كيف يتجرأ صحفي روسي على " رئيس دولة " !!
عجب ثم عجب ثم عجبجبان
لا يهم أن يكون السوري مواليا أو معارضا ، قابلا ببشار الأسد أو رافضا لوجوده ولزمرته ولنظامه . لا يهم أن يكون السوري ممن يتألمون من أي نيل يناله ( آخر ) ممن يعتبره البعض وما يزال ( رمزا لسيادة وطن ) أو أن يكون ممن يرى في كل إهانة أو تحقير أو إذلال فرصة لشفاء النفوس من كل ما أصابها على يد الطاغية الحقير الذي وطئته في عالم السياسة كل الأقدام ، أقدام مخالفيه ومحازبيه على السواء .
وليس مهما في عالم السياسة أن يوجه رئيس مثل ترامب إهانة مباشرة لبشار الأسد، مع أنه ما يزال يعترف به كرئيس دولة ، فيصفه في أكثر من تغريدة بأنه ( حيوان ) فما أكثر ما تراشق الرؤساء والزعماء والسياسيون بما هو أكثر سوقية من هذه الأوصاف ..
المهم كيف يتجرأ صحفي يجلس بين يدي من يوصف ( بالرئيس ) ثم يواجهه بالشتيمة وجها لوجه في صيغة سؤال: ما ردك على وصف ترامب لك ..، لم يتوقف الصحفي هنا ، ولم يترك للمخاطب ومن ورائه جمهور شبيحته أن يقدروا الموقف ، وإنما استمر الصحفي الروسي في التعبير عن الإغراق في اللامبالاة والرغبة في التجاوز ، ووضع الأصبع في العين ، والضغط حتى الفقء : ما ردك على وصف الرئيس ترامب لك بالأسد الحيوان ؟!
هكذا تخرج الكلمات من فم الصحفي الروسي قذفا وجاهيا ، وما كنت أعتقد أن الرئيس ترامب كان سيقدم عليه لو ضمه المجلس مع بشار الأسد . بل إن السوقة في أحيائنا الشعبية كانوا إذا تقاذفوا .. تقاذفوا عن بعد ، فإذا وقعت العين على العين قال أحدهما للآخر ، كانت ساعة شيطان ، والله يخزي الشيطان على سبيل اللفلفة والاعتذار. أما أن يبلغ الأمر بصحفي أجنبي ، حصل على حق مقابلة من يسمى (الرئيس ) بعد دراسة وقرار أن يواجه هذا الشخص المسمى زورا بالرئيس بهذا الحد من المهانة والازدراء فتلك مهانة أبلغ من المهانة التي وجهها الرئيس ترامب بعشرات المرات .
ثم نعود إلى الرد المفحم الذي رد به من تلقى الصفعة من الشاتم ومن المبلغ على السواء ، والعامة عندنا تقول : إنما شتمك من بلغك !! نعلق على هذا حتى لا يقال : بأن السؤال كان متفقا عليه ، وكان مدرجا على قائمة الأسئلة ، وإنما طرح ليأخذ ( الرئيس فرصته ) للجواب ..
فهذا الجواب الطفولي الذي سمعناه من بشار الأسد لأكثر من مرة ، مما يعني أنه مقتنع به ، ويجد فيه انتصارا ، هو دليل عملي على القدرات العقلية والنفسية التي يتمتع بها هذا الذي اختارته الصهيونية العالمية ومن ثم الرئيس شيراك وعمدته مادلين أولبرايت رئيسا لجمهورية منكوبة اسمها الجمهورية العربية السورية .
" الكلام صفة المتكلم " هو الجواب الطفولي الذي كان يلقننا إياه أهلنا وأساتذتنا ونحن في المدرسة الابتدائية كطريقة لحسم مادة النزاع بين أطفال ، وصون ألسنتهم على المجارة في تبادل الاتهامات ، ولكنه ليس جوابا يتمسك به من يوصف بأنه رئيس دولة ، تعتبر الإهانة الموجهة إليه حسب القواعد البروتوكولية إهانة للدولة بكل من فيها .
" الكلام صفة المتكلم "
ثم تعالوا نجري أي نطبق دلالات هذه العبارة على المستويات العقلية والأخلاقية والسياسية . في حقائق التفكير يقولون : ما كل عبارة جميلة صحيحة . فهل يصح عقليا أن نطلق هذا القانون فنعتبر أن كل توصيف أو تعبير عن الحقائق الخارجية مهما كان موضوعيا . هو صفة قائله . ترامب مثلا أطلق وصفه لبشار الأسد ، ومع أن الكثير حول العالم متفقون على إدانة سلوك ترامب الاستفزازي العام ؛ إلا أن الأكثرين وافقوه على وصفه للأسد ، وصفقوا له ، واعتبروه قد نطق بالحق والصواب وجاء بقول لا يعاب !! إذ هل يعقل أن يستمر كائن حي يتحلى بالحد الأدنى من صفات الإنسانية أن يستمر بالاستهتار بأرواح البشر ، على نحو ما يفعل بشار الأسد وزمرته بشعب سورية وأطفالها بشكل خاص ؟!
ثم دعونا نجري قاعدة بشار الأسد ( الكلام صفة المتكلم ) على تفوهات بشار الأسد نفسه ضد مخالفيه من المواطنين السوريين ، والذين لم يتوقف عن وصفهم بالجريمة والإرهاب والعمالة والجراثيم لنرد عليه كل ذلك : برده الذهبي البراق : الكلام صفة المتكلم ..يا صاحب نداء : أنصاف الرجال ..
في الحقيقة لم يُؤت بشار الأسد مع عيّه من عي ، وإنما أوتي من جبن وذلة وخنوع وأنه لا يستطيع أن يفتح عينه ليس فقط أمام ترامب وإنما أمام صحفي روسي يدوس على بساطه فيظل الصحفي يحدق في وجهه وعينه الغضيضة في الأرض فلا نمير ولا كعب ولا كلاب ..
وسوم: العدد 775