أيها العرب... القدس خيمتكم الأخيرة
اليوم نقلت واشنطن سفارتها الى القدس العربية ,القدس الفلسطينية عاصمة الدولة الفلسطينية و تحدت كل تلك الزعامات العربية التي صمت اذانها واغمضت عيونها وتنكرت لكل قراراتها التي اتخذتها خلال القمم السابقة وخاصة القمة 13 في عمان 1980 تلك القمة التي اعلن فيها العرب انهم سيقطعون العلاقات كافة مع أي دول تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهي ذات القمة التي رفضت الاعتراف وقبول القرار الدولي 242 الذي نطالب اليوم في قمة الرياض بتطبيقه ,وطالبوا بإسقاط اتفاقية كامب ديفيد وقطع العلاقة مع مصر على اثر عقدها اتفاقية منفردة مع اسرائيل, اليوم بالتزامن مع نقل السفارة الامريكية الى القدس تعلن واشنطن عن مبادرتها لتصفية القضية الفلسطينية والتي عرفتها ب ( صفقة القرن ) والتي لا تعدو سوي صفقة يتم فيها حل الصرع على اساس التطبيع العربي الكامل مع اسرائيل لتصبح اسرائيل دولة شريكة في كل شيء قد تمثل في اقرب قمة عربية قادمة لان عضويتها في جامعة الدلو العربية باتت مؤكدة .
بالأمس كانت قمة نيسان في الظهران 2018 التي اعلن فيها العرب ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية واكدوا دعمهم لرؤية الرئيس الفلسطيني ابو مازن التي اعلنها في مجلس الامن فبراير 2018 و اكدوا في البيان الختامي على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للامة العربية جمعاء وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية ,وشددوا على عدم شرعية القرار الامريكي بشان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وحذروا من اتخذا أي اجراءات من شانها تغير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس ,وشددوا على اهمية السلام الشامل كخيار استراتيجي في الشرق الاوسط على اساس المبادرة العربية 2002 وطالبوا المجتمع الدولي تنفيذ كل القرارات الدولية و قرارات مجلس الامن واخرها قرار 2334 الذي اعتبر الاستيطان الاسرائيلي في الارض الفلسطينية عام 1967 غير شرعي ويجب ازالته .
ما بين قمة عمان 1980 وقمة الظهران 2018 سنوات من التخاذل و والاصرار على العار والتراجع والاستسلام فلا اسقط العرب كامب ديفيد ولا استطاعوا حماية القدس ,لا بل ان العرب يخسروا الان خيمتهم الاخيرة في فلسطين وهي القدس بالصمت على قيام واشنطن نقل السفارة الى هناك ولم يقدم احد منهم او يتجرأ على قطع العلاقة مع واشنطن او حتى ان يقول كذبا لهم لا تدخلوا بلادنا , لعله بات واضحا ان واشنطن تتحدي كل المشاعر العربية والاسلامية والعرب يتحدوا مشاعرهم وقراراتهم و ويضربوا بها عرض الحائط ويتراجعوا عنها دون خجل , اليوم لم يستطيعوا بعد 16 عام من تسويق مبادرة السلام العربية باتت بالمقلوب واصبح العرب يهرولوا وراء التطبيع وارضاء اسرائيل وعقد الدفاع المشترك و الاتفاقيات الامنية والسياسية والاقتصادية دون ان تعاد الحقوق الفلسطينية او يقرر الفلسطينيين مصيرهم ويقيموا دولتهم ويستعيدوا قدسهم , القدس الخيمة الاخيرة اليوم التي سيخسرها العرب ويخسروا اعمدتها وعروبتها و شرفها وكبريائها وكرامتها , سيخسرون مسجدهم الأقصى وكنيسة القيامة وكل المقدسات .
ايها العرب اعلم ان بعضكم ما زال علي العهد لكنه لا يستطيع فعل شيء واعلم ان جزءا كبيرا منكم بات يبحث عن ملذات الحكم الضعيف وملذات الارتماء في احضان الغرب امريكا وبريطانيا وحلفاء الشر واليوم تبحثون عن احضان اسرائيل وتوظفوا كل ما تملكون من اموال و سلطة لتبقي عروشكم امنه وتبقون على سدتها تبيعوا ما لا تملكون من مقدسات , الا تعرفوا ان القدس التي صمتتم عن اغتصابها واغمضتم عيونكم عن جسدها الممزق واغلقتم انوفكم عن رائحة دمائها التي تنزف ليل نهار هي خيمتكم الاخيرة فان اقتلعها المحتلون واستباحوا مقدساتها ورفعوا رايتهم فوق مآذنها لن تبقي لكم خيام ولن تبقي لكم عواصم لان القدس عاصمة العرب وشرف العرب و تاريخ العرب , انتم بدونها مجرد قبائل تتصارع على النساء وتلهثون وراء خيام بالية واشرعة بلا سفن .
ايها العرب ابشركم ان عواصمكم في طريقها للسقوط والزوال و بلدانكم ستصبح اكثر من بلد و جيوشكم سترتدي الفساتين الجميلة وترقص في ليالي البغاء , لن تبقي عروشكم يوما واحدا بعد القدس فالقدس خيمتكم الاخيرة وقبلتكم الاولي , لن تجدوا خيمة اخري تداري سوءاتكم ولن تبقي القدس وجهة لإداناتكم وشجبكم ومؤتمرات الخزي والعار لا تضيف الا مزيدا من السقوط والتردي كل شيء بات معروفا ومكشوفا لكل الوطنين وكل الغيارى والشرفاء ولأصغر وطني في بلدانكم ,القدس خيمتكم الاخيرة فان ضاعت الخيمة وبعتوها بثمن لا يتعدى وهم زائل وثمن بخس وكومة من رصاص وقنابل ومارينز يقفوا على شواطئكم ضاع تراب اوطانكم وضاع مجد ابائكم وباتت وعروشكم زائلة سياتي من تحتمون به بغيركم ليأخذ اكثر ما اعطيتموه من ثروات فهو في قراراة ضميره يعتبركم غير امناء على بلدانكم ولا تستحقون ثرواتها . ايها العرب التراجع ليس عيبا لا استطيع ان اقول لكم كيف تنظفوا انفسكم و تعودوا عن السقوط و تحرروا اوطانكم وتحموا عروشكم العربية وتعود اصالتكم لمجدها , لا استطيع ان اقول لكم كيف ان توقفوا الغريب بعيدا عن ابواب قصوركم وتطردوا كل العساكر الغرباء خارج حدودكم , ايها العرب لا استطيع ان اقول لكم كيف يكون الانسان شريفا ويقطع اليد التي تعبث من اسفل ,ايها العرب توقفوا ولا تحاصروا انفسكم ولا تغلقوا الابواب امام من يطلب العون من اهل القدس فهم حماة مجدكم وهم ثورتكم التي لن تموت حتي لو متتم.
وسوم: العدد 772