لغزٌ اسمُه الباجي قايد السبسي

أجهَضوا الربيع العربي في مصر بانقلاب عسكري وفي اليمن وسوريا بحرب أهلية وخارجية وفي تونس بتنصيب الباجي قايد السبسي رئيسا.

قولوا لي بربكم: ما علاقة الرجل بثورة الياسمين ضدّ الدكتاتورية وهو الذي قضى حياته كاملة في خدمة الدكتاتورية؟ بورقيبي حتى النخاع ، وزير داخلية " المجاهد الكبر" لمدة 13 عاما ، و وزير الداخلية في النظام الاستبدادي تتلخص مهمته في خنق الحريات وانتهاك الحقوق وتكميم الأفواه وملاحقة المعارضين مهما كانوا وطنيين سلميين.

في مصر انتصرت الثورة الشعبية السلمية فعيّنوا (هم ؟) الجنرال شفيق وكان من المفروض ان يصبح رئيسا، وفي تونس – قبل مصر – كانت فرحة الشعب عارمة بعد هروب الرئيس المخلوع فتوّجوا ( هم ؟) فرحته بتعيين السبسي وزيرا أول بعد إخراجه من الأرشيف !!! من يصدّق أنها صدفة فقط؟ بيّنت الأحداث بعد ذلك أن الثورة المضادة كانت تتحرّك بدقّة هنا وهناك لتحرم الشعب من الحرية والكرامة وتسيير شؤونه بنفسه.

في التسعين من العمر يصبح رئيسا على شعب حرّره الشباب وأغلبية مواطنيه شباب، ولولا دعم دولة الإمارات وأموالها الطائلة وتدخلها السافر لما فاز بالرئاسة أبدا.

الرجل يحمل على عاتقه مهمة مقدسة هي محو معالم الإسلام و تكريس العلمانية المتوحشة العدوانية بقوة قانون الأقلية ضدّ إرادة الأغلبية، لا يبالي برأي عام ، وكيف يبالي به وهو يُمعن في مخالفة قطعيات الدين ويتشبّث بذلك ويبصم بالعَشَرة؟  يبدو أنه يريد أن يكون أتاترك تونس ويفتخر بذلك.

من المفروض أن المسلم إذا تقدمت به السنّ مال إلى الاستقامة رجاء الخاتمة الحسنة، فما بال الرجل يتمادى في كل ما يسخط الله تعالى ؟ ما الذي يُرضيه في إلغاء عدة المطلقة والمتوفى زوجها ؟

أذكرُ أنه مباشرة بعد إقراره زواج المسلمة بغير المسلم سافر إلى " دولة التوحيد " فأهداه شيوخها قطعة من كسوة الكعبة تكريما له !!!

أليس لغزا؟

ولا بدّ أن نسأل أحباءنا في حركة النهضة عن جدوى تنازلاتهم الجوهرية للعلمانية، هل أفادت الحركة وتونس وشعبها شيئا؟

نحبّ تونس الشقيقة ونرجو لها الخير وننتظر فهم ألغازها.

وسوم: العدد 785