلة التي يكون عليها العبد ، و لكن حين يأتي وعد الله تدرك العيون الحقائق ، و تنكشف الأسرار.
هناك فقط يدرك العبد غفلته ، و سهوه و ذلك بسبب تراكم المغريات و الشهوات ، و يومها لا ينفع الندم ، يقول المولى عز وجل في بيان تلك الغفلة . {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ . وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ . وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ . لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}..
ما يميز العبد المؤمن تلك اليقظة الإيمانية ، التي تحرك حاسة الإستشعار ، فتوجهه نحو الخير ، تحمله على مراقبة كل حركة و سكنه ، يأخذ بيده نحو المعالي و طريق الرفعة ، تبعده عن كل انحراف أو سقوط ، تأخذ بيده لطريق الجنة ، تصرفه عن طريق النار ، لأن المؤمن دوما يقظ .
يذكر الله تعالى عباده المؤمنين لزوم العبادة القلبية ، لتحقيق الارتقاء الروحي بالوسائل المشروعة المبينة في الكتاب و السنة المطهرة . يقول الله تعالى {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف 205]
نسألك اللهم يقظة إيمان يملأ حياتنا ، و نعوذ بك من الألفة الغفلة و النسيان .
وسوم: العدد 770