عندما «يتبرع» نظام سوريا بـ «الشعب»
يسألني مقدم البرامج في الأردن الزميل جهاد مومني على الهواء مباشرة عن
صيغة تحاول المقارنة بين من يؤوي النازحين ومن يهجرهم ويتسبب بمأساتهم في جنوب سوريا .
تبدو صورة الانتصار التي يبثها تلفزيون الفضائية السورية مستفزة للضمير، من ينتصر على من، في أرض درعا المحروقة؟!
بالنسبة للمواطن الأردني وصل «فصام النزوح» إلى مستويات غير مسبوقة لماذا يعاقب من «يؤوي» اللاجئين من شبيحة النظام السوري، فيما ينبغي أن يحصل من تسبب بأزمتهم أصلا على «مكافأة»؟
نعم التحفظ على فتح الحدود خيار وطني أردني، لأنه من الفانتازيا السياسية والأمنية أن يكافيء العالم النظام السوري، كلما تشرد شعبه بأن يسمح له بترتيب حراك ديمغرافي على مقاسه، بحيث تصبح منبج مشكلة تركية ودرعا أردنية والرقة عراقية كردية وبلودان لبنانية وهكذا.
فعلا أمر يثير السخرية: الدول التي تتهمها دمشق بالمشاركة في «المؤامرة» تعاقب بإرسال قطعة كبيرة لها من الديمغرافيا السورية على شكل لجوء ونزوح.
لم نسمع يوما في حياتنا عن «نظام عروبي قومي مقاوم وممانع» يقدم لمجاوريه نصف شعبه بهذه البساطة!
وسوم: العدد 780