الصيفَ ضَيّعتِ اللبَن !

طَلبت امرأةٌ الطلاق ، من زوجها الثريّ ، الذي لديه لبَن كثير، وتزوّجت رجلاً فقيراً،لا إبلَ عنده ، ولا ماشية ! ثمّ حنّت إلى اللبن ، فذهبت إلى الثريّ ، تطلب شيئاً منه ، فقال لها : الصَيفَ ضَيّعتِ اللبَن! فذهبَت قولتُه مَثلاً ! ولوكنّا ممّن يتشفّون بمصائب الناس ، لاستشهدنا بهذا المثلَ ، تجاه  كلّ مَن تعامَى عن عدوّه ، أو خضع له ، وانشغل بنَخَر أساس بيته ؛ بمحاربة كرام الناس، في بلاده ، بذرائع شتّى، وبا جتهادات غبيّة منه..أو بنصائح خبيثة ، من بعض مستشاريه..أو بأوامر عليا  ، من جهات دولية ، يَخضع لها ! حتى إذا وقع ، في محنة ، أو كرب ، أو هُدّدت بلاده ، بعدوان خارجي .. لم يجد من يدافع عنه ، ويبذل دمه ، نصرةً لبلده: ديانة ، أو مروءة ، أو حميّة ! فليس حوله ، سوى حثالات البشر، من الانتهازيين، والمنافقين، والتافهين ، المصفقين له ، الذين لايصلحون لحماية أنفسهم ، بَلهَ ، أن يَحمُوا بلاداً ، أو دولة ، أو شعباً !

ويمكن الاستشهاد بالمثل ، ذاته ، تجاه مَن خَذل إخوانه ، في محنة ما، وهو قادرعلى مساعدتهم، فلمّا وقع، هو، في المحنة ، تلفّت حوله ، بحثاً عمّن يُنجده ، فلم يجد أحداً ، ممّن يتوقّع ، منهم ، النجدة !

وسوم: العدد 779