الكيان وتداعيات الغرور
الكيان المحتل وبأسلوب غير متمدن ولا حضاري يعبّر عن استغلاله للمشاعر الدينية من خلال تشجيعه للأصولية اليهودية التي تشير إلى منبع الارهاب والتطرف الديني بينما نرى إهمالًا وتهميشا لليهود الوسطيين فإبراز العدوانية يدل على العقلية الإرهابية والبدائية التي تنبعث عن نفسية تتعمد الإرهاب.
وفي الحقيقة إنّ الشخصية الصهيونية إرهابية لطالما تسعى إلى فرض الأمور بطريقة قهرية من شأنها أن تستثير العنف لدى الطرف الآخر، فإن تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى أمر لا يؤيده واقع ولا منطق ولا عرف ولا قانون، والسلوك "اليهودي العنصري" تُجاه القدس وأهلها والمناطق المقدسة؛ هو إضرار باليهود أنفسهم ونراه استغلالًا بشعًا لتغطية الفساد الكبير الحاصل جراء الاحتلال وإثارة العداوة والبغضاء بين الناس، فالكيان الغاصب هو من أسوء الأنظمة الفاسدة التي تتقنّع بالديمقراطية، ذلك القناع الذي نزع عنه إثر افتضاحه في التصويت على القانون الأخير الذي كشف عن الوجه الحقيقي للصهيونية التي لا تمت إلى الديمقراطية بصلة، بله وتستغل النفاق العالمي في تغطية وجهها القبيح ...
فهذه الانتهاكات والاستفزازات من الكيان الغاصب لحقوق السكان الأصليين على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم من شأنها أن تزرع العداوة والبغضاء في أرض توصف بأنها أرض المحبة والسلام.
إن الانتهاكات ضدّ المسجد الأقصى المبارك مستمرّة ومتكرّرة وتزداد يومًا بعد يوم، رغم أن هذه الوسيلة سلبية لكنهم يستخدمونها لأنها تهدف إلى إبقاء اليهود تحت التهديد قدر المستطاع فيستمر الكيان الغاصب بتبرير ما يمارسه من فساد وإفساد من شأنه أن يجرد معه اليهود من إنسانيتهم.
فالقراءات التاريخية المختلف عليها لا تقدم حلًا، بل نراها تؤكد على استمرار الصدام والانتهاكات وتظهر الفظائع من العداوة والبغضاء... فإعلانهم عن الرغبة في إبادة السكان الأصليين وتهجيرهم؛ يفضح الولايات المتحدة أيضًا والتي تبدو فاقدة للأهلية كلما درا الحديث عن جرائم اليهود في بيت المقدس.
لابد من العمل على حماية المسجد الأقصى ودعم صمود أهلنا في القدس من التغوّل اليهودي ولا بد من محاسبة النظم الاستبدادية التي كانت سببًا في وجود بل في تصاعد هذا الإرهاب اليهودي ضدّ شعبنا الأعزل ولا بد من فضح جرائم اليهود اللامتناهية.
لا ريب بأن هذا القانون يكشف عن حقيقة الكيان الغاصب ويبين أنه ليس حاملًا للديمقراطية ولكنه يرتدي قناعها ويتسربل بها، في الوقت الذي يصنع الإرهاب ويحرّض عليه ويقود بسلوكه الى الإرهاب فهو يمارسه على اليهود أنفسهم باستغلال الشعب اليهودي المستعمر من قبل الحركة الصهيونية.
أما اليوم فقد سقطت الأقنعة عنه، وسقطت القنوات الإعلامية التي كانت تشوش على الأفكار فهذا القرار الأخير بأن الكيان الصهيوني يمثل الديمقراطية الغربية يدل على أننا نعيش في عالم متوحش.
العالم المتوحش هذا يحكمه أشخاص أشد خطورة من الحيوانات المفترسة، فالأولى تفترس لتأكل بينما هؤلاء لا يرون إلا أنفسهم وكل ما سواهم ملكًا لهم يفعلون به ما يشاؤون....
فهان الشعب في نظرهم وهانوا هم في نظر شعوبهم فراحوا يطلبون الشرعية من القوى الأجنبية، وراحوا ينهبون ولا يشبعون، ويحرمون شعوبهم من أبسط حقوقهم ويسكتون أسيادهم بأموال الشعب المسكين، بل إن دماء الشعب مهدورة عندهم...
وكل هذا الفساد لحماية الكيان المحتل من خطرٍ مزعوم يتاجر به هؤلاء الحكام بالكلام ليجبروا الكتلة البشرية الغير مجانسة على التجمع الغريزي من الخوف بوهم مصنوع ومختلق.
من المؤكد ان الحكم الصواب: أنهم ليسوا قومية واحدة بل حركة صهيونية عنصرية اختلطت دماء أدعيائها في الشتات وتبدّلت وكثر فيهم من ليس منهم، فلا صلة لهم ببني إسرائيل ولا لهم صله بالسامية التي يزعمونها، وإنما يعملون على ابتزاز الناس في الشرق والغرب ويستغلون ضعف الحكام أمام غرائزهم وحاجاتهم، ويستخدمون نفوذهم المالي في اعلاء النكرات فلا يرتفع مرتفع إلا وأوراق سقوطه جاهزة بيدهم يستخدمونا ضده في حال خروجه عن تعليماتهم؛ فلذلك يسمع لهم ويطيع كمطية الراعي يسير ويسير معه القطيع (Bell-wether) من حكام العربان ...
وسوم: العدد 785