بوتين المحتل يحكم مؤامرته على أحرار سورية

حول اللاجئين والإعادة القسرية إلى مربع التعذيب والتصفية الجسدية

مع عظم الجريمة التي يقودها بوتين المحتل من قاعدة حميم على الأرض السورية ، في تدمير سورية وقتل وتشريد إنسانها ، ومع خطورة المؤامرة يُحكمها بالتواطؤ مع الصهيوني والأمريكي لمصلحة عميله في كسر إرادة الشعب السوري ... تمتد أذرعه الأخطبوطية هذه المرة إلى فضاء اللاجئين في دور الجوار ، تحريضا واستغلالا لإغلاق دائرة الجريمة على الضحايا المعذبين، وإعادة السوريين إلى مربع الانتقام والاعتقال والتعذيب والتصفية الجسدية في الزنازين الأسدية متعددة الجنسيات .

وإذا كان بوتين وعملاؤه من أصحاب المنصات الكريهة يرون في عودة اللاجئين من مخيمات اللجوء خطوة على طريق الانتقام تحت عنوان الحل السياسي المزعوم ..أفلم يكن الأجدى والأجدر ببوتين وبعملائه الصغار أن يبدؤوا حلهم السياسي من أعماق الزنازين ، فيوقفوا عمليات الاغتصاب والتعذيب ، ويطلقوا سراح من فيها من الأطفال والنساء والأبرياء الذين اعتقلوا على الحواجز الأمنية لمجرد تشابه الأسماء ..؟!

أليس التفكير بمعاناة هؤلاء الذين يعيشون وراء الشمس ، وفي مثل الظروف التي وثقتها شهادة القيصر... أليق بإنسانية الإنسان ، وتفكير السياسي ، وإصلاح من يدعي الإصلاح بين الناس ؟! أليس وقف نزيف الكرامة الإنسانية المهدورة في أعماق الزنازين مقدم ألف مرة على التفكير بمحنة المهجرين الذين ما أخرجهم من أوطانهم إلا الخوف من ضباع بوتين ونتياهو يعيثون فسادا على الأرض السورية ؟!

كل السوريين الشرفاء الأحرار مع العودة الكريمة إلى وطنهم ليكونوا فيه أحرارا كراما لا أقنانا ولا عبيدا ولا أجسادا لإشباع سادية الساديين ، ولا قتلة بالسخرة للدفاع عن القاتل الأثيم ..!!

كل السوريين الشرفاء الأحرار مع العودة الكريمة الموفورة إلى وطنهم ، ليدفعوا عنه كيد المحتلين وليعيدوا بنائه كما بنوه مرات ومرات ومرات بعد كل غزو همجي عبر التاريخ ..

إن العودة الكريمة إلى الوطن شيء والإعادة القسرية إلى ساحات الانتقام والاستعباد التي يعمل عليها بوتين الكريه وشركاه الدوليون شيء آخر .

وأخطر ما في الأمر أن بوتين وأدواته وسياسيه يتحركون في أخطر حقبة استراتيجية يشهدها تاريخ الإنسان ، خارج إطار المواثيق الحقوقية الإنسانية كما خارج إطار القانون الدولي ، اللذين فرضا الحماية للخائف حتى يأمن على عرضه ونفسه ..حقبة قال فيها ترامب لبوتين ولشريكه نتنياهو : خلا لك الجو فبيضي واصفري

وإن من حقنا أن نتساءل هل أصبحت المؤسسات الأممية الدولية حتى ذات الطابع الإنساني منها ألعوبة بيد بوتين ، أو شريكة له في المؤامرة الكريهة المحبوكة ضد الأحرار السوريين ؟!

إن إقدام منظمة " اليونيسيف " الأممية التي تعني بالطفولة على إغلاق مدارسها في مخيمات اللاجئين ، وترك آلاف الأطفال السوريين للضياع وللمجهول ، والذي يأتي متزامنا مع القرار الروسي بالتحريض على اللاجئين في دول لجوئهم ، لإجبارهم على العودة إلى دائرة الانتقام والتعذيب والتصفية الجسدية أو دائرة الإذلال والاستعباد ليطرح أكثر من سؤال وسؤال ..

إن التعلل بنقص الموارد المالية ، الذي تعللت به اليونسيف رقعة أصغر من خرق ، وورقة توت لا تستر عورة . وماذا بعد إغلاق المدارس ، غير وقف الخدمات ، وحصار المخيمات بالجوع والعطش والمرض حتى يتم لبوتين ولشركاه ما يريد ..؟!

ماذا يريد بوتين حين يحرك إلى المنطقة وفده الرئاسي – العسكري – الأمني... ليفاوض دول اللجوء على تسليم اللاجئين ، أو التخلي عنهم ، لمصير أسود يعلم الجميع تبعاته وتداعياته ؟! ماذا .. ونحن نسمع منذ سنوات حسن نصر الله وميشيل عون يفحون فحيح الأفاعي ؟! ..

لماذا تصمت قيادة المعارضة السورية ، المتشاغلة بدراسة دستور بوتين عن المؤامرة بأبعادها الإنسانية والقانونية والسياسية ..؟!

لقد كان بينا وجميلا بالأمس حديث وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني عندما تحدث عن عودة اللاجئين في إطاره الشرعي المطلوب فألح على (حل سياسي يقبله الشعب السوري) ، لا يفرضه بوتين ، و(يوقف المعاناة ) ، إذ مهما تكن معاناة الناس في المخيمات كبيرة فإن معاناتهم في السجون والمعتقلات أكبر ، و( يوفر الأمن والاستقرار اللذين يتيحان بدء عودة اللاجئين ) وما زال الكلام لمعالي وزير الخارجية الأردني ، الذي كان يجيب بطريقة غير مباشرة على كيد الكائدين وتخرصات المتخرصين ..

إن على قيادات المعارضة السورية تنظيم حملة إنسانية قانونية دولية للتحذير من مغبة إكراه اللاجئين على العودة في إطار غير إنساني وغير دولي .

وعليها تحمل المسئولية عن حياة كل لاجئ سوري تتم إعادته قسريا وفي ظروف ينعدم فيها الأمن والاستقرار ..

وعلى القوى الحية في المعارضة السورية إنتاج خطاب إنساني حقوقي سياسي عملي يبصر اللاجئين بحقوقهم وواجباتهم ويعيد صياغة مسئولياتهم تجاه أنفسهم وتجاه أسرهم وتجاه مواطن لجوئهم وتجاه أوطانهم ..

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ "

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 782