بطاقة عزاء إلى كل مكلومة ومكلوم، لم ينتصر ذو نواس ولكن أصحاب الأخدود انتصروا

ثماني سنوات مضت من عمر الثورة السورية ومعراج الشهادة مبسوط بين الأرض والسماء ترقى عليه أرواح الذين أكرمهم مولاهم بقوله " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ".

وفِي هذه الأيام وبعد أن أحكمت غدرة أشرار العالم طوقها على ثورة الشعب السوري ؛ وبعد أن اطمئن القاتل المجرم الأثيم على تجديد أوراق اعتماده من قبل ثلاثي الشر العالمي الصهيوني - الروسي - الأمريكي بدأ المجرم بكشف المزيد من أوراق إجرامه بإبلاغ السوريات والسوريين بمصير الآلاف من الأبناء والآباء والأزواج والأخوة والأخوات ...

أرواح عذبة جميلة ، وحيوات مترعة بالأمل وحب الله وحب رسوله وكتابه وحب الحق والخير وحب الحرية والكرامة أزهقتها يد المجرم الأثيم تحت سمع أشرار العالم وبصرهم وبرضاهم ومباركتهم.

فإلى كل أم وزوجة ويتيم ويتيمة وإلى كل أب وأخ وأخت ...يصلهم اليوم نبأ الفاجعة الأليمة بفقد الحبيب ، وخبو الرجاء، وانقطاع الأمل.... أتقدم باسمي وباسم إخواني في جماعة الإخوان المسلمين بأجمل وأرفع وسام عزاء " وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء "...

تقبل الله فقيدكم شهيدا ، ورفعه سعيدا ، وحشره شفيعا، وعظم الله أجركم ، وجبر كسر قلوبكم ، وألهمكم الصبر ، وجميل الاحتساب وعوضكم وعوض سورية الحبيبة في أبنائها خيرا ...

أبها الأخوات والأخوة

أيها الأبناء والبنات

 ظنوا بالله خيرا فإن تفقدوا ...فقد فقد رسول الله على طريق نصرة هذا الدين عمه حمزة وابن عمه جعفر ومولاه زيد....

أيها المكلومات والمكلومون ولا تحسبن أن الطاغية السفّاح قد انتصر كما يقول المثبطون والمتخاذلون وإذا كان ذو نواس الطاغية قد انتصر على شهداء الأخدود فإن بشار الأسد قد انتصر على شهدائنا الأبرار ؛ لقد قتل شهداءنا قتلة ارتقوا بها إلى حناجر طير خضر على أغصان الجنة يتساءلون، وقتلوه في التاريخ ، فباء باللعنة وبسوء الدار .

أيتها المكلومات ... أيها المكلومون ...

وإنا على العهد على المضي في طريق من صدق وقضى باقون حتى يفتح ربنا بالحق وهو خير الفاتحين ... ولن تذهب دماء الشهداء هدرا بل ستزهر في حياة السوريين نورا وحبا وحرية وكرامة ...

تيقنوا أن الله معكم ولن يتركم أعمالكم ..

الله مولانا ولا مولى لهم ...

ولا سواء ... كما علمنا سيدنا رسول الله فشهداؤنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر .... وقتلى المجرمين في النار.

وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ".

والله أكبر ولله الحمد

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 783