حرّية التفكير والتعبير، مقصد أساسي ، من مقاصد الشريعة !
بعضُهم عدّها مقصداً سادساً ، وبعضهم يراها أمّ المقاصد ؛ فالإنسانُ ، دونَها ، عبدٌ ، أو آلة ، تستباح المقاصد الخمسة ، لديه ، دون أن يملك القدرة ، على الدفاع عنها ، بلا حرّية ! وقد ورد في الحديث الشريف (سيّد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه ، فقتله) !
وورد ، في حديث ، آخر: ( إذا هابَت أمّتي ، أن تقول للظالم : ياظالم .. فقد تُوُدّع منها) !
هذه هي الحرّية الحقيقية ، في الإسلام ! وقد وردت ، حولها ، دراسات كثيرة ، في كتابات العلماء والمفكّرين الإسلاميين !
فما مفهوم الحرّية ، عند الآخرين ؟
أكثرَ الفلاسفة والمفكّرون الغربيون ، وغيرُهم ، من الحديث عن الحرّية ، منذ عشرات السنين.. لكنها ماتزال مفهوماً غامضاً ، لدى الكثيرين ، وكلّ يراها ، ويريدها ، وفق منظوره الخاصّ !
بعضهم يراها : حرّية الانفلات ، من كلّ قيد ، أو ضابط ، أو خلق .. إلاّ مانصّت عليه القوانين السائدة ، التي تتغيّر ، بتغيّر واضعيها !
فحرّية الزنا والسُكر، تطوّرت ، مع الزمن ، في الحضارة الغربية ، فصارت حقوقاً تحميها القوانين !
وحرّية الشذوذ الجنسي ، تطوّرت القوانينُ ، حولها، فصارت محميّة، في بعض الدول ، بقوانين، وتغيّر أسمُها ، من الشذوذ ، إلى المِثلية ، وصار النكيرُ يُقام ، على مَن يُنكرها .. وهكذا !
ومِن الطريف ، أن بعض الحكّام ، ومَن يسير في ركابهم ، من رجال القانون ، في البلاد العربية والإسلامية ..أخذوا بالكثير، من القوانين الغربية ، التي تبيح المنكَرات الخُلقية ، وقيّدوا القوانين، التي تبيح حرّية نقد الحاكم ، بل شدّدوا العقوبات ، عليها ، ممّا جعل الشعوب ، تعيش في ضيق شديد ، يخنق أنفاسها؛ لاسيّما ، حين ترى أقواتها منهوبة ، من قبل الحكّام وأعوانهم ، وهي لاتجد لقمة العيش ، لأطفالها ! بل ، صار المجرم الخطير، القاتل السارق ، يعامَل في السجون ، معاملة الضيف ، وصاحبُ الرأي الحرّ، الناصحُ المخلص ، يعامَل ، بقسوة شديدة ، في سجون الحكّام الظلمة !
ولله في خلقه شؤون !
وسوم: العدد 779