فقه الدبّوس
في إحدى القرى ، تعوّد الإمام ، أن يقرأ سورة الأعلى ، في الصلاة الجهرية ، وفي أخرها: (إنّ هذا لفي الصحف الأولى * صحفِ إبراهيمَ وموسى )
وفي القرية رجل ماكر عابث ، همس لشابّ اسمه : كعبور، له أخَوان ، اسماهما إبراهيم وموسى ، قائلاً : إن الإمام متآمر مع أخويك، ضدّك ؛ فهو يذكرهما ، في قراءته ، ويهمل اسمك ، عامداً ! فاطلب منه ، أن يذكر اسمك مع اسميهما ، عند القراءة .
فاقتنع كعبور بالفكرة ، وطلب من الإمام ، ذكر اسمه ، في الآية ، فتمنّع الإمام ، وقال : هذا لايجوز؛ لأن اسمك ليس وارداً، في الآية! فرفع كعبور دبّوسه - وهي عصا قصيرة ، في رأسها كتلة من الزفت المتيبّس ، تتّخَذ سلاحاً في بعض الأرياف - وهزّ الدبّوس ، قائلاً: إن لم تذكر اسمي، سأحطّم رأسك ، بهذه الدبوس
وفي صلاة المغرب ، قرأ الإمام السورة ، وقرأ في أخرها : صحف إبراهيم وموسى وكعبور
وبعد الصلاة ، سأل الناس الإمام ، عن الآية ؛ متى نزلت ، وكيف ، وليس ثمّة وحي
فقال الإمام ، ببساطة : هذه الآية نزلت بالدبّوس
فهل يجرؤ ، اليوم ، فقيه في الدنيا ، على معارضة غلام جاهل ، يحمل رشاشاً، ويفتي بكفر العالم فلان ، وفسق الفقيه فلان ، وردّة الشعب الفلاني ، بأسره ؟
وسوم: العدد 776