هل الشيطان الأكبر عاتب على صغاره الجاحدين ، أم الجحود الظاهري لعبة شيطانية !؟

في طرفة ، على أحد مواقع الإنترنت ، ورد مايلي :

 قرّر الشيطان ، الرحيل عن إحدى المدن.. فتجمّع حوله أهل المدينة ، يرجونه عدم الرحيل،  ويعدّدون له مزاياهم ، وصفاتهم الشيطانية ، التي تعلّموها منه ، من غشّ وخداع وتزوير، وقتل وسرقة ، ونهب وتهريب واحتيال .. ويتعهّدون له ، بأن يظلوا تلاميذ مخلصين له ، بأتمرون بأوامره ، وينفذونها بأدب و احترام !

 إلاّ أن الشيطان ظلّ مصراً على المغادرة ، مبدياً عتبه الشديد ، على أهل المدينة ! وحين ألحّوا عليه ، ليخبرهم عن سبب رحيله ، اتّهمهم بالجحود، ونكران الجميل، و قلة الوفاء ! وحين استغربوا هذه التّهم ، أخبرهم مؤنّباً ، بأنه يتعب على الشخص منهم ، ويعلّمه فنون الدجل والإجرام ، والغشّ و الخداع والتزوير، وتزييف الانتخابات ! حتّى إذا أحرز منصباً ، وجلس على كرسي من كراسي السلطة، علّق لوحة فوق رأسه ، على الجدار، مكتوباً عليها:  (هذا من فضل ربّي ) !

تلاميذ أمريكا ، وأتباعها وعملاؤها ، الذين تصنّعهم ، ثمّ تزرعهم في بلاد العالم ، لخدمة مصالحها في بلادهم .. يشتمونها صباحَ مساءَ ، ويلـقّبونها ألقاباً شتّى ، منها: الشيطان الأكبر .. ويدعون عليها بالويل والثبور، وعظائم الأمور !

ـفهل هم جاحدون ، منكرون لفضلها ، وأياديها البيضاء عليهم ، بشكل حقيقي.. أم هي لعبة متّفق عليها ، بينهم وبينها ، لا كتساب ألوان من البطولات المجّانية ، في نظر شعوبهم .. ولتعزيز مواقعهم في بلدانهم ، بما يحفظ كراسيهم ، ويطيل أعمارهم فيها ، ويخدم مصلحة الشيطان الأكير ، بشكل أفضل وأقوى .. ويرسّخ أقدامه ، في الدول التي يحكمها الشياطين الصغار، الشتّامون الأبطال !؟

ـلقد أثبتت التجارب الطويلة ، عبر مايزيد على نصف قرن من الزمان ، أن الجاحدين لفضل أمريكا جحوداً حقيقياً ، في العالم ، هم قلّة قليلة ، بل ندرة نادرة ! وأن الجحود الظاهري ، لجميل أمريكا ، ماهو إلاّ لعبة شيطانية ، بين الشيطان الأكبر وتلاميذه ومريديه ، الشياطين الصغار، الذين لامواهب لهم ، تؤهّلهم لحكم بلدانهم ، سوى المتاجرة بشتم أمريكا ، والتظاهر بعداوتها ، وتحدّيها ، ومجابهة مشروعاتها الاستعمارية ، في العالم !

 ولا تنسى أمريكا ، بالطبع ، أن تظهر حنقها وسخطها ، على هؤلاء الصغار، وتسخّر وسائل إعلامها ، والوسائل التابعة لها في العالم ، للترويج لهذه التمثيلية المسلّية ، إمعاناً في خداع الشعوب ، وزيادة في التمويه ، وفي تلميع وجوه تلاميذها ، الشتّامين الصغار!

وسوم: العدد 772