أخذُ البَرّ ، بذنب الفاجر، في أيّ شعب ، فجورٌ ، قائمٌ بذاته !

ممّا ورد ، في الحديث النبوي ، عن صفات المنافق ، أنه : إذا خاصَمَ فَجَرَ !

لا يخلوشعب مسلم ، من أبرار وفجّار؛ بل نكاد نقول ، اليوم ، بعد انتشار المسلمين ، في أنحاء الأرض : لايخلو شعب في العالم ، من أبرار وفجّار، سواء أكانت أكثرية هذا الشعب ، مسلمة ، أم نصرانية ، أم وثنية !

 وقد أظهرت الأحداث ، عبر سنين طويلة ، ومن خلال أحداث شتّى ، هذه الحقيقة !

فقد أساء بعضُ الكفرَة الفجَرة ، إلى بعض الرموز ، والمقدّسات الإسلامية ،  في عدد من دول أوروبّا ، وغيرها .. فتصدّى ، لهؤلاء الفجّار، أناس من أبناء جلدتهم ، أومن مواطنيهم ، ينتقدون سفاهاتهم ، أو حماقاتهم ، ويعتذرون عنها !

وقد تكون هذه المواقف ، من قِبل العقلاء ، ناجمة ، عن مصالح معيّنة ؛ كأن تعتذر الشركات ، التي تتضرّر، بمقاطعة المسلمين ، لها ، عن سفاهات مواطنيها ، وحماقاتهم ! وهذا موقف عقلاني ، بحدّ ذاته ، بصرف النظر، عن الباعث إليه !

إلاّ أنّ بعض شاجبي الحماقات والسفاهات ، ينطلقون ، من مواقف خلقية وإنسانية ! بعضهم نصارى ، وكثير منهم مسلمون ، مواطنون أصليون ، أو متجنّسون ، بجنسية البلاد ، التي هم فيها !

ونحسب الصور المسيئة ، لشخص النبيّ الكريم ، التي رسمها بعض السفهاء ، في بعض الدول الإسكندنافية ، من سنوات ، تُظهر هذه الحقيقة ، بجلاء ؛ إذ بادر الكثيرون ، من مواطني الدول الإسكندنافية ، في الدانمارك والنرويج ، إلى الاعتذار، واتخاذ مواقف حازمة ، ضدّ المسيئين ، ممّن رسمَ الصور، وممّن نشرَها ، وممّن روّج لها ؛ ولا سيّما ، بعد الاحتجاجات ، التي عمّت العالم الإسلامي ، وهدّدت ، بمقاطعة المنتجات الدانماركية !  

 وما جرى، في سورية ، من مآسٍ، عبر السنوات السبع الماضية ، أظهرَ، بجلاء، أنّ ثمّة أناساً، في دول أوروبّا ، وغيرها ، يتعاطفون ، بقوّة ، مع ضحايا العنف الإجرامي ، الأسدي ، ويبذلون الكثير ، من جهودهم وأموالهم ، لإسعاف الضحايا ! وصورة الطفل إيلان ، التي ظهرت ، على أحد الشواطئ ، وهزّت الضمير االعالمي ، هي أحد الأمثلة !

ولقد تعاطف المسلمون ، في دول الخليج العربي ، مع مأساة الشعب السوري ، وما يزالون .. وبذلوا الكثير، من أموالهم ، ومازالوا يبذلون ؛ بالرغم من المواقف السلبية ، لبعض الحكومات، والتي قد تثير مشاعر سلبية ، لدى بعض السوريين ، تجاه الدولة وحكّامها ، فتَصدر بعضُ الكلمات الناقمة المتسرّعة – دون تبصّر- من بعض الأفراد ، الذين ذُبح أهلوهم .. ضدّ الدولة ، وكلّ مَن فيها ، من مواطنين ، حكّاماً ومحكومين !

 وبناء على هذا؛ ليس من البِرّ ، ولامِن حُسن الخُلق ، ولا حتّى من المصلحة العامّة ، أن يؤخذ شعب كامل ، بجريرة بعض أبنائه : حكّاماً كانوا ، أم محكومين !

وانطلاقاً من المبدأ ، ذاته : لا يجوز لوم الشعب السوري ، كلّه ، على حماقة بعض أبنائه ، الذين يوجّهون  نقدهم ، إلى شعب ما ، يتعاطف أكثر أبنائه ، مع مأساة سورية ؛ فيُتهم شعب سورية ، كلّه ، بأنه ناكر للجميل !

وسبحان القائل : ( ومَن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً) .

وسوم: العدد 783